بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر على الالطاف الإلهية
إنني لأشكركم أيها السادة كما أشكر رجال الدين وممن شاركوا في مثل هذا الاجتماع الذي يمكن أن يقال عنه إنه اجتماع روحاني. ذلك أنكم وكل الذين وردوا الحرب وكافة ابناء الشعب الايراني يدركون جيداً كم اختلف وضعهم عمّا كان عليه في السابق، فشباننا عندما كانوا يريدون القيام بعمل ما فإنهم يذهبون إلى ساحل البحر أو أمثال هذا المكان، أمّا الآن فانظروا إلى شباننا كيف يعملون. إن هذه إحدى عنايات الباري تبارك وتعالى بهذا الشعب وعلينا جميعاً أن نعرف قدر هذه العناية، إننا لسنا بشيء، وهذا ما يجب علينا جميعاً أن نعرفه وأن كل شيء هو من عند الله. إنَّ تجربتي طيلة المدة التي كنت فيها منشغلًا بالواجب الديني الذي اعتزلته أشعر بأن كثيراً من الأعمال تنجز دون علمنا ومن دون أن نكون قد خططنا لها بل الله كان يهدينا إليها. والآن فإن عناية الله بكم وبهذا الشعب قائمة، وأمّا أنتم الذين تمثلون قوّة هذا الشعب و خدّام الجمهورية الإسلامية والحافظون لها والحرّاس في الجبهات، فعناية الله بكم أكثر، فأنتم بعملكم هناك تشبهون العبادة المستمرة التي نقوم بها نحن هنا، فكونوا مطمئنين إلى أنَّ كل خطوة تتقدّمون بها في سبيل الله فإنَّ الله تعالى يتقدم بعنايته نحوكم أكثر بحسب الرحمة التي لديه.
الواجب الإلهي في إسناد الجيش
إطمئنوا إلى أنكم ثابتو القدم والجيش صامد وواجبنا هو إسناد الجيش وهو واجبنا الإلهي وإطمئنوا إلىأننا نساندكم، وعندما خطط المنافقون لإقصاء الجيش ووصفوه، بما وصفوه كنت أعتقد في ذلك الوقت بوجوب الاحتفاظ بالجيش وقد ازداد اعتقادي هذا الآن، أنني ألحظ على محيّاكم شيئاً لم يكن ملحوظاً فيما مضى من الوقت، لقد أصبح وضعكم الآن يختلف عمّا كان عليه في السابق فكونوا الآن مشغولين بالخدمة بكل اطمئنان ولن يستطيع أحد أن يتصرّف بأوضاعكم وقدرتكم كما لا يمكنه إضعافكم، فالشعب معكم والجميع معكم فكونوا مع الشعب وأنتم معه والحمد لله.
اتحاد فئات الشعب
عند ما نهض الشعب نهض بكل فئاته: بعسكرييه وحرّاسه الثوريين والتعبويين والناس ورجال الدين والكسبة والعمّال وجميع الفئات، فمثل هذا الشعب المتحد بكل فئاته وطوائفه لا يقدر أيّ أحد على إحباط نهضته وهذا ما أدركته أمريكا وكذا الاتحاد السوفيتي، كما يدركان أنهما لا يستطيعان أن يدحرا جبهة إلّا إذا خذلها الشعب ولم يسندها، أمّا الجماعة الواحدة وذات اليد الواحدة فلا يمكن ضربها. فكونوا يداً واحدة ولاحتى اثنتين، أيّ لا تفكروا في أنَّ للحرّاس وضعاً ويفكر الحراس أن لكم وضعاً آخر فلكليكما وضع واحد ولكليكما واجب واحد هو حفظ الإسلام.
حفظ الإسلام والوطن واجب إسلامي ووطني
لو أنكم تلاحظون ماذا تحمّلت فئةقليلة من الآلام والمعاناة في صدر الإسلام مقابل الأعداء، تحملوا المصاعب وحافظوا على الإسلام. وكم تحمّل النبيّ الأكرم (ص) نفسه من العذاب، كما تحمل الآخرون بعده الآلام وحافظوا على الإسلام، وأنتم اليوم عليكم مسؤولية وطنية في حفظ بلدكم ومسؤولية إسلامية في حفظ الإسلام، فالإسلام الآن أمانة عندكم، فالعالم اليوم كله متجه نحو إيران ليروا ماذا يصنع هذا الشعب، ومتحيرون فيما تريد أن تفعل هذه الجمعية المؤلفة من أربعين مليوناً والمجتمعة هنا، فالصين التي تضم ملياراً ومئة مليون نسمة متجهة بأنظارها إلى الشعب الايراني لترى ماذا يفعل هنا وكذلك الاتحاد السوفيتي وأمريكا أكثر من غيرها، فالكل ملتفتون إلى أن فئة قليلة في إحدى زوايا الدنيا قد نهضت بصوت واحد، فأيّ صوت هذا الذي وصلت أمواجه الى العالم بأسره، ذلك أنَّ هؤلاء لا يعلمون ما هو الإسلام وما هي المعنويات، إنَّ حساباتهم تدور حول فكرة: إن لدينا عدة دبابات وأولئك لديهم عدةدبابات، وطبيعي أننا عند ما نقارن أنفسنا بأمريكا والاتحاد السوفيتي نرى أننا لا شيء لكنَّ الأمر ليس كذلك، بل هو أنكم نهضتم بصوت واحد وحرّكتم الدنيا كلها.
الدفاع عن الإسلام والبلد أمر مقدّس
و الآن فلأيّ مكان من الدنيا تذهبون تجدون أنظارهم متوجهة نحو إيران ويعلمون من أمورها أكثر مما نعلمه نحن الذين نعيش فيها ذلك لأنَّ قضيتها قضية معنوية وليس أننا نريد أن نقاتل أو نريد أن ندافع بل القضية هي أننا نريد أن ندافع عن كرامة الإسلام وعن كرامة البلد الإسلامي وهذا هو الدفاع الذي يرتضيه الإسلام والعقل، والكل يقولون لنا: يجب عليكم الدفاع عن بلدكم لأنه صار مطمع الجناة، وقد خدعبوا صدام ودفعوه ليثير مثل هذه الفتنة، ولو لم يسندوه لزال بصفعة واحدة، ولكنَّ هؤلاء هم الذين يتابعونه وقد ضعفت متابعتهم الآن له لأنهم قد يئسوا منه، فاعلموا أنَّ عدوّكم قد أصابه اليأس اليوم وصرتم أنتم أقوياء ولكن المهم هي واجباتكم بحيث إن لكل منكم واجباً عليه القيام به، فقد حدّد لكم القانون واجبات كما حدّد لكم الإسلام واجباً فيجب العمل بواجباتكم لأنَّ العمل بالواجبات يحفظ الكرامة لكم ولبلدكم.
حفظ المصداقية الإسلامية الشعبية رهن باتحاد القوى
و كم هو الفرق بين بلدكم في الوقت الحاضر وفي السابق، في ذلك الوقت كان المستشارون يأتون من الخارج ويفعلون مايفعلون، فالمصانع في أيديهم والجيش في أيديهم وكل شيء في أيديهم. أمّا اليوم فانكم بحمد الله أسياد أنفسكم، وتقفون ثابتي الأقدام في وجه أمريكا والاتحاد السوفيتي وغيرهما وتقولون إنَّ لنا وجوداً ولا شأن لنا بغيرنا ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا في الآن وفي المستقبل ولن يستطيع أن يتدخل إذ ليس تدخله في مصلحته العسكرية ولا في مصلحته السياسية، وهذا مشروط بقدرتنا المقاومة للمحافظة على بلدنا، فإن أردتم المحافظة على مصداقيتكم الوطنية والإسلامية فإنَّ ذلك مشروط بأن نكون متحدين معاً، أما التفكير بأنني عسكري فماذا يجب أن أكون: أو أنني من الحرس فماذا يجب أن أكون، أو إنني تعبويّ فماذا ينبغي أن أكون فهذا ما يجب عليكم أن تبعدوه عن أفكاركم، فأنتم جميعاً كتلة واحدة، والقدرة قدرتكم الوطنية، وعند ما تكونون متحدين فتزول من الوجود مقولة: أين أنا؟ وأين فلان؟ فأنتم معاً، وصرتم الآن منسجمين مع بعضكم كما وصلتني التقارير بهذا، وكل القوى منسجمة وتلاحظون كيف أنهم يخافون منكم وقد توسلوا بكل السبل ليصلوا معكم إلى الصلح وهم يكذبون بحمد الله وسيزيدهم الله عذاباً بسبب كذبهم. على أيّ حال، إنني أطلب إليكم كما طلب أيّ شخص مسؤول بالنسبة لكم وكما يريد الله منكم أن تنهمكوا في أعمالكم وأن لا يختلج في أذهانكم أن الجيش مثلًا يحتمل أن يستجيب لرغبات المنافقين وأن يفعل كذا وكذا، كونوا أقوياء والشعب معكم ونحن جميعاً معكم ورجال الدين يدعموكم، أنتم تلاحظون أنكم الآن في مجتمع لا سابقة له ولا مثيل له في أيّ نظام بهذا الشكل من الارتباط والانسجام بين رجال الدين والعسكريين والحرّاس وبقية أبناء الشعب كأنهم كتلة واحدة، إنكم هكذا والحمد لله وآمل أن يزداد عدد رجال الدين الذين يذهبون إلى الجبهات ويقدّمون خدمات أكثر وهم يقومون بها وهي من واجباتهم.
الجيش حافظ للإسلام والبلد الإسلامي
عليكم أن لاتأخذوا بنظر الاعتبار من أنا ومن ذاك، على الجميع أن يأخذوا بنظر الاعتبار أنَّ الله تعالى قد وضع في أعناقنا مسؤوليات وأننا نؤدي هذه المسؤوليات الإلهية واعلموا أنَّ الله تعالى يحفظكم وآمل منكم أن تتوجهوا إلى هذا المعنى وتعملوا بالوظائف التي عينها القانون لكم وبالوظائف التي عينها الإسلام لكم، وكونوا أنتم والحرّاس وسائر الفئات الأخرى يداً واحدة لحفظ كرامتكم ولصيانة عزتكم وبلدكم فقد صرتم نموذجاً للجميع وسيلتحق الآخرون في كل مكان بكم وهم مضطرون إلى ذلك، وآمل أن تحصل في كل مكان ثورة كما حصلت في إيران إن شاء الله وأتمنى لكم التوفيق والتأييد جميعاً وأؤكد مرة أخرى أنه لا يسمح أحد منكم لنفسه أن يتكلم بكلام يسبب التفرقة أو التشكيك في الجيش، وأن يتساءل كيف؟ ولماذا؟. وأمثال هذه الأفكار التي كانت من إيحاءات المنافقين، وكل من يردّد هذه المقولة فهو من المنافقين وإلّا فالمسلم يعلم أنَّ عليه أن يحافظ على جيشه، فالمسلم المحب لبلده الإسلامي يعلم أنَّ الجيش من المؤسسات التي تحفظ الإسلام وكذا الحرس وكذلك قوات التعبئة، فعند ما يكونون يداً واحدة مجتمعين ومتحدين فسيكونون قوة عظيمة تقف في وجوه الآخرين. وتستعرض عضلاتها أمامهم إن شاءالله. وتحفظون بلدكم وتدفعون عنه الأعداء، وإنَّ من واجبي أن أدعو لكم، ومما لا شك فيه أنني في كل ليلة أدعو لكم جميعاً أنتم منتسبو القوات المسلحة من دون استثناء، ولاتمرّ ليلة من دون أن أدعو لكم فرداً فرداً كما أدعو على عدوّكم، وأسأل الله تعالى أن يمنحكم العزّة والسلامة إن شاء الله وأن تكونوا من الذين ابيضت وجوههم عند لقاء الله مع المجموعة التي في طليعتها سيد الشهداء (ع).
و السلام عليكم ورحمة الله