بسم الله الرحمن الرحيم
المنّة الالهية في استيقاظ مختلف القوى وانتصار الثورة
في البداية أودُّ التوجُّه بالشكر إلى ضيوفنا القادمين من خارج البلاد، الطلبة الأعزاء الذين يواصلون جهادهم في سبيل الله على الجبهات خارج البلاد، وأسأل الله تعالى لهم التوفيق في تحقيق أهدافهم الاسلامية.
إن هؤلاءالطلبة الأعزاء، الذين هبوا لنصرة الاسلام والجمهورية الاسلامية ولنصرة هذا البلد العزيز في الخارج، متحدِّين كل الصعوبات والعقبات، يستحقون الشكر والتقدير. وإنهم لمجاهدون يخدمون الاسلام في الجبهات الخارجية، وآمل أن تسجل اسماؤهم في صفحات العز الاسلامية. وأن يحفظهم الله ذخراً للاسلام ولإنقاذ بلادهم من كل انحراف. كما أتوجه بالشكر إلى جميع الأعزاء العاملين في القوة الجوية من طيارين وفنيين على توحُّدكم وضم صوتكم إلى أصوات اخوانكم، والخدمات القيمة التي تقدمونها في سبيل الاسلام، وقطعكم أيدي المجرمين والغزاة عن بلادكم وسوف لا تسمحوا لهم بالعودة إلى هذا البلد إن شاء الله. لتعاود السلب والنهب والعبث فيه من جديد. انكم على علمٍ بما كان عليه وضع الجيش زمن الشاه المخلوع، فكثيراً ما كانوا يرددون على مسامعنا كلماتِ الاستقلال والمدنية، ولكن على أرض الواقع لم نكن مستقلين في أي شيء، ولم يكن هناك أي وجودٍ لهذه المدنية المزعومة التي طالما تحدثوا عنها. إلى أن منَّ الله على شعبنا والمسلمين وصحوةِ مختلف قوانا الشعبية والعسكرية، فمنذ نهوض القوى الشعبية بالثورة، التحق بهم الجيش، خالعاً من رقبته قيد الطاعة للطاغوت، ليتحول بذلك من جيش طاغوتي إلى جيش إسلامي انساني، فمنذ البداية ومنذ انطلاقة الثورة عاد الجيش إلى أحضان الشعب وسارا معاً في درب الجهاد والنضال حتى تحقق النصر، ولازلنا في وسط الطريق، لأن القوى الكبرى من أمثال أمريكا والاتحاد السوفيتي لن يتركونا بحالنا، ولايزالون طامعين بنا ويسعون للقضاء على ثورتنا واعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه في السابق من خلال تحريكهم لعملائهم في داخل البلاد وخارجها ومحاولة اختراق أجهزة الدولة، خصوصاً المؤسسة العسكرية.
ولكن ما دام هذا التحول والتغير العظيم الذي حدث في بلادنا بفضل العناية الالهية، وأنقذ شبابنا من الضلال والانحراف وأنقذكم أنتم أيها الأعزاء في القوى الثلاثة من إمرة الطاغوت، أقول ما دام هذا التحول باقٍ ومستمر، فلن يصيبكم ولن يصيب هذا الشعب أي ضرر.
زيادة اليقظة والانسجام بين القوى المدافعة عن الثورة
المهم هو أن يعرف كلّ منا واجباته الاسلامية والوطنية، لاتظنوا أن القضايا قد انتهت عند هذا الحد، وأن ايران باتت في مأمنٍ من الخطر، وأن الذين يترصدونها سيقفوا مكتوفي الأيدي. علينا أن نزيد في يقظتنا ونزيد في وحدتنا وانسجامنا يوماً بعد يوم. على جميع القوى أن تنظر لنفسها على أنها تشكل قوة واحدة، تمثل جيش الاسلام الالهي، فلا يغرُّها اختلاف أسمائها، فتعتبر كل قوة نفسها منفصلة عن الآخرين. فالأسماء مختلفة ولكن المعنى واحد. وما دامت هذه الوحدة قائمة بين القوى، الجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة فانها ستبقى مصونة من كلّ بلية. ولاقدر الله أن يأتي ذلك اليوم الذي ينجح فيه الأعداء بزرع الخلاف بينكم ولا قدر الله أن يأتي ذلك اليوم الذي تنفذ فيه عناصر فاسدة ومنحرفة إلى صفوفكم وتزرع الخلاف والشقاق بينكم وبين قوات الحرس: فإن وقع ذلك واستطاعوا تشتيت شملكم وتفريق وحدتكم، فكونوا على اطمئنان بأنهم سيعيدون الأمور إلى ما كانت عليه في السابق ويخضعونكم إلى إمرتهم من جديد، ويسعون إلى تصفية العناصر الاسلامية بينكم حتى لا يبقوا على أحد منها.
فلابد من التحلي باليقظة والحذر، كما على الشعب والحكومة أن يكونوا يقظين ولا يغفلوا عن الذين يكمنون لهم ويترصدونهم ليبتلعوا بلادهم ابتداءً من أمريكا حتى الاتحاد السوفيتي. لذا فعلينا أن لا نشك أبداً، في أننا وبالاعتماد على الله تعالى وقدرة شعبنا، وبإتحادكم ودعم وتأييد جميع فئات الشعب لكم، سنبقى مصونين من كلِّ ضرر.
وضع حد لاطماع المعتدين والانتقام منهم
والحمد لله أن ما وعدتم به، منذ الأيام الأولى لهجوم صدام، بتوجيهكم صفعة قوية له، قد تحقق، وقد أفقدته الضربات المتلاحقة، ولم تعد تنفعه كل المساعدات التي تقدم إليه من الخارج أو من بعض دول المنطقة. واليوم تجدون صدام كيف يجري لاهثاً، ويترجّى هذا وذاك حتى يتوسطوا بالمصالحة، ولكن مصالحة على الطريقة الامريكية. غافلين عن أن ايران اليوم يحكمها الاسلام، وأن الاسلام لايسمح بالصلح مع عدو لم يرحم الصغير ولا الكبير في بلده قبل بلدنا، فإصلاح ذات البين، لا يصدق على طائفتين إحداهما مسلمة والأخرى كافرة، لا تؤمن أصلًا بالاسلام ومؤسسها أمثال عفلق «1» الملحد الذي لا يعتقد بأي من الاديان السماوية.
لا معنى لجلوس ايران الاسلامية على طاولة الصلح مع دولة لا تعتقد بالاسلام ولا بأي من الأخلاق الانسانية. وإنها ستستمر في حربها وتوجيهها الضربات لهذا النظام البعثي الكافر، حتى يرضخ ويستسلم وينفذ ما عليه تنفيذه صاغراً. فلو أن ايران كانت ترضى بالصلح الامريكي، لما قطعت علاقاتها مع أمريكا وألقت بجواسيسها خارج البلاد. واليوم ان مدت يدها وقبلت بالصلح الأمريكي فإن صدام وأمثاله سيتنحون جانباً، ولكن مستشاري أمريكا سيدخلون المعركة هذه المرة، نحن لا نستطيع أن نقبل صلحاً من صنع أمريكا، لا يلزم صدام بكل ما نريده، شخصاً كهذا ينادى ومنذ البداية بأنه قائد القادسية ويشن حربه على بلاد المجوس، ولا يعتقد بالاسلام ولا بأخلاقيات الاسلام. يأتي اليوم ويتظاهر بالاسلام في أحاديثه في الاذاعة. الآن وقد شعر بضعفه تذّكرَ الاسلام. ولوأعطي هذا الخبيثُ فرصة، لوجدتموه أعاد تجهيز قواه وشنّ عدواناً جديدةً على بلدكم أسوأ من قبل. فاليوم وأنتم الأقوى يا قوات الجيش والحرس والتعبئة والعشائر، حافظوا على قوتكم، حافظوا على وحدتكم، وتقدموا إلى الامام على بركة الله، فإن الله معكم. وكلي أمل بفضل جهودكم ومساعيكم الحثيثة أن تُحبط كل هذه المؤامرات، وأن تبقى ايران إلى الأبد حرةً مستقلة كريمة. فهؤلاء الذين يريدون لنا أن نصالح صدام ونوقف الحرب، هم في الحقيقة يريدون لنا الصلح الامريكي، وان بعض هؤلاء أمريكيون من رأسهم حتى أخمص قدميهم، وكانوا من المتعاونين مع الشاه المعزول، واليوم أصبحوا مسلمين، ويصرخون ويذرفون دموع التماسيح على وطنهم وحفظ دماء أبناءه.
نتمنى لكم التوفيق وسائر القوات المسلحة في المضي قدماً فيما أنتم فيه. بكل قوةٍ وصلابةٍ وتوكلٍ على الله تبارك وتعالى، وان يحفظ بلادكم من أن تعود وتطالها أيدي القوى الكبرى الفاسدة، التي نأمل أن لا تجد لذلك سبيلًا. طبعاً لا شك هم لايزالون طامعين بنا، وطمعهم لم ينقطع بعد. ولهذا أثاروا الآن مسألة السلام، هم يريدون لنا سلاماً امريكياً ونحن نريد سلاماً اسلامياً نقتص بموجبه وبحكم الاسلام من الذين اعتدوا علينا وسفكوا دماء المسلمين في بلادنا وبلادهم وقتلوا علماء الاسلام في العراق.
نحن نريد أن نقتص من هؤلاء، ونقطع أيديهم، اننا نريد أن يزول هذا الحزب العفلقي المشؤوم ونظامه المجرم، وأن يستلم السلطة العراقيون أنفسهم، ليديروا بلادهم بأيديهم، وليس بأيدي صدام وأمثاله من الذين داسوا على كرامة العراق وكرامة جيشه وشعبه. وبددوا ثرواته بغبائهم وعنجهياتهم حتى أوصلوه اليوم إلى حد الافلاس. لدرجة راح معها النظام يبعث بجلاوزته ليجمعوا من النساء العراقيات حليهم ومجوهراتهم بالإكراه وبالقوة- لا كما كان يظهر التلفزيون العراقي بعض النساء العميلات وقد اصطففن في طوابير للتبرع بما لديهم طواعية- يجمعون حلي ومجوهرات الشعب ويبيعونها في أسواق الكويت وغيرها من الدول، ليملأوا بها جيوبهم ويحسنوا أوضاعهم وأوضاع أزلامهم. هكذا انسان يجب أن لايبقى على قيد الحياة ويتولى ادارة بلد اسلامي كالعراق. ان الاسلام لايسمح بالصلح بين مسلمٍ وكافر مجرم كهذا، وعلى جميع دول المنطقة أن تعرف أن الاسلام لايسمح لنا ولا لإي مسلم أن يحتل ولوشبراً واحداً من اراضيكم، وما نحن إلا في صدد الدفاع عن بلادنا وعنكم، والدفاع عن نواميسكم وعلمائكم ومتدينيكم، الدفاع عن شعوبكم، وفي حال تحقق النصر، فإن العراق سيكون لأهله، كما أن كل دولة من دول المنطقة ستكون لأهلها، فالدولة الاسلامية ليس لها طمعٌ حتى في شبرٍ واحدٍ من تراب أرض الآخرين. لكنها لا تسمح للطامعين ببلادها والمعتدين على شعبها، لا تسمح لهم بالبقاء أحياءً.
وفي الختام أسأل الله تعالى التوفيق لكم جميعاً شباب الاسلام. سواء العاملين منكم على خدمة الاسلام في الداخل أو العاملين على خدمته في الخارج فالجميع يجاهد لخدمة ايران، هؤلاء في الداخل وأنتم في الخارج، والله معكم والنصرلكم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله