بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة معاضدة البازار للحكومة
إن ما يجب الانتباه إليه هو أن اكثر الدول تعادينا اليوم. لذا يجب علينا أن نتحد مع بعضنا البعض ونعزز وحدتنا. فإذا لم يكن دعم البازار فالجمهورية الاسلامية ستنهزم. إننا بحاجة إلى الوحدة ويجب أن نكون متكاتفين، وإن لم نكن كذلك سيقضون علينا. لقد شعرت القوى الكبرى كلها بأن الإسلام يشكل خطراً عليها وقد أعلن البعض أنهم يعارضون الاسلام الذي طرحناه في العالم. إنهم يريدون إسلاماً كالذي عند السعوديين. كما أن المنافقين يصرحون بأن الاسلام الذي يجيز قطع اليد ليس اسلاماً رغم ورود النص القرآني بذلك. طبعاً هناك غلاء وشحّة في السلع الضرورية وإنّ موظفي الحكومة هم اكثر الناس تضرراً. ولكن لابد من تحمل ذلك. فلو أن معاتبة بعضنا للبعض انتقلت إلى السوق والمجلس والحكومة وتحولت إلى خلافات فسنكون مسؤولين أمام الله جميعاً. فلو تلقى الاسلام اليوم صفعة لن يستطيع أن يرفع رأسه ثانية. لابد من تناسي بعض مشاكلنا لأجل الاسلام. إنني قد اقتربت من سن الخامسة والثمانين وما أعانيه من الضعف والإرهاق والقلق لا تشعرون أنتم به. وإذا كان ينبغي أن يتنحى أحد جانبا فهو أنا. ولكننا نخوض صراعاً الانسحاب منه خطوة واحدة يعني الهزيمة الكاملة. طبعاً لا يستطيع أحد ان يسيء إليكم أو إلى أمثالكم وإذا ما أسيء إليكم في جريدة أو في البرلمان فليس الحل أن تنسحبوا من الساحة. إن هؤلاء يخلقون المصائب للملتزمين لكي يخرجوهم من الساحة. يجب التواجد في الساحة بكل قوة. إن المصائب التي حصلت للرسول الأكرم لم تحدث لأحد من الناس ولكنه ظل صامداً حتى النهاية وأدّى واجبه. وهكذا الأئمة عليهم السلام، ولكنهم صمدوا حتى النهاية. لم يكن سجنهم بلا سبب، كانوا يسجنون لأنهم كانوا يتصدون لأعداء الاسلام. ونحن الملتزمين بالاسلام إن شاء الله، حيث نتطلع إلى ازدهار الاسلام وتغيير العالم ونرجو أن تقوم الشعوب بذلك. يجب ألّا نترك الساحة بسبب الأكاذيب والشتائم التي توجه إلينا. طبعاً إن المعارضة ستزيد الطين بلة فسوف يكرس كل وقتكم للردّ على الجرائد والبرلمان. بيد أن الأخوة والكلام اللين خير سبيل لحل المشاكل. فإذا ما أساء إلينا أحد وعاملناه معاملة حسنة فإن الأمر لا ينتهي إلى نزاع. إن لكم دوراً كبيراً في الثورة كما أن للبازار دوراً كبيراً فيها فلولا مناصرة البازار لما انتصرت الثورة. فلابد من تحمل المشاكل. عندما يخطو الانسان خطوة إصلاحية وبنّاءة يجب ألا يتوقع أن يقبلها الجميع إن البعض لم يقبل أميرالمؤمنين حتى نهاية عمره. إذا كان هدف الانسان خدمة الاسلام يجب ألا يتوقع من الجميع أن يقبلوا به. إن من يريد العمل لله يجب أن يتحمل صعاباً من قبيل السجن والتعذيب والإستشهاد إلى غير ذلك، فإذا ما وجهوا اليكم الشتيمة تحملوها لأجل الله ولكسب الثواب. يجب ألا ننسى بأننا قمنا بهذا العمل الكبير فهل يمكن ألا نسمع الشتائم من الشرق والغرب أو لانواجه فساد البعض في الداخل؟ إن عدداً من الفاسدين يريد تحريض البازار ضد الحكومة كما يريدون إثارة الحكومة ضد البازار. إن ما أقوله لكم أقوله لجميع من يأتونني هنا أرجو أن تكون العلاقة فيما بينكم طيبة وفقكم الله بمشيئته.
ضرورة المشاركة في الانتخابات
إن المسألة المهمة اليوم هي مسألة الانتخابات. لذا أدعوكم للإهتمام بالإنتخابات. إن أصحاب المهن المختلفه في البازار كان لديهم مندوبون في البرلمان في بداية الحركة الدستورية إذ كان للناس بعض المشاركة آنذاك. غير ان المفسدين عملوا بالتدريج على إبعاد المتدينين من البرلمان، وإن المتدينين لم يقاوموا بل تركوا الساحة. ثم رأيتم ما فعلوا بالمجلس. فإذا ما انسحبنا خطوة واحدة في المجلس القادم فإنهم سيبعدوننا في المستقبل القريب. يجب أن نتحل بالصبر، وينبغي أن يكون للبازار بعض المرشحين في الانتخابات. يجب ألا نقلّد الآخرين بأن يتحكم بنا بعض الأفراد. يجب أن ندقق كثيراً لنعرف من هم الذين لديهم الكفاءة في طهران ممن يدركون القضايا الراهنه ويؤمنون بالإسلام ويعملون من أجله. يجب أن نختار أشخاصاً صالحين من مختلف الفئات، وإذا كان لدى الآخرين أناس صالحون صوّتوا لهم وإلا فلا. إن زمام أمور البازار بأيديكم ولابد من ترشيح ما ترونه صالحاً. فإذا ما تساهلنا في أمر الانتخابات فإنهم سيضرون بنا عن طريق المجلس. يجب أن نعرف، إن كون المرشح مسلماً فهذا لا يكفي بل يجب أن يؤمن بالجمهورية الإسلامية وأن يكون مطلعاً على القضايا الراهنة. حاولوا إنتخاب أمثال المرحوم مدرس- طبعاً لا يظهر شخص مثل مدرس بهذه السرعة ولكن هناك أفراداً يشبهونه- إن من تختارونه يجب ان يكون مدركا للأحداث وألا يكونوا ممن يخافون كلام الروس أو الأمريكان، فلابد له من الصمود بوجههم. حاولوا توعية أهل السوق لكي يختاروا أناساً طيبين للمجلس حتى يكون المجلس القادم أفضل من سابقه. طبعاً هذا المجلس جيدٌ ايضا. وفقكم الله بمشيئته وجعلكم من جنود الإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله