شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [تبجيل وتقد يس شخصية الامام علي (ع)]

طهران، حسينية جماران‏
الميلاد المسعود للامام علي (ع)
تبجيل وتقد يس شخصية الامام علي (ع)
مير حسين الموسوي (رئيس الوزراء) أكبر الهاشمي الرفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الاسلامي) السيد عبدالكريم الموسوي الًاردبيلي (رئيس المحكمة العليا) سفراء الدول الأجنبية والقائمون بأعمالها المقيمون في ايران وعدد من المسؤولين العسكريين والاداريين وعلماء الدين‏
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۴ تا صفحه ۲۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

إظهارعجز شعية علي (ع) عن معرفة أبعاده‏

أبارك هذا اليوم الذي يعد أفضل الأيام في مذهب التشيع لكافة المسلمين والشيعة على وجه الخصوص وللشعب الايراني الكريم.
أحيانا يتبادر الى ذهني سؤال مفاده كيف يمكننا أن ندعي اًنّنا شيعة ذلك الرجل العظيم.
فلو لاحظ المفكرون والكتاب ومن يملكون معلومات غزيرة الأبعاد المعنوية والمادية والجهات الأخرى لتلك الشخصية وتمعنوا فيها، تلك الأبعاد التي حازها ذلك الرجل العظيم منذ نعومة أظفاره حتى شهادته وأخضعوها للدراسة لرأينا كيف يمكننا أن نزعم اًنّنا شيعته، يجب أن يظهرالجميع وكل من ادعى التشيع إلّا ا لنزر القليل ممن كانوا في صدر الاسلام نظير أئمة الهدى- عجزهم عن معرفة أبعاده. ليس بمقدوري أن أذكر في هذا المجلس حتى بعداً واحداً من تلك الأبعاد، لكن لابد من ذلك لفتح المجال أمام ذوي المعلومات الغزيرة والمعارف الكثيرة وذوي الجوانب المعنوية الوفيرة كي يفكروا ويتأملوا بصورة صحيحة؛ يتأملون فيه وفي أنفسهم. في بُعد العلوم والمعارف، من شاهد ادعية ذلك الامام الهمام وتأمل في كتاب نهج البلاغة يعلم مرتبته ومنزلته؛ أي إنه أدرك العلوم والمعارف القرآنية، وكذلك حال من علمه مثل أئمة الهدى. دعوى امتلاك المعارف يسير جداً، فينظم الانسان الشعر والنثر ويدعي مايشاء، وكثيراً ما حصل ذلك.
لكن ماهي حقيقة الموضوع؟ عندما نمعن النظر في أنفسنا لا نستطيع إيجاد شبه بيننا وبينه. ذلك العشق الذي يكنه للمولى تبارك وتعالى والذي يصرح به في دعاء كميل: «إلهي هَبني صَبرتُ على حرّ ناركَ فكيفَ أصبُر على فراقكَ»، يمكن نظم نظير ذلك في شعر أو نثر، أو إلقائه في خطبة. لكن هل هذا مطابق للواقع؟ وهل نحن كذلك؟ وهل أنّ المهم بالنسبة لنا ولأمثالنا فراق الحق تبارك وتعالى؟ نفكر في الفراق بمقدار ما نفكر في نار جهنم؟ تختلف نارجهنم عن هذه النيران؛ إنّها تحرق القلب كذلك، أي تحرق القلب المعنوي بالاضافة الى إحراقها الجسد وهو يقول: «هَبني صبرتُ على حرّ ناركَ فكيفَ أصبرُعلى فراقكَ». هل شعر أحدنا بالتأثر لحظة واحدة لأجل فراقه الحق تعا لى؟ زعم ذلك سهل يسير، وقد ادّعاه الكثير من الدراوشة والزهاد، وتظاهر به العديد من أهل المعرفة؛ أما الحقيقة لو حسبها الانسان بضميره فعلى الخلاف من ذلك.
أحد الأشياء العادية التي وردت في نهج البلاغة وفي الكتب الأخرى نقلًا عن سائر الأئمة أنّ الامام أميرالمؤمنين (ع) قسم العبادة الى ثلاثة أصناف: أحدها عبادته خوفاً منه وتلك عبادة العبيد، والأخرى عبادته طعماً في جنته وطلباً للثواب وهي عبادة الأجراء، والثالثة عبادته حباً له وشوقاً إليه وهذه عبادةالًاحرار «1». إفرضوا حصولكم على وعد قطعي بعدم دخول جهنم فتدخلون أنتموالجميع الجنة وتخلدون فيها بعد أن أوصدت أبواب جهنم، فهل تستمرون على عبادة الله؟ أو يقال: أعبدوني حباً لي، فهل ترون في أنفسكم أنّ محبة الله تجبركم على عبادته، لا الخوف منه ولا الرجاء ولا الأغراض النفسية الأخرى.
ذكرت بأنّه يمكن ادعاء ذلك فأقول: أنا أحب الله أيضا، لكنّنا لانحب الله، كلما لدينا حب النفس وهو يرتبط بنا أنفسنا. ا لى الآن لم نخطُ خطوة خارجدرجات النفس؛ يعني لم نخطُ الخطوة الأولى التي يسميها أهل السير «اليقظة»، اًي لم نصحُ لحد الآن، مازال حجاب الطبيعة يغطينا ويحتمل أن يبقى ملازماًلنا إلا اذا أمدنا الله بألطافه.

شمولية شخصية الامام علي (ع)

الامام علي (ع) ذو شخصية شاملة من ناحية عبادته، ومن ناحية معارفه، حيث لانستطيع ذكر جميع ذلك الآن، من ناحية زهده وتربيته، تلك التربية وذلك التهذيب الذي لم يجعله يتجاوز الخبز والملح وشيئاً بسيطاً برغم توفرجميع الإمكانيات لديه. وقد رأيتم وسمعتم بما كتبه التاريخ حول قضية بيت المال، حيث أطفأ السراج عندما خرج الحديث عن موضوع بيت المال. تلك قصص نسمعها، ومع كونها واقعية فانّها لاتتجاوز القصة بالنسبة لنا، نحن لسنا كذلك.
في مسألة الحرب لانبالغ إن قلنا أنّه لم يغمد سيفه منذ أن شهره بوجه الأعداء اليآخر حياته. إشترك في جميع غزوات رسول الله (ص) إلا ما ندر. وعمل مستشاراًحربياً بعدالرسول‏ الكريم (ص) مع أنّ الاسلام حرم منه آنذاك مدة مديدة. وبعد أنبايعه الناس عاد ليقضي عمره الشريف في الحروب الداخلية. لو كنت إنساناًعارفاً فليس من الصحيح أن أتنحي جانباً لكوني عارفاً، وهكذا لو كنت زاهداً ليس من الصواب أن أتنصل عن مسؤوليتي وأتخلى عن مصالح المسلمين، إن كنت عالماً فقيهاً لايجوز لي الانزواء وعدم التفكير بما يمر به المسلمون. فبينما كان حاوياً لكل هذه المعاني، كان يزخر بالتوحيد أيضا بأعلى مراتبه، والمعرفة بأرفعدرجاتها، والفقه بأسمى مراتبه، وكل علم كذلك بالاضافة الى الجهاد في المرتبةالأولى، معنى استيعابه للأبعاد المختلفة ألا يضطره الاتصاف بهذا البعد التخلي عن غيره من الأبعاد.

تعرض جميع المذاهب الاسلامية للخطر

نحن لما نقول أنّنا شيعة الامام علي (ع) والآن تتعرض دولة الشيعة الى الخطر، فهذا يعني أنّ الاسلام في معرض الخطر، نحن نتنحى جانباً ونقول: لا علاقة لنابذلك، ماذا نفعل؟ نحن متأثرون ومستاؤون أيضاً لما يجري لشبابنا. الامام أميرالمؤمنين (ع) كان متأثراً أيضاً لما يحل بالشباب، لكن هل كان يجلس في بيته ويقول: أنا متأثر؟! أو أنّه كان يذهب الى ساحة القتا ل ويقاتل وفي الوقت ذات هي تأثر على من يقتل في سبيل الله. نحن نتنحى ونقول: ماذا يسعنا أن نفعل؟
و نردد أمثا ل هذه الكلما ت ونتخلى عما يهدد مصالح الاسلام والمسلمين، فانّ ماحدث لدولتنا حدث للاسلام أيضاً. ليست القضية قضية التشيع، بل قضية الاسلام وليست قضية المذهب. جميع المذاهب مهددة بالخطر الآن. لما شعرت القوى الكبرى بأنّ الاسلام يمتلك هذهالقوة، فيصمد قوم لا يتجاوزون نيفاً وأربعين مليوناً بوجه الجميع ويقولون لاهذا ولا ذاك، الآن وبعد أن فهموا أنّ هذه القوة قوة الاسلام لا قوة الشعب، قوةالاسلام التي سخرت الدنيا وظنّ أولئك أنّها مخاطرة، بعد كل ذلك بدأوا يخططونو يحوكون المؤامرات والدسائس لأصل الاسلام، نحن نقعد الآن ونقول: إنّنا موالون. إنكنتم موالين فلماذا الجلوس إذن ودولة الولاية مهددة بالخطر؟ أولئك طبعاً ثلةقليلة لايستحقون الذكر. لماذا نغفل عن هذه المعاني؟ نحن نتظاهر بأنّنا شيعة أميرالمؤمنين. فلنذهب ونرى ما فعل أميرالمؤمنين (ع) بشأن المصالح الاسلامية. كان العديد من الأشخاص في زمن رسول الله (ص) لا يلتحقون بميادين القتا ل عندما تنشب الحرب، وإن التحقوا بها اعتزلوها، بينما كانهو على رأس الجيش وفي مقدمتهم. بعد رسول الله (ص) حرمت الأمة منقيادته مدة مديدة، لكنّه لم يعتزل ويتنحى. لقد كان مواكباً وموافقاً لحفظ مصالحالمسلمين، كان يصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى، ولم يكشف عن معارضته آنذاك بتاتاً.
بعد أن تحمل أولئك أعباء المسؤولية كان من أهل الشور والارشاد، وكان يرسل أبناءه للقتال. الآن نحن نقعد ونقول: إنّنا موالون! عندما بايعوه- وبرغم أنّه كان يعتبر نفسه مصيباً كان يقول لهم بايعوا غيري- كان يعلم بأنّهم ليسوا أصحاب عمل، مع ذلك ضغطوا عليه وبايعوه.
في الوقت الذي خاض فيه ثلاثة حروب «2» خاضها مع من يدعون الاسلام، كانوا يقولون ويصرخون: نحن مسلمون. كانت حروبه مع المسلمين. الآن تقولون: هل يقا تل المسلم أخاه المسلم؟ إذن أنتم تعترضون على الامام علي (ع)، لأنّ حروبه الثلاثةخاضها ضد المسلمين.
المسلم الذي يريد جعل الاسلام في مهب الريح أسوأ من الكافر. معارضة المسلم الذي يبغي هتك حرمة الاسلام باسم الاسلام أكثر وجوباً من معارضة غير المسلم. أنتم تقعدون وتقولون: نحن المسلون نقاتل المسلمين! أولًا هذا حزب البعث وعقيدته أن لاإسلام في الوجود. أغلب من يلتحق بهم يعتقد بهذا. فإنتبعهم حشد- جدلًا- فلأجل أن يوجهوا صفعة للاسلام ويدمروا الدولة الاسلامية.
اليوم يجب الدفاع علينا. فليلتحق كل مستطيع بالجبهة، ومن لايستطيع يقدم العون في الخطوط الخليفة. أولئك القاعدون والقائلون ماذا نفعل يجهلون الاسلام، لايعرفون ما هي قضية الاسلام.

