باسمه تعالى
رمضان المبارك 1389
جناب المستطاب ثقة الاسلام السيد حكيمي- دامت افاضاته.
رغم أنني لم ألتق السيد آزرم«1»، ولكنني مطلع الى حد ما على اخلاقياته.وقد لاحظت سابقاً بعد الانتقال الى العراق قطعة شعرية له تدل الى حد ما على افكاره.والآن حيث لاحظت قصيدة(پيام)الغراء، فاني أكن له التقدير.
انني اقضي الأيام الاخيرة من عمري، ولم استطع للأسف أن اقدم خدمة للاسلام العزيز والمسلمين؛ فها هي ذا الشعوب بنفوسها الكبيرة، والأراضي الكثيرة الواسعة، والموارد النفيسة للغاية، والتاريخ المشرّف، والثقافة، والشرائع السماوية، غير أنها تعاني من الجوع والفقر والشقاء والتخلف تحت أسر الاستعمار، وتجلس منتظرة الموت.وان الحكومات التي تشكّل على يد الاستعمار، لا يمكن أن تكون إلا في خدمته.وقد سلبت الاختلافات القائمة بين زعماء الحكومات والتي هي من افرازات عصر ملوك الطوائف والتوحّش، وأوجدها الاجانب للابقاء على تخلف الشعوب سلبت منهم مجال التفكير في المصالح.وحالت روح اليأس والقنوط التي نفخها الاستعمار في الشعوب بل وحتى في القادة المسلمين، حالت دون التفكير في طريق الخلاص.ومن المؤمل أن تقوم الشريحة الشابة التي لم تبلغ فتور ايام الشيخوخة وضعفها، بتوعية الشعوب بكل وسيلة؛ بالشعر، والنثر، والخطابة، والكتب، وكل ما يسهم في توعية المجتمع.بل إن عليهم أن لا يغفلوا عن هذا الواجب حتى في الاجتماعات الخاصة، عسى أن يظهر رجل او رجال أصحاب همة عالية وحميمة دينية يضعوا حداً لهذه الأوضاع المأساوية.وعلى الشباب المتعلم أن لا يهنوا أمام تطبيلات الأجانب هذه، ولا ينغمسوا في الملذات التي وفرت لهم بأمر الاستعمار من أجل ابقائهم متخلفين.وعلى الأشخاص اليقظين ان يتكاثروا، ويبحثوا ما أمكنهم عن الاشخاص المنسجمين معهم في الفكر والخطى، ويرصوا صفوفهم، ويكونوا عند الشدة صامدين وجديين وأقوياء الارادة، ولا يغفلوا عن التواصي بالحق والتواصي بالصبر الذي هو أمر الهي.اسأل الله تعالى العظمة للاسلام والمسلمين.ابلغوا تحياتي للسيد آزرم، وكل من يفكّر في سبيل حلّ.والسلام عليكم.
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
ضرورة توعية المجتمع
محمد حكيمي
جلد ۲ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۲۳۹
«۱»-نعمت ميرزاده المتخلص باسم آزرم، الشاعر الخراساني المعاصر.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417