بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة الاهتمام بكيفية برامج الإذاعة والتلفزيون ومضامينها
لقد كنت منذ بداية انتصار الثورة عندما تركت الأمور للسادة، مهتماً بالاذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية وقد حرصت على أن تكون القضايا المطروحة بشكل يؤدي إلى نشر الإسلام. لقد كانت الأوضاع مضطربة في البداية ومؤسفة جداً. فعندما كان قطب زاده «1» رئيساً للإذاعة والتلفزيون أوصيته بالتخلص من الموسيقى فهذه الأشياء التي لا يمكن حذفها من البرامج من الأفضل عدم بثها أصلا. ولكن لم يلتزموا بذلك. وعندما جاء العاملون في الإذاعة قلت لهم مراراً بأن الأمر يجب أن يكون كذا لأنه يعرض صورة عن الجمهورية الاسلامية سواء في مضامينها أو في كيفية برامجها. لقد كانت هناك نواقص في المضمون تم التخلص من معظمها وتحسنت البرامج كثيراً ولكنها ليست جيدة تماماً. فمثلًا هناك بعض الأمور التي يجب أن تذكر غير أنه قلما يتم التركيز عليها أو لا تذكر أبداً. فبعض الأمور التي ليست ضرورية يتم تكرارها كثيراً. كما أن بعض المسرحيات غير جيدة، فهناك مسرحيات للتعزية أخرجوها بشكل غير جيد كلما أراها في التلفاز أحزن كثيراً. إن المسرحيات بشكل عام جيدة ولكن تلك التي أخرجت كمسرحيات للتعزية في غالبيتها غير مناسبة يشمئز لها المرء. ربما هناك من يحبونها بين الناس ولكن هذا انطباعي الشخصي فإن عرضها في مثل هذا الوقت الذي تمر فيه الجمهورية الاسلامية غير ملائم للجمهورية الاسلامية. لابد من التركيز على القضايا الأساسية. كما أنه لاتتم تغطية خبرية جيدة لما يحدث في العالم. فهي مكررة مثلًا. يضيّع هؤلاء أعمارهم لمتابعة هذه الامور المكررة التي لاتتعدى أن فلاناً تحدث مع فلان وفلاناً التقى بفلان و فلان قال كذا إن هذا يقلل من شأنكم، يجب إصلاح هذه الأمور- بوجودكم أيها السادة- تدريجياً. هذا فيما يتعلق بهذا الجانب.
تكذيب مانسب إلى نجل الإمام
إن العاملين في هذه المؤسسة يجب أن يكونوا أمناء وألّا يذهبوا إلى الخارج ويتحدثوا بكلام يخالف الأمانة. فعلى سبيل المثال ان بعض العاملين في الإذاعة والتلفزيون سابقاً خالفوا الدستور محاولين إثارة البلبلة فيها- لا أقول إنهم كانوا متعمدين ولكن جرى ما جرى- فقد أمرت بعزلهم، وبعد ذلك تقرر أن يقدموا استقالاتهم. فجاء بعضهم يسألني لماذا قلت إن عليهم أن يقدموا استقالتهم؟ وحينها لم أتذكر الأمر فقلت إنني لا أتذكر ذلك، فذهبوا في الخارج وفي الحزب وفي أماكن أخرى- حسب ما نقل لي ولا أدري مدى صحة هذا الكلام- فأعلنوا عبر الهاتف بأن (احمد) «2» كذب علينا نقلًا عن فلان. انظروا إليهم كيف يتحدثون عن أسرتي حيث قالوا إن أحمد يكذب نقلًا عنّي. فافتروا هذه الكذبة الكبيرة التي تطلعون أنتم عليها ويطلع السيد الخامنئي عليها كما يطلع الناس عليها. حسناً لماذا هذه الكذبة؟ لأنهم أرادوا مهاجمة أحمد. إن أحمد ليس بيده شيءٌ كانوا يريدون الاستخفاف بنا. إنني أتوقع من السادة أن يتحدثوا عن الأمور بتأني. يجب ألا يكون الأمر بأن يكنّوا شيئاً في دواخلهم ومن ثم يقولون بأن أحمد نقل عن الخميني كلاماً كذباً. في حين أن الموضوع لم يكن كذلك إنكم مطلعون، إن السيد رئيس الجمهورية مطلع على ذلك إذ يعلم أنني قلت اعزلوهم. طبعاً لم أقل يقدموا استقالاتهم بل قلت اعزلوهم لأنهم خالفوا القانون، وكان الوضع هناك بشكل يؤدي إلى بلبلة، وقد قال لي السادة فيما بعد إن هذا ليس جيداً، وقال السيد الأردبيلي «3» الأفضل أن يقدموا استقالاتهم فقلت هذا افضل.
