بسم الله الرّحمن الرّحيم
نشاطات السيّدات في المجالات المختلفة
اليوم يوم مبارك والحمد لله، إذ هو يوم المرأة المعظّم، لقد خطت النساء والسيّدات الإيرانيات خطوات كبيرة في طريق الإسلام وفي طريق إنقاذ أنفسهن من القيود التي كانت تقيد أرجلهن وأيديهن، وأنني أهنّئ السيّدات جميعاً وبالأخص الحاضرات منهنَّ هنا وأبارك لهنَّ هذا اليوم، وآمل أن تكنَّ أنتُنَّ أيتها السيّدات كما كنتُنَّ في كل الأمور قبل الثورة وأثناءها وبعدها وأن يوفقكنَّ الله لتبقيْنَ ملتزمات وتخدمنَّ الوطن الذي سحق تحت ظلم الظالمين، فحقوقكنَّ وحقوق غيركنَّ قد سحقت، لقد أرادوا محونا من خارطة العالم ويريدون جرَّ شبّاننا نحو الفساد، كما حاولوا جرَّ نسائنا إلى خلاف السلوك الذي يردنه حيث منَّ الله تبارك وتعالى علينا جميعاً ووفقنا، ونحن نعلم أنَّ كثيراً من موفقياتنا رهينة بالخدمات التي قدّمتنّها أنتنَّ أيتها السيّدات. فبالإضافة إلى نشاطاتكنَّ قد ضاعفتنَّ الخدمات لدى الرجال، أنتنَّ اللاتي تحملتنَّ في عهد الطاغوت الآلام والعذاب النفسي وبقدرتكنَّ بحمد الله وتعهدكنَّ قد محوتنَّ تلك القدرة الشيطانية الفريدة من صفحة الوجود، ولم تدعنَّ تطبيق الأفكار الواهية التي كانت تدور في رؤوسهم، ويعلم الله أنَّه لو لم تكن هذه النهضة، ولم يكن سعي الشعب الإيراني من رجل وامرأة، وشاب وشيخ، وكبير وصغير، لفقدت كل شئ، هذا الشعب الذي أعطى ويعطي كل شئ وأنتم بحمد الله تحملتم المشاق والآلام وثبتم في المراحل كلها، والسيّدات الإيرانيات قد قمن بنشاطات في كل المجالات سواء النشاطات الثقافية والنشاطات الاقتصادية، حيث يشتغل عدد كبير منهنَّ بالزراعة وعدد كبير آخر في الصناعة وفئة أخرى في الثقافة والأدب والعلم والفن وكلهن يحضين بالشكر عند الله تبارك وتعالى، وأنتنَّ مشمولات بعناية الحق تعالى، ومادمتنَّ باقيات على إلتزامكنَّ فإنَّ الله تبارك وتعالى ينصركُنَّ.
اقتداء السيّدات بفاطمة الزهّراء
إسعين في تهذيب الأخلاق وادعون صديقاتكنَّ إلى تهذيب الأخلاق، حاولن أن تبدينَ ردّ فعل مقابل الجنايات التي تحَمّلْتنَّها، واسعين في حفظ كرامتكنَّ التي هي كرامة المرأة العظيمة، واقتدين بالمرأة الفريدة سيدتنا الزهّراء (س) وعلينا جميعاً أن نأخذ تعاليمنا من الإسلام بواسطة الزهّراء وأولادها ونكون كما كانت هي واسعين في نيل العلم والتقوى حيث العلم غير منحصر بشخص معيّن، فالعلم للجميع والتقوى للجميع والسعي للوصول إلى العلم والتقوي وظيفتنا جميعاً.
الحجاب الإسلامي صائن لقيم المرأة
و آمل أن تتعاون الأجهزةكلها معكنَّ وأن تهيأ لكُنَّ كل وسيلة مناسبة في كل أمر من الأمور سواء كان في الثقافة أو في التعليم والتعلّم، وأتمنّى لكنَّ التوفيق والتأييد في كل شئ، كما أن السيّدات الإيرانيات قد بذلنَّ أرواحهنَّ وشبّانهنَّ وجعلن وقتهنَّ وقفاً على الإسلام وأوصلنَّ الإسلام إلى هذه المرحلة وكُنَّ مطمئنات إلى أنكنَّ مادمتنَّ حاضرات في الساحة وأنكنَّ متعهدات ومتمسكات بالإسلام وأنكنَّ تقدّمن الشبان للإسلام وتربيّتهم فإن هذا الإسلام سيتقدّم وستُقطع إن شاء الله أيدي أعداء الدين عن هذا البلد والبلدان الإسلامية كلها، وأتمنّى للسيّدات المسلمات إينما كُنَّ أن يقتدين بكُنَّ إيتها العزيزات اللاتي تسعين إلى رفع مكانة المرأة ما استطعتنَّ إلى ذلك سبيلًا، وأن تجبُرن ما حلَّ بكنَّ من الظلم فيما سبق. وفّقكُنَّ الله ووفقنا نحن كذلك من أجل خدمة الإسلام وحفظ لكنَّ دينكنَّ ودنياكنَّ، والتفتنَّ إلى أنَّ الحجاب فرضه الإسلام للمحافظة على قيمكُنَّ وأن كل ما أمر الله به- سواءللمرأة وللرجل- إنما هو من أجل القيم الواقعية ومن الممكن أن تداس هذه القيم بالوساوس الشيطانية وبأيدي الاستعمار وعملائه، فالواجب إحياء هذه القيم. وفّقنا الله جميعاً لخدمة الشعب والإسلام.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته