شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [لجوء الشاه إلى الخداع والحراب للابقاء على نظامه‏]

باريس، نوفل لوشاتو
لجوء الشاه إلى الخداع والحراب للابقاء على نظامه‏
جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۳۵ تا صفحه ۲۴۱

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏
بسم الله الرحمن الرحيم‏

التضليل والحراب، وسيلتا الشاه‏

مرة أخرى تشبث الشاه بوسيلتي التضليل والحراب لنجاته: التضليل الذي تجسد في الكلمة التي القاها وتعهد للشعب بعدم تكرار الاخطاء السابقة، وبالالتزام الكامل- من الآن فصاعداً- بالدستور وجبران الاخطاء التي ارتكبها، ومطالبته الشعب بايقاف ثورته، ودعوته الآيات العظام والعلماء الاعلام للعمل على تهدئة الجماهير، ومطالبة فئآت الشعب- العمال والطلبة والشبان وغيرهم- بالكف عن نشاطاتهم المعارضة والتفكير بإيران «1»!
لقد حوت كلمته الكثير من الأمور. فهل ما قام به من اعمال عن (خطأ) أو عمد؟ هل كانت اعماله المخالفة للإسلام وجرائمه التي ارتكبها بحق الشعب والبلاد، عن (خطأ) كما يدعي؟
فهل إعطاؤه النفط مثلًا لاميركا كان يتصور انه يعطيه للإيرانيين أو لطائفة منهم في احدى حاراتهم أو مدنهم؟!
وهل توهم ان هذه الاسلحة التي لا تنفعنا بل شيد بها قاعدة لاميركا في بلدنا- بدل النفط الذي يعطيه لها- هي عملة صعبة فأخذها وهو يتصورها مالًا أو ليرات ذهبية؟!
وهل هذه الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها في إيران من سجن وتعذيب ومجازر عشوائية عامة، كانت جميعها اخطاء غير متعمدة؟!
فعندما ارسل قواته الخاصة إلى المدرسة الفيضية- مثلًا- ليحطموا غرفها ويحرقوا المصاحف والعمائم ويهمشوا أيدي وارجل الشبان، هل كان يتصور انه يهاجم بقعة من روسيا! ثم اتضح له خطأه؟! هل كان يعتقد ان المدرسة الفيضية مركز من مراكز الأجانب؟!
وهل كان يتصور أنه يأخذ- الذين سجنهم- إلى الرياض والمتنزهات ثم تبين له الآن كانت سجوناً وليس متنزهات؟
هل كان سجن العلماء وقتلهم أو حرق ارجلهم بالزيت المغلي أو قطع ارجل بعضهم بالمناشير- كما نقل- والقيام بمثل ذلك ضد الشخصيات السياسية، كان مجرد اشتباهات واخطاء ناتجة عن تصورات غير صحيحة وسيعرض عن تكرارها بعد الآن ويتعهد بذلك؟!
ولكن، ألم يتعهد بمثل هذا واقسم على الوفاء به في بداية حكمه؟! فمن الطبيعي لمن يريد الحكم ان يقدم مثل هذه التعهدات، وقد تعهد هذا الشاه في بداية حكمه، بمثل ما يتعهد به الآن، ثم فعل ما فعل! فما الفرق بين هذا وذاك؟ وهل هذا التعهد لا يمكن نقضه، فيما كان من الممكن نقض ذاك؟!.
وكيف يتسنى له جبران الاخطاء التي ارتكبها، بل وهل الأمر ممكن اصلًا؟! كيف يمكن جبران عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً أو اكثر أو أقل قضاها- ليس شخص واحد بل الكثيرون- في السجن في قفص صغير تحت وطأت التعذيب والأذى والاهانات؟ كيف يمكن جبران ما ضاع من أعمارهم على هذه الحالة؟ وهل يجبرها مجرد تعهد يطلقه هذا السيد؟! هل يريد من ارتكب كلّ هذه الجرائم ان ينهي المشكلة بمجرد تقديم هذا التعهد؟!

