[بسم الله الرحمن الرحيم]
اليوم، وهو الرابع من شهر آبان، حدثت مظاهرات في كثير من المدن، في قم، وشمالي طهران كما أعلنت ذلك إذاعة إيران نفسها، وارتدى الناس السواد ورفعت الاعلام السود في بعض الاماكن الاخرى!
والولادات مختلفة، فولادة تكون مبدأ خير، مبدأ تحطيم للظلم ولاخماد معابد الأوثان والنار، مثل ولادة الرسول الاكرم (ص) حيث قيل إنه انطفأت نار معبد النار في فارس وتحطّمت شرفات إيوان كسرى!
ولكن حقيقة الامر كانت هناك قوتان في ذلك العصر، إحداهما القوة الجبارة الحاكمة والاخرى القوة الروحانية العابدة للنار. وكانت ولادة رسول الله (ص) مبدأ لتحطيم هاتين القوتين، إحداهما طاق كسرى حيث تحطمت شرفاته الظالمة، والاخرى نار معبد المجوس بفارس التي خمدت! أما ما يقال (انوشيروان العادل) فهي ليست اكثر من اسطورة، لانه كان حاكماً ظالماً سفاحاً. ولكن عندما يوضع بين السلاطين الآخرين، ربما يقال له بالعادل، وإلّا فاين هو والعدالة.
فولادة الرسول الاكرم (ص) كانت مبدأ انهيار اسس الظلم وخمود نيران العقيدة الوثنية وعبادة النار. وان انتشار مبدأي التوحيد والعدل في العالم كان على يد الرسول الاكرم (ص). لقد جاءت النبوة أساساً لتحطيم اسس قدرة الاقوياء الذين يظلمون الناس. كان مبعث النبي الاكرم (ص) لتحطيم شرفات وهدم اسس قصر الظلم الذي شُيد بمعاناة وجراح قلوب هؤلاء المساكين واستغلال الناس الضعفاء. ومن ناحية اخرى بما أنها كانت لنشر التوحيد، فقد هدّمت الأماكن التي كانت منطلقاً لعبادة غير الله ولعبادة النار وأخمدت النيران.
ولادة الشاه بداية الظلمة والشقاء
ولكن بعض الولادات هي مبدأ عكس هذا الامر، مثل ولادة هذا الذي ولد في الرابع من آبان! لابد لي ان أعتذر من الرسول الاكرم (ص) لذكر ولادته مع ولادة هذا الشقي! ولكنه من باب مقارنة النور بالظلمة والإنسان باللاإنسان!
لقد شرّف الرسول الاكرم (ص) وهدّم آثار الشرك والظلم، الا أن ولادة هذا الشخص أسفرت عن نشر هذين الأمرين، الشرك والظلم، أي انتشرت عبادة النار ودعم عباد النار وكذلك ترسخت اسس الظلم! ولا سيما في إيران! فقد ازداد عباد النار الموجودون في أطراف يزد وضواحيها قوة، مما دفع بالزرادشتيين الموجودين في اميركا للكتابة إلى الشاه- كما ورد في الصحف- شاكرين له وقائلين: (لم نجد أحداً حتى الان يدعم ويحترم مذهبنا كما قمتم أنتم)! وشاء الله أن يستيقظ شعبنا بسرعة. رغم ان الصحوة جاءت متأخرة بعض الشيء إلّا أنها كانت مناسبة في التصدي لهذا الشخص واحباط محاولاته لا سيما تلك التي كانت بايحاء من اميركا والمتمولين والتي كانت على درجة كبيرة من الدقة والسعة .. لقد دعم بعض معابد النار في البداية وغير التاريخ الإسلامي بالتاريخ المجوسي، ويعلم الله إن خيانته هذه للإسلام واهانته هذه للرسول الاكرم (ص) هي أعظم من هذه المجازر التي قام بها! ان تبديل تاريخ الإسلام الرسمي، وهو رمز التوحيد والإنسانية، إلى تاريخ عبّاد النار والمجوس هو أكبر من جميع الخيانات التي خاننا بها! إن هدره للنفط وتقديمه بالمجان يعد بحد ذاته خيانة للشعب بهدر ثرواته، غير ان تغيير التاريخ الاسلامي يمثل اساءة للكيان الاسلامي، وقد فعل هذا الشخص ذلك.
إنه كان يريد ان يقضي على شرف الإسلام ومعالمه، لولا اللطمة التي وجهها الشعب له فاضطر لاعادة التاريخ الإسلامي، ولو لم يكن هذا العمل، لتتابعت هذه المسائل! إنهم كانوا يريدون إعادة الوضع إلى ما كان عليه في عصر ما قبل النبي الاكرم (ص)، إلى عهد سلاطين المجوس المعتدين الفاتكين، وأن تكون القومية الإيرانية فوق كل شيء و (يجب أن تحتفظ إيران بشؤونها الإيرانية)! الشؤون الإيرانية!! هل كل ما لكم هو من الملوك القدماء؟!
سيرة الرسول (ص) والامام علي في الحكم
لاحظوا كيف كان هؤلاء يعاملون أبناء إيران! وكيف كانت معاملة النبي الاكرم (ص) للناس عندما بعث ودعا الناس إلى التوحيد! وكيف كان يعامل أهل الذمة المخالفين للدين خاصة! حيث يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: (ولقد بلغني أن الرجل منهم- يبدو أنه جيش معاوية- كان يدخل على ... المعاهدة فينتزع حجلَها ...!) ثم قال: (فلو أمرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديرا)! نحن نريد حاكما كهذا.
نحن نبحث عن مثل هذا النظام يكون لحاكمه أو لإمامه هذا النوع من العواطف! وقد حمل معوله في نفس اليوم الذي بويع فيه بالخلافة والامامة وذهب إلى عمله، وعندما أتمّ حفر قناة بارك له احدهم بذلك، فأجاب: مبارك للورثة. ثم أوقفها للمساكين! «1»
إننا نريد حاكماً عندما كان جالساً يحسب في بيت المال كان هناك سراج موقد، وعندما دخل عليه شخص وأراد ان يتكلم عن اشياء اخرى أطفأ السراج وقال: كنت أحسب بيت المال إلى الآن وهذا سراج بيت المال، والآن تريد ان تكلمني بما لا علاقة له ببيت المال فلماذا يظل سراج بيت المال موقداً! طبعاً ليس بإمكان أحد ان يعمل مثل أمير المؤمنين (علي (ع))، ولكننا نريد حاكماً لا يسرق أموال الشعب ولا يظلمه!
تحركات يائسة
قلت لكم لقد خمدت نيران معابد النار عند ولادة الرسول الاعظم (ص)، أو إن هذا كناية عن أن ولادته كانت مبدأ إخماد معابد نار الظلم، ولكن حضرته- الشاه- كان يريد إيقادها، فقد أقر كما قيل بعض معابد النار في ضواحي يزد! وغيّر التاريخ أيضاً! وكان قد قرر ان يقوم بالأعمال الواحدة بعد الاخرى، ولكن الشعب أنقذنا.
وانهيار شرفات قصر كسرى، كناية عن أن الظالم يجب ان يتحطم! تشاهدون كم ظلم هذا الشخص الشعب، والآن وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة يقوم بحركات يائسة. وخطرت بباله الآن بعض الافكار، فقد قيل إنهم جاؤوا بجماعة من الغجر إلى كرمان باسم البدو الرحل، كما حدث في المدرسة الفيضية، ففي تلك السنة كنا فيها حاضرين بقم فهاجمها رجال الامن والقوات الخاصة باسم المزارعين وحرقوا المصاحف والعمائم! وقامت القوات الخاصة بالقاء الطلبة من أعلى السطح إلى الارض وقضوا عليهم! متظاهرين بأنهم من المزارعين، والمزارعون لا يريدون من بعد الآن العلماء وطلبة العلم! إنهم لا يريدون القرآن؟!
هل مزارعينا هم هؤلاء القوات الخاصة والكماندوز الذين ربيتهم لسحق الاسلام؟ إن المزارع متى ما سألته فهو يريد القرآن ويعشق الإسلام! لقد هجموا حتى على بيتي ولكنني واجهتهم بضربة مضادّة ولم أسمح لهم بأن يعملوا ما يشاؤون! وكان في البداية اجتماع وأراد البعض أن يتكلم، ولعلي تحدثت أو عزمت على الكلام، ولكني رأيت ان هناك بعض الهتافات للصلاة على النبي (اللهم صل على محمد وآل محمد) دون سبب! فقلت لأحد الاخوان اذهب وقل لهم: ان لم ينتهوا من ضجّتهم هذه فسأذهب إلى صحن السيدة المعصومة (س) وألقي كلمتي هناك! وبما أنهم لم يكن لديهم أوامر للرد على مثل رد الفعل هذا وما كانوا يعلمون ماذا يفعلون، تركوا المكان! وفي مساء ذلك اليوم هاجموا المدرسة الفيضية وقاموا بنفس الاعمال وارتكبوا تلك الجرائم!
لقد قاموا في ذلك اليوم بتلك الامور والفضائح باسم المزارعين، والآن بدؤوا (في كرمان) باسم الغجر! وكذلك الأمر في أماكن اخرى ويقولون ان المزارعين، فعلوا ذلك! فقد هجموا في همدان بتلك الصورة المؤلمة على الناس، وفي زنجان كذلك أيضاً! وقد روي أن الاوضاع في قم متوترة منذ يومين أو ثلاثة، وهناك إطلاق نار وقتل، كما كان ذلك في بعض مناطق طهران أيضاً، وهذا هو احتفال الناس في اليوم الرابع من آبان يوم ولادة حضرته!! إنه مأتم!. والشيء نفسه يتكرر في مراغه واماكن اخرى. ولا ادري مدى الآثار التي خلفتها.
احراق الناس في السينما
كانت ولادة الرسول (ص) مبدأ لهذين الامرين المهمين: إخماد أركان الشرك وعبادة النار، وتهديم شرفات الظلم. وولادة حضرته (الشاه) مبدأ لانشاء اساس عبادة النار- حيث كان تبديل التاريخ نموذجاً لذلك- وتأسيس شرفات الظلم الشامل، ومن ذلك الظلم هذه الحرائق! حسناً، لقد دخل عدد من المساكين إلى السينما- ومن الطبيعي ان السينما في إيران ليست مكاناً يجدر الذهاب اليه وهي مصيبة نزلت على إيران، حيث اضاعة هذه السينما شبابنا- ولكن جماعة ذهبت إلى هناك، فما فعل هؤلاء ليستحقوا ان تغلق الشرطة الابواب عليهم، ولا يسمحوا للناس بفتحها حينما أرادوا ذلك! وهناك ما يدل على انهم خططوا ووضعوا مواد مشتعلة ليحرقوا المكان ويحترق الناس المساكين ويحيلوهم رماداً! وكان كل هدفهم ان يقولوا هذا هو عمل المخربين (الثوريين)! ان للتخريب حدوداً حيث تخربون وتلقون أوزار ذلك على عاتق المخربين.
الشاه مصدر الظلم كله
لقد ابتُلي الإيرانيون بمثل هذا النظام! والآن ارتكبوا تلك الفضيحة في كرمان، فقد هجموا على المسجد وخنقوا جماعة بالغاز وقتلوا جماعة اخرى، وأحرقوا كل شيء، الطفل والكبير، والرجل والمرأة والمسجد محل عبادة المسلمين. ثم هجموا على السوق وأحرقوه ونهبوه!
والآن حديثاً يقولون من المقرر ان نرسل جماعة للتحقيق في الأمر لمعرفة من فعل ذلك! من يرسلون للتحقيق؟! أهو نفسه ذاك الذي بعثوه إلى آبادان للتحقيق؟! يريد جلالته معاقبة ذلك الظالم الذي قام بهذا العمل؟! إن منطلق كل ظلم الناس ومصائبهم هو حضرته نفسه! وإن لم يعقد الشعب العزم ولم يتخلص منه فإنه سيسعى للقيام بكثير من هذه الاعمال! يجب إنقاذ الشعب، وعلى كل شخص أينما كان أن يقدم المساعدة للشعب وإلا أطاح هذا الشخص بكل شيء! فبعد الفضيحة التي مني بها النظام في كرمان، وبعد ان انكشف امر هؤلاء الغجر- ولا يوجد من هو اكثر غجرية منه- حاول حرف الانظار عن افعاله الشنيعة من خلال ارسال اشخاص للتحقيق فيما جرى ومن الذين تسببوا في ذلك والحقوا كل هذا الظلم بأبناء الشعب.
ايها السيد ان الناس لم تعد تصدق كلامك .. فمنذ اللحظات الاولى التي شهدت آبادان حادث حرق السينما، نزل الناس إلى الشارع وتظاهروا ضد الشاه لأنهم ادركوا أن الحادث من فعل اعوان الشاه. لأن كل الدلائل كانت تشير الى ذلك من دقة في تنظيم الحادث وتنفيذه والمواد الحارقة التي استخدمت فيه واغلاق الابواب وعدم السماح لهم بالخروج. وقد شهدنا ذلك بوضوح في صفوف الجماهير التي تظاهرت في مقبرة المدينة «2». والشيء نفسه حدث في كرمان وفي همدان وزنجان. فالناس جميعاً يعلمون ان كل هذا الظلم يمارس بأمر منه. فلا يجرؤ أي شرطي ان يطلق النار على الناس إلّا بأمر منه. هل يجرؤ هؤلاء على قتل الناس دون إذن منه؟ ففي الخامس عشر من خرداد كان يقود العمليات بنفسه حسبما قيل.
هذا هو مبدأ الولادة التي ابتلي بها الناس في إيران! أسأل الله أن يجتث اساس الظلم وهو قريب بمشيئته تعالى. هذا الشكل من الانتفاض إنه انتفاض حيوان مذبوح يريد ان يخلص نفسه!
لكن علينا جميعاً واجب شرعي، حدّثوا الناس هنا عن الاوضاع في إيران، اكتبوا للصحف والمجلات، وتحدثوا لمن تلتقون بهم في المدارس والجامعات. حدثوهم عن قضايا ايران ومعاناة الايرانيين. اوضحوا لهم حقيقة ما يجري وهل حقاً ما يقوله كارتر من ان الشعب الايراني ينتفض تعبيراً عن رفضه للحرية الواسعة والشاملة التي منحها اياه الشاه؟! فمن الممكن ان تكون القضايا خافية على بعض الاشخاص، لما يقوم به هؤلاء من دعايات واسعة!
انهم يوجدون الرعب في قلوب الشعب المسلم، من خلال ترديد قول الشاه: (اذا رحلت ستهيمن الشيوعية). ففي غيابه سيضطرب العالم. واذا لم يكن لا وجود لإيران!! اساساً إيران تعني محمد رضا!!
كما ان الشباب الذين يرفعون شعارات غير صحيحة إنما يساعدون الجهاز الحاكم! أنني أسف لممارسات هؤلاء، إذ أنهم غير مدركين بأنهم بعملهم هذا يدعمون النظام. والذين يدعونكم إلى رفع هذه الشعارات لهم صلة بالجهاز الحاكم! إن رؤساء هؤلاء الشيوعيين هم الآن يقومون بخدمة جهاز الشاه! لقد خُدع ابناؤنا وشبابنا! عليهم بترك الجُناة، إنهم يريدون المحافظة على الشاه وأنتم لا تدركون نواياهم! فليحذر شبابنا ذلك ويعوا ما يدور حولهم. انهم يتشبثون بكل الوسائل لعلهم يتمكنون من الابقاء على هذا الشخص. فهذه من الوسائل والاساليب التي يلجأ اليها هؤلاء لتحقيق اغراضهم. ولابد لشبابنا من درك هذه الاساليب والتعامل معها بحذر ودقة لكي لا تنطلي عليهم.
وان هذا العدد الذي يذكر الف وخمسمائة شخص- لو صح ذلك- الف وخمسمائة جامعي، هو بحد ذاته دليل على هزيمة الشيوعية في إيران. فما قيمة هذا العدد مقابل ثلاثين مليون الذين يطالبون بأجمعهم بعودة القرآن. انه خير دليل على هزيمة الشيوعيين في إيران. وليس الامر كما يقال بأنه اذا رحل الشاه سيستولي الشيوعيون على الحكم.
اذا ما رحل الشاه فلن يكن هناك أي وجود لهم. ان شباب قم وحدهم سيقضون عليهم ولا حاجة لمشاركة اهالي طهران. ليس بوسع الشيوعيين ارتكاب اية حماقة. انه مجرد كلام. يريدون استغلال الاحداث لخدمة الشاه .. انهم يستعلونكم .. انهم يستغفلونكم.
ارفعوا نداء التوحيد
لا تصغوا إلى هذا الكلام. كونوا صوتاً واحداً. ليضم الجميع صوتهم إلى صوت المسلمين. فاذا رفعتم نداء التوحيد بصوت واحد، سينتهي امره. الخلاف اليوم هو انتحار للمسلمين، يجب ان تتحدوا جميعاً! إن شعارنا هو: الموت للشاه ولهذه الملكية، والموت لاولئك الذين يدعمونه مثل كارتر وأمثاله، فلا تهابوا هذه الضجة المفتعلة. وهل يمكن اركاع شعب انتفض وراح يطالب بحقوقه؟ وقد رأيتم ان الاحكام العرفية لم تعد تجدي نفعاً. ألم تفرض الاحكام العرفية في قم؟ غير ان المظاهرات والاحتجاجات مستمرة. والشيء نفسه في طهران.
أسأل الله تبارك وتعالى السلامة للاخوان الذين يضحّون بأنفسهم داخل البلاد وخارجها من أجل الإسلام! وادعوه سبحانه لأن يوفقكم ويحفظكم جميعاً .. على الجميع ان يبذل قصارى جدّه لتقديم الدعم لهذا الشعب الذي نهض ويضحي بدمائه ومساعدة في السير قدماً ومواصلة مسيرته .. وليكرس دعمكم الآن في مجال الاعلام والكشف عن ممارسات النظام وألاعيبه. فمن هم في الداخل يتصدون للقوات الخاصة وما يسمى باصطلاحهم بالغجر. وعليكم انتم الموجودون في خارج البلاد تكرس الجهود للدعاية والاعلام لنصرة قضايا هذا الشعب.