بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية بساطة معيشة الروحانيين والمسؤولين
إنني أشكر الشيخ المشكيني مسبقاً على حسن ظنه وآمل من الله تعالى أن يعاملني حسب حسن ظنه ويوفقنا جميعاً لخدمة الإسلام. وكذلك أشكر السادة الذين منحونا الفخر بزيارتهم وكلّي آمل في يُنهوا المسؤوليات المناطة بهم على أحسن وجه ويعملوا بما يرضي الله.
من أهم المسائل التي أريد التذكيربها هي المسألة التي ترتبط بالروحانيين والمسؤولين في البلاد وتقلقني دائماً وهي أن لا يقلق منا هذا الشعب الذي ضحى بكل شئ وخدم الإسلام ومنّ علينا بذلك، بسبب أعمالنا، لأن ما توقعه الناس منا وما يزالون يتوقعونه ومن أجله ساروا وراءنا ووراءكم وروجوا الإسلام وأقاموا الجمهورية الإسلامية وأزاحوا الطاغوت وقضوا عليه، هو كيفية معيشة أهل العلم بحيث لو رأى الناس لا سمح الله أنَّ السادة قد غيّروا أوضاعهم وأنشأوا العمارات وصارت تحركاتهم غير مناسبة لشأنهم فسيزول ما كانوا يحسونه في قلوبهم نحو علماء الدين، وإنَّ هذا الزوال يساوي زوال الإسلام والجمهورية الإسلامية. ولايخفى أنَّ هناك مجموعة معرّضة لخطر فعليهم المحافظة على أنفسهم، فلا تتصوروا أنكم عند ما تأتون مصحوبين بعددٍ من السيارات تزداد منزلتكم عند الناس، إن ما يجلب انتباه عامة الناس ويوافق أمزجتهم وأذواقهم هو بساطة عيشكم كما كان زعماء الإسلام والنبيّ وأمير المؤمنين وأئمتنا يعيشون عيشة بسيطة وعادية بل دون العادية، وأولئك الذين أقاموا الجمهورية الإسلامية هم الناس العاديون وأما أولئك الذين يجلسون في البروج فلم يكن لهم أيّ دور في هذه الأمور، فأصحاب السوق، المزارعون وعمّال المصانع والطبقات الضعيفة في الحساب الدنيوي والأقوياء في الحساب الأخروي ينتظرون منا أن نعيش هكذا، فلو انحرفت نفوس الناس عنا لا سمح الله فلن يلحق الضرر بنا وحدنا بل بالإسلام ايضا، وعلينا أن نحافظ على الذين حافظوا على الجمهورية الإسلامية وسيحفظونها فيما بعد، وأن حفظها يتم بأن نعيش بشكل عادي بسيط وأولئك الذين يريدون أن يحافظوا على أنفسهم عليهم أن يعلموا بأنهم يمكنهم بواسطة سيارة (پيكان) أن يحفظوا أنفسهم أفضل من أية سيارة أخرى، أما أئمة الجمعة والجماعة فمن الممكن أن يتعرضوا للاعتداء فيما لو خرجوا بشكل اعتيادي فيجب حفظهم بالمقدار الذي لا يتجاوز الحدّ بحيث إن أراد إمام الجمعة الخروج فالشوارع تخلى من المارة ويثار الضجيج، فمثل هذه الأمور تحطّ من كرامتهم لدى الناس. إنَّ كرامتكم وعظمتكم أيها السادة ليست بالدنيا بل بالآخرة وأن تكونوا وجهاءعند الله وهذا أمر مهم في حفظ الجمهورية الإسلامية، وعلينا أن نكون حذرين، وعلى أهل العلم ورجال الدولة والمسؤولين أن يكونوا أكثر حذراً، لأنَّ الجميع يبحثون عن نقطة ضعف لدينا وخصوصاً لدى أهل العلم ليذيعوها في كل مكان، وعلينا أن نعيش بشكل لو سلبناه فلا نتحسر عليه لا مثل رئيس جمهورية أمريكا الذي لو سلبه لمات من الحسرة غمّاً.
مواصلة السياسة الاسلامية في الحج
الموضوع الآخر الذي اود التذكير به هو أنَّ الايام أيام حج، والحج من العبادات المهمة التي ينبغي أن نمنحها أهمية خاصة، وأنا أعرف السيد موسوي خوئينيها فقد كان نشطاً وفعّالًا جدّاً، وقد عمل بشكل جيد، ولمّا كان وجوده في الادعاء العام ضرورياً ولا يستطيع لهذا السبب من السفر للحج هذا العام فمهما فكرت وجدت أنَّ السيد كرُّوبي مناسباً للقيام مقامه، والسيد كرُّوبي قد تحمل لسنوات طويلة التعذيب في عهد النظام السابق وتحمل أضراراً كثيرة، وهو رجل مقاوم وصالح ولهذا فسنرسله هذا العام بشكل موقت لنرى ماذا سنفعل في السنوات القادمة.
أما المسألة التي كنت قد عرضتها فهي أنهم يبحثون عن نقطة يجدونها ويقولون إنّها هي، والآن وحيث قد تنحّى السيد الموسوي فسيعلنون بأن «وضع إيران قد تغير وسياستها قد اختلفت». فهؤلاء لا يعلمون أنَّ سياسة الحج لم نصنعها نحن بل الحج سياسة إسلامية، وكنا نهدف منذ البداية إلى إعادة الحج إلى الشكل الذي كان عليه، فكما أنَّ النبيّ الأكرم (ص) كان قد حطّم الأصنام في الكعبة، فإننا نريد أن نحطّم أصنام زماننا التي هي أعلى وأسوأ من تلك، فكما عملنا في السابق علينا اليوم أن نذهب إلى الحج وننظم التظاهرات والمسيرات ولا تتغير سياستنا بتغيير السيد الموسوي، وسنقيم الحج كما قد أقيم منذ سنتين أو ثلاثٍ وعلى الدول أن تتحمل هذا ونحن لا نستطيع أن نعدل عن الواجب الذي حدّده الإسلام لنا، والقرآن قد أمر بهذا وسياستنا في الحج هي تلك السياسة نفسها، ومتى ما ذهبنا إلى الحج فسنعمل مثل ذلك إلّا أن يحال بيننا ونمنع من الذهاب إلى الحج فهذه مسألة أخرى.
عدم اهتمام الشعوب الإسلامية بتهديدات القوى
وعلى الأشخاص الذين يذهبون للحج أن يوجّهوا أكثر اهتمامهم للأعمال ويتحدوا فيما بينهم، وآمل من الدول الإسلامية الأخرى أن يكون لها هذا الإحساس نفسه، وأن لا يتطلع أكثر من مليار مسلم إلى ما تقوله أمريكا أو الاتحاد السوفيتي وأن يقفوا على أقدامهم ولا يعتنوا بالآخرين، كما وقف هذا الشعب المؤلف من أربعين مليوناً وهو بالنسبة إلى الدول الأخرى بلدٌ صغير جدّاً لقد وقف على قدميه وهو يصرخ: «لا شرقية، لا غربية» واحترام هذه الدولة الآن أكثر من احترام تلك الدول المحتمية بأولئك، كما ازداد توجّه نفوس المسلمين نحوها، فلا داعي لخوف الشعوب من أمريكا وماذا ستفعل، إنها طبل أجوف، ترفع صوتها وتصرخ ولا تعمل شيئاً، انظروا إلى أمريكا فيما يتعلق بالقتلة الذين يعارضهم الجميع ونحن معهم ماذا قالت وماذا فعلت؟ إنها تحاول دائماً أن تلصق هذا الأمر بالدول المخالفة لها ولكنها لم تتمكن، وزعيقها هذا أجوف ولا يحصل أيّ شئ، وعلى الشعوب أن لا تخشى بل عليها أن تواصل طريقها، والإسلام والله سنداهما وحامياهما، ومن كان سنده الله وحاميه فلا ينبغي له أن يخشى شيئاً. أسأل الله أن يوفقكم لإتّباع أوامره.
والسلام عليكم ورحمة الله