مطلب مرتبط

پیام به ملت ایران در پنجمین سالگرد پیروزی انقلاب (ارزیابی شرایط ایران)ظلت الثورة الاسلامية كالجبل الشامخظلت الثورة الاسلامية كالجبل الشامخ
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [تقييم ظروف البلاد والثورة الاسلامية والحرب والقضايا الاجتماعية في الذكرى الخامسة لانتصار الثورة الاسلامية]

طهران، جماران‏
تقييم ظروف البلاد والثورة الاسلامية والحرب والقضايا الاجتماعية في الذكرى الخامسة لانتصار الثورة الاسلامية
الشعب الايراني‏
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۸ ص ۲۶۴ الى ۲۷۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الهي نشكرك بكل خضوع على ألطافك اللامتناهية ورحمتك التي لا نهاية لها حيث جعلتنا مرفوعي الرأس على أعتاب السنة السادسة للنصر. انقضت خمس سنوات على قطع يد الظلم الشاهنشاهي وظالمي العالم عن الشعب الايراني المظلوم. لقد كانت حسابات الشرقيين والغربيين وعملائهم المتغربين والمتشرقين خاطئة. اولئك الذين لا ترى أعينهم غير الظواهر والعلاقات المادية وهم غافلون عن قوة ما فوق الطبيعة. لقد كانوا يعتبرون من المستحيل أن يتمكن شعب أعزل من القضاء على نظام عمره 2500 سنة مزوّد بكل أنواع الأسلحة الأمريكية منها والغربية والشرقية. وكانت حساباتهم الأخرى مبنية على أن أية ثورة يجب أن تعتمد على الغرب أو الشرق، وبأن الثورة الاسلامية الفتية لن تستمر أكثر من عدة شهور ولكن ثبت عدم صحة هذه الحسابات. لقد مضت الشهور تلو الشهور بل مضت سنوات واستعادت ايران استقرارها وظلت الثورة الاسلامية ونظامها كالجبل الشامخ وجعلت العالم الشرقي والغربي في مواجهة قوة إلهية. والتفت الشعوب الاسلامية والمظلومون في العالم بإرادة الله المتعال حول الثورة ضد القوى الذرية والنووية، والنهوض ضد الباطل والديكتاتورية التي تتظاهر بالديمقراطية، وأنظمة القتل التي تدّعي مناصرة البشرية، وأنظمة النهب التي تتظاهر بالاشتراكية. ولا يستطيع أحد منع هذا السيل الجارف للعالم بالسلاح والقوة.
إن قوة الاسلام في ايران قد أشعّت بنورها على الشرق والغرب وأصبحت موضع نقاش القوى الشيطانية وذلك بفضل الله تعالى ولطفه الخاص والعناية الخاصة لولي الأمر وصاحب العصر أرواحنا له الفداء. ونشهد اليوم بأن أية ثورة أو نهضة تحدث في أية نقطة من العالم يقوم بها المظلومون والمحرومون، فإن سلطات القوى الجهنمية تشير إلى ضلوع إيران أو ضلوع الشباب الايرانيين فيها. إن أصحاب القصور الشاهقة من القوى الكبرى كالبيت الأبيض يحيطون قصورهم بأنظمة الأمن وتحلق الطائرات المقاتلة فوق سفنهم وأساطيلهم وقد سلبهم الله تعالى‏ الهدوء ومنح المجاهدين في سبيله النصر بالإرعاب «1». وإن مروّجي الإشاعات الذين يتوهمون إضعاف الثورة الاسلامية بأكاذيبهم وأباطيلهم يقومون بتعزيز صفوف المجاهدين في ايران بهذه الاشاعات رغم إرادتهم. وتكتسب الشعوب المظلومة والمظلومون في العالم معنويات عالية إثر ذلك وإن الله ينصر دينه على أيدي أعدائه.
على القوى العالمية أن تدرك أن عالم اليوم مختلف عن الأمس حيث كانت الشعوب تنسحب من الساحة عندما تنهرها القوى الكبرى، مثلها في ذلك مثل الحكومات، ولكن قوة أمريكا الشيطانية وأصحابها هي التي تغلق قصورها اليوم بمجرد حدوث انفجار في منطقة من العالم وتحيطها بجدران أسمنتية. إن الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم عدم ضلوعها في أي واحد من هذه الانفجارات إلّا أنها تتمتع بالقوة التي حطمت بها الأصنام الوهمية وأفرغت قلوب المظلومين في العالم من الرعب ونقلت هذا الرعب إلى قلوب الظالمين. وإن صدور ذلك من شعب أعزل من السلاح والمعدات يعتبر معجزة تحققت بقدرة الله. على الولايات المتحدة أن تعلم جيّداً أن اتخاذ القرارات العاجلة والمحاولات العمياء لن تجديها نفعاً فقد أعلنت مؤخراً أنها ستدرج اسم إيران ضمن الدول الداعمة للإرهاب أو الضالعة فيه، إذ أن مستضعفي العالم توحدوا لقطع أيدي الظالمين وإن أمريكا لن تستطيع فعل شي‏ء ضد إيران إذ أنها بعد هزيمتها في ايران فرضت علينا حصاراً اقتصادياً بالتحالف مع حلفائها الغربيين وقامت بكل ما كان يمكنها القيام به وقد إستقبلنا ذلك بكل شوق. على إدارة البيت الأبيض أن تدرك أن العالم قد تغيّر وتم عزل القوى الشيطانية من خلال فضح أساليبها الاستعمارية القديمة والجديدة. على مدبري السياسات الأمريكية أن يغيروا تفكيرهم وسياساتهم وألا يتصوروا بأن إدارة العالم في أيديهم وأن دول العالم خاضعة لهم بشكل أعمى. عليهم أن ينتبهوا إلى أن قطع العلاقات وفرض الحصار الاقتصادي وإعداد اللوائح الكاذبة لن يجدي نفعاً، كما يجب أن يعلموا بأن إدخال مصر في منظمة المؤتمر الاسلامي «2» بالتآمر مع الحسين «3» والحسن «4» وحُسني «5» لن ينقذهم من تبعات صحوة الشعوب وثورتهم وليس عجيباً ما تقوم به أمريكا وأتباعها من محاولات لإعادة مصر إلى حظيرة العرب ولكن المؤسف هو وضع الزعماء العرب حيث كان يتوقع منهم بعد تلك الرحلات المكوكية الخفية والدعايات والضجة الاعلامية الغربية والكلام الذي قيل حول المشاريع التي طرحت في اجتماع ملوك العرب ورؤسائهم والمسؤولين من الدول العربية وغير العربية، أن يتحدثوا في‏ اجتماعهم عن المشاكل التي يعاني منها الاسلام والمسلمون والشعوب المظلومة في العالم على أيدي القوى الكبرى، وأن تقدم حلول لحل مشاكلهم على مستوى العالم، ولكنهم خرجوا مختصرين مشاكل الاسلام والمسلمين في إعادة مصر المتواطئة مع اسرائيل إلى حظيرة العرب. لقد طردوا مصر آنذاك لتوقيعها الاتفاقية مع الصهيونية ولكنهم أعادوها اليوم لتعزيز اسرائيل والاعتراف بها. لقد طردوا مصر آنذاك لتجاهلها مطالب العرب، ولكنهم أعادوها اليوم لتقبيل يد أمريكا. لقد طردوها يومئذ لخيانتها القضية الفلسطينية، ولكنهم أعادوها اليوم للتوقيع الجماعي على تلك الخيانة. والأشد أسفاً وإذلالًا أن مصر رفضت أية شروط. وقد قال أحد كبار المسؤولين في القاهرة بأن على الرؤساء العرب أن يعترفوا بخطئهم. ألم تكن مشكلة لبنان ومشكلة أفغانستان والمشاكل الأخرى التي تعاني منها الشعوب العربية مما يستحق اهتمام الرؤساء العرب ليخصصوا وقتهم الثمين لها. كيف تتحمل الشعوب المظلومة والمحترمة من العرب وغير العرب، هذا العار بأن يكون هؤلاء رؤساؤهم. ألم يحن الوقت بعد للشعوب الاسلامية أن تهبّ وتجبر قادتها على الخضوع أمام الاسلام أو تتعامل معهم مثلما تعامل الشعب الايراني مع حكامه. هل الحكومات المسماة بالاسلامية نائمة ولا ترى أن وضع الشعوب مختلف اليوم عن السابق، ألا تريد أن تفتح أعينها وآذانها على أن الخداع بشقية الشرقي والغربي قد تم فضحه؟ ألا ترى أن الثورة الاسلامية قد تم تصديرها أو أنها على وشك التصدير وبأن راية الاسلام سترفرف خفّاقة في مختلف أنحاء المعمورة في مستقبل ليس بعيداً على أيدي الشعوب الاسلامية والمظلومين المتعطشين للعدالة الاسلامية.؟ أليس من الأفضل للحكومات أن تستفيق لتتوب عن ذنبها الكبير الذي ارتكبته في دار السلام حيث اعتدت على كرامة الاسلام والمسلمين خاصة العرب وخلّفت العار التاريخي لنفسها، وأن تعود إلى الله القادر القاهر حتى لا يشمل الله الجميع بعذابه.
وفيما نقف اليوم على أعتاب السنة السادسة لإنتصار الثورة، أرى من الضروري التذكير ببعض ماذكرته مراراً (فان الذكرى تنفع المؤمنين) «6».
أولًا. اليوم وبعد استقرار الجمهورية الاسلامية ومضيها قدماً بحمد الله وفضله تعالى، وأدعية بقية الله الأعظم روحي لمقدمه الفداء، وبجهود شرائح الشعب المختلفة، أطالب الشعب العظيم بمواصلة حضوره الفاعل في الساحة وألا يبخل بمساعدة الحكومة ودعم الجبهات وخلفها. إن موضوع الدفاع عن الاسلام والبلد الاسلامي وأموال المسلمين وأعراضهم واجب كفائي، وعلينا جميعاً أن نوفر ماتحتاج إليه الخطوط الحربية الأمامية والخلفية قدر المستطاع وهذا جزء من المساعدة للدفاع. وإنني أشكر الشعب الكريم الذي أثمرت هذه الثورة على يديه وبحضوره وبتضحياته. وهو الذي يمضي بها قدماً، وأطالبه بمواصلة حضوره الفاعل لكسب رضا الله تعالى وأرجو الله تعالى اللطيف بهذا الشعب أن يجعل الجميع من المجاهدين في سبيله وأن يجعلهم شركاء في أجر المجاهدين في صدر الاسلام الذين قاتلوا إلى جانب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ثانياً. إن قلمي ولساني لعاجزان عن تقديم الشكر لمجاهدي الاسلام المضحين في سبيله الذين حققوا الفخر للجمهورية الاسلامية وأولياء الله عليهم الصلوة والسلام بجهادهم واستبسالهم في سبيل الهدف وصيانة الأهداف الاسلامية وبتحقيق الانتصارات العظيمة في جميع الجبهات.
كيف يمكن تثمين خدمات هؤلاء الشباب بالقلم أو اللسان، إنهم شباب يعشقون الله ويحدوهم شوق لقائه ويتسابقون في سبيل الدفاع عن الحق والاسلام ويضحون بأرواحهم من أجل الهدف المقدس الذي ضحى من أجله أنبياء الله وأولياؤه الكبار من أمثال سيد المظلومين وقائد المضحين. إنهم يرددون نداء هيهات منا الذلة الذي رفعه ذلك الرجل العظيم في التاريخ، في جميع أنحاء ايران والعالم ويعملون به. أي قلم ولسان يمكنه أن يثني على الأعزاء الذين حولوا خنادق القتال إلى محاريب المسجد والمعراج إلى الله. فلو فرضنا أن الفنانين من الكتّاب استطاعوا تصوير ساحات بسالتهم وبطولتهم وتمكنوا من وصف قدرتهم واقدامهم تحت نيران الرشاشات والمدافع والدبابات، ولوفرضنا أن الرسامين والفنانين استطاعوا تصوير انتصاراتهم في الليالي المظلمة في مواجهة الصواريخ وقاذفات القنابل للعدو الماكر وتمكنوا من وصف عبورهم من المنحدرات واجتيازهم للأسلاك الشائكة والجبال الشاهقة وإخراج أعداء الله من مخابئهم، أيّ لسان أو فنّ يستطيع تصوير الجانب الالهي العرفاني والتجليات المعنوية الالهية التي تستحوذ على النفوس، أو تصوير القلوب المنصهرة في التجليات الالهية. كيف يفسر الغربيون والشرقيون والمنبهرون بالغرب والشرق والقوميون، هذه التضحيات ذات الأبعاد المعنوية والروح العرفانية والحب الالهي. ليس الحديث هنا عن الشجاعة والعمل بل المهم هنا الدافع والروح واخلاص العمل للربّ.
المهم هو الحب للمحبوب الحقيقي الذي يمحوكل شي‏ء ويقضي على كل دافع غير حبه. أين تجدون على مرّ العصور والأزمنة وبين كل البشر، جنوداً مضحين مثل هؤلاء سوى أولياء الله ومن تربّوا في مدرستهم الذين يستضي‏ء أبناء هذه البلاد بنورهم. وأين تجدون في التاريخ أمهات وآباءً وازواجاً وأخوات وإخواناً وأقرباء مثل هؤلاء الذين يتقدمون للتضحية بأبنائهم الآخرين بعد أن قدموا عدداً منهم في هذا الطريق. إنها مدرسة القرآن والاسلام الأصيل وإن هؤلاء هم أبناء القرآن وأبناء هذه المدرسة وأبناء صاحب هذه المدرسة. سلام الله وتحياته ورسله على هذه الأمهات وهؤلاء الآباء والأبناء ذوي المراتب السامية، والتحية للجرحى والمصابين الذين ضحّوا بكل شي‏ءٍ في سبيل الهدف.
ثالثاً. يا أعزاء الاسلام وثروة هذا الشعب جاهدوا لكي تزيلو الأنانية من قلوبكم، وعليكم أن تدركوا وعلينا أن ندرك بأن كل شي‏ء من تجليات جماله. إن الجسم والنفس والروح كلها لله، فحاولوا أن تزيلوا حجاب الأنانية لتنظروا إلى جماله عزّ وجل، فعند ذلك ستنحل المشاكل وستنتهي الآلام وسيكون الفداء في سبيله أحلى من العسل بل أسمى من كل شي‏ء. لا تسمحوا لغرور الشجاعة والشباب أن يدب في قلوبكم إذ بذلك ستتحطم كل الآمال. حاولوا أن تنصهروا في بعضكم البعض بجميع شرائحكم المقاتلة من الجيش والحرس وقوات التعبئة والدرك واللجان الثورية والشرطة والعشائر. لتقضوا على الأنا. وهاجموا العدو كيَدٍ واحدة وأن يكون هدف الجميع الدفاع عن الاسلام حتى يكون نصر كل فريق نصراً للجميع، وأن يكون الهدف هو الأساس لا الحرس والجيش أو بقية المجاهدين. إنني أحذر جميع أفراد القوات المسلحة بأن طرح قضايا كهذه في المستقبل- لا سمح الله- على أيدي الشياطين وأعداء الثورة، سيحرمكم من فضل الله تعالى وسيكون نصيبكم في قتال أعداء الاسلام الهزيمة، وستتحملون العار الأبدي بعد الفضح أمام الأمة الاسلامية وفوق ذلك كله فإنكم ستحرمون من رحمة الله القادر المتعال وتواجهون الذّل لا سمح الله في الآخرة.
