بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
اهتمام الاذاعة والتلفزيون بدور الناس
أنا لايعنيني رأي الآخرين، بل أتحدث عن نفسي، فأنا لا يروق لي وضع الاذاعة والتلفزيون. والحقيقة أن للحفاة من الحق فيهما ما ليس لنا، فهذه هي الحقيقة التي لا مجاملة فيها ولا مغالاة، لأنهم هم الذين أوجدوا هذا النظام وهذه النهضة ولا حق لأحد من الطبقة المرفهة في هذا الأمر، وقد كان لنا بالطبع شراكة في أصل الموضوع، ولكنَّ الحق مع أولئك، فمنذ مدة وأنا عندما أفتح المذياع أو التلفاز اسمعهم وأراهم يرددون اسمي فلا أرتاح لذلك، علينا أن نعطي الناس الأهمّية والاستقلال ونتنحّى جانباً ونشرف علىخير الأعمال وشرّها، أمّا أن تكون الأعمال كلها في أيدينا، و الإذاعة و التلفزيون في أيدينا، ولكنَّ هؤلاء المساكين العاملين لا شئ في أيديهم ونحن الذين لا نقوم بأي عمل نهيمن على كل شئ، فليس هذا صحيحاً في رأيي، لقد قلت إن ما يتعلق بي ينبغي أن لا يقال وأنا لا كلام لي مع السادة وإن كان من اللازم أحياناً أن يقال شئ في بعض الحالات، وهذا أيضاً بتقديري أنا ولا مانع من ذكرها في الإذاعة أو تعرض في التلفزيون كعيد الفطر، عيد الأضحى، المصادقة على انتخاب رئيس الجمهورية وأمثال هذه الأمور، أمّا الباقي مثل لقائي هذا اليوم بكم والحديث معاً فهذا ما لا يحتاج إلى عرضه في الإذاعة والتلفزيون فالمذياع يكرر الخطاب عدة مرات والتلفزيون يعرض اللقاءعدة مرات. فهذه أمور تتعب الناس وتصيبهم بالملل وليس فيها أيّ محتوى أو مضمون. فأنا وأنتم نتحدث سوية وكذلك الآخرون يتحدثون إليّ وأتحدّث إليهم، إنني أرفض ذلك، وكذلك الأشياء التي تعرض الآن في التلفزيون مثلًا تعرض صورتي عند شروع أيّ خبر. احذفوا هذا ومن يسألكم عن السبب فقولوا له منعنا فلان.
[قال محمد هاشمي (المدير العام للإذاعة والتلفزيون): إنَّ لك مكانة في قلوب الناس، فردّ الإمام الخميني قائلًا]: إنَّ قلوب الناس في غير هذه الأمور، فالأمر ليس كذلك لقد كنّا سابقاً علىاتصال مباشر بالناس ونحن نحبهم ونكرّمهم وللناس علينا مِنّة وألطاف ولكن لم يكن لنا مذياع ولا تلفزيون فذاك أمر آخر. على كل حال لا مانع من ذلك في بعض الحالات الضرورية اللازمة وفي ذلك فأنا لا أرغب فيها، أما بالنسبة للآخرين فهم أدرى بشؤونهم.