توبة الشاه، توبة الذئب‏

لنفترض انه صادق في تعهده، انه مجرد فرض لان (الامر واضح) .. عندما جاء رضا شاه إلى النجف التقى المرحوم الفيروز آبادي في الحرم، وقال له: انني مقلد لكم يا سيدي! فاجاب المرحوم الفيروز آبادي (الامر واضح) (يضحك الحاضرون).
وقد ذكّرتني تعهداته بكتاب (الفأر والقطة) «2» وهو كتاب قيم وفيه الكثير من المواعظ والعبر، يحكي حال السلاطين والطغاة إذا إستقووا، كما جسّد احابيلهم إذا وهنوا، تحت عنوان قصة الفأر والقطة، وفيه ان قطة ادعت التوبة وفرشت سجادة الصلاة وشرعت بالصلاة والاستغفار فانخدعت بها الفئران المسكينة واخذت تجلب لها الطعام، ثم راحت تنقض على الفئران وتمسك خمسة خمسة في كلّ مرة، بعدما كانت تحصل على فأرة واحدة.
لكننا نعلم ان توبتك هي توبة الذئب وتوبة تلك القطة! وهذا الأمر يعيه الشعب الآن جيداً، فلا ضرورة ان تحمّل نفسك مشقة التحدث ودعوة الآيات العظام والعلماء الاعلام للعمل على تهدئة الناس!. هؤلاء هم الذين كنت تصفهم إلى الامس (بالرجعية السوداء) «3»، فهؤلاء في قاموس الشاه (رجعيون) وسوداويون أيضاً!
وقد قال في احدى خطبه التي القاها في احدى المدن الإيرانية- وحينها كنا في قم-: اجتنبوا هؤلاء الرجعيين اجتنابكم الحيوان النجس! «4» واليوم أصبح هؤلاء الذين وصفهم آنذاك بالحيوانات النجسة، الآيات العظام والعلماء الاعلام!! ولو أعطوه هؤلاء الآيات العظام والعلماء الاعلام الفرصة ليستعيد أنفاسه لعادوا- بعد ثوان- حيوانات نجسة!
هذه الأعمال والخيانات ارتكبها عن عمد وهو يدعي انها (اخطاء) غير مقصودة، ولو أمهله الشعب لعادت تلك (الاخطاء) ثانية. فهذه حيلة توسل بها لانقاذ نفسه حيث يتعهد الآن بعدم تكرار تلك الاخطاء وهو يدعو الجميع إلى التفكير بمستقبل إيران.
لكننا نقول له: انما نقول ما نقول لأننا نفكر بإيران، والشعب قد قام بهذه الانتفاضة والثورة لانه يراكم تسعون لسلبه إيرانه، فقد سلطت الجبابرة علينا ونهبت كافة ثرواتنا.
كما اننا نعارضك ونحاربك- كونك منشأ ما تصفه بالاخطاء، ونعتبره نحن (اعمالًا متعمدة)- لاننا نفكر بوضع إيران وسبل انقاذها، فالتفكير بأمر هذه الامة والبلد الإسلامي والمستضعفين، هو الذي إضطرنا لمعارضتكم ومحاربتك بهذه الصورة، فنحن نفكر بحال إيران ونسعى لانقاذها، ومعارضتنا لكم لا تعني اننا نسينا إيران كي تدعونا للتفكير بها.

مزاعم الشاه في الحفاظ على استقرار البلد

أي موجود هذا الرجل الذي لا زال يكرر مثل هذه الاقوال؟! كيف يفكر، ومن يريد ان يخدع، وما الذي تفتق عنه عقله؟! من ينخدع بقوله ان برحيله تنتهي إيران أيضاً، أي ما ان يودع الثرى، إذ انه من المؤكد سيموت يوماً ما- عجل الله ذلك (يضحك الحاضرون)-، حتّى تنتهي إيران وتمحى من الوجود لانه هو الذي يحفظها. أو (لولاه لما بقى لنا وجود)! (يضحك الحاضرون)، ويجب تغيير اسم إيران ووضع اسمه مكانها!
هذه هي وسيلة الخداع والتضليل التي تشبث بها الشاه، ولجأ إليها بالأمس ايضاً وزيره «5» حيث قال- أو أملي عليه اسياده أن يقول-: (اننا أخطأنا وفعلنا ما فعلنا، فتعالوا لنتعاون‏ جميعاً .. تعالوا أيها الشباب لنتصالح) ولم يصغ الشعب لهذه الاقوال حيث شهدت طهران اليوم ومختلف المناطق الإيرانية، ما تشهده كلّ يوم.