أيها الأعزاء! إن الموضوع مهم. القضية قضية الشرف والعار والشقاء والسعادة، فاحذروا أهواء النفس التي تعود إلى الشيطان، وضعوا يد الأخوة بيد الآخرين كما فعلتم ذلك حتى الآن بتوفيق من الله، واجعلوا الاسلام ومصالح بلادكم نصب أعينكم ولا تفكروا في أمر غيره. حفظكم الله.
رابعاً. إن من القضايا المهمة التي سنواجهها في المستقبل القريب قضية انتخابات الدورة الثانية لمجلس الشورى الاسلامي. إن هذا الموضوع يحظى بأهمية بالغة من عدة نواحي ويستحق الاهتمام الكبير. على الخطباء المحترمين وعلى أئمة الجمعة وممن يتحدثون في مراسم صلاة الجمعة أن يذكّروا الشعب بأهمية ذلك في جميع الاجتماعات وفي جميع أرجاء البلاد وأن يشيروا إلى الأخطار الناجمة عن اتجاهه الخاطئ، فهو يرتبط بمصير الشعب والإسلام، فالمجلس يتولى إدارة البلاد المهمة بشكل مباشر أو غير مباشر. إن كل مصيبة حلّت بهذا الشعب المظلوم بعد الحركة الدستورية حتى نهاية العهد الملكي الظالم، جاءت دون أدنى شك من المجالس الفاسدة التي لم يكن للشعب أي دور في انتخاب نوابها أو أن دوره كان ضئيلًا جداً. لقد منعوا رجال الدين من التدخل نهائياً وأوهموهم من خلال المؤامرات الخبيثة والدعايات السامة المستلهمة من الغرب والتي كانت تقوم بها النخبة المنبهرة بالغرب أو الشرق الخائنة أو الجاهلة، بأن تدخّل رجال الدين والمتدينين في انتخابات المجلس من اكبر المعاصي ومناصرة للظلم والكفر. لقد خرج رجال الدين من الساحة نهائياً وتم عزلهم وأفسح المجال للمتغطرسين من‏ الشرق والغرب حيث أوصلوا البلاد إلى ما رأيتهم وإن تلك الأفكار البالية ما زالت موجودة لدى قلة من رجال الدين الجاهلين بالأمور.
في حين لو وجد في كل مدينة أو محافظة عدة أشخاص مؤثرين يحملون أفكار أمثال الشهيد (مدرس) لكانت الحركة الدستورية المطابقة للشرع أخذت مجراها ولما كان من الممكن أن يحدث في المادة الإضافية التي أضيفت إلى الدستور ما حدث من إدخال الفكر الغربي فيها. هذه المادة التي استشهد من أجلها المرحوم الحاج الشيخ فضل الله «7». ولما عانى الاسلام العزيز والمسلمون المظلمون في ايران كل هذه المعاناة الطويلة المضنية. وأثر خروج رجال الدين أو بالأحرى طردهم من الساحة، فإن عامة المتدينين من جميع الشرائح سواء الثقافية أو العمالة أو الإدارية أو رجال السوق قد امتنعوا عن التدخل أو تمت تنحيتهم عن ذلك وحصل ما حصل. علينا أن نعتبر من المؤامرات والمفاسد التي نجمت عن اقصاء المتدينين ومن الصفعة التي تلقاها الاسلام والمسلمون بسبب ذلك. وأن ندرك بأن النظام الاسلامي وتنفيذ أحكامه السماوية والحفاظ على مصالح الشعب والبلد الاسلامي وصيانته من الأجانب، رهن بمشاركة شرائح الشعب لاسيما رجال الدين المحترمين والمراجع. ولو أن الاسلام والبلاد تضررا من جراء عدم التدخل في مصير المجتمع- لا سمح الله- فإن كل واحد من أبناء الشعب سيكون مسؤولًا أمام الله القادر القهار. وسوف لن تسامحنا الأجيال القادمة التي قد تتضرر بشتى السبل من عدم تدخلها في الأمور اليوم.
إذاً فأن أحد الواجبات الشرعية والعقلية المهمة لصيانة الاسلام ومصالح البلاد هو المشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح نواب قادرين على العمل مطلعين على الأوضاع السياسية في العالم وعلى كل ما يحتاج إليه البلد سواء كانوا من رجال الدين أو من غيرهم. فالمجلس كما يحتاج إلى رجال الدين المطلعين على الأحكام الشرعية والسياسية الاسلامية فإنه في الوقت نفسه بحاجة إلى المختصين في المجالات الأخرى التي يحتاج البلد. إن المجلس يواجه اليوم عالماً صناعياً وسياسياً معقداً مليئاً بالاضطرابات كما يواجه الثقافات الغربية والشرقية والنزاعات على المستوى الدولي. فمثل هذا المجلس يجب أن يضم الخبراء والعلماء والمختصين في جميع المجالات، وعلى الذين يقدمون لوائح انتخابية للناس أن يكون بين مرشحيهم عدد من الخبراء في كل مجال. فإذا ما وجدوا في اللوائح الأخرى المطروحة أفراداً لديهم مؤهلات أكبر فليرشحهم، إن موضوع الانتخابات امتحان الهي يميز بين الملتزمين بأصول الحزب والمجموعة، والملتزمين بالقوانين، كما يفصل بين المؤمنين والمتدينين وبين الأدعياء. وان من يرشحون‏ أنفسهم أو ترشحهم المجموعات الأخرى إذا أحسوا بأنهم ليسوا صالحين للدخول في هذا المجلس وأن وجودهم فيه لا ينفع بلادهم عليهم أن يتقوا الله وأن يقدموا رضا الله على أهوائهم. وعلى السادة رجال الدين وأئمة الجمعة والجماعات وسائر السادة المحترمين أن ينتبهوا إلى ألا يخلوا مدنهم من خادمي الشعب وعباد الله الصالحين. إذ أن خدمة الناس وتلبية حاجاتهم وتربيتهم علمياً وأخلاقياً من أولويات الأمور وان ذلك يقع على عاتق رجال الدين ومن واجبهم، إلّا اذا أحسوا أن وجودهم في المجلس أكثر فائدة لخدمة الاسلام.
فليكن الأساس عند الجميع أهمية الخدمة وليس الوصول إلى منصب لا سمح الله. وانكم تعلمون أن المناصب الموجودة في الأنظمة الأخرى وما تبذل من جهود مشروعة وغير مشروعة للوصول إليها، غير موجود في الجمهورية الاسلامية. فهذه المناصب أساساً ليس لها أي أهمية إلّا إذا كان لخدمة الله وخدمة عباده. إنكم أتباع الرجل العظيم في التاريخ- صلوات الله عليه- الذي قال عن الحكومة كلامه الشهير «8». أما الناس فإنهم أحرار في اختيار من يريدونه في جميع أرجاء البلاد ولا يحق لأحد أن يفرض عليهم مرشحه أو مرشحي المجموعات المختلفة. كما لايحق لهم فضح بعضهم البعض وإفشاء الأسرار وإن كانوا أحراراً في الدعاية السليمة لأنفسهم أو لمرشحيهم. ولايستطيع أحد أن يمنع هذا الحق. ومن اللازم أن تكون الدعايات مطابقة للقوانين ولايجوز لأحد شرعاً أن يصوب لصالح أحد دون تحقيق وتدقيق. وإذا أجمع جميع الأفراد والمجموعات على أهلية شخص ولكن الناخب رأى خلاف ذلك فإن اتّباعه لهم ليس صحيحاً ويكون مسؤولًا أمام الله. وإذا أجمع الأشخاص والمجموعات على أهلية شخص أو أشخاص وتأكد ذلك للناخب أنه صالح لهذا المنصب فإنه يستطيع أن يصوت لهم. وخلاصة القول أن الحكومة حكومة الاسلام والشعب، والمجلس من الشعب، كما أن التصويت للشعب لايخضع احد في ذلك لمسؤول أو مسؤولين في البلاد. جدير بالذكر أن على أهالي كل منطقة انتخابية أن يرشحوا شخصاً لتلك المنطقة وأن يقوموا بالدعاية له بشكل صحيح وقانوني وشرعي. ولكي تجري الانتخابات بشكل مفعم بالحماس والحيوية فلا يجب أن ترشح منطقة مرشحين للمناطق الأخرى. ولايجوز لتلك المناطق أن تبدي الرأي في أهلية المرشحين أو عدم أهليتهم. إن التدخل في انتخابات أي منطقة من صلاحيات أبناء كل منطقة. ويستحسن لجميع ممثلي الشرائح في المناطق المختلفة أن يتبادلوا الآراء حول مرشحيهم. مع ذلك كله فإن الجميع يجوز لهم أن يرشحوا الآخرين أو يرشحوا أنفسهم حال إحرازهم للشروط اللازمة.
خامساً. تحظى الحوزات العلمية الفقهية والجامعات بأهمية بالغة، لأنها بمثابة القاعدة والمنطلق لتقرير مصير شعب أو بلد. إنهما تعتبران بمثابة مصدرين لنشر حقائق الاسلام والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وسائر القضايا الأخرى. إن وجود هؤلاء يعد بمثابة محرك لأي نظام. فإن صلاحهم يؤدي إلى إصلاح البلاد وفسادهم- لا سمح الله- يؤدي إلى إفساد الشعب. فلو أن المدارس والجماعات كانت صالحة ونشيطة في العهد السابق لما كانت المجالس والحكومات والقضاء في العهد السابق على تلك الحالة المؤسفة ولما وجدت تلك المصائب لبلادنا ولشعبنا المظلوم. فلو أن شعبنا أراد الخلاص من براثن القوى المعتدية وأذنابها وأراد ألّا يخضع لحكومات من قبيل الحكومات القاجارية والأسوأ منها بمئات المراتب النظام البهلوي، فإن عليه أن يصلح هذين القطبين. ولو أراد طلبة العلوم الدينية ورجال الدين والمراجع العظام والجامعيون من الأساتذة والطلاب وجميع العلماء، ألا تبتلي بلادهم بالمستعمرين الناهبين الدوليين فإن عليهم أن يسعوا إلى تربية الشعب تربية إسلامية وطنية ثورية. وعلى الطلاب أن يحاولوا تربية انفسهم بالسعي الدؤوب وبإرشادات الأساتذة والمعلمين وأن يعملوا لأجل تعزيز الوحدة بشكل جادٍ بين الجامعات ومدارس العلوم الاسلامية. إذ أن أعداء الشعب والوطن انتفعوا كثيراً من التفرقة بينهم وتحمّل الاسلام خسائر جسيمة بسبب ذلك. على الأفاضل من أساتذة العلوم الاسلامية أن ينهجوا نهج السلف الصالح في إثراء الفقه والفلسفة وسائر العلوم الإسلامية، وأن يرشدوا طلابهم إلى هذا الهدف الإلهي. وأن يركز الاساتذة والعلماء في الجامعات جهودهم للقضايا العلمية التي تحتاج إليها الأمة. وأن يرسوا أسس الاستقلال العلمي والثقافي حتى يتمكنوا بعد فترة بإذن الله في ظل جهودهم وتسخير مواهبهم والثقة بالذات، من تلبية الحاجات العلمية للطلاب الأعزاء حتى يستغنوا عن التوجه نحو البلاد الأجنبية للدراسة. وهذا أمر يمكن أن يتحقق. ولولا الإعلام الأجنبي والمحلي التابع لعملاء الغرب والمنبهرين بالغربيين لكان قد تحقق ذلك ولكن النخبة المنبهرة بالغرب وأتباع بريطانيا وفرنسا في السنوات الاولى وأتباع أمريكا لاحقاً، منعونا من العودة إلى الذات وعملوا على بثّ اليأس في نفوس شبابنا وأخلّوا بمسيرة الجامعات كما نعلم حتى عمّ الفساد المجلس والحكومة وجميع أرجاء البلاد. لقد حان الوقت اليوم لكي نستفيق ونبطل مفعول المؤمرات الاستعمارية. وعلى شبابنا الأعزاء الذين هم أمل الوطن أن يعلموا بأن التوجه نحو الغرب والشرق لأجل التعلم يمنعهم من هدفهم الذي هو الاستقلال والحرية ويزيد من تبعيتهم. إن أعداءنا الذين يطمعون في بلادنا لن يدعونا ننال الاستقلال ونتخلص من التبعية. لذا علينا أن نوطّن أنفسنا بأن الغرب يسعى لإيقافنا عن اللحاق بركب الحضارة والسموّ. وعلينا أن نعلم جميعاً بأن أعين أعدائنا الناهبين على الجامعات وهم يطمعون في النفوذ اليها ولوتطلب ذلك زمناً طويلًا لكي يدفعوا الشباب الأبرياء نحو الانحراف بالأكاذيب والأباطيل ويفتحوا بذلك الطريق لأنفسهم‏ للنهب والاستعمار. على الأساتذة الملتزمين بمصالح البلاد وعلى الشباب المتحمسين المحبين للوطن أن يكونوا على حذر لكي يمنعوا تغلغل الانتهازيين المنبهرين بالغرب داخل صفوفهم حتى لايفرضوا علينا أهداف الناهبين الدوليين المشؤومة. فإذا ما رأيتم أي انحراف في أقوال أحد أو في أعماله، فلا تستهينوا بهذا الانحراف واقضوا عليه، كان الله في عونكم.
سادساً. إن السلطة القضائية التي هي ملجأ وملاذ المظلومين، سلطة مستقلة لايحق لأي مسؤول أن يتدخل فيها. فإذا ما وجد من يتدخل في الشؤون القضائية فإن عليهم أن يدركوا بأنهم خالفوا الأوامر الشرعية ونظام الجمهورية الاسلامية فإن كانت مخالفتهم عن علم فإنهم يستحقون العقاب والملاحقة. وعلى الحكومة والأجهزة التنفيذية أن يمنعوا الجميع من إنتهاك القانون وتجاوزه. والذين يتم استدعاؤهم للقضاء ويمتنعون عن الحضور يجب ملاحقتهم و تعزيزهم شرعاً.
والذين يخالفون قضاة الشرع ويقاومون أحكامهم فإنهم يعملون خلافاً للإسلام وخلافاً لأمر الله ويجب معاقبتهم، والذين لديهم شكاوي ضد القضاة أو يريدون الطعن في حكم القاضي فإن عليهم أن يراجعوا المسؤولين المعنيين وألّا يرتكبوا عملًا غير مسؤول، وعليهم أن يدركوا أن أحكام قضاة الشرع واجبة التنفيذ ما لم تثبت مخالفتها للشرع في المحاكم والمراكز الصالحة. وعلى المجلات والجرائد ووسائل الاعلام أن تنتبه إلى أن إضعاف السلطة القضائية مخالف للموازين الاسلامية وعليها أن تتجنب نشر ما يؤدي إلى إضعاف القضاء أو الاساءة إليه. إننا نحيا في بلد اسلامي ويجب أن يكون كل شي‏ءٍ فيه متطابقاً للموازين الاسلامية إن أي اعتراض على القاضي أو المحكمة يجب أن يكون حسب القوانين الشرعية وإن الشاكي كائناً من كان لايحق له أن يطرح قضيته في الصحف ووسائل الاعلام أو في الأوساط العامة ولا يحق له تعكير الأجواء ضد السلطة القضائية. وعلى الصحف والمجلات والاذاعة والتلفزيون أن تنتبه إلى هذه الأمور وأمثالها. وخلاصة القول أن أمر القضاء واحترام القضاة المحترمين وإتباع الأحكام الصادرة منهم، من الأمور التي يهتم بها الاسلام. وفق الله الجميع.
ومن ناحية أخرى فإن على الجهاز القضائي والقضاة المحترمين أن ينتبهوا إلى أنهم يخدمون النظام في أكثر المراحل حساسية لذا يجب الحذر من إرتكاب أي خطأً إذ أن الخجل عند الله تعالى أصعب من تحمل الخجل عند الناس. ليسعوا إلى مواجهة الجميع بكل دقة ورأفة وحسم حتى يرضى عنهم الناس إذ أن رضا الناس يتبعه رضا الله تعالى. وعلى القضاة المحترمين أن يسعوا إلى عدم مماطلة الناس والاسراع في اداء أعمالهم.
سابعاً. تتعرض ايران اليوم لهجوم كافة المتغطرسين الذين لايتورعون عن ممارسة أي دعاية أو استخدام أي سلاح ضدها لمجرد أنها تريد تطبيق احكام الاسلام التقدمية وهذا ما يخيف القوى الكبرى. وإن دول المنطقة لديها فكرة واهمة غير صحيحة عن ايران لذا فهي‏ تخافها. إن على الشعب والحكومة أن يتعاونا معاً بكل قوة في هذه الأجواء الدولية، وإن كان لديهما بعض العتاب الأخوي تجاه بعضهم البعض. عليهما أن يضعا يداً بيد ويعززوا تكاتفهم. إن الحكومة في خدمة الشعب بكل قوة، وإذا وجد نقص في بعض الأمور، فمن المستحيل على نظام فتي يمر بمرحلة الثورة ويخوض حرباً مع ناهبي العالم من الشرق والغرب الذين يتقاتلون في جميع الأبعاد ضد بعضهم البعض. وإن المقاومة التي أبدتها الحكومة في هذه الأجواء الجهنمية تستحق الشكر والتقدير. وعلى الشعب أن يدعمها بكل قوة وأن ينبّه الحكومة الى نقاط الضعف وأن يسعى لإزالتها بالتعاون معها. وعلى الحكومة أن تستجيب لذلك. ومجمل القول أن جميع شرائح الشعب وأعضاء الحكومة والقوات المسلحة والعشائر إن لم يعملوا معاً بكل وفاق مدافعين عن بلادهم وعن الإسلام، فإن أي هزيمة تحصل سنكون جميعاً مسؤولين عنها أمام الله تعالى وأمام الأجيال القادمة ومظلومي العالم. وما ذكر لا يعني أن طرح الانتقادات البناءة من جانب المجلس مرفوض وإنما أحد واجباته وهو أمر مطلوب، فإن شاهد أعضاء المجلس انحرافاً فليعترضوا وليقوموا بالاستجواب.
ثامناً. إن الشعب الايراني وحكومته بل إن المسلمين كافة الملتزمين والمهتمين بمصالح الإسلام، والمستضعفين المظلومين طوال التاريخ مستاؤون من بعض تصرفات حكام المنطقة وسائر البلدان الاسلامية ويعتبرون أعمالهم مخالفة للاسلام ولمصالح البلاد الاسلامية ويدينون جهود زعماء هذه الدول في إطار إقامة المؤتمرات التي تهدف إلى الإعتراف بإسرائيل الغاصبة وإفساح المجال اكثر فأكثر لأمريكا في المنطقة وفي البلدان الإسلامية، كما تهدف إلى نهب ثروات المسلمين العظيمة والمساعدة على الحرب التي شنوها ضد مسلمي لبنان المظلومين ودعم الاعتداء الصدامي في الحرب المفروضة على إيران وهي حرب تساعد على تعزيز أسس الحكومة الاسرائيلية الغاصبة. إننا ندين مؤتمر مراكش من حيث مكان إقامته وموضوعه، إنكم اخترتم مكاناً لهذا المؤتمر وعينتم شخصاً لرئاسته كان مشغولًا بقتل الشعب المغربي في الوقت الذي كانت الجهود تبذل لقبول مشروع كمب ديفيد أو مشروع فهد مما أدى إلى إثارة موجة اعتراض الشعب المغربي في جميع المدن المغربية. لقد كانت يدا مضيفكم ملطختين مرة أخرى بدماء المظلومين المسلمين. وعلى الرغم من المصائب التي يعاني منها العرب وسائر المسلمين إلّا أنني أقترح نظراً لمصيرهم المشترك بوحي من إنتسابكم إلى الإسلام، أن يجتمع علماء البلدان الاسلامية والنخب المثقفة بهدف البحث عن حلول لانقاذ البلاد الاسلامية من مخالب القوى الكبرى الغربية والشرقية وأن يطرحوا مشاريع لإخراج الحكومات الاسلامية من هيمنة الناهبين الدوليين للوقوف في وجه المستعمر وأن يكونوا على اتصال أكثر مع بعضهم البعض وأن يكون أساس مشاريعهم توعية الشعوب المحرومة ليكونوا على ثقة من أنهم سيجدون السبيل إلى ذلك وسوف ينتصرون. وآمل أن يرضى الله تعالى وعباده عنهم حتى يكونوا مرفوعي الرأس في الدنيا والاخرة وأن تبقى أسماؤهم تتردد على الألسنة بالخير في العالم ولدى‏ الأجيال القادمة. وعليهم أن يعرفوا أن العالم على أعتاب تغيير سوف لايسمح لقوتين أن تعملا كل ما تريدان وأن تكون مصائر الشعوب بيد حفنة قليلة. فمن الأنسب