بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
دور النظام السابق في إيجاد الخلاف بين الفئات
إني أبارك لجميع مسلمي العالم ومستضعفيه وللسادة الحاضرين هذا العيد السعيد ذا الأبعاد العرفانية والسياسية والإيثارية وغيرها.
علينا أن نجري اليوم مقارنة بين الماضي والحاضر من بعض الجهات، ولنبدأ هذه المقارنة بهذا المجلس، فمن بركات الجمهورية الاسلامية أن يجتمع في مجلس واحد أشخاص لم يكن في الإمكان اجتماعهم في السابق في مثل هذه المجالس، وليتنبّه الجميع إلى أن علماء الإسلام وحوزة قم العلمية وعلماء طهران لم يكن لهم اجتماع مع الجامعات في أيّوقت بهذا الشكل، في مكان واحد بقلب واحد وهدف واحد، وكذلك سفراءالدول الصديقة وأساتذة الجامعات وأركان الدولة، لم يكونوا في أيّ وقت يحضرون اجتماعاً نجلس فيه معاً وننظر فيما نحن محتاجون إليه وماذا علينا أن نفعل، كانوا يثيرون الخلافات في بلادنا، وكانت دعاياتهم بشكل تجعل العالم يستوحش من الدخول إلى ساحة الجامعة والتعبير عن آرائه، وكذا الجامعي يخشى المجيء إلىبيئة العلم والدخول إلىالمدارس الدينية وطرح مسائله، وكذلك أساتذة الجامعات ورجالات الدولة وأعضاءمجالس الشورى لا يجلس أيٌ منهم إلى الآخر لينظروا على الأقل ماذا يحتاج بلدهم وماذا عليهم أن يفعلوا لسدّ هذه الاحتياجات؟ وهذا كله راجع إلى أن الدعايات التي كانت متمادية بحيث أوجدت سوء الظن لدى الجميع وأخافت كلًا منهم من الآخر، وكان كلّ منهم يسيء الظن بالآخر بل أقول: إنه كان يعاديه، إذ لم يكن أيّ من سفراء الدول ليحضر في مكان يحضره جمع من الروحانيين، ولم يكونوا على استعداد للحضور وذلك لأنهم قد لُقِنُوا أنَّ مجتمع علماء الدين مجتمع رجعي- ولا أدري- متخلّف وقديم الأفكار وأمثال هذه الدعايات التي رأيتموها أشيعت في العصر الماضي وخصوصاً في العصر الأخير ويتبيّن منها أن الخبراء الأجانب من أوربيين وأمريكيين قد تنبّهوا إلى أن الفئات المختلفة لو اتحدت لشكّلت خطراً عليهم، وقد صدقوا، وقد عملوا في هذا المجال- وبأيدي أشخاص من موظفيهم وعملائهم في الداخل وبأيدي أشخاص تربّوا في بيئتهم- وكأنه ليس من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع.
الاتحاد والتضامن والعمل بالواجبات
لقد اجتمعنا اليوم كلنا تحت سقف صغير، ولنا جميعاً فكر واحد وهو الحيلولة دون الأمور التي كانت تحصل سابقاً، وهذا الفكر هو أن لا تقع الجامعات مرة أخرى في أيدي أولئك الأشخاص، وأن لا يُبتلى الروحانيون بتلك المسائل، وأن لا يعود الوطن إلى الحال التي رأيتموها كيف كانت، أية مصائب تحلّ في البلاد، لقد اجتمعنا اليوم هنا لننظر ماذا علينا أن نفعل لكي نحول دون عودة الوضع- لا سمح الله- إلى سابق عهده.
إنَّ ما يستطيع الحيلولة دون عودة الوضع السابق هو التفكير قليلًا في عيد الأضحى ومسائل فداءحضرة إبراهيم (ع) وإيثاره وتضحيته والتدبر فيها وفي المسائل الموجودة في الحج وكل مسائل الإسلام التي جمعت بين الأبعاد المختلفة، بين العرفان والتعبّد، بين السياسية والعبادة، بين المسائل الاجتماعية وسائر المسائل الأخرى. لقد أقام هذا الأساس لنفهم منه شيئاً. إنَّ لأولئك الذين يجلسون هناك واجبات آمل أن يعملوا بها إن شاء الله وقد عملوا بها، وعلينا وعليهم أيضاً بعد أن يعودوا واجبات تتلو مطالعة عيد الأضحى ومحل الأضحيات. أولئك عليهم أن يتحفونا بذلك الإيثار وتلك الوحدة وعلينا نحن أن نشيع هذا المعنى بين أفراد شعبنا، والسادة علماء الدين في طول البلاد وعرضها والسادة الجامعيون في البلاد كلها ملزمون بالقيام بهذا العمل.
