بسم الله الرحمن الرحيم
و أخيراً تغلب إصرار فاطي «1» فاستخرجت لها من البئر الجافةعدة دِلاءٍ من الماء العكر. إنني لم أكن شاعراً ولست الآن بشاعر ولا أدّعي ذلك. والآن وقد وصلت الى سن الكهولة فإن كان لدي شئ فيما مضى فقد انتهى الآن، واتجهت بصحيفتي السوداء وحمل من الذنوب نحو اعتاب الله- جل وعلا- آملًا عفوه ورحمته، معترفاً بعدم وجود نقطة بيضاء في صحيفة أعمالي، لإن حسناتي التخيلية وطاعاتي الشكلية لم تتجاوز حدّ عبادة الذات والأنانية، وكانت حُجُبَ ظلمات الوساوس الشيطانية» ظلمات بعضها فوق بعض « «2» لم تتجاوز الاستغفار أكثر من المعاصي، وقد يئست من نفسي ومن عملي لكني لم أيأس من فضل الله تعالى ورحمته وأملي كبير برحمته ونعمته الواسعة.
و أنتِ يا ابنتي عودي إلى نفسك واهجري الأنانية، أو فكّري في السفر على الأقل، واعلمي أنَّ ما سمعناه كان من طبل أجوف، وأن ما قلناه كان لقلقة لسان، فليساعدك الله برحمته كي لا تصرفي عمرك فيما لا فائدة فيه كما يفعل كاتب هذه السطور.
29 شعبان 1405
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
مذكّرة الإمام حول أشعاره وملاحظاته الأخلاقية
فاطمة طباطبائى
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۲۳۳
«۱»-«فاطي»-هو ترخيم ل-«فاطمة»-زوجة السيد احمد الخميني نحل الإمام. ويستعمل هذا الاختصار عادة للدلال والتحبب. «۲»-سورة النور: الآية ۴۰.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378