شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة توسيع نطاق فعاليات الحوزة العلمية الاسلامية والفقهية]

طهران، جماران‏
الذكرى السنوية الثانية لشهادة السيد قدوسي.
ضرورة توسيع نطاق فعاليات الحوزة العلمية الاسلامية والفقهية
اسرة الشهيد وطلاب مدرسة الشهيد قدوسي.
جلد ۱۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۹۰ تا صفحه ۹۱

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الإساءة التي توجّه إلى الإسلام من قبل العلماء عديمي التقوى‏

إنه لمصابٌ جللٌ فقدُنا لشخصيةٍ مهمةٍ كالسيد الشهيد (قدوسي) «1» رحمه الله، لقد كنت أعرفه منذ سنوات طويلة، وكان من أهل العلم والعمل وفي النهاية سقط شهيداً على طريق الاسلام. نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة. وان شاء الله يتابع نجله من بعده السيرعلى نفس الدرب.
وأمّا بالنسبة إلى المدارس والحوزات العلمية فقد ذكرت كراراً، أن العلم بلا تقوى إن لم يكن مضراً فهو غير نافع، وأن ضرر العلماء غير الأتقياء على الاسلام أعظم من ضرر عوام الناس. فالأساس هو التقوى، ولكن نفس هذه التقوى اذا اجتمعت مع الجهل تضر أحيانا. فهناك من بادٍ عليهم الصلاح، ولكنهم ليسوا على مستوى جيد من المعرفة الدينية ولهذا يرتكبون أخطاءً. وأمّا اذا اجتمع العلم والتقوى في شخصٍ فقد نال سعادة الدنيا والآخرة والسيد قدوسي كان عالما تقيا.

دور الحوزات العلمية في النظام الاسلامي‏

على الحوزات العلمية أن تجدَّ أكثر من قبل في المسائل الاسلامية، وأن تحافظ على نفس المنهجية الفقهية التي كان عليها مشايخنا في السابق. وكما تعلمون فإن ايران اليوم تعاني من بعض الصعوبات والعقبات تحتاج معها إلى وقفة أهل العلم ومساعدتهم، صحيح أن دراسة العلوم الدينية والفقه تحظى بالأولوية، ولكن حفظ الاسلام أولى، وإذا ما اقتضى حفظ الاسلام أن يذهب علماء الدين إلى الجبهات لتشجيع المقاتلين، عليهم فعل ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى القضاء وموضوعاته التي أهملت في الحوزات العلمية، ولم يكن أحد يفكر أساساً في الخوض فيها، لذا لدينا نقص كبير يحتاج سدّه إلى همّة السادة وتعاونهم. ومع انى كنت سابقاٌ لا أجيز للمقلِّدين أن يتولوا زمام القضاء، إلا أنه مع النقص الذي نعانيه في الكادر، لا مانع من تولي المقلِّدين لهذا الأمر. وربما أنكم مطلعون على مدى الأهمية التي يوليها الشارع المقدس لأمر القضاء، ومع هذا كان الشيوعيون من يتولون شؤونه في البلاد سابقاً. لذا على السادة أن يشاركوا بجدية في هذا الأمر ليقطعوا الطريق على الفاسدين من الوصول إلى هذا المنصب الحساس.
إن الشأن القضائي مسؤوليتنا وعلينا حفظه إلى أن تقف الجمهورية الاسلامية على قدميها ويتوفر العدد الكافي من الكوادر، عندها يمكن للسادة العلماءأن يعودوا إلى وظائفهم الأساسية، العلم والتبليغ، التي هي أشرف الوظائف، ولقد كان رأيي في البداية أن ليس من شأن علماء الدين تسلّم مسؤوليات في الدولة. كنت أظن أنه من دونهم يمكن للأمورأن تجري. ولكن تبين لي بعد مدة أن الوضع اذا بقي على هذا الحال، فإن أصل الاسلام سيكون عرضة للخطر، ولهذا تراجعت عن ذلك، فما دام هناك نقص في القضاء لتأخذ الكوادر الصالحة مكانهم، يجب عليهم البقاء والاستمرار في مناصبهم والمسؤوليات التي يحملونها. حفظكم الله جميعاً ووفقكم للاستمرار في طلب العلم وخدمة هذا الشعب.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-السيد علي قدوسي: المدعي العام للثورة الاسلامية، الذي استشهد على يد أحد أعضاء جماعة المنافقين.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: