بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء الوطن المحترمين والمظلومين:
مرّ أسبوع على المجزرة الفظيعة للرعيل الأول من قتلانا المظلومين، أسبوع كامل على الشعب الإيراني العظيم وهو تحت وطأة جلاوزة الشاه برشاشاتهم ومدافعهم ودبّاباتهم، إذ امتدّت يد الشاه الآن من كمّ الانفتاح السياسيّ، وأخذت بحصاد شبابنا الغيارى الشجعان. وفي آخر أنفاس الحكومة الفاشية خنقت أنفاس الشعب في صدورهم. الآن امتلأت المقابر من أبناء الإسلام والقرآن، وأقام الشاه وجلاوزته الافراح بقتل أعزائنا.
الساعة قرّر تحويل ايران إلى خربة او مقبرة، واجتمع فيه عملاؤه البعيدون عن الله- تعالى- في البرلمان لتبرئة المجرم الأصلي وتحميل الآخرين الذنب الكبير والخيانة العظمى في حين انهم ليسوا سوى أدوات لتنفيذ المخططات. وسعى أعضاء البرلمان بذلك للاقتراب من الشاه، وراح الخونة في الداخل والخارج يؤيدون جرائم الشاه، فأميط اللثام عن الوجوه الكريهة التي كانت تتشدَّق بالحرية والدفاع عن حقوق الإنسان.
على شعبنا المظلوم العظيم أن يضرب عن العمل، ويجلس للعزاء، ويتّخذ الخميس الحادي عشر من شوال يوم حداد عامٍّ رسميّاً. وتضحياتنا وأحزاننا ستعقبها الافراح، ستشهدون الاستقلال والحرية- بإذن الله تعالى- لقد أجبرتم العدو بمقاومتكم الباسلة على التقهقر من الميدان وإعلان الأحكام العرفية في أكثر المدن وفي طهران مركز ومعقل الأسود الشجعان من الرجال والنساء فاضحاً نفسه في المجتمعات البشرية وجاعلًا خداعه نقشاً على الماء.
أعزائي اطمئنوا أنكم منتصرون ومرفوعو الرأس بين يدى الله- تعالى- فثورتكم على المستبدّ الأصلي الذي داس جميع الشعائر الوطنية والدينية تشبه ثورة أميرالمؤمنين (ع) على معاوية الذي لم يرتكب ما هو أشنع من جرائم هذا الديكتاتور.
لقد وقف عليّ في وجه ظالم كان يتظاهر بصلاة الجمعة والجماعة والتمسُّك بالإسلام، ليمتص دماء الناس، وكان وقوفه ثورة على الظلم والظالم، وقد قدّم فيها عدة الآف من الشهداء كان أحدهم عمار بن ياسر.
وأنتم اليوم تواجهون ديكتاتور العصر الذي يمتص دماء الناس باسم الإسلام والقرآن في حين لم يبلغ عدد شهدائنا إلى الان عدد شهداء صِفِّين «1». لا تحزنوا، ولا تسمعوا كلام من لا يعرفون الإسلام، وواصلوا نهجكم الذي هو نهج الحق وأوليائه، ولا تنخدعوا بألاعيب الحكومة ونوّاب الشاه الذين يريدونَ بذلك إنقاذ الشاه المشرف على الهلاك بالكلمات الخادعة.
لقد استنكر العالم جرائم الشاه، وانتصر لكم برغم أنّ فئة من المجرمين يمنونه بالبقاء لينهبوا ثروات الشعب، ويسحقوا حقوقه، ولكن لا قوة تستطيع الوقوف في وجه القوة الإلهيّة التي لا تزول أبداً، وإن الله معكم، وقد وعدكم النصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
النجف الأشرف
السابع لمجزرة 17 شهريور الوحشية
اعلان الحداد العام وتأكيد مواصلة الإضراب
الشعب الايراني المسلم
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۹۴ تا صفحه ۳۹۵
«۱»-ذكر المؤرخون أن عدد شهداء صفّين يتراوح ما بين سبعين ألفاً إلى مائة ألف شهيد.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378