باسمه تعالى
بعد إهداء السلام والتحية.تسلمت رسالتكم الكريمة، ارجو لسماحتكم السلامة والتوفيق.الكثير من الموضوعات التي أشرت لها كانت وما زالت موضع اهتمام، آمل أن نوفق للتصدي للمفاسد.إني متألم لابتعادك عن حوزة قم وابتعاد بعض السادة الذين كان من الأنسب أن نستفيد منهم، ولا سيّما في مثل هذه الأوضاع المضطربة والفوضى التي تعيشها حوزاتنا، ولهذا يتوقع المزيد من المفاسد.مَن ذكرتهم ليس باستطاعتهم حلّ هذه المشكلة إن لم تضف إليها مشكلات أُخرى بتدخل بعضهم، فشريحة الشباب ممتعضة من بعض هؤلاء.وقضية الشورى واجتماع أرباب الحلّ والعقد هي الأخرى لا تحل معضلة، بل إن مثل هذا الاجتماع لن يتحقق، إذ لديّ تجربة، بل تجارب في هذا المجال.وما يقف في طليعة المفاسد هو الأمر الثالث الذي أشرت اليه وهو يهدّد الحوزة من الداخل، فلابد من علاجه، وليس هناك من علاج سوى وجود الشخصيات التي تحظى بالقبول، وتمتلك القدرات والمؤهلات العلمية، وتسلّم زمام المبادرة.انكم تمتلكون الخبرة الكافية لانتخاب امثال هذه الشخصيات وباستطاعتكم العثور على مَنْ بإمكانهم اقتحام الحوزة في كل وقت-ولو بالتناوب-والتأثير في روحية الشباب بالتدريج.
لقد أوضحت بصورة مسهبة في الرسالة التي أجبت «2» بها مؤخراً رابطة الاتحادات الاسلامية في أوروبا القضايا الرئيسة ومعالم الطريق، وحذرت من مفاسد هذا الرأي الخاطئ بأن العلوم الدينية بل الثقافة الجديدة عديمة الجدوى.وربما سأتحدث بذلك بالتفصيل-اذا ما سنحت الفرصة-في البيان الذي سأوجِّهه لحوزة قم، ولكن التذكير وحده لا يكفي، ولابد من التصدي لهذه الانحرافات بصورة عملية، ومثل هذا ينبغي أن يتم بهمّة الشخصيات بما فيهم سماحتكم.
حضرات السادة أيضاً تنبهوا-بحمد الله-لذلك وغيّروا نهجهم الى حد ما، آمل أن يحظى باهتمام الفئات الأُخرى، وتزول الاختلافات والفرقة، أو تخف في أقل تقدير.
النجف الأشرف
أوضاع الحوزات العلمية
مطهري، مرتضى - طهران
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۲۹۴
«۱»-في صحيفة النور«الاجزاء ال- ۲۲ والدورة الجديدة»-ادرجت الرسالة بدون تاريخ. «۲»-نداء الامام الخميني الى رابطة الاتحادات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا في ۵ ربيع الاول ۱۳۹۸ ه-. ق.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417