مطلب مرتبط

سخنرانی در جمع مسئولین نظام جمهوری اسلامی (منشا گرفتاریها و جنگ‌افروزیها)عیدیة من اللهعیدیة من الله
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [عدم تهذيب النفس مصدر المصائب وإشعال الحروب‏]

طهران، حسينية جماران‏
عدم تهذيب النفس مصدر المصائب وإشعال الحروب‏
مسؤولو النظام من عسكرين ومدنيين «1»، وشرائح الشعب المختلفة
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۸ ص ۳۹۴ الى ۳۹۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الضيف الحقيقي في ضيافة الله‏

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك هذا العيد السعيد لجميع المسلمين ولبلادنا وشعبنا. وأن يعاملنا برحمته، لم نكن ضيوفاً جيدين لله تبارك وتعالى فقد دعانا إلى الضيافة وكان مضيفاً. ماذا نقول أمام هذه النعمة الالهية إذ دعا الشعوب إلى ضيافته بجميع الأسماء. فكيف نشكره على هذه النعمة، إننا نعرف أنفسنا بأننا لسنا شيئاً وهو كل شي‏ءٍ، لكنه يبذل علينا عناياته الخاصة فيجعلنا ضيوفاً ويعتبر نفسه مضيفاً. فإما أن يكون قد رفع من شأننا حتى نستحق ذلك بلطفه، أم أنه قد نزّل عناياته كما أنه نزّل القرآن في شهر رمضان، إن القرآن نزل بعد أن عبر حجب النور فورد في شهر رمضان المبارك على قلب رسول الله المبارك وتنزل من هناك حتى بلغ مرحلة يذكر فيها بلسان. وإن كيفية نزول القرآن مسألة مهمة، كما أن تلقّي القرآن من الوحي الالهي ومن الملك الموكل بهذا الأمر موضوع مهم آخر ليس بوسعنا ادراكه، ولكن ما نعرفه عن أنفسنا هو أننا لسنا ضيوفاً جيدين لله. فإذا كنا ضيوف الله من أمثال رسول الله وأئمة الهدى فماذا نحن قائلون. وإن استضافته لهم لا ندركها أبداً، ولكننا معتمدون على رحمته وعناياته. ورغم كل قصور أو تقصير صدرا عنا في شهر رمضان المبارك فإننا نريد منه العيدية في هذا اليوم المبارك. نرجو أن يعاملنا بفضله لا بعدله. أرجو أن يوفق الله هذا الشعب المستعد لخدمة المسلمين والاسلام حتى يتمكن من تقديم هذه الخدمة الكبيرة للإسلام ولعباد الله.

معاناة الشعوب على ايدي القوى الكبرى‏

إن عباد الله اليوم مبتلون بأيدي الغاصبين الذين يحكمونهم. إن الشعوب جميعها تعاني من مخالب هذه القوى التي تعتبر نفسها مُصلحة. تعتبر نفسها باحثة عن الصلاح وتتحدث عن الإصلاح. فماذا نصنع بهذا الوضع الموجود في عالم اليوم؟ ماذا تعمل القوى الكبرى بالبشر؟ والأسوأ من ذلك حالة الاذلال التي تعيشها الحكومات. إن مصيبة المسلمين هي أنها تعاني من هذه الحكومات التي تعيش حالة الذل، ومن البلية أن يكون في العالم من يدّعون حبّ السلام والدفاع عن الشعوب ولكنهم يظلمون الناس، هؤلاء الذين يدّعون بأنهم أتباع السيد المسيح ويزعمون بأنه قال: إذا صفعك أحد على خدك الأيسر فاعطه خدك الأيمن. إن هذا كلام غير صحيح، إذ أن السيد المسيح نبي الله كيف يقول كلاماً باطلًا كهذا؟ فلو أفسحوا المجال للمسيح لعمل مثلما عمل موسى بمساعدة قومه من الفراعنة. لكن لم تسنح له الفرصة. إن من يزعمون بأنهم أتباع السيد المسيح يتصرفون مع الأسف أسوأ من الشيوعيين الذين لا يومنون بالله أساساً. أي لا يمكن القول بأن هذا أسوأ من فلان أو العكس، بل الجميع أسوأ من بعضهم البعض. إن هؤلاء الذين ينسبون إلى المسيح مثل هذا الكلام الباطل، أنظروا كيف يصفعون الشعوب وكيف تعاني من ظلمهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المسلمين يعيشون تحت الهيمنة وحكوماتهم تخاف من هذه القوى الكبرى.

عدم تهذيب النفس مصدر الظلم والقبول به‏

فلو أن المسلمين دخلوا في ضيافة الله بشكل جماعي في شهر رمضان المبارك وهذّبوا أنفسهم، لما كان بوسعهم القبول بالظلم. إن القبول بالظلم كالظلم نفسه يأتي عن عدم تهذيب النفس. (قد أفلح من تزكى) من المستحب تلاوة هذه السورة في صلاة العيد ففيها أمر بالتزكية وذكر اسم الله (قد افلح من تزكّى وذكر اسم ربه فصلى) «2» إن التزكية وذكر اسم الله والصلاة هذه مراتب لو كنا وصلنا إليها لما كنا خائفين ولما قبلنا بالظلم ولا نظلم أحداً. إن ذلك كله يأتي من عدم التزكية. إن الحكومات غير مهذبة وظالمة. كما أن الشعوب التي لم تتهذب ستتحمل الظلم. لا عذر للشعوب في القبول بالظلم. فقد أتمت إيران الحجة على الجميع. فقد تحول الناس روحياً ثم صنعوا ما شاهده العالم وإن هذا البلد الذي بأيديكم الآن استطاع بالتحول المعنوي خلق ماتشاهدون، ولكن الحفاظ على هذا التحول أهم من التحول نفسه. على الجميع أن يعملوا لحفظ هذا التحول. إن شبانكم الذين كانوا يخططون لجرّهم إلى مراكز الفساد وتخديرهم حتى يتحكموا بهم فإن الله تبارك وتعالى وفقهم للتمرد على ما أريد لهم، واتجهوا إلى الخنادق وخلصوا أنفسهم من تلك المفاسد. أي تلك الخنادق التي أصبحت كالمعابد الإلهية. إن من يلوموننا على عدم القبول بالصلح مع القوى الفاسدة، ينظرون إلى الأمور نظرة مادية ويحللون الأمور بالعين المادية. هل يجهل هؤلاء كيف كان نهج الأنبياء وكيف عاملوا الظالمين؟ أم أنهم يعلمون ذلك ويتعامون عنه ويتظاهرون بالصمم. إن الصلح مع الظالم ظلم للمظلومين. كما أن الصلح مع القوى الكبرى ظلم للبشرية. إن من يطلبون منا أن نتصالح فهم إما جهلة أم عملاء. فالصلح مع الظالم معناه فتح يد الظالم ليستمر في ظلمه، وهذا يخالف توجه الأنبياء كلهم. لقد عمل الأنبياء العظام بكل جدية على استئصال جذور الظلم من بين البشر وذلك بالموعظة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أنزلنا الحديد فيه بأس شديد) «3» فإن آخر الدواء الكي، فعندما لم تنفع النصيحة والموعظة فكان آخر الدواء أن يكوى فالسيف آخر الدواء.

تضرر الحكومات الاسلامية من الحروب‏

على الرغم من تذكير ايران الاسلامية ومسؤوليها بأننا نمد يد الاخوة والصداقة إلى الحكومات الاسلامية ونريد أن نتوحد مع الشعوب، وإن كان الأمر كذلك فلن تشهد البلاد الاسلامية ظلم القوى الكبرى عليها، ولكن الحكومات لم تتهذب ولم تدخل الصيام وضيافة الله، لذلك فانها توسع نطاق الحرب وهي لا تدري بأن توسيع نطاق الحرب يعني (خراب بيتها). أيخاف الحرب من يقنع بحياة عادية؟ إن حراس الثورة الذين يعيشون حياة أقل من العادية هل يخافون الحرب؟ إن العسكري الذي يعمل في الجيش لا يخاف الحرب لأنه يعيش حياة عادية، فالحرب لا تضرّه. أصحاب القصور هم الذين يجب أن يخافوا. لقد أعددنا أنفسنا للعمل على إزالة الظلم، فنحن سنعمل بالنصيحة ومدّ يد الأخوة والمحبة مع جيراننا من البلاد الإسلامية. إن مسؤولي النظام يتحدثون دوماً عن المودة والصداقة ولكنهم لكونهم لم يدخلوا في‏ ضيافة الله يقضون على أنفسهم بأنفسهم، إذ على قلوبهم حجاب (صمٌ بكم عمي فهم لايعقلون) «4». إن جميع المفاسد من الانسان ومن نفسه، فهي لا تأتينا من مكان آخر إنما هي أعمالكم تردّ إليكم. إن المفاسد الكبيرة التي يشهدها البشر كلها من فساد الانسان نفسه ومن فساد الحكومات والنفوس الخبيثة. فكل ما يأتينا في الآخرة فهو منّا. إننا الآن نجتاز الصراط الذي أحد جانبيه في الدنيا وجانب آخر في الآخرة، ونحن نسير في الصراط الآن. فإذا رفع الستار سنشاهد صراط جهنم الذي هو النار يحيط بكم، عليكم باجتياز هذا الفساد سالمين. إن الانبياء يجتازونه قائلين: (جزناها وهي خامدة) «5» إن النيران مطفئة لهم. كما كانت برداً وسلاماً على ابراهيم فيجتازها المؤمنون بسلام فهي ليست خامدة ولكنها لا تضّرهم إنها صدى لهذا العالم، فليست شيئاً مستقلًا فهي ما نراه في الدنيا، فكل ما يحصل في الآخرة صدى لما نشاهده في هذا العالم. إننا الآن نعبر الصراط وإن الصراط في جهنم وهي للأنبياء العظام والأولياء الكبار خامدة. فجهنم خامدة للمؤمنين وهي محيطة بالكافرين (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) «6» ولم يرد (ستحيط) بل هي محيطة الآن ولكننا لا ندرك ذلك. إن العين مغمضة هنا وعليها حجاب فإذا رفع الحجاب فمن كان من جهنم رأى نفسه فيها، ومن كان من الجنة رأى نفسه فيها، فالبرزخ جنة له. كما أن البرزخ جهنم للثاني (القبر إمّا حفرة من حفر النيران أو روضة من رياض الجنة) فإذا نظرت العين إلى هناك ستظهر أشياء جديدة وهذه الأشياء الجديدة لا يمكن تداركها هناك بل يجب أن نفكر فيها اليوم.

نصيحة إلى الدول الداعمة لصدام‏

إذا كان تهذيب النفس موجوداً فلن يخاف أحد الحرب ولا يأبى بالسلام ولا يخاف شيئاً. ولكن عندما لا يوجد تهذيب النفس فإنه سيقول: إذا لم نقاتل فقد يباغتنا الطرف الثاني. إن نيران الحروب المشتعلة في المنطقة كلها تأتي من هذا المنطلق، فهي تأتي بأمر النفس فالنفس الأمارة هي التي تدفع البعض إلى الهجوم على بلد وهي التي تحرق منطقة بأكملها. فالانسان يحترق بما صنعته له النفس الشيطانية في هذا العالم قبل الآخرة وإننا ننصح حكومات المنطقة بأن تترك هذا الحيوان، إنه لن يصبح انساناً، إن صداماً لن يصير إنساناً نقول لها اتركيه ولاتتورطي فيما لا يجب التورط فيه. إننا ننصحها ونريد لها الخير، إننا لم نهاجم العراق يوماً ونحن ندافع اليوم عن أنفسنا فلو أمهلناه يوماً سيدمّر إيران، إننا الآن ندافع عن أنفسنا وعن الشعب العراقي لا فرق بيننا وبين الشعب العراقي إنهم اخواننا، إننا اليوم ندافع‏ عن الشعب الذي يعاني من حزب سفاك، فجيشه يعاني منه وموظفه يعاني منه والجميع يعاني منه. إن الأخبار التي تردنا من هناك تهز الانسان فما أعظم مصيبتهم. والمؤسف أن من بين جميع الدول هناك منحرف على رأسه غطاء وله ذقن فأمثال هؤلاء منتشرون بين المسلمين ويعادون الاسلام. ورجال الدين العاملون في البلاط أسوأ منه. فلوجاء الاسلام فإن رجل الدين العامل في البلاط يتضرر اكثر من العسكري العامل في الجيش لأن افراد الجيش أقرب الى الصلاح.
ان فئة علماء الدين إن فسدت أفسدت العالم معها. وعلينا أن نعمل لكي يستمر هذا التحول الذي ظهر في ايران عند شبابنا إن شاء الله وأن يعم الجميع. إنني أشعر بالخجل عندما أفكر في حراس الثورة وقوات الدرك والجيش الذين يعملون في حرّ خوزستان القاتل ويخدمون الاسلام فأين نحن منهم؟ ماذا نعمل نحن وماذا يفعل هؤلاء؟ إنهم تهذّبوا قليلًا ونحن باقون في آخر الطابور ونسأل الله أن يعاملنا برحمته وأن ينقذنا من ورطة أعمالنا. وفقكم الله تعالى لكي تخدموا هذا الشعب، وأن يوفق الشعب لخدمة هذه الحكومة، وأن يوفقنا لخدمة الاسلام وأن يتمحور عزمنا حول إزالة الظلم عن المظلومين وقطع أيدي المستكبرين.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-السيد علي الخامنئي«رئيس الجمهورية»-أكبر هاشمي رفسنجاني«رئيس مجلس الشورى الاسلامي»-السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي«رئيس مجلس القضاء الأعلى»-يوسف صانعي«المدعي العام للبلاد»-مير حسين الموسوي«رئيس الوزراء»-إمامي كاشاني«رئيس المحكمة الإدارية للبلاد»-قاسم علي ظهير نجاد«رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش»-محمد تقي فلسفي- أعضاء مجلس القضاء الأعلى وأعضاء الحكومة- أعضاء مجلس صيانة الدستور- أعضاء المفتشية العامة للبلاد- قادة القوة البرية والبحرية والجوية والدرك والشرطه- اعضاء المجلس الأعلى لحرس الثورة الاسلامية- رابطة مدرسي حوزة قم العلمية- أعضاء رابطة علماء الدين المناضلين بطهران- أعضاء لجنة الثورة الثقافية- أساتذه الجامعات خطباء طهران- مسؤولو المؤسسات الثورية- لجان الثورة الاسلامية- مؤسسة الشهيد- مؤسسة ۱۵ خرداد- مؤسسة الإسكان- مؤسسة المستضعفين- لجنة الامام الخميني للإغاثة- لجنة الشؤون المهنية- عوائل الشهداء- المدير العام وأعضاء مجلس الرئاسة ومسؤولو الإذاعة والتلفزيون- وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية ولجنة الاعلام الحربي- مدراء الصحف- أعضاء الهلال الأحمر- المجلس الأعلى لمنظمة الحج والزيارة- منظمة الأوقاف- المصرف المركزي- أعضاء لجنة إقامة صلاة الجمعة- مؤسسة مكافحة الأمية- الغرفة التجارية- الجامعة الحرة- حزب الجمهورية الإسلامي- مسؤولو مركز وثائق الثورة الاسلامية- المدير العام للطيران بالجمهورية الاسلامية- مسؤول منظمة الاعلام الاسلامي والمجلس الأعلى للإعلام- لجنة الاسناد والاغاثة- لجنة أمناء جامعة الإمام الصادق- مكتب تعزيز الوحدة- أعضاء بيت السيد الحكيم- المراسلون المحليون والأجانب. «۲»-سورة الأعلى، الآيات ۱۴ و ۱۵. «۳»-سورة الحديد، الآية ۲۵. «۴»-سورة البقرة، الآية ۱۷۱. «۵»-علم اليقين، ج ۲، ص ۹۷۱. «۶»-سورة التوبة، الآية ۴۹.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: