بسم الله الرحمن الرحيم
تفضلوا بقبول فائق الاحترام.إن الابتعاد عن منبع الاخبار، والذهاب الى همدان، وقلة الاختلاط، ادّى الى عدم اطلاعي الجيد على الأحداث التي شهدتها العاصمة، وما اطلعت عليه مؤخراً مدعاة للتأسف حقاً، فالمرء ليقف حائراً حيال هذا الوضع.فما من أمل يمكن أن يعقد على اصلاح البلد، وأي أُناس يمكن الاطمئنان اليهم.على اية حال، ينبغي لسماحتكم أن لاتتخلى عن موقعكم بسبب هذه الاوضاع.ان المفسدين يتطلعون دائماً لاقصاء امثال سماحتكم من الساحة كي يتسنّى لهم فعل ما يحلولهم دون أن ينتقدهم أحد.
ففي اليوم الذي تعرض رضاخان للعمائم، قلت لأحد ائمة الجماعة:اذا ما اخذوك الى النظمية (مركز الشرطة) ونزعوا عمامتك، ومن ثم تسنى لك الذهاب الى المسجد، اذهب الى المسجد بهذه الحالة، لأن اقصى ما يتمناه هؤلاء هو أن يتخلى رواد المسجد عن واجبهم، وان ينسحب المتدينون من الساحة ليصول ويجول بها هؤلاء.مهما يكن، فان مثل هذه الاحداث الطارئة، لا تخلو من تأثير في حياة الافراد، غير أن خطيباً وواعظاً مثل سماحتكم يجب أن لا يتوقع أن يبقى مصوناً عن تعرض الأشرار على الدوام، ولكن يجب أن لا يغيب عن اذهاننا أن نسبة هذه الافعال الى المعممين لا تخلو من نوايا مغرضة، وانهم يريدون أن يحطموا الحجر بالحجر- كما يقال- فلابد من الحرص على عدم توفير الفرصة للآخرين لانتهاز الخلافات التي تنشب بيننا.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني