بسم الله الرحمن الرحيم
شهر شوال عام 1396 ه- ق
أبارك المسلمين كافة وطلاب الجامعات في ايران وخارجها وكلّ الشبّان المسلمين- أيدهم الله تعالى- حلول عيد الفطر المبارك.بورك لكم(هذا العيد) أنتم المثقفين المتدينين الذين تضحون في سبيل اهداف الإسلام الكريمة التي تضمن الرخاء للجميع، وتوفر معنويات البشر ومادياتهم.بارك الله هذا العيد للمسلمين الذين يرضون بالسجن والنفي والتعذيب والموت في سبيل الدفاع عن الأحكام الإسلامية والدفاع عن بلاد المسلمين والتحرر من نير الاستعمار وعملائه الخبثاء.
يوم الفطر يوم جعله الله- تعالى- للمسلمين عيداً، حتى يجتمعوا للصلاة والخطب المناسبة لكل عصر، ليختاروا موقفهم من الإسلام وأعدائه السفاكين، وإن كانت الدعايات المضلّلة قد أفقدت صلاة الجمعة والجماعة مصاديقها، ولم يبق للمسلمين عيد.وفي الوقت القائم نشاهد الفتن التي أثارها عملاء الاجانب في كل قطر من الاقطار الإسلامية تقف في وجه أسس الإسلام واستقلال تلك الدول.وقد أصبحت إيران ساحة لصولات الأجانب وأميركا وعملائها الخبثاء خاصَّة. اللاعبون والخُبراء الأجانب يعزفون كل يوم نغماً جديداً لإضعاف الأمة الإسلامية العزيزة تلك الانغام المشؤومة التي تجرّ البلد إلى الدمار.ان ثروات هذا البلد المليء بالخيرات تنهب ازاء حفنة من الاسلحة التي لا تنفع إيران، بل لا يعرفون كيفية استخدامها.وأخيراً تحدّث الشاه- عميل الاستعمار هذا- بشراء ثلاثة أضعاف ما تمَّ شراؤه حتى الآن، وبذلك ستفقد ايران كل ما تملكه، وسيعاني الناس الفقر والفاقة أكثر من الحاصل إزاء كميات من القطع الحديدية العديمة الفائدة«2».
الخبراء الذين يريدون نهب ثرواتنا دون مقاومة جاءوا بنغمة تغيير التاريخ المشؤومة تضعيفاً للإسلام ومحواً لاسمه.وهذا التغيير من الجرائم الكبرى التي ارتكبتها هذه السلالة القذرة في هذا العصر، فعلى الشعب المسلم كافة أن يخالفوا هذا التاريخ الاجرامي، لأنّ هذا التغيير هتك للاسلام تمهيد لمحو اسمه- لا قدّر الله- واستعماله حرام على الجميع ومؤازرة للظالم والجائر ومخالفة للإسلام الداعي إلى العدالة.الشعب مضطر إلى الاحتفال عاماً بأجداد هؤلاء المجرمين وخيانتهم خمسين عاماً، ولو أنّ هذه المبادرة باءت بالفضيحة، ولم يشارك فيها أحد غير عملائهم، ولم يرحب بها أحد إلّا بقوة السلاح والارغام.ومدرسة الفيضية ودار الشفاء قاعدتا الفقه الإسلامي وموطنا الأحرار والشباب الفدائيين رهينتا الغصب والتعطيل، وفي المقابل تتّسع مراكز الدعارة والفحشاء أيّما اتّساع لإفساد شبابنا ومنعهم من الرقي المعنوي ومناهضة ما يريده الاجانب.
ومع كمال أسفي على أوضاع إيران أعقد الأمل عليكم يا طلاب الجامعات داخل ايران وخارجها، وآمل ذلك اليوم الذي تتطهر إيران فيه من دنس الأجانب وعملائهم. أيها الشباب الأعزاء لا تدعوا اليأس ينال من عزيمتكم، فالحقّ منتصر.هذه لمحة من وضع إيران، وكثير من بلاد الإسلام تعاني مشكلات لا تعد ولا تحصى، فقد سُوِّي لبنان بالتراب، وما أفدح الخسائر التي لحقت بالمسلمين والشيعة خاصَّةً في الأرواح والأموال! والأجانب وعملاؤهم الخونة يثيرون الحروب، ويقتلون الناس، ولا ننسى اوضاع فلسطين ومشكلاتها المتنامية، وما يؤسف عليه هو عدم وعي حكام ورؤساء البلاد الذين يتقاتلون فيما بينهم بتخطيط من الأجانب.
عليكم الآن أيها الشبّان المثقّفون العلماء أن تعتبروا بهذه الأوضاع، وتزيدوا صفوفكم توحُّداً وتتجنبوا الخلافات الواهية، وتدعوا المدارس الفكرية المختلفة الوافدة جانباً، وتقبلوا على مدرسة الإسلام الراقية، وتتوحدوا في سبيل الحق لإزالة الباطل، وتطلعوا الناس على أهداف الإسلام الطيبة، وتكشفوا عن جنايات عملاء الأجانب وخياناتهم، وتستمدوا العون من الله-تعالى-إنه ولي التوفيق.أرجو من الله تجديد مجد الإسلام وأن يبارك هذا العيد السعيد على المسلمين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
حلول عيد الفطر المبارك
فضح جرائم الحكومة الإيرانية
المسلمون عامة وطلاب الجامعات في إيران وخارجها
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۶۸ تا صفحه ۱۶۹
«۱»-ورد تاريخ آبان عام ۵۵ ه- ش في صحيفة النور«۲۲ جزءاً»-ج ۱ ص ۲۲۳ كما ورد في صحيفة النور«الطبعة الجديدة»-تاريخ مهر عام ۵۵ ه- ش ج ۱ ص ۳۷۲. «۲»-الأسلحة.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417