للعلماء والنخبة المثقفة الملتزمة الإقتراب من الشعوب قبل حدوث التغيير الشامل وأن يهتموا بالشعوب ويعاملوها حسب أوامر القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، مما يؤدي إلى لفت انظار الشعوب اليهم الأمر الذي سينتهي إلى ردم الفجوة الكبيرة التي حدثت بين النخب المثقفة في كل مجتمع وبين الكادحين والفقراء. إن شعبنا اليوم لايدرك الكلام المعسول الذي تردده النخبة المثقفة. فلابد من التعبير عن آلام الشعب بلسان الشعب فإن الشعب في هذه الحالة فقط سيدعمكم ويخرج من هيمنة القوى الكبرى وأتباعها المذلة وينضوي تحت لواء لا إله إلّا الله. وفي هذه الحالة وحدها تتوحد الشعوب الاسلامية وتعيش حياة كريمة افضل مئات المرات من الحياة المليئة بالاضطراب والقلق وتمضي قدماً نحو السمو والتقدم في الدين والدنيا. إن فئات الشعب التي انخدعت بالاعلام الشرقي والغربي وانبهرت بأحدها، لا تعرف الثقافة الاسلامية جيداً فلو عرف الجميع هذه الثقافة لاتجهوا نحو الاسلام بكل شوق ورغبة. آمل أن يوضح المثقفون في بلادنا وفي جميع البلاد الاسلامية للشعوب الاحساس بالثقة بالنفس والمقاومة أمام جميع القوى الكبرى بلغة سهلة. وأن يتأكدوا من أن أحداً لا يرغب بطبيعته في أن يكون تابعاً. علينا أن نسعى بكل الطاقات لتوعية الناس بأننا يجب أن نعتمد على أنفسنا. ويمكننا أن ندافع عن ثقافتنا وكرامتنا الوطنية والاسلامية أمام الشرق والغرب ونستطيع قهر العالم المادي ورفع راية لا إله إلّا الله ومحمد رسول الله في جميع أنحاء العالم.
تاسعاً. من الأمور التي يجب الالتفات إليها اكثر فأكثر هو الاهتمام بالحالة المعيشية للسجناء. سواء في ذلك الفئات التي شهرت السلاح ضد الجمهورية الاسلامية وقتلت الأبرياء في الأسواق والشوارع، أو من قاموا بإفساد أبناء البلاد ببيع المخدرات وتوزيعها أو سائر المجرمين. إنهم اليوم أسرى بأيديكم وأصبحوا أسرى بإرادتهم. عاملوا أسراكم بالرأفة والمحبة معاملة أخوية سواء في ذلك أسرى الحرب أو هؤلاء الأسرى. احرصوا على تحويل السجون إلى مدرسة للتعليم والتربية الأخلاقية الاسلامية كما عملتم حتى الآن، ليذوق المنحرفون والمجرمون حلاوة العدل الاسلامي ويقبلوا على الاسلام والنظام الاسلامي وأن يتوبوا توبة حقيقية ويعودوا إلى الاسلام وإلى الله تعالى إذ أن باب الرحمة مفتوح للمذنبين أكثر من غيرهم. فحتى إذا كان الشخص يستحق الحدود الالهية من القتل وسائر العقوبات فإنّ على المسؤولين أن يعاملوه بالمحبة حتى لحظة العقاب. وعلى مجلس القضاء الأعلى واللجنة المتابعة للموضوع الإسراع في دراسة أمور السجناء. فليقدموا أسماء من يستحقون العفو بسرعة ليتم الإفراج عنهم حتى يعيشوا حياتهم بكل حرية وأن يكونوا في خدمة بلادهم.
عاشراً. أطالب الايرانيين المقيمين في الخارج ممن يمكنهم أن يخدموا بلادهم وشعبهم المظلوم، من الأطباء المحترمين والمختصين في الفروع المختلفة وغيرهم، أن يفكروا قليلًا في الشعب الذي عانى‏ طوال التاريخ من الآلام والمشاكل ورزح تحت ظلم الظالمين، وأن يراجعوا أنفسهم

«۱»-اشارة إلى مضمون الآية ۲۶ من سورة الاحزاب. «۲»-اشارة إلى تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في الدار البيضاء في مراكش حيث اتخذوا قراراً باعادة مصر إلى الجامعة العربية. «۳»-الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية. «۴»-الملك حسن ملك المغرب. «۵»-حسني مبارك الرئيس المصري. «۶»-سورة الذاريات، الآية ۵۵. «۷»-الشيخ فضل الله نوري من كبار علماء الدين في بدايات عهد الحركة الدستورية استشهد اثر إصراره على أسلمة الحركة الدستورية. «۸»-لقد قال الامام علي عليه السلام بعد ذكر أسباب قبوله الخلافة«لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»-، نهج البلاغة/ الخطبة الثالثة المعروفة ب-«الشقشقية»-. وقال في موضع آخر ما معناه«إنها أي الخلافة والحكومة لاتساوي عندي شسع نعل»-. الخطبة نفسها.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: