باسمه تعالى
إنَّ مما يؤسف له أشد الأسف هو أنَّ مجلس الشورى الإسلامي المحترم الذي هو أولى من غيره بحفظ سمعة الجمهورية الإسلامية، وفي الوقت الحاضر حيث الاستكبار العالمي وأتباعه يسعون للعمل ضد الإسلام ومصالح البلد الإسلامي دونما توقف نرى النوّاب في خطبهم الافتتاحية من حيث لا يعلمون أو يعلمون لا سمح الله ولأهداف غير ثورية يسعون إلى نشر أمور تتعلق بالدولة ودوائرها بشكل يوحون إلى المستمعين الغافلين بأنَّ دوائر الدولة الإسلامية مشغولة بشكل جماعي بنهب الناس والارتشاء والسرقة ومقاومة الجماعات الضعيفة بالمكاتبات والعلاقات الشخصية وآلاف الجنايات الأخرى، وأيّ شخص غافل يسمع هذه الأشياء يظن بأن الاقتراب من دوائر الدولة من دون رشوة أو محسوبية أمر غير جائز وهذا ما بعث على تقاعس الناس في بعض مناطق البلاد عن المشاركة في صلاة الجمعة وفي الجبهات حيث تصلني أخبارها. ليعلم السادة أنه لو قصّر بعض الأشخاص في بعض الدوائر ونسبوا هذا الأمر إلى الموظفين والدوائر كافة فقد ارتكبوا معصية كبرى وعليهم أن يُعِدُّدوا الجواب عنها في محضرالباري تعالى، ولو تأثر بعض السادة بالإعلام المضادِّ والفاسد وتحدثوا بلا حساب ولاتحقيق وبلهجة حادّة فقد عملوا على تقطيع جذور الثورة الإسلامية بفؤوسهم وبأيديهم وضربوا الإسلام، إنني أرى نصيحتي للسادة هي من حقوق الأخوة الإيمانية، وأؤكد أنَّ طرح مثل هذه المسائل يوجّه لطمة لمصداقية الجمهورية الإسلامية، ويريق ماء وجه فئة كبيرة ممن يؤذون بأجور زهيدة أعمالًا باهظة، ويسيئ إلى سمعة الحكومة الخدومة والدوائر المظلومة عند أبناء الشعب ومن الممكن أن يؤدي بالتالي إلى هزيمة البلد الإسلامي سياسياً بل وعسكرياً أيضاً، فلا تطرحوا مثل هذه المسائل لمجرد تقارير فاسدة ومغرضة من قبل بعض الانهزاميين المتخاذلين، ولا تشوّهوا صورة الجمهورية الإسلامية والإسلام، بل لو أطلع أحدكم على شخص بعينه قام بعمل منافٍ وهو غير متجاهر بالفسق ففضحه بحسب الموازين الشرعية مخالف للشرع، ولو ارتكب أحدٌ ذنباً في إحدى الدوائر أو في أماكن أخرى فلا يجوز فضحه على رؤوس الأشهاد بل يجب إحالته إلى المحاكم ذات الصلاحية أو المسؤولين ذوي العلاقة ليوقف عند حده ويعاقب على فعله، ومجرّد انتخابه نائباً لا يصحّح أعماله المخالفة للشرع. إنَّ لقاء هذين المستكبرين الناهبين للعالم اللذين يشعران بأنهما قد دحرا في مقابل الشعوب والمجتمعات المستضعفة قد أخذا منذ أشهر عديدة ببثّ دعايات واسعة لإغفال العالم وتلافي الهزائم التي تحمّلاها وليفرضا على العالم كله أنه لا يستطيع العيش من غير اللجوء إلىإحدى هاتين القوّتين، وبلدنا الذي نجا بعون الله وهمّة الشعب العظيم من المفاسد والفواحش والنهب والارتباط بالأجنبي، ولن تجدوا في العالم كله بلداً بمثل هذا الصلاح والسداد، تجدنا نحفر نحن بأيدينا قبره وقبر ثورتنا. وأخيراً لماذا يتفق غيرنا في باطلهم ونتفرّق نحن في حقنا. إنني مع كل تأييدي لمجلس الشورى المحترم أرغب في أن يكون هذا المجمّع الإسلامي معلّماً للأخلاق والآداب الإسلامية، وأن لاتكون الانتقادات قبيحة لتتخذها الأبواق الدعائية ذريعة أكثر لبث الشائعات. وفق الله الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله
6 ربيع المولود 1406
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
تحذير نوّاب مجلس الشورى والامتناع عن طرح الأمور التي تتعارض مع مصالح البلد
نواب مجلس الشورى الإسلامي
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۶۴ تا صفحه ۳۶۵
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378