بسمه تعالى
حضرات الافاضل وطلبة الحوزات العلمية- أيّدهم اللّه تعالى.
الحوادث الأخيرة التي شهدتها ايران والتى توّجت بالقتل الفجيع للمرحوم السيد سعيدي، تثير فينا بالغ الاسى.ان المرحوم سعيدي ليس الوحيد الذى فقد الحياة فى غياهب السجون نتيجة هذا الوضع، فما اكثر الابرياء والمظلومين الذين يتعرضون فى غياهب السجون الى اشد انواع الضرب المبرح واقذع الشتائم وابشع صور التعذيب والتعامل الوحشى لمجرد قولهم الحق.ان اندفاع اصحاب الرساميل الشرقيين والغربيين صوب الارض النهيبة ايران لغرض اسر الشعب الايرانى المظلوم، وان هذه المائدة المشاع التى كانت لأماد طويلة مجتمعاً لليساريين واليمينيين والتى قسّمت بشكل علنى فاضح احياناً، اضحت اليوم أيضاً هدفاً يخطط لتقسيمه بمسميات اخرى وبمنتهى المكر والتضليل للرأى العام.فمن جهة اندفع الخبراء اليساريون الساعون الى أسر الشرق والشعوب الاسلامية نحو ايران وتحت غطاء تأسيس مصانع الحديد والصلب«2»(والتى يراد منها تحقيق منافع الاستعمار ونيل الحظوة لدى النظام الحاكم اكثر مما يراد منها تحقيق النفع للشعب).ومن جهة اخرى اندفع الخبراء واصحاب الرساميل الامريكان الكبار تحت غطاء(اضخم توظيف لرؤوس الاموال الاجنبية فى ايران)«3» لاسر وتقييد الشعب المظلوم، والا فما الذى يدعو اصحاب الرساميل الذين تقدر اللحظة الواحدة من اوقاتهم-على ما تذكر بعض الصحف-بعشرات الآلاف من الدولارات، للاجتماع فى طهران؟هل اجتمعوا بدافع العطف والإنسانية؟ وهل اولئك الذين مرغوا الدنيا بالتراب والدماء وقتلوا عشرات الآلاف من البشر لمحض شهواتهم اصبحوا اليوم اصدقاء مقربين لنا؟ أم ان الذى دفعهم لذلك هو عظمة ايران وعظمة الشاه؟ ام ان سبب هذه المصائب-والجميع يعلم-هو تحقيق المنافع السياسية والاقتصادية العظيمة التى تُعدُّ ايران محطة حصادها الاولى ثم تليها البلدان الاسلامية الاخرى وسائر بلدان الشرق؟ هذا من جهة.والهزيمة النفسية التى يعانى منها النظام الوضيع فى ايران امام الاستعمار الشرقى والغربى من جهة اخرى.لن يخلّف استمرار وجود النظام سوى الفقر والفاقة للشعب.ليعلم الشعب الايرانى بان اللّه تعالى اذا امهل هذا النظام المهزوم نفسياً امام الاجانب والمتجبر.
على الشعب، فلن يكون ما حصل آخر المزايدات العلنية على ثروات هذه البلاد الرابضة على الكنوز.ان على الشعب ان يتوقع أسوأ من هذا، اذا كان هناك أسوأ.فسوف تفوّض امور الزراعة والصناعة والتعدين ومصادر الغابات، وحتى امور توزيع البضائع على طول البلاد وعرضها والسياحة، الى اصحاب الرساميل أولئك، ولن يبقى حينها للشعب الايرانى سوى الفقر والفاقة وسوى العمل فى الحمل والنقل والسخرة لدى اولئك المتمولين.على الجميع ايصال صوت معارضة الشعب للاتفاقيات الاستعمارية الى العالم اجمع:انكم لاتعلمون شيئاً عن طبيعة المخططات التى أُعدّت لهذه البلدان، وقد نوهت للشعب مراراً عن خطر دويلة اسرائيل وعملائها وألمحت الى وجوب المقاومة السلبية.والامتناع عن التعامل معهم، فقد فتحوا اليوم الطريق نحو وقوع مصيبة اشدّ، وسوف يجعلون الشعب أسيراً لدى اصحاب الرساميل.لذا فعلى جميع الفئات الاعلانُ عن معارضتهم قبل تنفيذ واجراء هذه الامور وظهور نتائجها المدمرة، وليوصلوا صوت مخالفة الشعب لهذه الاتفاقيات الى جميع انحاء العالم.واننى اعلن ان ايّة اتفاقية تعقد مع اصحاب رؤوس الاموال الامريكان او سائر المستعمرين هى خلاف ارادة الشعب وخلاف احكام الاسلام.كما اعلن ان رأى نواب المجلسين فى ايران ليس قانونياً ومخالفاً للدستور ولارادة الشعب، لانهم ليسوا منتخبين من قبل الشعب.كما ينبغى اجراء استفتاء شعبى باشراف مسؤولين دوليين محايدين فى امثال هذه الامور، حتى تتضح رغبة الشعب الحقيقية.
اننى أعزّى الامة الاسلامية عموماً والشعب الايرانى خصوصاً بمصابنا بمقتل هذا السيد الجليل القدر والعالِم المجاهد الذى قدَّم حياته فى سبيل حفظ مصالح المسلمين وخدمة الاسلام.
وأسأل البارى تعالى دفع شرور النظام المتجبر وعملاء الاستعمار القذرين. والسلام على من اتبع الهدى.
روح اللّه الموسوى الخميني
النجف الأشرف
استشهاد سيد محمد رضا سعيدي
تزايد تعداد المستثمرين الامريكان في ايران
الفضلاء وطلبة العلوم الدينية في الحوزات
جلد ۲ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۶۲ تا صفحه ۲۶۳
«۱»-ورد في صحيفة النور" المكونة من ۲۲ مجلدا" وفي ج ۱، ص ۱۵۴ ان تاريخ هذه الرسالة هو مرداد ۱۳۴۹. «۲»-اشارة الى تأسيس مصنع الحديد والصلب في اصفهان وتسليم ادارته الى الخبراء الروس. «۳»-اشارة الى مجيء وفد يضم مجموعة من المستثمرين الامريكان يرأسهم" روكفلر" تلبية لدعوة من الشاه محمد رضا وتوقيعه على اضخم عقد للاستثمار في ايران والذي دفع الشهيد سعيدي الى اصدار منشور بتوقيعه لمعارضة هذا الاتفاق مما ادى الى اعتقاله ثم استشهاده.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417