[بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله تقولون الموت صعب والله مفارقة الأحباء أصعبُ
والدي العزيز، السلام عليكم، أتمنى أن تكون على مايرام. لم أشأ أن أزعجكم وأكدر أوقاتكم، لكنّ صبري قد نفد، ولم أعد أطيق فراقكم، وقد أخذ الشوق إليكم مني مأخذاً عظيماً، لذا قررت كتابة هذه الرسالة لكم. هل سمعتم لحد الآن بصبي فارق أباه مدة أربع سنوات؟ ثم يكتب رسالة لأبيه بعد سنوات الفراق، والأب لا يجيب عليها. والدي العزيز: صدقني إنّ تحمل الصعاب يسير، لكنّ تحمل فراق المحبوب عسير. أبي: إنني أكتب هذه الرسالة من بلاد الغربة ومن سجن الأسى والحسرة المغبر من هجر الحبيب، بعيون مثقلة بالهموم متطلعة لرؤيته.
والدي: ردّ على هذه الرسالة، وأزل عن وجوهنا الشاحبة غبار الشجى واللوعة، لتستضئ وتقر عيوننا برؤية خطك الكريم. فديناك بأرواحنا ياأبانا العزيز. إبعث روح الحياة والأمل في أبنائك المكتئبين بكلامك العذب، واجل قلوب المغتمين ومن تقطعت بهم السبل. آمل أن تصلك هذه الرسالة فتجيب عليها بأسرع وقت ممكن. والدي: أنتظر جواب الرسالة بفارغ الصبر. حفظك الله ورعاك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
12/ 6/ 1365-
ولدك، محمد رنجبر]
باسمه تعالى
ولدي العزيز، لقد تأثرت كثيراً برسالتك المفعمة بالحنان. وإنني لأدرك مدى استيائكم وتذمركم في الأسر. وعليكم أن تشعروا بجزع وتململ أبيكم حيث يتجرع مرارة فراق أبنائه. أحبتي: لقد تحمل سيدنا ومولانا الامام موسى بن جعفر (ع) قبلكم جميعاً ألم ومحنة السجن. تجلدوا من أجل الاسلام العزيز. نسأل الله تعالى أن يعجل الفرج، ويسر قلب أبيكم الكهل برؤيتكم. أبلغوا سلامنا لكافة الأعزاء في الأسر. إنني لا أنساكم من الدعاء.
حفظكم الله ورعاكم.
أبوك الكهل (خ)
طهران، جماران
الرد على رسالة أسير ايراني في السجون العراقية
محمد رنجبر
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۹۲
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378