بسم الله الرحمن الرحيم
وما النصر الّا من عند الله «1» بعد تقديم الحمد اللامتناهي إلى المحضر المقدّس لإله العالم وتقديم الاخلاص لمحضر بقية الله أرواحنا لمقدمه الفداء- أهنّئ الشعب الإيراني العظيم ومستضعفي العالم ومظلومي العصور التاريخية بذكرى يوم الله الثاني والعشرين من بهمن، ففي العام الماضي حضي الإسلام والجمهورية الإسلامية بحمد الله بانتصار مرموق انتشار متواصل ويمكن القول إن شمس الثاني والعشرين من بهمن تقترب من نصف النهار للآمال والأهداف الإسلامية الكبرى، وتطلعات الظالمين والمستغلين أشرفت على الأفول، وأيدي الظلمة الجهنميين الذين لم يتورّعوا على طول التاريخ وخصوصاً في القرون الأخيرة عن ارتكاب أيّ جناية أو ظلم بحق مظلومي العالم، قد أشرفت على القطع، وبالرغم من الأبواق الدعائية المليئة بالأكاذيب والأراجيف والتظاهر بالقوة فإنَّ أعمدة البيت الأبيض والبيت الأحمر صارت أكثر تزلزلًا يوماً بعد يوم، وبإرادة الله تعالى وبالموج الهائل من المستضعفين المزمجرين في وجوه كبار الظالمين لاقتلاع بنيان التعدّي على حقوق الإنسان من جذوره وإقامة حكومة العدل الإسلامي، التي هي حكومة المستضعفين، مكانها، وكأنَّ بارقة أمل اقتراب الوعد الإلهي، البارقة التي نأمل أن تعم العالم كله بسرعة البرق الخاطف وتبشّر بالفتح المبين وتتصل بحومة منجي البشرّية وملجأ المستضعفين في آخر الزمان.
وبإلقاء نظرة خاطفة الى الدولة الإسلامية في إيران ودول المنطقة والعالم يمكن ملاحظة تقدّم الثورة الإسلامية. ففي إيران، هذا البلد المقاوم والمجاهد وعلى الرغم من دعايات الأبواق الخارجية وبعض الفئات الداخليةالتي تشيع أنَّ الناس قد ملّوا من الحرب وأعربوا عن تذمّرهم من إطالة أمدها، ترى الموج الهائل من «راهيان كربلاء» أيّ السالكين طريق كربلاء الذي انطلق من قم مدينة الدم والثورة واتسع ليشمل جميع المدن الإيرانية وما يزال مستمراً قد شطب على آمال أولئك الذين يتمنون أن يتقاعس الناس وتندحر الجمهورية الإسلامية ويَعُدُّون الأيام لتحقيق حلمهم الباطل مع أنهم قد أغمضوا أعينهم وصمّوا آذانهم ليّحرموا من إدراك الحقائق ويُطمئنوا قلوبهم بالخواطرالحسنة. وقد زلزل هذا السيل العظيم من «راهيان كربلاء» في الجبهات قلب صدام وجنوده وسوّد الدنيا في أعينهم وصاروا يطرقون كل الأبواب لإنقاذ أنفسهم، ويطلقون أهازيج النصر بعد كل هزيمة تلحق بهم ويعطي لضباطه المنهزمين أنواط الشجاعة، وتردد أبواق وسائل الإعلام الخارجية إذاعة الأكاذيب هذه بل لعلّها أكثر عمقاً وأعلى شيطنة غافلةعن أنَّ شعوب العالم عامة والشعوب الإسلامية خاصة، قد استيقظت اليوم ولن تنطلي عليه دعايات الكرّ والفرّ ولن تعيرها أية أهمية، والشاهد على هذا الادّعاءالدول الإسلامية مثل إيران وأفغانستان ولبنان ومصر وليبيا والشعوب الإسلامية الأخرى ومناطق كثيرة من الاتحاد السوفيتي الذين بلغت صرخاتهم المزمجرة أوجها، وأذهلت الجميع وجعلتهم يفكرون في البحث عن حالّ لمعالجةالموقف وهذا هو العلاج بعد موت سهراب «2».
طهران، جماران
ذكرى انتصار الثورة الإسلامية (22 بهمن)
انجازات الثورة الإسلامية في العام الماضي، والاشادة بالتحرك العظيم لسالكي طريق كربلاء المتجهين نحو جبهات القتال
الشعب الإيراني
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۱۰ تا صفحه ۴۱۱
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۲۶. «۲»-إشارة الى المثل الايراني: «نوشدارى بعد از مرك سهراب». أي» الدواء بعد موت سهراب». كتب السيد أحمد الخميني في اسفل هذا الخطاب: «هذا هو نداء الثاني والعشرين من بهمن الذي قرر الإمام الخميني عدم توجيهه، وصرح بانه سيلقيه كخطاب. ۲۲ بهمن ۶۴- أحمد»-.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378