ضرورة مراعاة الموازين الاسلامية في الاذاعة والتلفزيون
طبعاً إنني أتوقع من السادة المتواجدين في الاذاعة والتلفزيون ألا يبدلوا الأمور إلى قضايا شخصية وأن تكون مصالح الحكومة ومصالح البلد هي الأساس. فعندما أكره شخصاً معيناً آتي إلى الاذاعة والتلفزيون واتحدث ضده بأنه كذا وكذا إن هذا يخالف مصلحة البلاد، لابد من التعاطي مع القضايا بصورة إسلامية وأن نتحلى بالأخلاق الإسلامية، وألا نسعى للإساءة إلى أحد. يجب أن نترفع عن هذه القضايا. إن المسؤولين عن الاذاعة والتلفزيون يعدون أمناء البلد الاسلامي وان موقع عملهم يختلف عن الأماكن الأخرى يختلف عن الوزارة، ولابد من توخي الدقة والحذر فيما يذكر لأن الأعداء يستغلونه. فلابد من الاهتمام بالموازين الإسلامية.
وإنني اكرر أن قليلًا من هذه الموسيقى مازال موجوداً، وعلى المسؤولين عن ذلك إلغاء هذه البرامج بالكامل إذا تعذر حذف الموسيقى.
[السيد محمد هاشمي (المدير العام للاذاعة والتلفزيون): هل تقصدون الأغاني؟]
نعم أقصد كل ماهو حرام.
إن هذه الأشياء الموجودة حول الحرب ليست شيئاً.
[السيد محمد هاشمي: أتقصدون الأناشيد؟]
نعم إن هذه ليست شيئاً وإن تدخل بعض الأحيان في دائرة الغناء.
[السيد هاشمي: إذا كنتم تقصدون أشياءً بعينها اذكروها]
أنا لا استطيع أن أذكرها، فأنا ليس لدي الوقت للاستماع إلى الإذاعة ماذا تقول؟ وماذا بها؟ إن المطلعين يجب أن يميزوا ذلك من خلال مهامهم. فعندما يريدون تسليم البرامج للبث عليهم أن يفصلوا بينها وبين الموسيقى وإن لم يتمكنوا من ذلك فليتم إلغاء البرنامج.
ضرورة إصلاح العروض الدينية
لابد من مراقبة المسرحيات حتى لا تكون مبتذلة. فأحياناً تكون بناءة وجيدة فأنا أتصور أن كثيراً من هذه المسرحيات التي يتم إخراجها في إيران جيد ولكن الجانب الذي يتناول التعزية وقراءة الرثاء الحسيني وما شابه ذلك تبدو غير مناسبة ولكن إذا كانت تعجب الآخرين فإنني لا أصر على ذلك. على أية حال إن عمل الإذاعة والتلفزيون لايقتصر على إيران بل يتوجه إلى العالم. فهي تستطيع تقديم صورة عن إيران للعالم إما أن تكون مشرفة أو سيئة. إنما يمكن أن تعطي للعالم الذرائع أو أن تسلب العالم جميع الذرائع. فالمذياع بات اليوم موجوداً لدى الجميع فلا يمكن القول إن الفقراء ليس لديهم المذياع. فقديماً كانوا لا يستمعون إليه فأنا كنت لا أستمع إليه ولكن اليوم يستمع إليه العلماء وطلاب العلوم الدينيه وكذلك الفقراء وأبناء المناطق النائية وإذا كان تلفزيون الجمهورية الاسلامية يبث في كل مكان فإن الأمر كذلك. كما أن البرامج تبث خارج البلاد وعلينا أن نفكر في ألا نعطي الآخرين الذرائع، يجب أن نسعى إلى أن نتوكل على الله فإذا ما حصل أي شيءٍ فاننا لسنا مذنبين، المهم هو أننا عندما نلتقي الله يوم الحساب لا نكون مقصّرين. فالسهو يختلف عن التعمد، يجب أن نعمل عملًا يبيض وجوهنا، وحينها إذا ماهزمنا فليست مهمة.
[السيد هاشمي: سوف لا ننهزم هنا أيضاً إن شاء الله]
عدم اعتماد الثورة على الأشخاص
لا توجد هزيمة إن شاء الله، وإنما أذكر هذا من باب التكليف. إن بعض المقربين والأصدقاء يقلقون لو لم تكن موجوداً ماذا سنعمل؟ فأجبتهم بأن الموضوع قد أخذ مجراه فلا يرتبط الأمر بوجود الأشخاص. فقد تصوروا بأنهم لودمّروا الحزب الجمهوري وقتلوا أعزتنا سيختل كل شيءٍ، إذ ذكروا إن الباقين لا يتجاوز عددهم شخصين فلو تم القضاء عليهما لانتهى الأمر، حسنا إن ذلك وليد جهلهم، إما أن حساباتهم خاطئة أم يريدون التشجيع على قتل المتبقين. على كل حال فإن الأمور قد أخذت مجراها الطبيعي. وإن العالم يحسب حسابات خاصة لإيران. إن توجيه الشتائم يعني الكثير. لماذا لا يوجهون الشتائم إلى الآخرين فهم يقولون إن إيران هي المسؤولة عن الإرهاب ويكررون ذلك. يقولون بأن إيران تتزعم الجميع فكل شيءٍ يحدث ينسب إلى إيران، إنهم يخشون إيران ويخشون ما نريده من تطبيق الإسلام، يخافون من انتشار الاسلام في البلدان الأخرى، انهم يخشون الإسلام، الاسلام الذي يقضي على المستكبرين والفاسدين، ويقضي على الفساد وعلى شرب الخمر، انهم يخافون ذلك. حسنا انهم لا يطيقون انتقال الاسلام إلى مكان آخر، وإن كان موجوداً في إيران يريدونه أن يختنق هنا. نحن لا نريد تجيش الجيوش والعالم يعرف ذلك، وفي الوقت الذي لا يعترفون بأن صداماً هو الذي اعتدى علينا يطالبوننا بالصلح، يطالبون إيران بقبول الصلح، إنه يريد التصالح مع الأكراد حتى يهاجم إيران في حين أنه يكذب على الأكراد. إنه يريد خداع الأكراد. يريد إدخال الأكراد في مخمصة تكلفهم غالياً، ثم يقضي عليهم، إنه يريد عملًا كهذا. وعلى الأكراد أن يدركوا أن صداماً لن يتصالح مع الأكراد ولن ينفعهم. إنه يتظاهر بالتقرب من الفقراء، فقد أعلنت إذاعة بغداد ليلة أول أمس أن قائدنا الذي يعرفه العالم، يذهب إلى القرى ويجالس الفقراء ويتغذى معهم ويتحدث إليهم بمعزل عن حراسه. حسناً إن هذا كلام يتكلمون به فنحن نعرف وهم يعرفون.
تصدير الثورة بالكلام وبالعمل
إن العالم وفقراء العالم والمظلومين قد أدركوا بأن الخطوة التي أقدمت عليها إيران ستشكل بداية طريق لصحوة عامة. اننا نريد تصدير ثورتنا بهذا النحو ولا نريد أن نقاتل أحداً، لا نريد إرسال الجيوش، إننا نريد أن نُفهم العالم حقيقة الإسلام من خلال كلامنا ومن خلال العمل الطيب الذي نقوم به. لنُفهم العالم أن الإسلام جيد للمظلومين وهذا الكلام سيتم تصديره إلى الجميع. إن هناك كثيرين الآن يُظهرون الندم ويتظاهرون بتطبيق الحدود الشرعية وهذا ناجم عن يأسهم. هل يريد صدام تطبيق الاسلام؟ ألا يعلم إن العالم يعرفه جيداً. أم يريد خداع الناس والإعلان بأننا مثلهم. إنه لا يريد الحياة للإسلام بل يريد إسلام ينفعهم، يريد هؤلاء إسلاماً يعجب امريكا. فلذلك علينا أن ننتبه إلى أن نكون إسلاميين حقاً في جميع شؤوننا. وأن يكون اعتمادنا على الله. أي أن تكون قلوبنا متصلة بالله وإن أصبح الأمر كذلك فعندئذ لا نخاف أحداً. فالموت آتٍ فإذا ماهاجمونا وقتلونا فليس هذا بمهم. أيد الله الجميع إن شاء الله، ووفّقنا في إسداء الخدمة إلى هذه الطبقة الفقيرة التي داسها المستكبرون طول التاريخ تحت أقدامهم، حتى ينالوا قسطاً من الراحة. حفظكم الله وسلّمكم إن شاء الله.