[بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة المرجع الجليل والقائد العظيم للثورة الاسلامية سماحة الامام الخميني- مدّ ظله العالي
بعد التحية والسلام، كما هو معلوم لديكم تأسس «الحزب الجمهوري الاسلامي» من قبل اللجنة المؤسسة بعد استشارتكم، وفي ظروف استوجبت إيجاد تكتل حيال الكم الهائل من المشاكل في باكورة حدوث الثورة، ولزوم الانسجام بين القوى الواعية والمؤمنة، وتوسيع رقعة التوعية الثورية، وتدريب الكوادر الفاعلة والكفوءة لإدارة البلاد، وإحباط مؤامرات المرتزقة والعملاء في الداخل المناهضين للثورة.
لم يألُ هذا الحزب جهداً في إرساء دعائم النظام الاسلامي وانجاز التكاليف الملقاة على عاتقه على أحسن وجه طوال السنوات الماضية؛ فكشف النقاب عن الوجه القبيح للنفاق، وأثبت مظلومية وعدالة خط الامام في خضم مؤامرات الشرق والغرب، بواسطة التضحيات الجسيمة وتقديم الشهداء ذوي الوجوه البارزة في الثورة، من قبيل شهداء السابع من تير. «1».
أدى الحزب الجمهوري الاسلامي طيلة فترة الحرب المفروضة رسالته الاسلامية عبر تعبئة الناس للمساهمة الفاعلة في جبهات النور، ونال عدد من أعضائه الشهادة في هذا الميدان المقدس.
إنّ تعبد أفراد هذا الحزب بالاسلام واعتقادهم الراسخ بمبدأ ولاية الفقيه- الذي كان عاملًا مهماً للانتقام من المناهضين- كان يقتضي الحصول على الارشادات اللازمة من الولي الفقيه؛ لتنظيم حركة الحزب وتشييد سياساته في كافة مراحل الثورة. الآن وبفضل الله تعالى تعززت أركان الجمهورية الاسلامية، وجعل مستوى الإدراك السياسي المرتفع لأفراد الشعب الثورة في مأمن من المخاطر المحيطة بها، وقد أدى توكل وحكمة وقوة إرادة قائدنا المبجل، وتضحية وجاهزية شعبنا الأبي الى تضاؤل أخطار المؤامرات الداخلية والاستكبار العالمي.
لذا نشعر بعدم جدوى وجود هذا الحزب، ومن الممكن أن تكون النتائج معكوسة في الظروف الراهنة، فيصبح التحزب ذريعة لخلق التفرقة والاختلاف، ويوجه طعنة لوحدة وانسجام الشعب، ويبدد القوى في مواجهة بعضنا للبعض الآخر. لذا وكما أخبرناكم مرارا وتكراراً، توصلت اللجنة المركزية بعد دراسة مستفيضة ومستوفية وبأغلبية الأصوات الىأن المصلحة الفعلية للثورة تكمن في تعطيل نشاطات الحزب المذكور تماماً.
أفدناكم بذلك لكسب التوجيهات اللازمة، والأمر اليكم، وأدام الله بقاءكم الشريف.
السيد علي الخامنئي- اكبر الهاشمي الرفسنجاني]
باسمه تعالى
سماحة حجتا الاسلام السيد الخامنئي والشيخ الرفسنجاني- دام توفيقهما
نوافق علىذلك، جدير بالذكر أنّ السادة المؤسسين للحزب يحظون بمحبتنا واحترامنا؛ آمل أن نقوم جميعاً ببذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ الأهداف السامية للاسلام والجمهورية الاسلامية في هذه البرهة الحرجة عبر الاتحاد والتلاحم؛ وأذكّر أيضاً بأنّ إهانة أي مسلم سواء كان عضواً في حزب أم لا مخالفة للتعاليم الاسلامية، وبث الفرقة في الظرف الراهن من أعظم الكبائر. والسلام عليكما ورحمة الله.
4 شوال 1407 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
الرد على رسالة انحلال الحزب الجمهوري الاسلامي
الخامنئي، السيد علي - الهاشمي الرفسنجاني، اكبر
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۲۶ تا صفحه ۲۲۷
«۱»-كان الشهيد محمد الحسيني البهشتي أول أمين عام للحزب الجمهوري الاسلامي، وبعد استشهاده انتخب السيد علي الخامنئي لهذا المنصب.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378