بسم الله الرحمن الرحيم
اتحاد المنظمات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا
وصلني تقرير السادة المحترمين- أيدهم الله تعالى- عن الاجتماع السنوي العاشر للاتحاد ونسخته المرسلة الى طلاب العلوم الدينية المحترمين-أيدهم الله تعالى- فبعث على التقدير والأمل.
في هذه اللحظات الأخيرة من العمر، ومكابدة المصاعب والبلايا العديدة والشاملة، ومشاعر القلق المضنية بسبب الأخبار السيئة عن ايران، وتزايد الآلام والبلايا على الشعب النجيب المسلم والإخوة الطلاب القدماء والجدد، والأوضاع المأساوية العامة، وفقدان الوسائل الأولية للحياة في الكثير من المناطق، وطغيان الفساد والتخلف في جهاز الحكم المتجبر، وشيوع الفحشاء وانعدام العفة-وخاصة في مركز البلاد-، والتخلف الثقافي والاجتماعي والسياسي للمتشدّقين المخادعين، وعدم السيطرة على المنحرفين والمنادين بالاستعمار في مراكز العلم والمساجد ومحافل المسلمين وشعائر حج بيت الله الحرام واضعاف المعتقدات الاسلامية بواسطة الجنود المعلومي الحال«1»، والانفاق من بيت المال بما يتعارض مع مصالح الاسلام والشعب، ونهب الموارد والذخائر الوطنية، والأسوأ من كل ذلك السيطرة الكاملة للدول الاستعمارية اليمينية واليسارية وعملائها الصهاينة الخبثاء على أرواح الشعب وأمواله، وانعدام الأمن الناجم عن ما يسمى بالمؤسسة الامنية، والاعتقالات وعمليات النفي والاعدامات التعسفية وغير القانونية، والتعذيب الوحشي غير الانساني، والمصائب الأخرى.انني مع كل هذا أشعر بالسرور والفخر وأنا أرى شرائح الشباب الغيور من الطلاب القدامى والجدد داخل البلاد وخارجها، وأصحاب الضمائر من الشرائح الأخرى للشعب الشريف المسلم-أيّدهم الله تعالي-،وهم يستيقظون من النوم العميق الذي استغرق المئات من السنين، والذي سيطر على الشعوب بفعل ايحاءات عملاء الاستعمار الخبثاء، فإذا بهم الآن يبحثون عن الحل.كما يغمرني السرور وأنا أرى هذا التلاحم بين طلاب المدارس القديمة والجامعات والتعاون بينهم وبين الشرائح الأخرى في هذه النهضة الاسلامية المقدسة التي سوف تتمخض بارادة الله تعالى عن قطع دابر الأجانب والمستعمرين، وهدم بنيان المنادين بالاستعمار والمتغربين.
وهذا التضامن يمثل الخطوة الاولى في طريق تحرير الشعوب المستعبدة رغم ارادة الاجانب وعملائهم الاذلاء، وهو اساس الهزيمة النهائية للناهبين والعملاء الخبثاء الذين أثاروا من خلال الاعلام المسموع ولسنين طويلة العداء بينكم أيها الاخوة وبين ابناء الشعب وجعلوكم تتقاتلون كالأعداء، فتبرأ كل واحد منكم من الآخر، وفي خلال ذلك كان الاعداء الظالمون للشعوب الضعيفة منهمكين باجتياح الشعوب الاسلامية واستعبادها، ومص دمائها ينعمون بالأمن الكامل.
والآن وأنا أراكم أيها الأبناء الاعزاء وقد وجدتم الأساس، وتلاحمتم على قاعدة الوحدة الاسلامية، وأضاء النور الساطع للقرآن الكريم دستور تحرر الشعوب الضعيفة، والمرشد الى سبيل نهوض رجال التاريخ والأنبياء الطاهرين في كل عصر ضد الظالمين والاستغلال والمستعمرين قلوبكم، فإنني أبشّر نفسي بأن مستقبلًا زاهراً وقريباً ينتظر الشعوب المظلومة بإذن الله تعالى.
إن عليكم أيّها الشباب المثقفون أن لا تتوانوا حتى توقظوا النائمين من هذا النوم القاتل؛ وتوعّوا الغافلين من خلال فضح خيانات المستعمرين وجرائمهم وأتباعهم الجهلة، وتتحرزوا من الاختلافات والتفرقة والأهواء النفسية التي هي مصدر جميع المفاسد، وترفعوا يد الحاجة الى الله تبارك وتعالى ليسدد خطاكم في هذا الطريق، وينصركم بجنود الغيب.إنّه ولي قدير.قال الله تعالى وتقدّس:(والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين).«2»
اسأل الله تعالى قطع أيدي الأجانب وعملائهم، وأن يوفق ويؤيد كل الذين نهضوا على طريق تحقيق الأهداف السامية للقرآن الكريم والاسلام، وثاروا بروح بطولية.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
عقد الاجتماع السنوي العاشر لاتحاد المنظمات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا
الاستبشار بمستقبل زاهر للشعوب المظلومة
اتحاد المنظمات الاسلامية للطلبة في أوروبا
صحيفة الإمام الخميني ج ۲ ص ۱۳۳ الى ۱۳۴
«۱»-القصد من هذا المصطلح جنود العلم والصحة وخاصة«جنود الدين»-حيث كانت اصداء هذه المؤسسة تتردد آنذاك بهدف محاربة الدين وعلمائه. «۲»-سورة العنكبوت، الآية ۶۹.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417