شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الحرية والاستقلال، مطلبان مشروعان للشعب الايراني‏]

باريس، نوفل لوشاتو
الحرية والاستقلال، مطلبان مشروعان للشعب الايراني‏
جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۳۰ تا صفحه ۱۳۴

بسم الله الرحمن الرحيم‏
أعتذر من السادة لعدم استطاعتي التقاءهم وذلك لكثرة المشاغل وكبر السن وضعفي، وإلّا فلا حجاب بيني وبينكم! فأنا أخ لكم وأودّكم ايها السادة الذين تعملون هنا لخدمة شعبكم وخدمة الإسلام، وارغب ان التقي بكم جميعاً، واعرب لكم عن شكري وتقديري سيما الشباب المسلم الذي يجدّ في تحصيل العلم وخدمة الإسلام والمسلمين.

المطلوب الاول، الحرية

ليس من كلام جديد، إن الموضوع الذي نتابعه منذ البداية، منذ بداية النهضة الاسلامية التي بزرت الى مسرح الاحداث قبل 15 عاماً او اكثر، وقد وصلت الآن الى ذروتها بحمد الله، هو أننا نطالب بأمرين مشروعين للشعب الإيراني تقبلهما كافة المجتمعات البشرية غير المنحرفة عن الإنسانية: الاول ان هذا الشعب البالغ خمسة وثلاثين مليوناً يعاني من الكبت منذ خمسين عاماً في جميع المجالات. فلا الصحف حرة ولا الخطباء ولا الاذاعة وطنية تكون إدارتها بيد الشعب، وكانت كلها تدار تحت ضغط الشرطة! والآن انتفض هذا الشعب ويطالب بحقه المشروع. يطالب بالعيش بحرية.

المطلوب الثاني، الاستقلال‏

ومطلوب الشعب الايراني الثاني هو أننا نريد ان نكون مستقلين، لقد كانت جميع امور بلادنا سابقاً- ولا سيما في عهد هذا الاب والابن وعلى الأخص في عهد هذا الابن- تحت سيطرة الأجانب وهي كذلك لحد الآن! وقد اضطرب اقتصادنا لتسلط الاجانب على بلادنا، يسرقون نفطنا وينشئون عوضاً عنه قواعد عسكرية لهم، أي يأتون بالاسلحة لتشييد قواعد لهم في ايران. وقد أبقوا ثقافتنا متخلفة، ولا يسمحون لشبابنا ان يدرسوا لئلّا يخرج من بينهم أشخاص يعارضون ما يمارسونه من أعمال، ولا يسمحون بنمو ثقافتنا الإسلامية، ويريدون‏ فصل الناس بالإعلام عن الإسلام وعلمائه، لأنهم يرونهم مخالفين لأهدافهم. فلو طُبّق الإسلام بمعناه الحقيقي في إيران أو سائر البلاد، لما بقي مكان للأجانب!
إن حكم الإسلام يقضي بأن لا يتدخّل هؤلاء في شؤون المسلمين، وإذا ما تمكن علماء الإسلام وامتلكوا القدرة فلن يسمحوا بإهمال هذا الحكم الإسلامي، ولذلك يجب تحطيم هاتين القدرتين!.
لقد توصل الخبراء الأجانب من خلال الدراسات التي قاموا بها منذ سنين طويلة لهذه المنطقة الى وجوب تحطيم السدود التي يمكن أن تقف بوجه مصالحهم، وإن أحد تلك السدود هو الثقافة! فلو كانت في إيران جامعة صحيحة وغير تابعة، لظهر فيها علماء مفكرون مستقلون لا يسمحون للطامعين بتحقيق أهدافهم، إذن يجب إبقاء الثقافة متخلفة!

السعي لاتهام الإسلام بالدكتاتورية

والسد الآخر الذي هو أكبر من كل السدود، يتمثل في الإسلام. إن الإسلام يحول دون تحقق مصالحهم، ولذلك يجب توهين الإسلام في أعين المسلمين وفصل الناس عنه! ولهذا فإن أبواق دعايتهم تقوم أحياناً بالدعاية في أن الإسلام قد مضى عليه ألف وأربعمائة سنة ولا يصلح لهذا اليوم! ومن جهة اخرى يقولون إنه رجعي! وجماعة أخرى تقول ان الإسلام دكتاتوري! فأيّ حكومة إسلامية رأيتم حتى الآن وفهمتم أنها دكتاتورية؟!
أنقل لكم قصصاً كي يلاحظ اولئك السادة الذين يظنون ان النظام الإسلامي دكتاتوري، كم هم جاهلون!
روي ان الرسول الاكرم (ص) ذهب في أحد أيام مرضه إلى المسجد وارتقى المنبر وخطب قائلًا: من كان له عليّ حق، فليأت لاعطيه حقه! فقال أحدهم: لي عليك حق، لقد ضربتني سوطاً على كتفي في مكان ما. فقال (ص) تعال واقتص! فقال الشخص: كان كتفي عارياً آنذاك! فكشف حضرته عن كتفه. وجاء ذلك الأعرابي وقبّل كتفه.
فهل هذا الذي يقول من له حق فليطالب به، دكتاتور؟! ولو كان قد أخذ من شخص فلساً، لطالب به، ولكن لم يطالب أحد بشي‏ء، وذلك الشخص الذي طالب بحقه تبين أنه لم يكن كذلك بل كان يريد تقبيل الكتف! «1».
وهناك قصة عن أمير المؤمنين (علي) سلام الله عليه، أن يهودياً اشتكى عند القاضي عليه، فاستدعاهما القاضي الذي كان قد نصبه حضرته، وذهب حضرته مع اليهودي إلى القاضي، وهناك ذكّر حضرته القاضي بآداب القضاء أيضاً، بأن لا تزد في احترامي، فلا فرق بيننا! وحكم القاضي أخيراً لصالح اليهودي «2».
فإن عثرتم في جميع الحكومات الديمقراطية على حكومة بهذه الصورة، قولوا ان الحكومة الإسلامية دكتاتورية! نعم، إنكم تظنون ان الحكومة الإسلامية هي هذه الحكومة الموجودة الآن في الحجاز! لا علاقة لحكومة الحجاز بالإسلام، أن هؤلاء أيضاً دكتاتوريون يقولون بالإسلام في الظاهر. أو الحكومة العسكرية التي جاءت الآن في باكستان «3» والتي لا تعلم ما هو الإسلام أساساً!.
إن أصغر فرد في الحكومة الإسلامية مساو في الحقوق للحاكم فيها. لا تخافوا ان تنال الحكومة الإسلامية من الناس إذا ما تحققت، فيتركون ثقافتهم جانباً، ويرجعون إلى الوراء! فهذا كلام هراء يقال لاستغفال الناس وإبعادهم عن الإسلام وتحقير علماء الإسلام عندهم! إلى حد كان الناس في عهد رضا شاه أحياناً لا يسمحون لهم بركوب السيارة. فاذا اراد احد علماء الدين ركوب سيارة الاجرة، كان سائقها يقول له نحن لا نسمح لشريحتين بركوب السيارة علماء الدين والمومسات. هكذا كان الوضع في عهد رضا شاه.
إن دعاياتهم الواسعة بلغت حداً قالوا معه للشعب ولأبنائنا إن هؤلاء العلماء هم أعوان البلاط! فإذا كان العلماء عملاء البلاط فلماذا وقفوا أمام البلاط بقبضاتهم؟! إن هذه الانتفاضة الموجودة أسسها العلماء، ومن الطبيعي وجود ثلاثة أو اربعة من معممي البلاط بين العلماء وغير العلماء، وجميع الناس يعرفونهم، إنهم ليسوا من العلماء، إنهم من موظفي جهاز الأمن يطلقون عليهم لقب العلماء!
لقد قاموا بهذه الدعايات ليفصلوكم عن العلماء، وعندما تنفصل قوة العلماء عن قوة الشعب، لا يستطيعون عمل شي‏ء بعده. كل هذه مخططات عمل على تنفيذها هؤلاء، وكرسوا دعاياتهم لها بعناوين مختلفة لحرف شبابنا وابعادهم عن الاسلام وعلمائه.
على أي حال، فإن هذه الثورة التي تفجرت في إيران اليوم وتتسع رقعتها كل يوم حيث تشهد مدن ايران بأسرها ثورة عارمة، هي كالسيل جرف الشاه وسيزيله! ليس الشاه فقط، بل ومصالح المنتفعين بوجوده، وسيجرفهم بإذن الله. إننا نريد أن ندير البلاد التي ورثناها من أجدادنا وآبائنا بأنفسنا، ولا نريد أن يرسل السيد رئيس جمهورية أميركا شخصاً لادارتها، وتتولى أميركا إدارة جيشها ايضاً، وتكون جامعاتها بإمرتها، وهم يعدّون نواب المجلس ايضاً!
إننا نريد أن يحدد شعبنا كل شؤونها، لقد مرّت علينا خمسون عاماً وليس لنا في إيران نائب في المجلس، ولم يطبق الدستور منذ البداية وحتى اليوم! والأوضاع هي الآن أسوأ من عهد الاستبداد، فمتى كان هذا القدر من الكبت وقتل الناس في عهود الاستبداد بحيث لا يستطيع الكلام لا العالم ولا السياسي ولا الجامعي؟! كان الأمر هكذا قبل سنتين، ولكن الآن والحمد لله يتحدث الناس بما يريدون إلى حد ما.
إن هؤلاء يريدون فصل كل فرد بشكل من الأشكال عن الإسلام والمسلمين ثم يفعلون ما يشاؤون. يريدون أن يفرقوا بينكم بالكلام والانحرافات والدعايات الواسعة التي قاموا بها، والدعاية بأن هؤلاء متخلفون ورجعيون!. أيّ رجعية؟! وما الذي عارضه العلماء من مظاهر الحضارة؟! إن الذي نرفضه هو هذه الانحرافات الموجودة.
إننا نقول إن البلاد التي تحتوي على مراكز للفساد أكثر من المكتبات، لا يمكن أن تكون لنا بلاداً!
إننا نقول يجب ألّا يضطر أبناء البلاد ويصطفوا لإعطاء دمائهم كي يتلقوا عدداً من التومانات ليعيشوا بها!
إننا نقول يجب أن لا تكون هذه السرقات! إننا نقول ينبغي أن لا تنام طائفة في الأكواخ وتملك جماعة أخرى في الداخل والخارج قصوراً يبلغ ثمنها عدة مئات من الملايين!
هذا هو ما يقوله علماء الإسلام! يقول علماء الإسلام ينبغي أن تتحقق العدالة الإسلامية! يجب تعديل رؤوس الأموال هذه، يجب تطبيق الأحكام الإسلامية!
الحكومة الإسلامية نظام عادل وهي أفضل من هذا النظام لأنها تمنع السرقات والنهب والأخطاء والاضطهاد، وتحول دون نهب أموال الناس، ويجب أن يكون جميع الناس في رفاه، ويجب التفكير والعمل من أجل هؤلاء الفقراء وسكان الأكواخ المساكين الذين لا يملكون شيئاً، لا أن يكون كل شي‏ء للأعيان! فالحكومة هي للجميع، ويجب أن تعمل للجميع ولا سيما للضعفاء للارتقاء بهؤلاء إلى مستوى افضل.
والموضوع الآخر الذي يجب أن أقوله للسادة، هو أنكم كما تجاهدون وتدرسون، يجب كذلك أن تعملوا بما أوصاكم الله به ولا تستخفوا بذلك، لا تستخفّوا بالصلاة، وإن الصوم وسائر الأحكام (الإسلامية) هي لتربيتكم وهدايتكم ولايصالكم إلى درجات الكمال والسعادة! إن الأحكام الإسلامية هي لايجاد حالة لديكم تعيشون هذه الحياة سالمة مقرونة بالسعادة، ولذلك أرجوكم وأوصيكم بعدم التواني في العمل بفروع الدين، إذ قيل لي ان بعض الشباب يتوانى‏ احياناً في اداء فروع الدين. احرصوا على اداء واجباتكم الدينية لأن جميع ذلك لصالحكم! وإذا أوثقتم علاقتكم بالله فسينصركم ويسدد خطاكم ويرفع عنكم جميع الشرور ويجعلكم مستقلين وأحراراً!
أرجو الله تبارك وتعالى السلامة لكم والعظمة للإسلام والعزة لكم وللمسلمين، ووفقكم جميعاً بمشيئته تعالى!

«۱»-منتهى الامال، ج ۱، الباب الاول، الفصل السابع، ص ۱۰۱- ۱۰۳. «۲»-المناقب للخوارزمي، ص ۹۸. «۳»-حكومة الجنرال محمد ضياء الحق.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: