بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تبارك وتعالى حمداً غير متناهٍ أن منّ علينا بعناياته الخاصة إذ رفع رؤوسنا بهذا الشعب التي انطلق بنهضته الدامية وثورته الإلهية وروح الإيمان والعرفان ضد القوى العظمى، الشعب الذي قطع بتضحياته الغالية أيدي الظالمين عن بلدنا الإسلامي العزيز وأعادت إليه شرفه واستقلاله، الشعب الذي جدّد مجد الوطن الإسلامي وعظمته وتسلط بحرّية على مقدّراته ومصيره، وأقام حكومة العدل الإسلامي مكان حكومة الطاغوت الشاهنشاهي وعرض الإسلام العزيز. على الشعوب التي ترزح تحت ظلم الشرق والغرب، ورحمة الله وسلام وتحيات الصالحين والمخلصين لأرواح الشهداء العظام والمعوّقين والمفقودين والأسرى الأعزّاء الذين ببذلهم أرواحهم ودماءهم وسلامتهم وابتعادهم عن وطنهم في سبيل شرف الوطن والإسلام وعزّتهما، قد فتحوا طريق نيل السعادة في الدنيا والآخرة وبيّضوا وجوههم ووجوه أبناء شعبهم ورفعوا رؤوسهم في المحضر المقدّس للحق تعالى.
و الآن وبعد مضيّ سنوات من اندلاع الثورة الإسلامية الباهرة والضغوط المؤلمة من قبل الجبابرة، والمؤامرات المتواصلة من قبل كل الظالمين الكبار والصغار لإطفاء نور الله، فقد أحبطت بحمد الله كل المؤامرات وردّ كيد الظالمين إلى نحورهم بالقدرة المعنوية العظيمة وببركة الدماء الطاهرة للشهداء والمضحين في سبيل الإسلام، وأخذت بارقة أمل بعظمة الإسلام تنتشر وتتوسع في العالم ويظهر أنَّ وعد الله تعالى بإمامة المستضعفين ووراثتهم الأرض على وشك التحقق. وتبيّن بحمد الله هشاشة التحليلات الواهية لعملاء الشرق والغرب الغافلين عن الإسلام وعن قدرة الشعوب الإسلامية، وإنَّ الجمهورية الإسلامية بقدرتها العظيمة المستمدة من المواهب الإلهية تتقدم في طريقها الذي هو صراط الإسلام المستقيم.
إلهي؛ أنت الذي أوجدت هذا التحوّل العجيب لدى الشعب الذي كاد أن يذهب ضحية رغبات مستغلي العالم بواسطة عملائهم هؤلاء العبيد المطيعين لهم دونما نقاش، ومننت على الشعب الذي رضخ للظالم على مدى التاريخ وأنقذته من ذل العبودية لغيرك إلى عزّالعبودية لك، وجعلت شعبنا العزيز نموذجاً لكل الشعوب المستضعفة في العالم.
إلهي، ان هذا البلد متعلّق بالرسول الأكرم (ص) وأهل بيته الكرام، وبلد حضرة بقية الله أرواحنا لمقدمه الفداء فبحرمتهم في محضرك المقدّس أدم عنايتك بنا واجعل النصر العاجل والنهائي من نصيب مقاتلينا الأعزّاء، وانشر رحمتك الواسعة على أرواح شهدائنا الأعزّاء والمضحّين الكرام، وارزق عوائل المقاتلين والشهداء الصبر الجميل والأجر الجزيل، ومُنَّ على أسرانا بالعودة إلى وطنهم سالمين، وعلى سالكي طريق كربلاء هؤلاء الفدائيين المضحّين في سبيل الحق بالوصول إلى هدفهم السامي واقطع أيدي الظالمين عن السيطرة على البلدان الإسلامية، وامنحنا الاخلاص وعزّ العبوديةلك، وانثر صلواتك التي لا نهاية لها على الأنبياء العظام (ع) لاسيما سيدّهم محمدٍ (ص) وعلى الأولياء العظام لاسيما خاتمهم- روحي فداه- وانقذنا من شرّ الشيطان وشرّ النفس الأمّارة» أنك وليِّ النعم « «1».
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
حلول الأيام المباركة لعشرة فجر الثورة الإسلامية
تكريم الشهداء والأسرى ومعاقي الدفاع المقدّس
أسر الشهداء والأسرى والمفقودين والمضحين
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۰۸ تا صفحه ۴۰۹
«۱»-قرأ السيد أحمد الخميني هذا النداء في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة إحياء ذكرى يوم الثورة الإسلامية والشهادة في اليوم السادس من ايام عشرة فجر الثورة الإسلامية. وقد حضره جمع غفير من أسر المقاتلين وأهالي طهران والمسؤولين العسكريين ورجال الدولة والضيوف الاجانب في «بهشت زهرا- بطهران، مزار الشهداء».
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378