شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [مضامين الثقافة والفن خلال العهد البائد والسعي لاحلال الثقافة الاسلامية محلها]

طهران، حسينية جماران‏
مضامين الثقافة والفن خلال العهد البائد والسعي لاحلال الثقافة الاسلامية محلها
السيد محمد خاتمي (وزير الثقافة والارشاد الاسلامي) - نائب الوزير ومساعدوه ومسؤولو اقسام الوزارة
جلد ۱۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۸۴ تا صفحه ۱۸۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مضامين الثقافة في العهد البائد

ان الاعمال التي قمتم بها تستحق التقدير والثناء. فلابد من البدء من الصفر في مختلف المجالات. ان كل الاعمال والامور المرتبطة بوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي علينا البدء بها من الجذور وبذل جهود مضاعفة حتى نصل بها الى نقطة البداية، ولهذا السبب رأينا كيف حرّف حكام العهد البائد كل شي‏ء وبالاخص افكار الشباب وعادوا بهم للوراء بحيث ان المثقفين الذين زعموا بانهم يعملون على التحديث، فالتحديث بنظرهم يعني التحلل وعدم التقيد بأي ضوابط او مبادئ، ويعني كما ركزت الدعايات الداخلية والخارجية والصحف في اذهانهم، بانه كل شي‏ء يجب أن يكون مستلهم من الأجانب وكأنما الحياة غير ممكنة اذا كانت باسلوب مختلف، ولهذا فإذا أردنا تغيير الوضع الراهن والارتقاء بالافكار الى الطريق الصحيح فان ذلك يتطلب وقتاً طويلًا.
وهذه الثورة التي حصلت في ايران، كانت ثمرة جهود محمودة كبيرة دون تدخل ايد خارجية وتخلص شبابنا دفعة واحدة وبارادة الله سبحانه وتعالى من مستنقع الفساد هذا، وهم مستعدون الآن لتلقي التعليم والتثقيف فعليكم بذل مساعيكم لاعدادهم ثقافياً.
فكل الامور خاصة الثقافة والفنون في عهد النظام البائد تغيرت مضامينها وتبدلت. اي انه عندما كان احد يسمع باسم السينما فأول ما يتبادر الى ذهنه بانها بؤرة للفساد والتصرفات اللااخلاقية ومركز للاعمال المخالفة للاعراف والاصول. او ان سماع كلمة مسرح تذهب بفكر الانسان الى شي‏ء مبتذل يستغل للمفاسد، وقس على ذلك بالنسبة لبقية المسميات. وعليه فالمهمة الاساسية التي تقع على عاتقنا هي ان نعمل على اعداد افكار واذهان هؤلاء الشباب وحتى كبار السن ومدعي الفكر المحدث، لتقبل حقيقة اننا بشر وابناء آدم وان الامر ليس بهذه الصورة بأننا نمد ايدينا الى الاخرين ونستجدي منهم كل شي‏ء، ونتعلم منهم حتى الاخلاق واللغة التي نتحدث بها. ففي الوقت الذي‏ نرى البعض ممن تخلوا عن لغتهم وهجروها وراحوا يهتموا ببضع كلمات باللغة الانجليزية في كتاب ما، رغم امكانية توضيح نفس ذلك الموضوع بلغتهم الاصلية. واذا لم يكن الكتاب يحوي عدة مصطلحات اجنبية، فانهم يعتبرونه كتاباً لا قيمة له. فاولئك كانوا يريدون ان يكون وجودنا بكامله بايديهم يصيغونه ويشكلونه وفقاً لرغباتهم. وقد شاهدتم لوحات ولافتات المحلات التي هي في الغالب لمراكز بيع الادوية ومراكز بيع الكتب وغيرها تحمل اسماء اجنبية، وكل ذلك لانهم ارادوا اجبارنا على نسيان وتجاهل ثقافتنا الاصيلة. كما هرب عدد آخر من الاسلام تحت اسم ثقافة تاريخ ايران، حيث كان كلام بعضهم ممن اجتمعوا في الخارج قبل وقت ليس بالبعيد:" مما يثير العجب اننا علينا التوجه باجسادنا صوب كعبة العرب سبع عشرة مرة في اليوم ونقيم الصلاة مولين وجوهنا صوب هذه القبلة، واذا اخذنا من العرب ثقافة ايران لن يبقى لهم سوى الجمل"، في حين ان الاوروبيين وعلمائهم يعتقدون بهذا الامر من ان الحضارة الاسلامية متفوقة على سائر الحضارات. وفي الماضي زرعوا في اذهان وعقول الايرانيين ومنذ نعومة اظفارهم بأن يتعلموا كل شي‏ء ويأخذوه من أوروبا، وان القيم الانسانية مستندة اكثر إلى التغرب والتطبع بالأفكار والثقافة الاجنبية من رأسنا إلى اخمص اقدامنا. فهؤلاء السادة لا يكلفوا انفسهم بالجلوس واجراء المقارنة ومعرفة الفروقات الموجودة بين الثقافة الاسلامية وبقية الثقافات في مختلف نواحي الحياة. ويدرسون فكرة هل ان علينا مخالفة الاسلام لانه انتشر على يد العرب، والا يعني ذلك نفس التعصب العرقي الذي يريد الاوروبيون من خلاله جرنا للاستعمار والاستعباد وزرع بذور التفرقة والشقاق بين طوائف العرب والعجم والاتراك؟
وبناء على هذا، علينا بذل جهود مكثفة ولفترة طويلة لنؤمن بأننا نحظى بثقافة وحضارة انسانية عظيمة ذات قيم اسلامية سامية واذا كنا نعاني اليوم من شحة الطاقات البشرية، فان ذلك بسبب تعود عقولنا على ذلك النمط من التفكير. لذا فان انشاء وبناء مسرح منسجم مع الاخلاق الانسانية والاسلامية يتطلب جهوداً ومساع مكثفة، والسينما اذا ارادت ان تكون كذلك فان ذلك يتطلب وقتاً طويلًا وجهداً مضاعفاً. ولم يرد في نص السينما والمسرح ابداً بأنها يجب ان تكون مراكز للفساد او ان الفنون المقدسة فيها هي مجرد اشياء مبتذلة، ولا تتعدى ان تكون بهذا الشكل كي يتم تربية ابنائنا وشبابنا في الجامعات وفي الخارج والداخل بطريقة تحرف الجميع عن جادة الصواب وتقوده الى الفساد.

الاعلام في الخارج يبعث على الاسف‏

لقد منّ الله سبحانه وتعالى على هذا الشعب بأن انقذه من الحكم المشؤوم والظالم للنظام الشاهنشاهي. وكلي امل ان نفلح ببركة وجهود هؤلاء الشباب وبالاخص العاملين في الثقافة ووزارة الارشاد، أن نتمكن من العودة الى ذواتنا والاتكال عليها لاسترداد مكانتنا ونحن قادرون على ذلك ان شاء الله ولا ينبغي ان يدب اليأس في نفوسنا. فقد استقرت الاوضاع في ايران والحمد لله ولم‏ نعد تابعين للاجانب، وعلينا بذل ما بوسعنا من جهود لتبصير الجيل القادم وتوعيته ليكتشف الطريق الصحيح. وآمل ان يكون النجاح حليفكم خاصة في مجال مواجهة واحباط الدعايات القادمة من خارج البلاد التي تثير الاسف فعلًا. فما هي حقيقة ما يجري في العالم وماذا يقول اولئك الاجانب؟ فالاذاعات الاجنبية تتناسى وتتجاهل محاسن وايجابيات ايران او تحرفها وتشوه صورتها، واذا وجدت قضية بسيطة فهي تهولها وتبالغ فيها وتشن دعايات مغرضة ضد الثورة، لكننا نتوكل على الله سبحانه وتعالى، ونأمل منه سبحانه ان يتلطف بنا ويجعل نوايانا الهية وخالصة له وحده، لان من كان مع الله فان الله معه والنصر حليفه.
والسلام عليكم ورحمة الله‏
(دو صفحه جا افتاده است: 218 و 219)



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: