[بسم الله الرحمن الرحيم]
مساعي الاستعمار للتخلص من الإسلام وعلمائه
لقد تمخّضت دراسات الأجانب عن أن الإسلام في العالم الإسلامي قوة كبرى من شأنها الصمود أمام الاستعمار وتهديد مصالحه! وبعد أساس ماهية الإسلام يأتي دور اولئك الذين يبلّغون الإسلام! لقد ادرك المستعمرون أنه إذا ما آلت الأمور إلى هاتين القوتين، فلن يسمح لهم بالعمل على تخلف هذه البلاد ونهب ثرواتها! ولذلك قرروا وجوب تحطيم هاتين القوتين. قرروا العمل على تجريد العالم الاسلامي من هاتين القوتين كي يتسنى لهم اداء مهامهم باطمئنان تام.
رضا شاه، الاداة التنفيذية للاستعمار
وفي عصرنا عندما تسلّم رضا شاه الحكم كان مكلّفاً بالحطّ من الإسلام حتى في نظر المسلمين أنفسهم، والحط من العلماء! فقد عطّل كل الاجتماعات الدينية، وكنتم ترون احياناً استحالة إقامة مجلس وعظ علني في جميع ارجاء إيران. فاحياناً كان يقام مجلس الوعظ منتصف الليل وربما قبل الفجر بصورة سرية. حتى هذه المجالس لم تسلم من مراقبة ازلام السلطة وهجومها. إذ قرر هذا الشخص ازالة جميع المظاهر الإسلامية.
ومن جهة أخرى تصرف مع العلماء ولا سيما اولئك الذين كان لهم نفوذ بشكل ما، بأسلوب لا يسعني التعبير عنه! فكيف تصرف مع المرحوم المدرس- مثلًا- الذي تصدى له! وقد قتلوه أخيراً! كما نقل جماعة من العلماء إلى طهران، فقد اعتقل المرحوم آقازاده الذي كان ذا نفوذ كبير في خراسان وجيء به إلى طهران. وقد روي لي بأنهم كان يجيئوون به إلى وزارة العدل حاسر الرأس وسيراً على الأقدام لمحاكمته! وكذلك قبضوا على علماء اذربيجان واعتقلوا شخصيتين كبيرتين، هما المرحوم الحاج صادق آقا والمرحوم الانكجي مدة طويلة في احدى قرى كردستان. وكذلك نكلوا بعلماء اصفهان! وضغطوا كثيراً على الحوزات الدينية. وآنذاك كنت أدرّس عدداً من الطلاب، فذهبت يوماً للدرس فلم أجد إلا شخصاً واحدا! وقالوا انهم فروا جميعاً بين الطلوعين إلى البساتين ليعودوا عند المساء الى حجرهم متنكرين، لأنهم كانوا يقتحمون المدارس ويلقون القبض على طلبة العلوم الدينية ويطالبونهم بحسر العمائم عن رؤوسهم، وأداء الخدمة العسكرية الالزامية! هكذا كانت معاملته!.
الصاق تهمة الخرافة بتعاليم الإسلام
فهذا الرجل (الشاه) كان مكلفاً بتحقيق اهداف هؤلاء. أي لابد من تحطيم هاتين القوتين الاسلام وعلمائه.
ثم لاحظوا أن تلك الممارسات لم تترك اثراً كبيراً، فسلكوا طريقاً آخر، وذلك القيام بعرض الإسلام في الداخل والخارج بصورة يجعلون منه في نظر الناس شيئاً خرافياً بالياً! وأكدوا في دعاياتهم على أن الإسلام إن كان شيئاً فإنه يعود إلى قبل ألف واربعمائة سنة! فقد كان العرب- مثلًا- آنذاك متوحشين وكان الإسلام قانوناً لهم! أما الآن فقد وجدت الحضارة، والإسلام يخالف هذا الرقي والحرية! الناس يفتقرون الى الحرية في الاسلام. النساء لا يتمتعن بالحرية في الاسلام اساساً. الاسلام يعارض التعليم. الاسلام يعارض التجديد. فإذا ظهر الإسلام، عليكم ألا تستقلوا الطائرة ايضاً، ولا تذهبوا إلى المدرسة، ولا تخرج النساء من منازلهن! الى غير ذلك من هذا الكلام الذي روجوا له على نطاق واسع في العالم.
اتهام علماء الدين بالرجعية
ومن جهة أخرى فقد اتهموا العلماء الذين كانوا يسعون لنشر الإسلام: بأنهم (عبدة القديم، وان البلاط الملكي أو اصحاب السلطة ورؤوس الأموال نصبوا هؤلاء لتخدير الناس، إنهم يدعون الناس للسكوت أمام من يظلمهم، إنهم يخدّرون الناس ويهدئونهم بحيث لا يتكلم أحد عندما يريد الأجانب سلب أموالهم)! إن الذين كانوا يريدون نهب أموالكم قاموا بهذه الدعايات! وان امثال هذه الدعايات كانت بدرجة من القوة والسعة والانتشار أن وجدت لها اصداءً داخل ايران ايضاً.
وقد كانت مجموعة من الناس اقتداء برضا خان تسلك نفس السلوك مع العلماء! حيث تصور البعض ونتيجة لدعايات السوء ان هذه الفئة من المجتمع تسيء اليه وتلحق ضرراً به. ثم بدأت بعد ذلك دعايات بشكل آخر، كانوا يقولون إن الدين كان افيوناً منذ البداية! وقد اتخذ وسيلة لتخدير الناس ومن ثم نهب ثرواتهم.
كانت هذه الدعاية قد ابتدأت منذ مئات السنين من أجل تنفيذ ما كان يدور في خيالهم. واستمر ذلك وبلغ ذروته في عصرنا الحاضر حيث جنّدت له الصحف والمجلات في الداخل والخارج وكرست له اموالًا طائلة. ولكن الذين لهم اطلاع على الإسلام وطالعوا القرآن الذي هو وثيقة الإسلام وسيرة الأنبياء السابقين (ع) ونبي الإسلام (ص)- ولو بصورة سطحية- يدركون خباثة هؤلاء! ومدى فساد آرائهم.
صراع نبي الإسلام (ص) وبقية الانبياء الالهيين مع اصحاب القدرة والنفوذ
فأنتم عندما تنظرون إلى سيرة نبي الإسلام لا ترون ذلك. بل إن أياً من الانبياء لم يأت بأي قوة أو سلطنة أو صاحب نفوذ إلى سدة الحكم. أو أنه عمل على تخدير الناس لأنه معارض لهم .. فالأنبياء ومنذ اليوم الأول لنهضتهم ثاروا على السلاطين، فثار إبراهيم الخليل (ع) عليهم وعلى كبار عبدة الأوثان والظالمين! وكان موسى (ع) راعياً ووقف بعصاه تلك في وجه سلطان مصر الكبير، فرعون! وكانت ثورة النبي الأكرم (ص) على الاثرياء واصحاب النفوذ الذين كانوا يتحكمون بثرات عظيمة في مكة والطائف. لا لأنهم أغنياء، بل لأن الأغنياء يبتلعون اموال الضعفاء دائماً ويظلمونهم. وكان النبي الأكرم (ص) يستفيد من الطبقة الضعيفة والمستضعفة لمواجهة اولئك الرأسماليين، فمن اجتمع حوله- طيلة مدة الدعوة السرية في مكة وبعد ذلك في المدينة- كانوا من الفقراء والمستضعفين! ثم التحق بهم تدريجياً أصحاب الطوائف والقبائل.
كان السلاطين- منذ البداية وحتى اليوم- دكتاتوريين، يبدّدون أموال الناس وأعراضهم وكل شيء! وقد تصدّى الأنبياء اول ما بعثوا لهؤلاء! فليس صحيحاً أن الانبياء من صنائع اصحاب رؤوس الأموال. لقد كانوا ضد الرأسمالية. وتصدوا لاصحاب النفوذ والثروة بكل ما أوتيوا من قوة.
وعليه فإن المنطق الذي يزعم بأن الدين افيون الشعوب، والانبياء في خدمة اصحاب الثروة، منطق باطل. وان بوسع كل واحد أن يتعرف على حقيقة ذلك ولو بنظرة عابرة. غير أن الدعايات واسعة وهي على درجة من الاتساع والانتشار لا يمكن التصدي لها. لا نملك الوسائل اللازمة لذلك. فهم لديهم كل الوسائل ونحن نفتقد لها تماماً. فالاذاعة بأيديهم. والتلفاز تحت تصرفهم. والصحافة في خدمتهم. كل شيء بأيديهم: المجلات والصحف ورؤوس الأموال الضخمة التي تنفق على دعاياتهم. فهم يملكون جميع الوسائل، أما نحن فلا نملك سوى منطق وقلم وشيء من الورق! إننا نريد إيقاظ الشعب وإفهامه بما فعل هؤلاء به حتى الآن، وكيف انهم عرضوا إسلامكم بهذه الصورة (المشوهة).
والآن وقد وقفت البلاد الإيرانية والعلماء وجميع الفئات ضد الرأسماليين والقوى العظمى يطالبون بالاستقلال والحرية، لازالت بعض الصحف الاجنبية تنشر احياناً امثال هذه القضايا المزيفة! أما فيما يتعلق بالعلماء الذين كانوا اتباع الانبياء، فإذا اردت الآن التحدث عن الثورات التي قام بها العلماء في إيران ضد السلاطين، فلا تساعدني صحتي على ذلك وليس لدينا المتسع من الوقت له.
الأنبياء يعلنون الحرب ضد الظالمين
أما فيما يتعلق بأساس الإسلام فإن وثيقة الإسلام هي القرآن، فلو قرئ القرآن قراءة ولو عابرة، هل يشاهد فيه مكان واحد يدعو الناس إلى الصمت أمام الرأسماليين والسلاطين؟! فها هو يحدثنا بأن الله تعالى أمر موسى (ع) بالتوجه إلى فرعون ودعوته! حيث يوصيه ان يتحدث اليه بلين لعلّه يقبل الدعوة «1». وهو الذي يأمر النبي الأكرم (ص) في القرآن بمقاتلة المشركين والرأسماليين والمنحرفين! فليست آيات القتال واحدة أو اثنتين! الآيات التي تدعوه إلى التوجّه نحو اولئك والتصدي لهم ومحاربة جميع المنحرفين. ولا يخفى ان هذه الآيات خطاب لنا ايضاً، وهو أمر موجّه لنا ايضاً! غاية الأمر أننا لا نملك وسائل القتال بذلك المعنى، ولكننا نستطيع ايقاظ الشعوب وتعريفهم بالإسلام والمسلمين والعلماء!
وعلى أي حال إنهم كانوا يعتزمون تشويه صورة الإسلام والعلماء ليوهنوا من علاقة المسلمين بالإسلام ويعزلوهم عن العلماء! فعندما يترك الناس العلماء المسؤولين عن هدايتهم، والقرآن الذي هو كتاب دينهم، جانباً لا يستطيعون انجاز أي عمل. ولا يستطيع الشعب ان يقوم بنشاط ضد هؤلاء المتعجرفين إلا عندما يكون متحداً ولديه مرتكز يعتمد عليه. والقرآن وعلماء الدين هما المرتكز الذي يعتمد عليه المسلمون.
واليوم وقد ثارت إيران فإن المرتكز هو الإسلام والعلماء. كل الناس يهتفون للإسلام والحكومة الإسلامية، وليس صحيحاً أن حياة الناس ستضطرب إذا ما تشكلت الحكومة الإسلامية- كما يتصور البعض- ثم لا نحتاج بعد ذلك إلى المدفع والدبابة ونستقل الحمير للنقل! إن هذا كلام هراء يتحدثون به!
