بسم الله الرحمن الرحيم
النهضة الوطنية لتحرير ايران فرع خارج البلاد؛ «أوروبا وأميركا»
يا أبناء الإسلام- أيدكم الله تعالى- وافاني خطابكم الذي أكّد لي وفاءكم للاسلام، وأشار إلى الجهود المضنية الطويلة التي بُذلت في سبيل أهداف الإسلام النبيلة التي تضمن استقلال الشعوب وحرياتها. ولا يفوتني أن أشكر لكم خطابكم، وأرجو من الله-تعالى-توفيق وسداد الجمعيات أو الذين يضحّون من أجل الإسلام العزيز والمسلمين المظلومين، ويقضون عمرهم في سبيل الحق والوصول إلى الأهداف الإسلامية والإنسانية، وأعرب عن حبّي لجميع فئاتهم.
اليوم وبعد أن استعادت فئات الشعب الايراني المظلوم في جميع أنحاء ايران وعيها، استطاع هذا الشعب العظيم بثورته العظيمة أن يضيّق الخناق على الشاه وعملائه، ليست الفرصة مواتية الآن لقضاء الوقت في الجدل في القضايا الجزئية والاهتمام بدعايات المنحرفين المعادية.
يحاول الشاه اليوم تشويه كفاح شعبنا العادل بالحريق والخراب وعلينا نحن وأنتم أن نميط اللثام عن مخططاته الشيطانية للعالم قبل فوات الأوان، ولا نسمح له بأن يسيء إلى هذه الثورة الإسلامية الإنسانية بالأبواق الدعائية.
إننا نقترب من الهدف اليوم خطوة خطوة بالسير في خط-الله-ويجب أن ندعو الجميع إلى الاتّحاد والمساواة والتآخي، ونُجلِّي النقاط الحسّاسة التي يقف الناس من أجلها لرصاص(جيش) الشاه. على أعضاء النهضة الوطنية لتحرير ايران المحترمين في الداخل والخارج وجميع التيارات الإسلامية- أيدهم الله تعالى- أن يضعوا يداً بيد دون تفويت الفرص، ويناضلوا من أجل هذا الأمر المصيري الذي هو الإطاحة بالحكم البهلوي من دون جدل، ويقودوا الناس نحو الهدف الغالي الذي هو تأسيس الدولة الإسلامية. والتقاعس والبرود والانشغال بالجزئيات يعني اليوم الانتحار الفاضح، وخطر استعادة الشاه لقواه باختلاف الفرق وتقاعسها ليس من الاخطار التي يمكن التنبؤء بجميع عواقبها، فهو خطر سقوط شعب عظيم وسقوط الإسلام العزيز.
إنني بذلت قصارى جهدي وأبذلها في توحيد طبقات الشعب المسلم جميعاً، وأستعين بالله في هذا الأمر المهم الذي يتعلّق بحياة الشعب. وعلى الشعب الايراني أن يقرأ تاريخ الثورات التحررية للشعوب المظلومة وما عانت من المجازر والتعذيبات وما بذلت جهود مضنية، ليعرف أن نتيجة نضالاتهم الدينية والقومية لم تكن سريعة وفورية، والثورة الايرانية ستستمر حتى النصر الذي سيكون حليف الشعب الشجاع وعليكم ان تُطمئنّوا الناس بذلك بأسرع ما يمكن.
لقد أشير في خطابكم إلى أن هناك غموضاً في البند الأوّل من البيان الصادر في 21 من شعبان 1398 ه- ق استغله مغترضون«1». ولكم أن تعرفوا إن ذلك البند ذكر اثر ما أشير من أن نهضة ايران ليست إسلامية، وكان يحاول عزل الناس وابعادهم عن الإسلام، ليضيّع جميع جهودنا طوال السنوات الطويلة الماضية لمصلحة الشاه. ولقد كان من واجبي في هذا الشأن أن أذكّرهم بخطئهم، وأبرز لهم أسس النضال في ايران، ولذلك أعلن بكل صراحة أنَّ هذا البند يشمل أولئك الذين يرسمون لنهضة ايران العريقة وجهاً سياسياً غير إسلامي يؤدّي إلى حفظ الشاه، لا إلى الدفاع عمَّن يدينون الشاه في مقابلاتهم علناً، ويخيّرون الناس بين طريقي الشاه والحرية. كما لا يشمل أولئك الذين أعلنوا براءتهم من الحكم البهلوي المنحطّ خلال نضالهم وفي كتاباتهم وخطاباتهم، وأكّدوا تلاحمهم وارتباطهم الوثيق بالاسلام، وقد صرَّحوا بها في أكثر كتاباتهم. أرجو من الله- تعالى- نصرة الإسلام والمسلمين وتوفيق الجميع.
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
الإصرار على إسلامية النهضة وضرورة تجنب الجدل في القضايا الجزئية
النهضة الوطنية لتحرير ايران- فرع خارج البلاد
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۸۱ تا صفحه ۳۸۲
«۱»-يشير الامام إلى البند الاول من ندائه التاريخي في ۵/ ۵/ ۱۳۵۷ ه- ش الذي قال فيه: إن النهضة الاخيرة المقدسة في ايران التي بدأت منذ ۱۵ من خرداد عام ۱۳۴۲ ه- ش إسلامية مائة في المائة. وقد وضعت ايدي رجال الدين القديرة لبناتها الاولى بدعم من الشعب الايراني المسلم والعظيم.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417