رسالة [إلی ياسر عرفات‏]

بسم الله الرحمن الرحيم‏
سعادة السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:
وافاني مكتوبكم المؤرخ 18 من شهر رمضان المبارك عام 1398 ه- ق بيد مندوبكم الخاصّ. إنّني أعرب عن شكري وتقديري لموقف الثورة الفلسطينية وسيادتكم الداعم للشعب الايراني، في الوقت الذي تعيش فيه ايران بين النيران والدماء، فالشاه الذي قد ضاق ذرعاً بحركات الشعب المطالبة بالحق الشرعي في أرجاء ايران، وأخفق بعد ممارسة التعذيب والحبس والنفي والكبت السياسي والقتل والنهب، أعلن حظر الجولان بلا داع قانونيّ على باب المدينة الكبرى عند انطلاق مسيرات هادئة نظمها الشعب لنيل حقوقه المشروعة الأوّلية، وأطلق النار عليهم كما فعل ذلك سابقاً، وقد قتل أربعة آلاف نسمة حسب التقارير الواردة.
إنّ الشعب الايراني يكره الشاه الذي يقود البلاد إلى الإفلاس المعنويّ والمادّي بأسرع ما يمكن، وقد ضاق هذا الشعب ذرعاً بجرائمه طول حكمه غير الشرعي، وقد ثار لنيل حريته واستقلاله الضائعين. إنّ الشاه يقدم بترول الوطن الإسلامي إلى اسرائيل لقمع المسلمين وكل من يخالف ذلك في ايران يردُّهُ الشاه بحرابه، وما فرض الشاه على شعبنا إلّا أُولئك الذين غصبوا حقوق المسلمين.
السيد أبا عمار:
إننا وقفنا دوماً مع القضية الفلسطينية مخالفين للشاه وإسرائيل وأعوانهما، وكانت أصواتنا متجاوبة معكم، وأبلغنا الشعوب جرائم إسرائيل، واليوم نتوقع منكم التجاوب مع شعبنا المظلوم وإبلاغ أصواتنا إلى العالم برسائلكم الإعلامية في الوقت الذي يسحق فيه الشعب الايراني بأقدام جلاوزة الشاه وحصار دباباتهم ومدافعهم ورشاشاتهم، وقد استعان بالجنود الإسرائيليين لقتل الشعب الأعزل في ايران.
لقد وقفت جميع الدول اليوم في وجه شعب لا يميل إلى الشرق ولا إلى الغرب تريد قمعه، وتدافع عن الشاه سواء في ذلك الصين الحمراء التي تزعم الريادة في المجال الثوري والولايات المتحدة رمز الاستعمار العالمي والاتحاد السوفياتي منبع النفاق والكذب وبريطانية المستعمرة العجوز. والشاه يرى بكل وقاحة الشعب الايراني خليطاً من أتباع الشيوعية الحمراء والرجعية السوداء، ولكني واثق بانتصار شعبنا الواعي.
أرجو من الله- تعالى- توفيقكم في جهاد إسرائيل المغتصبة، واستقلال الدول الإسلامية، والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني‏