ففي أي حكم من أحكام القرآن أو قول من أقوال العلماء ورد أننا نعارض مظاهر الحضارة؟! إننا نعارض مظاهر الانحراف! إننا نعارض دعاة الفساد والمستعمرين الذين يمسخون مظاهر الحضارة عندما تقع بأيديهم! إننا لا نعارض السينما ذاتها إذا كانت مفيدة للناس، فمن الممكن أن تعمل السينما على تربية جيل كامل إذا ما استخدمت بصورة سليمة، ولكننا نعارض مراكز الفساد التي تسلب شبابنا منا، فكما ترون، كم من مراكز الفساد في إيران وفي طهران بالذات. فكم من شبابنا دفعهم هؤلاء إلى الإدمان على المخدرات .. نحن نعارض هذا. وإلّا فنحن لا نعارض السينما التي تعمل على توعية الشعب وتربية الشباب وتثقيفهم.
إنهم بصدد ضياع شعوبنا. وإلا هل يمكن أن نعارض قراءة الكتاب والجامعة؟ نحن نقول إنهم يؤسسون الجامعة بصورة لا تستطيع ان تربي إنساناً يتصدّى للأجانب! إن جامعاتنا جامعات استعمارية. ثم متى عارض أحدنا ضرورة وجود الطبيب والمهندس والعالم في إيران؟! إننا نعارض حرف جامعاتنا عن اهدافها الحقيقية، إذ ينبغي لها أن تكون مركزاً للعلم والتربية. ينبغي لها أن تربي شبابنا بنحو يكونوا مستقلين، احراراً، قادرين على إدارة البلد. أرونا نموذجاً واحداً لنرى أن لديكم تربية وتعليماً سليمين! ليس لديكم ذلك.
نعارض مظاهر التخلف
إننا نعارض الاذاعة التي تفسد أولادنا، وليس الاذاعة نفسها! سلمونا الاذاعة، سنديرها أحسن منكم! إنكم تملكون التلفزيون، ولكنه يعرض ما يقضي على الشباب، إنه يدمر جيلًا كاملًا، نحن نعارض هذه الأمور ولا نعارض مظاهر الحضارة! إننا نعارض مظاهر التخلف، وهؤلاء يريدون إعاقة تقدمنا! أي عالم قال نحن نعارض الاذاعة والتلفزيون إذا عرضت برامج سليمة؟! إننا نعارض هذه الأشياء التي صارت بأيدي هؤلاء، وهؤلاء الرؤساء الذين يعملون في تدمير بلادنا! إننا نعارض الشاه وأباه اللذين حطما هذا الشعب! إنهم يواصلون نهب وتبديد جميع ثرواتكم وقد نهبوا! وبالاسلوب الذي يبيعون به النفط سينفد نفطكم بعد مدة! وقد قضوا على الزراعة ايضاً واقاموا سوقاً لأميركا. فكيف يريد أن يعيش الجيل القادم في هذه البلاد؟! لابد لنا من المحافظة على ثروات البلد. إننا مسؤولون أمام الإسلام وأمام الشعب، ويجب أن نكشف عما يلحقه هؤلاء بالشعب.
وعندما نقول يجب (تطبيق العدالة)، يقومون بإجراءات تؤدي إلى منعنا من البقاء في العراق، ثم لا تسمح لنا الكويت بالدخول إلى اراضيها وكذلك سورية! ولذلك وجدت نفسي لا أستطيع أن أحقق هدفي وانا في البلدان الإسلامية، إنهم يسعون للحيلولة دون وصول آلام هذا الشعب وأخبار هذه المجازر التي يقوم بها هؤلاء يومياً إلى العالم!
لا يسمحون بإيصال صرخة الحق لاسماع العالم
إن نظام الشاه يسعى بكل جهده لئلا يطلع الشعب على الحقيقة. ولئلا يتعرف العالم على حقيقة ما يجري في إيران .. لا يسمحون بإطلاع العالم على معاناة هذا الشعب. لا يروق لهم أن يتعرف العالم على المجازر التي ترتكب كل يوم بحق هذا الشعب. أنهم يفعلون كل ما بوسعهم للحيلولة دون ايصال صوت هذا الشعب الى اسماع العالم. ورغم كل ذلك فبوسعك أن تتعرف على بعض ما يدور في ايران من خلال هذه الصحيفة او تلك الاذاعة. علماً أنها لم تذكر الحقيقة كاملة. حسناً! ماذا يريد هذا الشعب الذي يضحّي إلى هذا الحد؟! ليأتوا ويستمعوا لمطالب هذا الشعب من لسانه وهو يحدثهم عما صودر منه، ولماذا يقوم بهذا الصخب؟! فهل منحوا الحرية للشعب وهو يصرخ إلى هذا الحد؟! أم إن هتافه لأنكم تريدون انشاء (الحضارة الكبرى) ونحن لا نريد؟! أم إنهم يهتفون إننا نريد الحرية والاستقلال والحكومة الإسلامية! نريد حكومة عادلة لا تسرق على الأقل ولا تحمل بيت المال إلى الخارج وتشتري لها ولأسرها ما تريد! ولا تضع أموال الشعب في المصارف الاجنبية باسمها! إن هذا السيد (الشاه) يقول نحن منحنا الحرية (للشعب)! فاذا منحته الحرية ماذا يريد إذن؟ إن كنت قد منحت، فهل هذه المجزرة هي الحرية؟! وهل هذه حكومة (المصالحة) التي اغرقت إيران بالدماء؟! إذا كانت هذه (مصالحتكم) فما هي حربكم؟!
من الواجب عليكم أيها السادة المقيمون في خارج البلاد، إقامة صِلات مع اخوانكم في إيران. إن هؤلاء الاخوة انتفضوا من اجلكم. إن ثورتهم لا تختص بهم، فإن نجحوا نجحتم أنتم ايضاً. إن كثيراً من شبابنا لا يستطيعون العودة إلى البلاد، بسبب أنهم تكلّموا هنا (ضد النظام) ولو بكلمة واحدة! أو قاموا بمظاهرة عندما جاء الشاه إلى هنا! وحينها سجلوا اسماءهم ولم يعد بمقدورهم العودة الى ايران.
الشعب يطالب باقامة حكومة العدالة الاسلامية
ان هذا الشعب الذي انتفض الآن، يقدم الضحايا بدءً من تلامذة الابتدائية وحتى الاعدادية والجامعة، كما أنه يقدم الضحايا من الكسبة، والعلماء، ويتحمل الألام كل من عالم الدين والكاسب والطالب الجامعي ويهتف الجميع في كل يوم بالموت لهذا الشخص، والموت للاسرة البهلوية. ان هؤلاء يريدون أن تكون بلادهم بأيديهم ويديرونها بأنفسهم. أن لديهم شباب، وعلماء، وكل شيء، الا انهم لا يسمحون لهم بممارسة دورهم. لا يروق لهم ان يتقدم بلدهم ويتربى شبابهم تربية صحيحة، وينصبوا حكومة العدل الاسلامي التي تنفع الناس. الحكومة التي عندما يأتي حكمها وحاكها الى السلطة يقول بعد أن يكتفي بتناول خبز الشعير، أخشى أن يكون في المدينة الكذائية، في اليمامة، من يكون طعامه أقل من هذا ومثل هذا. نحن ليس بأمكاننا أن نكون مثله طبعاً، الا اننا نتطلع الى رجل لا يكون لصاً على الأقل.
التضامن مع الشعب الايراني
نحن مكلفون جميعاً بأن نمد يد العون الى اخواننا في ايران قدر استطاعتنا. وان بوسع كل واحد منكم أن يطلع الاوروبيين الذين تلتقون بهم، بان الأيرانيين الذين انتفضوا يطالبون بكذا وكذا وحاولوا التصدي للصحافة التي تروج عكس ذلك. فاذا رأيتم أن مجلة ما كتبت شيئاً خلافاً للحقيقة، اعترضوا على الكاتب قولوا له ان القضية ليست هكذا. ان ذلك له تأثيره. ليعمل كل واحد منكم، ان استطاع على توعية عشرة من هؤلاء الأوروبيين أو الامريكان، بحقيقة قضيتنا. ان معارضة الشعب الايراني لا تعني انه شعب متوحش ولا يمكن اعطاؤه الحرية، واذا اعطوه الحرية سيدمر كل شيء .. وليعلموا بأن صرخات هذا الشعب هي من اجل النار التي ابتلوا بها. لو أن كل واحد منكم اوضح ذلك لعشرة اشخاص، وان عددكم كبير في اوروبا، فسوف توجد موجة من الضغط على حكوماتهم لاعادة النظر في علاقاتها مع هذا النظام. اعملوا ايها السادة على التعريف بقضية شعبكم، مثلما يضحي ابناء الشعب بدمائهم، اهتم بالدعاية والاعلام ولا تجلسوا في بيوتكم بدعوى اننا الأن هنا مرتاحون، والاكتفاء بالاطلاع على ما يجري. حسناً، انتم يجب أن تتأسفوا لهذه الضحايا، انهم قتلوا الطفل البالغ من العمر ثمانية اعوام وعشرة اعوام، قتلوا واراقوا دماء الفتاة البالغة من العمر ثمانية وعشرة اعوام في المدارس الأبتدائية. اطلعوا اصدقائكم على هذه الجرائم. بأمكانكم أن تكتبوا في الصحف الموجودة هنا، واينما كنتم وتعكسوا هذه الأشياء. وردوا على الذين يكتبون اشياء تتنافى مع هذه الحقائق وقولوا لهم ليس الأمر هكذا. لماذا تكتبون هكذا؟ وعاتبوهم على ذلك. عسى ان تخلقوا، ان شاء الله، موجاً من الاعتراض. وبامكاني ان اطمأنكم بان شعبنا يتقدم ان شاء الله، لأن النهضة نهضة وطنية شاملة، واذا سار سيل الشعب هذا بأتجاه واحد، فأن الدبابات لا تتمكن من اعتراض طريقه. كما وليس بأستطاعة امريكا أن تقف بوجهه ايضاً. ان هذا هو السيل العارم للشعب، ان ثلاثين مليوناً قد تحرك، بأستثناء عدة مئات من الأشخاص العملاء الأجراء له من اجل ان يزيد في عطاءاته لهم واذا لم يعطي لهم يوماً واحداً سوف ينقلبون عليه، أن هذا السيل قد تحرك الآن. وهذا السيل العارم لا يمكن أن توقفه لا أميركا ولا روسيا. انه السيل المتدفق الذي ترعاه يد الله وليس بوسع احد ايقافه.
ان مطالبهم مطالب حقة وواضحة: يقولون أننا نريد الحرية، أن شعباً يطالب بالحرية ليس بأستطاعة احد أن يقول لا. ليس بأستطاعتهم ان يواجهوا بالحراب مثل هكذا منطق حق. ولا يمكن استمرار الحكومة العسكرية، وان كانوا غير قادرين على البقاء دون حكومة عسكرية.
على أية حال، اطرحوا قضاياكم لهؤلاء الاجانب. واذا كان لديكم أصدقاء قولوا لهم. تحدثوا في المدارس، اشرحوا لهم. اجمعوا عدداً من الأشخاص، واشرحوا لهم مسائل ايران، واذا فعلتم سوف تخلقون موجة هنا، واذا خلقتم موجة، سوف لا تستطيع المجلات أن تعمل بنحو يتجاهل ذلك. إذ سيقف هؤلاء بوجههم.
أن هذه خدمة يمكننا أن نقدمها للأسلام خلال الأشهر التي نمضيها في الخارج. أسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقكم ويحفظكم جميعاً.