بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرات الدعاة المحترمين والخطباء المعظمين-كثر الله أمثالهم-، وعامة المجالس الدينية المحترمة، ومواكب عزاء سيد المظلومين-عليه الصلوة والسلام-مع فائق الاحترام.إن النظام الغاشم أقدم هذه الأيام على فضيحة أخرى، هي إلزام المبلغين المحترمين ورؤساء مواكب العزاء الحسيني التعهد بعدم الحديث بالممارسات الظالمة وترك النظام المتجبّر وشأنه خشية التطرق الى ظلمه وأفعاله المناهضة للانسانية والدين والوطن من على المنابر في الاجتماعات العامة.ومثل هذا الإلزام والتعهد يفتقران إلى اعتبار قانوني، ولا يترتب على خرقهما أثر، فضلًا عن أن المتمسّكين بهما يعدون مجرمين، ومن الممكن ملاحقتهم قانونياً.ياللعجب! يدّعي النظام بلا حياء بأن قاطبة الشعب معه، وأنه يتمتع بدعم الأكثرية الساحقة، وبرغم ذلك شدّد من تهديد وإرعاب أبناء هذا الشعب في مختلف المدن والقرى والقصبات.فإن كان صادقاً في مزاعمه، فليترك الشعب وشأنه أياماً معدودة، ليتضح دعم الستة ملايين من أبناء الشعب للعالم أجمع.وإلا فإن نشر الأكاذيب لتضليل الرأي العام خلافاً لمصالح الإسلام والبلد، جنحة يُعاقِبُ عليها القانون.
فلا يخفى على حضرات المبلغين المعظمين ومنظمي التجمعات الدينية ومواكب العزاء الحسيني، أنهم مطالبون بأداء واجبهم الديني هذه الأيام إزاء تجمعات المسلمين.فليتعلموا دروس التضحية على طريق أحياء الشريعة، من سيد المظلومين، ولا يخشوا وهم السجن والقمع أياماً معدودة.
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين«1»).
ليعلم السادة، أن الخطر الذي يهدد الإسلام اليوم لا يقل عن خطر بني أمية.فالنظام الغاشم يجاري إسرائيل وعملاءها(الفرقة الضالة والمضلة)«2»بكل ما أوتي من قوة، إذ سلمهم أجهزة الأعلام، وهم يتمتعون في البلاط بمطلق الحرية«3»، وفسح لهم المجال في الجيش وفي المؤسسات الثقافية وبقية الوزارات، ومنحهم مناصب وظيفية حساسة.نبهوا الناس إلى خطر إسرائيل وعملائها.وتحدثوا في مراثيكم وقصائدكم بالمصائب التي حلت بالإسلام ومراكز الفقه والدين وأنصار الشريعة.عبروا عن سخطكم واستنكاركم لقيام الحكومة الخائنة بتجهيز عدة آلاف من أعداء الإسلام والشعب والوطن، وإرسالهم إلى لندن للمشاركة في مؤتمر مناهض للإسلام والوطن.
إن التزام الصمت في هذه الأيام يعتبر تأييداً للنظام الغاشم ودعماً لأعداء الإسلام، واحذروا عواقب هذا الأمر، واخشوا سخط الباري-تبارك وتعالى-واعلموا أنّه إذا لحقت ضربة بالإسلام من جراء صمتكم، كنتم مسؤولين لدى الله-تعالى-والشعب المسلم.إذا ظهرت البدع فللعالم أن يظهر علمه، وإلا فعليه لعنة الله«4» .عبروا عن سخطكم من المساواة في الحقوق، واستنكروا مشاركة النساء في قضايا المجتمع التي يترتب عليها مفاسد لا تحصى، وانصروا دين الله. واعلموا أنّه(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)«5».ولا تدعوا الخوف من قمع وإرهاب دوائر الأمن وأجهزة الشرطة، يجد طريقه إلى قلوبكم.إنهم مضطرون ومجبرون مثلكم، وإن الكثير منهم يتفق معكم ويكره النظام الحاكم. والسلام عليكم وعلى من اتبع الهدى.
روح الله الموسوي الخميني
مدينة قم
حلول شهر المحرم
دعوة علماء الدين والوعاظ إلى فضح جرائم وخيانة النظام الشاهنشاهي
علماء الدين والوعاظ والشعب الإيراني المسلم
جلد ۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۲۶ تا صفحه ۲۲۷
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۳۹. «۲»-الفرقة البهائية. «۳»-أشارة إلى أن التلفزيون الإيراني الذي يهيمن عليه البهائي ثابت باسال. وكذلك إلى البهائي اللواء أيادي، طبيب الشاه الخاص، ومن المقربين للبلاط. «۴»-أصول الكافي، ج ۱، ص ۵۴. حديث منسوب إلى رسول الله«ص»-. «۵»-سورة محمد، الآية ۷.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417