شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [ضرورة استمرار النهضة]

النجف الأشرف‏
عيد الفطر المبارك‏
ضرورة استمرار النهضة
الشعب الايراني‏
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۸۷ تا صفحه ۳۸۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏
أهنّئ الشعب الايراني المسلم الشجاع بحلول العيد الإسلامي الكبير. أهنئهم بالوقوف في وجه السفك الجائر للدماء طلباً للنجاة وببذل الجهود العظيمة في سبيل الهدف الإسلامي. لقد كان الشهر المنصرم شهر التضحية في سبيل الحق، لقد كان شهر القتال بين الحق والباطل (ان الباطل كان زهوقاً)«1». لقد كان عيد الفطر لهذا العام عيد الملحمة والحركة الشاملة لجميع تيارات الشعب الايراني، لقد أثبت هذا اليوم للعالم وعي الشعب الايراني الفكري والعملي، كما أثبت زيف الادّعاءات الواسعة لأعداء النهضة. وقد أثبت تلاحم جميع فرق الشعب، وأعلن مطلب الشعب كافة بكل صراحة ألا وهو ذهاب الشاه والإطاحة بنظام الظلم والنهب.
لقد أتبع الشعب الايراني المسلم صلاة العيد بعبادة عظيمة أخرى هي الصرخات المدّوية ضد نظام الظلم والنهب لإقامة حكومة العدالة الإسلامية. وهذا في حد ذاته من أعظم العبادات كما أن تقديم التضحيات من أجلها هو منهج الأنبياء العظام ولا سيّما النبي الأكرم ووصيه العظيم أمير المؤمنين. فأشكر للشعب الايراني تضحياته وأرجو له القوة والعظمة في ظل القرآن وأحكام الإسلام بكل خشوع.
واجب جميع المسلمين الآن خاصة العلماء والساسة وكبار القوم واجب بالغ الأهمية، فشعبنا اليوم بين خيارين أحدهما الانتصار والفوز بطرد الشاه، والآخر البقاء تحت ظلم جلاوزة الشاه. أحدهما العزة والفوز عند الخالق والخلق، والآخر الذل والحقارة الدائمة. والشعب الايراني المسلم لن يقبل بالذل أبداً.
أيّها الشعب العظيم!واصلوا نضالكم، ولا تهنوا أبداً، ولن تهنوا، وتأكدوا أنّ النصر قريب- بإذن الله- ولا يظن أحد أن الواجب تغير بعد انقضاء شهر رمضان، فالمظاهرات العنيفة لنيل الهدف الإسلامي عبادة لن تؤثر فيها الأيام والشهور، لأن الهدف هو خلاص الشعب وتطبيق العدالة الإسلامية وإقامة الحكم الإلهيّ على أساس العدالة المتين. عليكم باغتنام الفرص والأحداث لإقامة الاجتماعات في المساجد والمحافل والأماكن العامّة والدفاع عن القرآن الكريم والعدالة الإسلامية، وكلّ صوت يخالف ذلك- كائناً من كان- شيطانيّ‏ لنفع الظالمين الحاكمين وضرر الإسلام والوطن. لا تعيروا كلام الشاه الخادع والحكومة وأعوانهم القلّة اهتماماً، فما هو إلّا لاغتنام الفرص الشيطانية. ان هؤلاء الذين يتحدّثون بالحرية خداعاً للشعب إمتلأت سجونهم من العلماء والجامعيين ورجال السوق والسياسيين والعمّال والمزارعين. العلماء ورجال السياسة العظام يعيشون في المنافي لتعبيرهم عن الحق والمطالبة بالحرية. أية حرية هذه التي أبقت الرقابة على الصحف، ومنعت نشر القضايا الأساسية والحيوية جداً للشعب، وأخضعت ايران لحكومة شبه عسكرية؟ إن الشعب الايراني لن يخضع لرجال الدرك الملكي، بل سيواصل احتجاجاته الشرعية، ولن ينخدع بهؤلاء المشعوذين.
فإحراق السينما في آبادان- حسب القرائن وتأكيد أهالي آبادان المظلومين- تم بيد الشاه المجرم والحكومة، والتهم حوالي اربعمائة نفس، ليصبح (الخوف الكبير الموعود) وسيلة إعلامية على نهضتنا المقدسة، وقد رأيتم أن ذلك لم ينجح، وسيحضرون آجلًا أم عاجلًا شخصاً أو أشخاصاً، ليعترفوا بتورطهم في هذه القضية. إنّ هؤلاء إما أن يكونوا من قوّات الشاه، وإما أن يكونوا من خيرة المؤمنين الذين لا طريق أفضل لهم من ذلك لقتلهم.
والشاه وحكومته خونة، إذ وقفوا وقوفاً مسلَّحاً في وجه الشعب المطالب بالحق، وتخطّوا الدستور، فضلًا عن قوانين الإسلام التحررية وطاعتهم تعني طاعة الطاغوت، فلا تفسحوا المجال لهؤلاء، وأطلعوا العالم على أعمالهم الإجرامية بالاعتصام والاحتجاج.
على الاخوة المناضلين أن يقابلوا المراسلين كثيراً، وينبّهوا على دور الشاه وحكومته في استمرار الكبت وخرق الدستور، ويعلنوا للعالم أنّ الشاه السابق (الوالد) قد أقحم حكمه في الدستور بالقوة، ولا يقبل أيّ ايراني بهذه البنود من الدستور، وعليهم أن يميطوا اللثام عن الدعايات المضادّة التي تتم خارج ايران على الحركة الإنسانية للشعب المسلم، ولا يسمحوا لهم بتشويه صورة النهضة عند من ليس لديهم علم بذلك. على المناضلين خارج البلاد أن يوسعوا عملهم الإعلامي في أوضاع ايران.
أشكر للجيش الايراني المحترم الذي لم يطلق النّار على مظاهرات طهران وسائر المدن على شعبه المحب للوطن الذي ضاق ذرعاً بمظالم السلالة البهلوية التي استمرت خمسين عاماً. ولم يتورّطوا في الجريمة الكبرى التي هي دأب الحاكمين دوماً. إنني أمدّ يدي الى القوات البرية والجوية والبحرية الوفية للاسلام والوطن، وأطلب منهم المساعدة لحفظ استقلال البلاد والخلاص من ربقة الأسر والذّل. في هذا الظرف الحسّاس الذي تعيش فيه بلادنا على الهاوية وليس لها خيار إلّا السقوط أو الاستقلال.
أيها الجنود الغيارى الذين تضحّون من أجل وطنكم وبلادكم، انهضوا، كفاكم الأسر، أحكموا صلتكم بالشعب العزيز، ولا تضرجّوا أولادكم وإخوانكم الباسلين بدمائهم من أجل أهواء سلالة ناهبة.
على الخطباء والكتّاب أن يبذلوا قصارى جهدهم في توعية إخوانهم العسكريين، وعلى الشعب الايراني أن يحترمهم، فهم إخواننا.
أليس لمصلحة هذه الحكومة أن تتنحّى حتى لا تفضح نفسها أكثر من ذلك في الأوساط الدولية. ألم يحن للشاه وقت التنحّي وترك الناس في حالهم يقررون مصيرهم بأيديهم، ويميزون الخائن من الخادم ليعاقبوه على جرائمه. هل لمصلحة هذا الشعب المظلوم أن يقتل مئات الآلاف من أبنائه، لكي يستطيع الشاه الاستمرار في حكمه الظالم أيّاماً أخرى؟ وهل يمكن أن نخطوا خطوة واحدة لانقاذ ايران من وجود هؤلاء الخونة للاسلام وللشعب؟ أرجو أن تقطع في المستقبل القريب أيدي الخونة للاسلام، ليتمكّن أصحاب الحل والعقد من تقرير المصير المحتم.
ومن القضايا التي يجب أن نشير إليها هي أننا سنعلن برنامجنا الأساسي بعد انتهاء الحكم الظالم ببركة أحكام الإسلام التقدّمية، وسيرون أنّ ما نسبه الخونة إلى الإسلام لم يكن سوى تهمة ظالمة خالية من الصحة سواء في مجال الحقوق الاجتماعية للمرأة أو حقوق الأقليات الدينية وغيرها من القضايا. وأن أبواق الشاه في الداخل والخارج قامت بهذه الدعايات المشبوهة لتحريف أفكار الناس أو وقف النهضة والقضاء عليها. أرجو أن تتضح قضايانا بجميع أبعادها في القريب العاجل بعد زوال حكم الظلم والظالمين.
أرجو من الله- تعالى- ازدهار النهضة أكثر، وازدياد المظاهرات المنقذة للشعب حتى سقوط قواعد الظلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-سورة بني اسرائيل: الآية ۸۱.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: