شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [جرائم الاستعمار والحكومة البهلوية]

النجف الأشرف‏
شهادة السيد مصطفى الخميني (نجل الإمام)
جرائم الاستعمار والحكومة البهلوية
السيد ياسر عرفات‏
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۳۳ تا صفحه ۲۳۴

بسم الله الرحمن الرحيم‏
سعادة السيد ياسر عرفات‏
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
وافاني خطابكم الشريف الذي ينم عن مشاعر سيادتكم، ولا يسعني إلا الشكر لكم.إن هذه المصائب لا تعد شيئاً بالمقارنة بالمصائب التي أصابت الإسلام والمسلمين.
ان الإسلام الغالى يواجه منذ قرون الانحرافات وسوء الفهم بفعل التدخل الأجنبي، لقد عرضوا صورة مشوهة للإسلام الذي هو الدين الإلهي الوحيد الذي يبعث على الجهاد، وذلك بالدعايات المعادية للاسلام كما أن القرآن الكريم الذي هو الامر الالهي بمقاتلة المشركين والمترفين والكتاب السماوي الوحيد الذي يحث الناس على مجابهة الاستعمار والظلم قد شوهوه أيضاً.تداس أحكام الإسلام الواحد بعد الآخر لأغراض المستعمر بعملائه.إن الإسلام العظيم الذي هو سد منيع في وجه الأجانب يتحطَّم بأيدي العملاء الذين باعوا أنفسهم من العدو بأبخس الأثمان، ليفتح الطريق للأجانب لنهب الثروات وسلبها.وتساهل رؤساء الدول الإسلامية وتشتتهم وتفرقهم أدى إلى تزايد هيمنة المستعمرين على مقدّسات ومصير المسلمين.اننا عانينا طوال خمسين عاماً من الحكم غير الشرعي للسلالة البهلوية السيئة السمعة التي كانت حسب اعتراف الشاه عميلة للأجانب من محن تصغر عندها المصائب، وشهدنا في زمن الشاه السابق(والد الشاه) المجازر والنهب وكبت الحريات الذي لا يطاق شهدنا مجزرة جامع كوهرشاد إلى جانب ضريح ثامن الأئمة المقدّس-عليهم السلام- كما شهدنا أسر علماء خراسان وآذربيجان الكبار وقتل بعضهم.اننا شهدنا أحداثا ستسجل تفاصيلها في تاريخ المستقبل.
وشهدنا ونشهد في زمن الشاه هذا كوارث يستحي منها جنكيز خان.لقد شهدنا مجزرة 15 من خرداد اللاإنسانية والفظيعة(الموافق 12 من المحرم) تلتي راح ضحيتها حسب بعض الأقوال خمسة عشر ألف نسمة.أما عدد الجرحى، فالله اعلم به.كما شهدنا الهجوم على المدارس الدينية والجامعات، وقد مارس عملاء الشاه فيها القتل والنهب والاساءة إلى القرآن الكريم والكتب الإسلامية المقدّسة كما مارسوا الاساءة والضرب لطلاب العلوم الدينية واحراق كتبهم وكذلك في الجامعات فقد عُرِّض الشبّان والفتيات للضرب والجَرح.شهدنا وما زلنا نشهد السجون المليئة بالعلماء والمفكّرين والأحرار، تلك السجون التي يعتبر التعذيب الوحشى فيها أمراً معتاداً جداً.
رأينا كيف أن ايران اعترفت بإسرائيل بأمر من الشاه في الوقت الذي كان المسلمون يخوضون فيه الحرب على الكفار الإسرائيليين، وقد خالف العلماء هذا الاعتراف، وفي الوقت الذي كان الاسرائيليون يُشرِّدون المسلمين ويضرِّجونهم بدمائهم شهدنا إسناد هذا الرجل القاسي ودعمه لحكومة إسرائيل، وقد قدّم لهم البترول والأسلحة والإسنادات الأخرى التي هي كلها حصيلة عناء الشعب الايراني وتعبه.لقد شهدنا ما يسمّى الاصلاحات الزراعية التي قضت على الزراعة الايرانية ووفرت سوقاً مناسبة على أميركا، وجرّت ايران إلى الهاوية.شهدنا ونشهد هذه المصائب والانحرافات والخيانات التي تنسينا المصائب الشخصية،ويساورني الخوف من أن ينفِّذ الشاه في لبنان ما نفَّذه في ايران، وذلك بأيدي عملائه في السفارة الايرانية هناك، لتتمكن اسرائيل من تنفيذ خططها في المنطقة، لأنَّ الشاه حوّل ايران إلى مستعمرة أمريكية.يجب عليكم مراقبة تحرّكات السفارة الايرانية بكل دقّة، وأن تمنعوها من مخططاتها، أقول هذا الكلام من منطلق حرصي على قضايا لبنان واهتمامي بها.وقد قلت ما يجب قوله سواء في أثناء وجودي في ايران أم في المنفى.
وكل ما أقوله هو جزء من مصائب الأمة، ولكنني مضطر إلى إعادة القول بأن أسفي الشديد نابع من عدم توحد رؤساء الدول الإسلامية عامَّة والدول العربية خاصَّة.كلما طرحت فكرة الوحدة والاتفاق أثار عملاء الاستعمار الخلاف والتفرقة بأساليبهم الماكرة الخاصة بهم.ان سبع مائة مليون مسلم أو اكثر من ذلك، ومائة مليون عربي أو يزيد لم يتمكّنوا من نيل الاستقلال الحقيقي، ولم يستطيعوا الخلاص من مخالب الاستعمار، ولم يستطيعوا دحر عدد قليل من اليهود في اسرائيل المغتصبة الذين يُهدِّدون أرضنا وشعوبنا وتاريخنا وتراثنا، كما لم يستطيعوا استعادة أراضيهم.إن هذا وكثيراً من القضايا الأخرى هو ما أتحدث به منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما.
وواجبكم الإسلامي والقوميّ يملي عليكم أن تُضحّوا من أجل توحيد الدول العربية ووحدة صفهم بكل جدية إضافة إلى واجبكم الثوري في سبيل تحرير أرض فلسطين.
ولن ننسى تضحياتكم وجهادكم المقدّس، ونرجو من الله- تعالى- لكم التوفيق والنصر في سبيل عظمة الإسلام والمسلمين وقطع أيدي الاستعمار والشريرين، كما نأمل تطهير أرض فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الصهيونية، وأن يعود الفلسطينيون إلى وطنهم.والسلام على من اتبع الهدى.
21 ذي القعدة الحرام 1397 ه- ق‏
روح الله الموسوي الخميني‏



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: