بسم الله الرحمن الرحيم
هزيمة استفتاء الشاه
... أيها السادة المحترمون، في اي منصب كنتم، قفوا بكل قوة وثبات إزاء تصرفات هذا النظام المخالفة للشرع والقانون! ولا تخشوا هذه الحراب الصدئة المنخورة، فانها ستحطم قريباً. ليس بوسع النظام الحاكم ان يقاوم بالحراب شعباً عظيماً، وسيُهزم عاجلًا أم آجلًا، وهوالآن أيضاً عاجز ومهزوم، وانما يلجأ الى هذه الاعمال الفظة التي ترونها بسبب عجزه .. اننا لم نكن نرغب في أن تصل الامور الى هذه الفضائح. لماذا يجب ان يكون الشاه بعيداً عن الشعب الى هذه الدرجة فيواجه بعدم اكتراث الشعب وردّ فعله السلبي عند ما يقترح امراً ما؟ إن ملك هذه البلاد يجب أن يكون قريباً من شعبه بحيث اذا ما تقدم باقتراح أو طلب امراً، يهب الشعب لأدائه بكل جوارحه، لا ان ينتفض لمواجهته، فالاستفتاء الذي اقترحه الشاه لم يؤيده سوى ألفي نسمة في جميع انحاء ايران. اننا لم نكن نرغب ان يبوء كبار المسؤولين بمثل هذه الهزيمة المفضوحة.
عدم جدوى الحراب
الأحرى بهم أن يعتبروا قليلًا، ويتنبهوا، ويعيدوا النظر في سياساتهم. وبدلًا من تجاوز القانون واعتقال العلماء المحترمين، وبدلًا من الارهاب والتجبّر، عليهم أن يُذعنوا لإرادة الشعب، ويلتفتوا الى هذه الحقيقة وهي استحالة اسكات الشعب واخضاعه بالحراب، ولا يمكن ردع علماء الدين بالقوة والعجرفة عن واجباتهم التي القاها الاسلام على عاتقهم.
واذا كانوا قد منعوا السيد اسلامي من ارتقاء المنبر في طهران، فقد رأيتم كيف أنه ارتقاه في مدينة (بندر بهلوي) «1» وكشف عن الحقيقة هناك. واذا منعوه عن مواصلة حديثه هناك، فليطمئنوا أنه سيواصل حديثه في مكان آخر، وسيكشف عن حقائق الامور للشعب في كلّ مكان تسنح له الفرصة فيه! واذا ما منعوا عدداً من العلماء والوعّاظ من التحدّث بزجّهم في السجن، فان بقية السادة العلماء لم يعتقلوا بعد، فإنهم سيتحدثون الى الشعب ويوجهونه. وهل يمكن قطع لسان علماء الدين؟