بسم الله الرحمن الرحيم
« ولاتَحسبنَّ ا لذينَ قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياءُ عنَد ربّهِمْ يُرزقونَ » «1» لو لم يوجد بشأن عظمة ومنزلة الشهداء الكرام سوى هذه الآية الكريمة التي خطت بيد القدرة الغيبية على القلب المبارك لسيد الرسل (ص)، وبعد التنزيل التدريجي وصلت إلينا صورتها الخطية، لكفى بالأقلام الملكوتية أن تقلع عن الكتابة، وبالقلوب سوى قلوب أصفياء الله أن تحجم عن الطواف حولهم. وهل يعلم أتباع الطبيعة ومن حجب عن إدراك الحقائق الربانية معنى الارتزاق عند ربّ الشهداء.
فكم من منزلة تختص بعتقائه والمقربين منه جل وعلا. فماذا يقول وماذا يكتب مثلي التابع للعلائق والمتخلف عن الحقائق، فلا حيلة له إلا الصمت.
إلهي أنت مطلع على الخفايا والخبايا، فماذا يعلم غيرك وماذا يستطيع أن يفعل؟
وهل يسعه أن يقدم لك الشكر إزاء النعم التي مننت بها على شعبنا العزيز؟ نحن لم ولن نتمكن من تقديم الشكر لشهدائنا الأبرار وشهدائنا الأحياء «2» والأسرى والمفقودين الكرام وعوائلهم ومتعلقيهم وشعبنا الغيورعلى وجه الإجما ل. فتفضل علينا بألطافك الخفية يا شكور ياغفور، وافتح لنا باباً من معارفك الالهية، وهب شهداءنا الأبرار مكانة شامخة وشهداءنا الاحياء أجر الشهداء في سبيلك، وألبسهم ثوب الصحة والعافية، وألهم المفقودين والاسرى الصبر والعودة الى الوطن، وعوائلهم الأجر والصبر، وعجل بظهور بقية الله الأعظم- أرواحنا لمقدمه الفداء« إنّكَ وليُّ النعمةِ والمغفرةِ ».
20 مرداد 65 ه- ش/ 5 ذي الحجة 1406 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
تبجيل وتقدير الشهداء، المضحين، الأسرى والمفقودين
الشعب الايراني
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۸۷
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۶۹. «۲»-أي المضحين وا لمعاقين.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378