شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [مصائب البلاد في العهد البهلوي - تحذير دول المنطقة من مغبة دعم صدام‏]

طهران، جماران‏
مصائب البلاد في العهد البهلوي - تحذير دول المنطقة من مغبة دعم صدام‏
علي اكبر ولايتي (وزير الخارجية) - السفراء والقائمون بالأعمال الأجانب المقيمون في إيران‏
جلد ۱۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۵۸ تا صفحه ۲۶۱

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مصائب خمسين عاماً من الحكم البهلوي المظلم‏

أبادل السادة الذين شرفوا المكان بحضورهم و عبّروا عن احاسيسهم، الشكر وأسأل الله تبارك وتعالى الصحة والسعادة لجميع المسلمين والمستضعفين في العالم. لقد عشنا مصائب في العهد البهلوي المظلم على مدى خمسين عاماً وربما عايشتم أنتم هذه المصائب أو سمعتم بها. فعندما دخل رضاخان السياسة في ايران تعامل بنوع من النفاق حتى تسنّى له السيطرة على هذا الشعب. فإذا أردتم معرفة حجم الجرائم التي ارتكبها رضا خان بحق هذا الشعب فإن ذلك يتطلب مجلداً ضخماً يقوم بتأليفه كتّابنا وعلماؤنا. فلا يمكن الحديث عما ارتكبه رضا خان بحقنا خلال جلسة واحدة أو جلستين، فقد عامل رجال الدين معاملة لم يعاملها المغول شعباً من الشعوب. وقد عامل نساءنا معاملة لا يمكن ذكرها. كما تعامل مع الجامعات بنحو أدى إلى تخلفها. وعامل جيشنا معاملة أدت إلى تبعيته خلال خمسين عاماً أو أكثر. لقد قضى على استقلالنا، لم تكن لأحدٍ منّا حرية في هذا البلد فقد منع رجال الدين من إرشاد الناس وأغلقوا مجالس الإرشاد التي كانت لرجال الدين ممّا أدى إلى كوارث ومعاناة لهذا الشعب لا يمكن الحديث عنها. فبعد أن جاء به الانكليز ليسيطر علينا، أطاحوا به فيما بعد ليأتوا بابنه عبر الحلفاء فسيطر هو الآخر علينا. فكان عمل محمد رضا أسوأ من أبيه. فقد أهدر محمد رضا كرامة هذا الشعب، أهدر كرامتنا الإسلامية، فكل ما كان لدينا من كرامة أهدرها هذا الرجل. فقد وجه جامعاتنا وجهة كانت تخرّج طلبة يعادون هذا الشعب، وما أن يتخرجوا من الجامعات يشدوا الرحال إلى الغرب إلّا نادراً، فإن ما قام به من مكائد يفوق ما قام به أبيه. لقد اتّبع رضا خان أسلوب البطش والقمع ولكن الإبن اتبع سياسة المكر والخداع. فقضى على كرامة هذا الشعب. لقد أهدى ثرواتنا إلى أسياده لاسيما أمريكا، وأفسد شبابنا فكانت مراكز الدعارة في هذا البلد لا تعد ولا تحصى، وعملت على إفساد شبابنا. كانوا بأنفسهم‏ يقومون بتوزيع المخدرات كالهيرويين والترياق مما أسفر عن إفساد شبابنا. لقد ضاق شعبنا ذرعاً بتصرفاتهم وبددت طاقاته، فمنّ الله تبارك وتعالى على هذا الشعب فثار ونهض وصمد في وجه القوى الداعمة لمحمد رضا لاسيما أمريكا وعلى الرغم من أنه لم يكن يمتلك شيئاً سوى الايمان إلا أنه أطاح بمحمد رضا فحرّر البلد الذي كان يرزح تحت هيمنة أمريكا. فالجيش الذي كان يديره المستشارون الأمريكان ولو يكن مرتبطاً بالشعب، أعاده الشعب إلى أحضانه وطرد المستشارين وأغلق الوكر الذي يقوم بالتجسس تحت غطاء السفارة إذ نشرت الوثائق التي تدل على أنه وكر التجسس، في مجلدات ضخمة. وهكذا قرر هذا الشعب لأن يكون حراً مستقلًاً غير تابع للشرق والغرب.

مطالبة الشعب بالحرية وإعلام الأعداء

إن ذنب هذا الشعب اليوم هو أنه يريد أن يكون حراً، يريد أن يكون مستقلًا يقرر مصيره بنفسه. لقد وقفت غالبية الدول في وجه هذا البلد الذي يريد أن يكون حراً يسعى لتطبيق أحكام الإسلام فأنتم جميعاً تعرفون حجم الدعايات المضادة، إنكم داخل إيران وتسمعون الدعايات الأجنبية، إنها تثير الأسف والحزن لدى أصحاب الضمائر الحية. إنهم يتحدثون عن قتل الأطفال في شوارع إيران، إنها تتحدث عن عدم وجود أية حرية لأبناء الشعب الإيراني، إنها تتحدث عن عدم تحقق إية انتخابات حرة في إيران، وأن إيران تعيش كبتاً للحريات لا يوجد في أي منطقة من العالم. فكل أمر فاسد يحدث في العالم ينسبونه إلى إيران. وأي شعب ضاق ذرعاً يريد الثورة ضدهم ينسبون ثورته إلى ايران. إن هذه الدعايات تسعى للقضاء على إيران وعلى الجمهورية الاسلامية نهائياً. على القوى الكبرى أن تغير نمط تفكيرها وأن تدرك أن العالم قد تغيّر فليس العالم كالسابق حيث كان موزعاً بين بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي، إن عالم اليوم لا يقبل بذلك، عليها أن تغيّر حساباتها فالعالم لا يقبل بأن تقضي قوتان على العالم اليوم وتسيطر أقلية على ثرواته، عليها إعادة النظر في أعمالها.

فرض الحرب على إيران‏

لقد كان ذنبنا المطالبة بأن نكون أحراراً، المطالبة بإدارة بلادنا بأنفسنا ورفض وصاية أحد علينا. لأجل هذا عادونا. فمن جهة يشنون الدعايات المغرضة، ومن جهة أخرى شنوا هذه الحرب التي يريدون الآن إيقافها. فالجميع يعلم كيف هاجم العراق إيران جواً وبحراً وبراً. لقد احتل العراق أجزاءً من خوزستان وارتكب هذه الجريمة بإيعاز من أمريكا. وبعد أن هبت إيران للدفاع وهبّ شبابنا بقوة الايمان وطردوا المعتدي من بلادهم إلّا بعض المناطق التي مازالت تحت الاحتلال، فإن القوى الكبرى اجتمعت للحفاظ عليه. يريدون الإبقاء على هذا الوحش‏ الذي يعامل شعبه وعلماء شعبه وشعبنا بهذه الجرائم. إنهم يدعوننا إلى السلام!! إننا لم نحارب أحداً منذ البداية ولكننا لا نستطيع أن نتصالح مع صدام. إن صدام مجرم لا يحترم أي قانون وقد سبق له أن إتفق مع الحكومة السابقه- رغم عدم شرعيتها- ولكنه لم يلتزم بذلك «1». إنه يغير أفكاره كل يوم لذا من غير الممكن التصالح معه. فهل تظنون بأننا لو تصالحنا اليوم مع صدام فإنه سيلتزم بتعهداته. أم أنه يريد استعادة أنفاسه وتجهيز جيشه للهجوم ثانية، فقد هاجم بالصواريخ المدن العربية والكردية والفارسية منذ البداية وحتى اليوم والمؤسف أن الصواريخ من صنع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ومما يؤسف له هو أن دول المنطقة تدعمه.

تحذير دول المنطقة

لقد طالبنا دول المنطقة كراراً تعالوا نضع يداً بيد للتخلص من براثن القوى الكبرى. لا يمكن للمظلومين البقاء تحت ظلم القوى الكبرى بعد الآن. فإن الشعب الأمريكي نفسه لا يقبل بتصرفات رئيسه. لقد ضاق الأمريكيون ذرعاً بهؤلاء. فلا تظنوا أن عالم اليوم كالسابق. العالم لا يقبل بالبقاء تحت ظلمكم وأنتم جالسون في قصوركم. لابد من أن تفكروا في أمركم. وعلى البلاد الاسلامية أن تفكر في أمرها. أقول لمن يمثلون بلادهم في ايران، إطلبوا من مسؤولي بلدانكم بأن يفكروا في أمرهم إن صداماً زائل، فإن تركناه نحن فان الشعب العراقي لن يتركه. إنه زائل. فكروا في أمر ما بعد صدام إننا نطالب بالسلام مع جميع الشعوب في العالم، إننا نريد أن نعيش بسلام مع شعوب العالم إلّا أن القوى الكبرى تمنعنا من ذلك. فلولا هجوم صدام علينا لما كان يعنينا العراق، فالعراق بلد شقيق. الشعب العراقي اليوم شقيقنا أيضاً، فنحن لا نعادي الشعب العراقي. إن صداماً هو الذي يعتدي على مدننا. فقد رأيتم خلال اليومين الماضيين بأنه تكلم بعنجهية بأننا نهاجم مدنكم، فكان من المتوقع أن يقوم بذلك بالأمس إلا أنه لم يفعل. وبطبيعة الحال سيتلقى رداً صاعقاً. ولكن على الدول الاسلامية أن تعود إلى رشدها والا تتصور بأن الحفاظ على صدام ينفعها، عليها أن تحافظ على الاسلام.
إننا نريد الاسلام. حافظوا على الاسلام لتتخلصوا من شرور الشرق والغرب. أسأل الله تبارك وتعالى إنقاذ جميع مظلومي العالم من براثن الظالمين وأسأله أن يمنّ بالوعي على الحكومات الاسلامية وأن يخلّص الشعوب الاسلامية من وطأة هذه الضغوط وأن ينقذ المظلومين من الظالمين. وأطلب منكم أيها السادة إطلاع مسؤوليكم بأن إيران ليست كما يصورونها من إنعدام‏ الحريات فيها، واننا لا نسكن القصور لنمارس الظلم على الآخرين. إن إيران كما ترونها إن رئيس وزرائها ورئيس جمهوريتها ورئيس مجلسها كلهم أناس عاديون وأصدقاء الشعب. على الحكومات أن تعرف شعوبها وألا تمارس الضغط بحق الشعوب لم يعد العالم يقبل بذلك سيحدث انفجار يقضي عليكم وعند ذلك يتم القضاء على المساكين الذين هم مظلومون أيضاً. أسأل الله بأن يمنّ على الشعوب وعلى المظلومين كافة بالقوة والصحة والعيش بسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-إشارة إلى اتفاقيه الجزائر المبرمة بين ايران والعراق مما أدى إلى حسم النزاع وحل الخلافات الحدودية بين البلدين. لقد مزق صدام حسين في بداية هجومه العسكري على ايران هذه الاتفاقية واعتبر موادها لاغية.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: