بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي! أنت كل شيء، وفيما عداك لا شيء .. إلهي! أنت العزيز وغيرك كلهم الاذلاء .. إلهي! أنت الغني وغيرك كلهم الفقراء.
إن أسبوع الحرب هذا العام له نكهة أخرى، فبعد سنوات الدفاع المقدس، اتخذت نصرة دين الله صورة أخرى، حيث وجد التأهب الحربي ضرورة أكبر. لأن أعداء الله وأعداء خلقه لن يغفلوا لحظة واحدة ويتربصون للانقضاض على كل ما هو إلهي. وأن أسر الشهداء قد اخذوا على عاتقهم انه التاريخ الازلي لحملة سراج طريق الأولياء مفخرة إضاءة الطرق إلى الله. وقد اضحى الجرحى والمعاقون سراج هداية يدل المؤمنين بدين الله في كل بقعة من بقاع هذه البلاد، على طريق نيل السعادة الأبدية: سبيل الوصول إلى رب الكعبة .. وان الأسرى في مخالب سجانيهم، هم أنشودة الحرية يرددها أحرار العالم. والمفقودين الأعزاء محور البحر الإلهي المترامي الأطراف، فيما يتطلع الفقراء بالذات في عالم الدنيا إلى مقامهم السامي في حيرة وحسرة. أما الشهداء فلا يمكن أن نقول عنهم شيئاً. الشهداء شموع محفل الأحباب .. الشهداء في قهقهة سكرتهم وفي بهجة وصولهم عند ربهم يرزقون «1». و هم من النفوس المطمئنة التي خاطبها خالقها:» فادخلي في عبادي وادخلي جنتي « «2». وهنا يكون الحديث عن العشق والعشق فقط، والقلم يعجزعن تصوير ذلك. والسلام.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
أسبوع الدفاع المقدس
تكريم أسر الشهداء والمضحين
أسر الشهداء والأسرى والمعاقين والشعب الإيراني
جلد ۲۱ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۱۳۴
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۶۹. «۲»-سورة الفجر، الآيتان ۲۹ و ۳۰.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378