المقارنة بين الحاضر والماضي في التحوّل الذاتي للشعب
لقد خطونا بحمد الله خطوات مؤثرة في هذا المجال، فعند ما تقارنون قليلًا بين الماضي والحاضر نستطيع أن نفهم ما هي الفروق. فمثلًا يتذكر أكثركم أو معظمكم قضية الاقتراح على ما يسمّى بالثورةالبيضاء؛ كم أثاروا حوله من الضجيج وكم مارسوا من الضغوط وكم استعملوا من الحيلة والمكر ولكنهم مع كل ذلك لم يستطيعوا أن يدّعوا ستة ملايين وتأكدوا أنهم لم يكونوا كذلك، ومع كل تلك الضغوط التي استعملتها الدولة الجائرة، وما بثته من الدعايات، لم يستطيعوا أن يجمعوا عدداً ممن يدعي كذباً أنَّ الناخبين كانوا عشرة ملايين نسمة. ولم يتمكنوا أن يكذبوا أو يبالغوا إلى هذا الحد. أنتم في بلد يعاني من الضغوط من جميع الجهات ودعايات مقاطعة الانتخابات تمطره من كل صوب ومع ذلك فإنَّ الجماهير التي اجتمعت والمقدّرة بأربعة عشر مليوناً لو تقارنونه بأي بلد في العالم لاتّضح الفرق بين ما هنا وما هناك ولَعُلِمَ أي تحوّلٍ عجيب حصل في إيران بحيث إن نظاماً يملك كل تلك الطاقات ويمارس كل الضغوط ولا يتورع عن ممارسة أيّ ضغط لم يستطع أن يدّعي كذباً أن ناخبيه بلغوا ثمانية ملايين، بل ركز كل دعاياته وإعلامه وكل أجهزته ومبالغاته وأكاذيبه على الستة ملايين وأثار حول هذا العدد في حينه ضجة كبرى مع أنه كان كاذباً في أقواله. وأنتم من دون أيّ ضغط يمارس ضدكم بلزوم الحضور والمشاركة تشاركون في الانتخابات وتدلون بآرائكم من غير حاجة إلىالدعايات المسبقة، وفي هذا العام حيث لم تكن هناك دعايات انتخابية على الاطلاق ترون كيف تجمّع هذا العدد المنقطع النظير حسب المقاييس المتعارفة في العالم، وهذا دليل علىوقوع التحوّل العظيم في بلدنا، من هنا وإلىجبهات القتال.
عند ما دخل دخل قوات التحالف بلادنا بكل التجهيزات التي طبّلوا لها، ادّعوا أننا استطعنا مواجهتهم مدة ثلاث ساعات، وعند ما سئل الجبان (رضا خان) كيف قاومتم ثلاث ساعات؟ قال: لقد بالغنا في طول المدة والحقيقة أننا خرجنا من الجانب الآخر عند ما دخلوا من هذا الجانب. فقايسوا ذلك الوضع بالوضع الحاضر حيث وقف شباننا وكل فئات شعبنا وصافح بعضهم بعضاً وتعاضدوا في مقابل كل القوى التي اتحدت في التآمر ضدنا لحفظ النظام السابق لكن شباننا أحبطوا تآمرهم، واتحدوا جميعاً لإيجاد النصر على العدو في هذه الحرب ويسطّرون الاكاذيب في كل يوم، لكنَّ شباننا يقاومون ويتقدمون إلى الأمام، وقارنوا كذلك بين نسائكم ولاحظوهنَّ كيف كُنَّ في ذلك الوقت وكيف هنَّ الآن، فنساؤنا اليوم قد صرن متديّنات، وإنَّهنَّ الآن في طول البلاد وعرضها كما أن الشبان يقومون بالخدمة تراهن يعملن خلف الجبهات ويقدمن الخدمات بالإضافة إلى أن لهن مجالس درس ومجالس قراءة ومجالس تدريس حتى تدريس البحث الخارج.
لقد سمعت أنَّ بعض النساء منشغلن بذلك. حسناً! أيُّ تحوّل هذا؟ وكيف كنَّ في السابق؟ ماذا كانت قصة المرأة في إيران؟ إن الإنسان ليخجل من القول بأنَّ ذلك الوضع حرية وهذا الوضع تضييق الخناق، ذلك حرية بحيث يعملون كل ما يحلولهم وبأي شكل كان، وهذا تضييق الخناق لأن لنسائهم الحرية في أداءالخدمة والوقوف خلف الجبهة، ولهنَّ الحرية في الدراسة، ولهنَّ الحرية في أن يعملن ما يشأن، أولئك يسمون هذا تضييق الخناق، لأنكم لا تدعون النساءيعملن بشكل يشلُّ المجتمع، وأن يشلوا الفئة الشابة من الشعب بواسطة بعض المتحللين من كل قيد أخلاقي عن القيام بأيّ عمل، لم يكن أيّ واحد يسعى للقيام بأيّ نشاط فعّال من النشاطات الاجتماعية، بل كان الجميع يبحثون عن مكان يذهبون إليه فور استيقاظهم في الصباح للنزهة أو ما شاكل ذلك أنظروا إلى اسواقكم ... أنظروا إلى شوارعكم. والآن حين يريدون أن يكذبوا على إيران تراهم يقولون: ليس في إيران مكان للتنزّه، إنما يقصدون النزهات التي يريدونها هم، وإلّا فأماكن التنزّه موجودة، أو يقولون إنَّ النساء يتستَّرن بالعباءة الآن، ولقد بثّوا الدعايات في ذلك الوقت بحيث إنَّ المرأة لا تجرؤ بأن تظهر بالشكل الذي ترغب بالظهور فيه لذلك كنَّ يتخفّين في الظهور، ومن كانت منهن تريد الحفاظ على نفسها إمّا إنها لا تخرج من بيتها على الاطلاق، أو أنها تتخفى في الليل لتتنقل سرّاً من مكان إلىمكان. وهكذا كل الجهات التي تلاحظونها.
اندماج عرفان الإسلام بعباداته
وان الحج الذي أقيم في السنوات القليلة الماضية- وكان بصورة أفضل في هذا العام بحمد الله- يجب أن ينعكس على الدنيا بأنَّ الحج هو هذا. وإن ما كان يريده إبراهيم خليل الله ورسول الله هو هذا، وحين أراد أن يرسل من يقرأ سورة براءة على ذلك الجمع إنما أراد أن يُفهمنا أنَّ سورة براءة يجب أن تقرأ هنا وفي حين أن المشاكل التي كان المسلمون يعانون منها في عصر الرسول الأكرم (ص) غير هذه التي يعانون منها اليوم، وفي الوقت نفسه فإنَّ القرآن المجيد والحديث النبويّ يعلماننا بأنَّ علينا أن نفعل مثل هذه الأفعال من اندماج الحج بكل العبادات الإسلامية والأبعاد المختلفة كلها. ومن معجزات الأنبياء والإسلام بالخصوص أنَّ عرفانه مندمج بعباداته فلو أن شخصاً من أهل العبادة يتابع البعد العرفاني للصلاة في كل أعماله لرأىأيّبحر متلاطم وأيّ معراج! إنه معراج المؤمن الذي يجذب الإنسان إلى ما فوق عالم الطبيعة وإلىما فوق عالم الوجود. وبكلمة واحدةيكون أحياناً هكذا، وأحياناً تكون لجملة واحدة من البعد المعنوي والبعد العرفاني ما لو تحقق للإنسان السالك لاجتاز به الحجب كلها، وكأن سورة الحمد التي في القرآن أوّل سورة واتخذت للصلاة بحيث لا تقبل الصلاة بدونها، هذه السورة نفسها تحوي المعارف كلها، غاية الأمر هو يجب التدقيق فيها. حسناً، نحن لسنا أهلها، نحن نقول: إنَّ الحمد لله يعني أنه لائق للحمد، (الحمد لله ربِّ العالمين) «1» يعني أنَّ الله يليق بكل أنواع الحمد، ولكنَّ القرآن لا يقول هذا إنَّ القرآن يقول: إنه لم يحصل حمدٌ على الاطلاق في أيّ مكان إلّا لله، ومن يعبد الأصنام يحمدُ الله كذلك من حيث لا يدري والمشكلة هي في جهلنا وعدم معرفتنا، والذي يقول: (إيّاك نستعين) لا يعني أننا نطلب العون كله منك- إن شاءالله-، وأمثال هذا، ليس كذلك فإن الاستعانة بغير الله لا وجود لها مطلقاً إذ ليست هناك قدرةأخرى، أية قدرة عندنا غير قدرة الله؟ فهل إن الذي عندك هو غير قدرة الله؟ كلّا، إن ما نقوم به من العبادة- إن شاءالله- إنما هو لله، ونطلب العون من الله إن شاء الله، والحقيقة هي أنَّ العبادة والمدح لا يقعان في الدنيا لغير الله، وأولئك الذين يمدحون الشياطين مثلًا أو السلاطين وأمثالهم لا يفهمون أنهم يمدحون الله وإنهم لفي غفلة من هذا، فمدح الكمال ليس مدحاً للنقص بل مدح للكمال. وإن استعانة أيّ شخص هي استعانة بالله، وهذا ما تقوله هذه السورة، ولو تحققت هذه السورةالقرآنية لأهلها الذين هم أهل هذه المسائل لانحلّت المشاكل كلها، إذ عند ما يرىالإنسان أن كل شيئ من الله فلن يخشى أيّةقدرة، وإننا إنما نخشى القدرات فلأننا نتصور أن القدرة هي هذه. وعند ما يعلم الإنسان أنَّ القدرة هي قدرة الله وأنَّ كل شيئ إنما هو منه فلا يمكنه حينئذٍ أن يخاف من غيره، إن كل مخاوفنا ناشئةمن عدم فهمنا أن القدرة هي قدرة واحدة وأنها لمصلحة الجميع وقد استخدمت لمصلحة الجميع أفراداً ومجتمعات وكل البشر ولمنفعتهم، فلو أننا أدركنا أن كل ما في الوجود هو من الله ولمصلحتنا وتربيتنا، ولو أنَّ الإنسان أدرك هذا المعنى إدراكاً حقيقياً ورآه بعين الحقيقة وذاب فيه لحلّت الأمور كلها.
لزوم تعرّف الناس على المعارف الإلهية
علينا أن نعرّف الناس التوحيد وعلى العلماء الأعلام أن يعرّفوا الناس بالتوحيد والمعارف الإلهية (ألغيرك من الظهور ما ليس لك؟)، إن ما يريده سيد الشهداء (ع) في دعاءعرفة بقوله: «متىغبت حتى تحتاج إلى» هو ما يقوله القرآن بعينه، ولكل منهما لغته الخاصّة، فالقرآن قد نزل حتى وصل إلى هنا، وأدعية أئمتنا- عليهم السلام- بحسب تعبير بعض المشايخ «2» «قرآن صاعد» وكل ما نحتاج إليه من الأمور نجده في هذه الأدعية، فلغةالأدعية غير اللغة العادية التي تريد أن تطرح الأحكام، ولغة الأدعية تختلف عن لغة الفلسفة كما تختلف عن لغة العرفان العلمي، إنها لغة أخرىفوق مستوى هذه اللغات، غاية الأمر أنها تحتاج إلى فهم، ويجب على من يفهم هذه اللغة أن يتوجه إليها، والقرآن نعمة ينتفع بها الجميع، لكنَّ ما يستفيده النبيّالأكرم (ص) من القرآن غير الذي يستفيده الآخرون (إنما يعرف القرآن من خوطب به «3» والآخرون لا يعلمون، فالذي نزل عليه القرآن يعلم ما هو، وكيف نزل، وما الهدف من هذا النزول، و ما هو محتواه وغايته؟ وإنَّ الذين تربّوا بتعاليمه يعلمون كذلك بسبب هذه التربية، إنَّ عمل الأنبياء يتمثل بطرحهم المسائل العرفانية الدقيقة بلغة يفهمها كل واحد بشكل من الأشكال أمّا المعنى الحقيقي فيفهمه ذو والأفق الأعلى مستوى، وهذا الفن هو في القرآن أعلى من كل مستوى كما يوجد في الأدعية أيضاً.
حفظ الابعاد المعنوية في الحوزة والجامعة
إننا وعلماء الدين والجامعيين وأساتذة الجامعات إن كنا نرغب أن يبقى هذا البلد محفوظاً وأن لا يعود إلى أوضاعه السابقة مرة أخرى فعليهم أن يراقبوا أنفسهم في التربية ويراقبوا الأطفال والشبان في الأعمال التي يقومون بها، ويجب عليهم أن يحفظوا الجامعة بشكل يحصل فيها تحوّلٌ كالتحوّل الذي حصل في إيران وقد حصل هذا التحوّل بالفعل، لكنَّ يحتاج إلى مراقبة أكثر، وعلى علماءالبلاد أيضاً إينما كانوا وخصوصاً في الحوزات العلمية أن يقرّبوا أهل العلم وأولئك الذين جاءوا حديثاً لطلب العلم من الله تبارك وتعالى ويرغبوهم في هذه الجهات، فعلى الحوزات العلمية أن تتمتع بهذه الصفات وأن تكون لها دروس في الأخلاق لا درس واحد أو درسان بل عشرة دروس في الأخلاق أو عشرين درساً، فلو أردتم مستقبلًا نورانياً للبلاد فعليكم تربية هؤلاء الذين يدخلون الحوزات أو يحضرون الأماكن التي تلقون فيها الدروس، عليكم أن تربوهم بشكل يجعلهم يهاجرون من هذا العالم إلى ما ورائه، فكونهم روحانيين يعني كونهم روحاً أيّ يتوجهون إلى ما وراءالطبيعة، يجب أن تكون الخطوات الأولى منذ البدايةنحو ذلك الطرف فإن حصل هذا صلحت الأمور هنا أيضاً. إن من يقوّي معنوياته الذاتية هو الذي يكون قوّياً في الجهات الطبيعية أيضاً.
و مثلنا مثل الأنبياء والأولياءفمع أنهم كانوا يتمتعون بكل تلك المعنويات والمعارف الإلهية فقد كانوا يديرون أمور البلاد أيضاً ويؤسسون الحكومات ويقيمون الحدود ويقتلون كل من يضرّ بالمجتمع مع أنهم كانوا بتلك الدرجةمن المعرفة.
سلامة البلد في ظل التربية السليمة
لو أنكم ربيتم الناس تربية سالمة ودعوتموهم إلى التعرّف على الله وعلى المعارف الإلهية والقرآن لبقي البلد سالماً ولسرت هذه السلامة إلى سائر الأماكن، وهذا أمرٌ مؤكد. إنكم تلاحظون الآن أنَّ هذه الأصوات التي ارتفعت في الدنيا إنما ارتفع بعضها لخداع الناس والتظاهر بلزوم أسلمة القوانين، كما ارتفع بعضها من المسلمين الواقعيين يهدفون إلى وجوب تحقق الإسلام، كل هذا بسبب الموجة التي ارتفعت من هنا والتي أثرتموها أنتم أيها الشعب المسلم.
ثِقوا بأنَّ الله معكم ما دمتم تقدّرون نعمة الله، النعم التي أعطاكم الله، نعمة الوحدة، نعمة الثورة، وهؤلاء الشبّان، والنصر في الجبهات، واشتغالكم الآن في الخدمة، هؤلاء الأساتذة الذين أعطاكم أيّاهم كل هذه النعم تحتاج إلى الشكر ومعرفة قدرها، علينا جميعاً أن نعرف قدر هذه النعم ونشكر الجميع. وإنني لأشكر الباري تعالى على تواجدهم في المواقع التي يعملون فيها وعلى حضورهم في الساحة وأدعوا لهم جميعاً. حفظ الله الشعوب الإسلامية وعرّفهم واجباتهم، وعرّفنا واجباتنا أيضاً لكي نتوجه في هذه الأيام المعدودةالتي نطويها في المسير إلىذلك الطرف لكيلا نخلد إلى الأرض «4».
والسلام عليكم ورحمة الله