كون الهجوم على المتجاوز دفاعاً

طالعوا أحوال أئمة المسلمين وأحوال النبي (ص) نفسه. لقد قضى النبي (ص) جلّ عمره في الجهاد. حينما كان في مكة ابتلي بأنواع من المجاهدة ووقف بوجه المحن، وعندما هاجر الى المدينة واجهته الحروب أيضاً، فهل كانت جميع حروبه دفاعية؟ نحن الآن نمارس الدفاع أيضاً، نحن لانحارب، هل نخشى الحرب؟
نحن الآن في حالة دفاعية. كانت» ا لفاو « «3» تشكل مركزاً لتجمعهم وانطلاقهم منها للإضرار بالاسلام. حسناً! ذهب جنودنا واحتلوا الفاو، ويعد ذلك دفاعاً عن الاسلام وعن المسلمين فضلًا عن كونه دفاعاً عن الشعب العراقي. يناهض الشعب العراقي هذا الخبيث ولايتفق معه، إنّ أنصاره قليلون والسلطة بأيديهم. مع ذلك يتكلم أولئك الأشخاص الضالون في الخارج بهذه الطريقة. وثمة أشخاص في الداخل متدينون لكنّهم لايحسنون تقدير الامور.
اليوم جميعنا مكلفون. يجب أن يملأ فتياننا الجبهة برجال أقوياء، وهذا ماحدث فعلًا، لكن يجب الاحتياط أكثر من ذي قبل. أيها السادة القضية قضية ضياع الاسلام، سواء التشيع أم التسنن، سوف يفنى الجميع فيجب علينا النهوض والحيلولة دون وقوع ذلك. وهذا ما قام به فتيتنا بحمدالله والمنة، وسوف لن يسمحوا بحدوث مثل ذلك، لكنّ ذلك لايؤدي الى سلب ورفع التكليف عن الآخرين، كلا. من يشكل على الحرب يجب عليه الذهاب الى الجبهة. المشكلون والمنتقدون لم يرسلوا أياً من أبنائهم الى الجبهات. بينما يذود الآخرون عن مالهم وعرضهم وأرواحهم، يذود شبابنا عن أموا ل وأرواح جميع هذه الأمة، لاعن فئة معينة. لو انتصر حزب البعث- لا قدرالله- ولن ينتصر فعلى من يحنو ويشفق؟ عليكم يا من قعدتم آنذاك وقلتم: هلموا لترك الحرب، والحرب ليست مستساغة، ويعارض الناس الحرب؟ من أين أتى هؤلاء الناس كي يعارضوها أليسوا هم فتيتنا؟ هذا شعبنا، هذه قوافل كربلاء، وهؤلاء الحرس وهؤلاءالمتطوعون وهذه سائر فئات المجتمع المحرومة تدافع عنكم، وأنتم قاعدون لتثبيطهم لاحتمال عدم رضا الله عن الحرب. لا يرضى الله عن الدفاع؟! اليوم يوم الدفاع، فليس الموضوع حرب، لايرغب أحد بالحرب، ونحن متمسكون بما قيل في اليوم الأول لتأسيس الجمهورية الاسلامية بشأن الحرب، وهو أننا سوف نقاتل طالما بقي الحزب العفلقي. يجب أن نستأصل هذه الغدة السرطانية لأنّ هذا دفاع عن الاسلام، وإلّا لايقر لهذه الدولة قرار، لا لدولتنا ولا للعراق ولا للخليجيين، هؤلاء الخليجيون لا يعلمون ما سيفعل بهم صدام لو انتصر؟ الآن وهو كالفأرة ينتقل هنا وهناك يوبخهم ويهددهم.
الحمد لله دولتنا وجميع شعبنا، فتيتنا وكهولنا ونساؤنا، الكبار والصغار جاهزون لمواصلة القتال حتى النصر وسوف يواصلون. وأما المعارضون لهذه المسائلفليجلسوا في بيوتهم ويقولوا ماهم قائلون، لكن ليعلموا أنّهم يخالفون مايرضي الله.
فلو ثبطوا عزائم عشرة مقاتلين من شبابنا فلن تكون عا قبتهم على خير، فليلتفتوا الى كلامهم.
نسأل الله أن يجعل هذا العيد مباركاً علينا وعليكم جميعاً، وعلى كافة الشعوب، وعلى المسلمين أجمع، ويجعلنا من شيعة مولانا أميرالمؤمنين (ع)، ويجعلنا نشبهه ونماثله في جهة من الجهات على الأقل. أسأ ل الله أن يؤيدكم جميعاً، ويقوي شوكة الاسلام، وينل كافة المسلمين أهدافهم الاسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-نهج البلاغة، الحديث ۲۲۹ وأصول الكافي، ج ۲، ص ۸۴، ح ۵. «۲»-إشارة الي حرب الجمل وصفين والنهروان. «۳»-منطقة قرب شط العرب والبصرة احتلتها القوات الايرانية إبان الحرب بين العراق وايران.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: