بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة أن يسود التفاهم بين المحافظين ورجال الدين
ما أود الحديث عنه وإن سبق الإشارة إليه، إلا أنه من الضروري تكرار التوصية به، هو أمران: الأول أن تحاولوا ما أمكن التوافق مع رجال الدين وقد أوصيت رجال الدين بهذا مراراً، ولكن انتهز فرصة وجودكم لأوكّد عليكم ذلك. حاولوا كسب الناس بتوافقكم مع رجال الدين فتأمنوا من الخطر والضرر، فالضرر لا يأتي إلا من ناحية الاختلاف والفرقة لذا يجب أن يسود التفاهم والانسجام بينكم وبين رجال الدين، فإنكم تعلمون أن كل ماتم تحقيقه وانجازه حتى الآن، والتقدم الحاصل هو ببركة الوحدة والتوافق بين مختلف شرائح المجتمع. وأن الأعداء الخارجيين اذا ما أرادوا تنفيذ مخططاتهم في بلدٍ ما زرعوا الفرقة والاختلاف فيه، ليدبَّ الفساد والضعف فيسهل عليهم تحقيق مآربهم بذلك. فهم لا يتدخلون بشكل مباشر، ونحن مسؤولون بدورنا عن حفظ الاسلام؛ وحفظه لا يكون إلا بالتفاهم والتوافق، التفاهم والتوافق بين مختلف شرائع المجتمع، بين الشعب ورجال الدين، بين رجال الدين والمحافظين، وبين الشعب ورجال الدين والمحافظين، إنه تكليف الهي نحن مسؤولون عنه جميعاً.
واجبُ المحافظين، دعم الحكومة
وأمّا الأمر الثاني فهو من الواجب على جميع المحافظين أينما كانوا دعم الحكومة وتعزيزها. دعم رئيس الوزراء، والمجلس، لأن أي اختلاف لاقدر الله من شأنه أن يولد شرخاً ويضر بالاسلام، واذا ما تضرر الاسلام فلن تقوم له قائمة بعدها قروناً عديدة. فلونجح أولئك الذين يكيدون للاسلام وذاقوا طعم الهزيمة على يديه في اسقاط هذه الجمهورية الاسلامية من خلال استغلالهم للخلافات والفرقة بيننا، فما الذي عسانا نجيب به الله ورسوله والأجيال القادمة؟
لذا علينا جميعاً أن نتكاتف مع بعضنا البعض وندعم بعضنا بعضاً، وأعود وأؤكد أنه طالما ساد التفاهم والوئام بين أبناء البلاد ومسؤوليها، فلن تتعرض لمكروه أبداً، واذا مالحقها ضررٌ فسيكون بسبب الاختلاف بين المسؤولين عنها.
وكما أمر الشارعُ المقدّس، فإن على الحكومة والمجلس والسلطة القضائية أن تشعر بأن من واجبها حفظ الوحدة ونبذ الاختلاف فيما بينها. فأي اختلاف اليوم من شأنه أن يسري إلى جبهات القتال، وفي حال وقوع ذلك لا قدر الله، ستكون الطامة الكبرى، فالغالبية تعارضنا اليوم، حتى الذين يوافقونا، يوافقونا في الظاهر فقط. ومع ذلك استطاعت قواتنا المسلحة، الجيش، الحرس، وقوات التعبئة، وسائر القوى الأخرى من تحقيق انتصارات باهرة. وذلك لأنها تعيش الوحدة فيما بينها. وإنكم لن تستطيعوا تصور حجم الكارثة التي من الممكن أن تقع فيما لودبّ الخلاف بين رجال الدين والمحافظين، وتسرب إلى الشعب وانعكس ذلك على جبهات القتال. لأن ذلك يعني القضاء على الاسلام وعلى الجمهورية الاسلامية، وليس هناك مصيبة أعظم من ذلك. لذا على الجميع أن يدركوا واجباتهم في حفظ الوحدة والانسجام فيما بينهم، حتى تحقق هذه المسيرة أهدافها.
اسعوا لخدمة المحرومين ومتابعة شؤونهم، خصوصاً أنتم مسؤولو المناطق النائية والبعيدة، عليكم السعي وبكل جدية في خدمة المحرومين والمستضعفين الذين عانوا زمناً طويلًا من الفقر والحرمان والظروف المعيشية السيئة، اسعوا جادين في حل مشاكلهم وتأمين حاجاتهم، من ماءٍ وكهرباء ومدارس وطرق. اخدموهم بكل اخلاص وجدية فانهم أولياء نعمتنا.
وليس عند الله أعظم مثوبةٍ من خدمة المحرومين وسكان الاكواخ وبيوت الصفيح.
والسلام عليكم ورحمة الله.