اللجوء إلى الحراب والهراوات‏

الوسيلة الثانية التي تشبث بها هي القوة والحراب، حيث يتحصن اليوم بحصنين: الاول هراوات الاشرار الذين يستأجرونهم ويدفعون لهم الاموال ليهاجموا الناس بهراواتهم، والثاني حراب هؤلاء العسكريين الذين يفعلون ما يفعلون في الشوارع.
وليس من جديد في هذه الحراب فمنذ فترة والشعب الإيراني يعيش في ظلها. لكنه لم يبق له ما يتحصن به غير هذه الحراب وتلك الهراوات وهو الذي كان يقول حتّى الامس: ان الشعب يودّ الشاه! والعجيب انه لم يقل ذلك اليوم (يضحك الحاضرون).
فعندما كانت صيحات اهالي إصفهان ترتفع بهتاف (الموت للحكم البهلوي) قال في خطابه: ان الشعب يودّ الشاه! كما ان الذي كان إلى جانبه- من عملائه- قال: (ان للشعب الإيراني حباً ذاتياً لهذا العرش والتاج).
وهذا هو منطقه: الشعب يريد الحكم البهلوي!! ماذا يفعل هؤلاء المساكين! إنهم قلقون من احتمال انهيار الحكم الشاهنشاهي ولذلك نزلوا إلى الشوارع وأخذوا يطلقون هذه الاستغاثات!!
اجل لقد تحصنوا منذ مدة بالحراب والهراوات لكنها لم تنفعهم، فالحكومة العسكرية تعلن منع اجتماع اكثر من شخص وتفرض عقوبات على ذلك، وبمجرد الاعلان عن ذلك انطلق سبعون الف، ومائة الف، وثلاثمائة الف، من هنا وهناك وأخذوا يرددون شعاراتهم ويعبرون عن آرائهم!
فلم تستطع الحكومة العسكرية التأثير على هذا الشعب وهذه الجماهير التي وضعت أرواحها على الاكف وهي تضحي بشبانها وتفتخر بهم، فالام تضحي بشبانها وتفتخر بذلك قائلة: انني أفتخر لأنني قدّمتهم من اجل الإسلام! فمثل هذه الجماهير لا يمكن مواجهتها بالحراب، ان أقصى ما تستطيع الحراب فعله هو القتل وهذه الجماهير تتقدم للقتل طواعية!
ان أمثال هذه الحلول محاولات حمقاء، حيث يأتون تارة بحكومة (المصالحة) وينفذون تلك الاحابيل، والآن جاؤوا بالحكومة العسكرية. ألم يكن حكمكم إلى الآن عسكرياً؟! غاية الأمر ان رئيس الحكومة لم يكن عسكرياً بل كان نائباً ثم اصبح رئيساً للحكومة التي كان عملها عمل الحكومة العسكرية، واصبحت إيران برمتها تحت الحكم العسكري المعلن والرسمي في بعض مناطقها، وغير الرسمي في المناطق الاخرى. إذن فالشعب يرى الحكومة العسكرية أصبحت ظاهرة عادية بالنسبة له فلا غرابة أن لا يرهبها.

الشعب لا يهاب الحكومة العسكرية

هل يظن أحد أن الحكومة العسكرية يمكن ان تشكل حلًا؟ وهل تتصور أميركا ان بالامكان حل المشكلة عن طريق الانقلاب العسكري وإسقاط النظام الحالي والاتيان بنظام آخر؟! هل يمكن ان يؤثر ذلك على الشعب بعد أن إعتاد على حكم العسكريين؟!
اجل مثل هذا الاجراء كان مؤثراً في السابق حيث لم يكن أبناء الشعب يدركون الحقائق، فاذا دخل عسكري وارتكب كلّ مثلبة لم يعترض عليه أحد، اما إذا كان يضع نجمتين على كتفه، فهو إذن شخصية مرموقة فوا مصيبتناه! فلم يكن يعترض عليه أحد مهما فعل.
أما الآن فلو جاء بنفسه (الشاه) إلى وسط الميدان لقطعوه إرباً إرباً، فالشعب اليوم غير ما كان بالامس، فقد بات شيئاً آخر واصبح لا يخاف من قيام الحكومة العسكرية أو مجي‏ء نظام عسكري، لانه واجه هؤلاء العسكر انفسهم وجاهدهم وعارضهم وتحمل الضرب والقتل منهم، فقد شاهد كلّ هذه الافعال من العسكر، وعندما يصبح الشعب مستعداً للموت فلا فرق عنده حينئذ سواء ان يقوم بذلك الانقلاب العسكري، أو الحكومة العسكرية أو الحكومة المدنية، إذن فهذا أيضاً ليس بالحل المجدي للسيطرة على الاوضاع المتفجرة.

دعايات الصحف الروسية

جاء في احدى الصحف السوفيتية- كما كرر ذلك احد اصدقاء الشاه الاميركيين، وإن كان كلّ منهما تحدث بتعبير معين- ان هؤلاء العلماء يعارضون الشاه لان سياسته في الاصلاح الزراعي قد أضرت بهم وعرضت مصالحهم للخطر. وقال الآخر: ان لفلان «6» حساباً شخصياً مع الشاه!
وقد قلنا بالامس ان الأمر ليس شخصياً ولا يرتبط بهذه الاقوال.
أما ما كتبته الصحيفة السوفيتية فهو خطأ أيضاً، لأن الأوضاع المعيشية للعلماء هي افضل بكثير عما كانت عليه قبل العمل بسياسة الاصلاح الزراعي، ويمكن لكل من أراد التحقق من ذلك. ولم يتغير أي شي‏ء فيهم كي يعارضوا من اجله.
فلو لم تكن كلمتهم مسموعة كما كانت فكيف يتوسل بهم ويقول: (أيها المراجع العظام والعلماء الاعلام تعالوا وارشدوا الناس) ويتحول فجأة إلى مخاطبتهم بهذه اللغة بعدما كان يخاطبهم- في بداية حكمه وفي رده على رسالة المراجع- قائلًا: (عليكم بهداية العامة من الناس) أي ليس لكم الحق في التدخل في امور الدولة.
وينبغي القول له: اننا قد قمنا بارشاد العوام (يضحك الحاضرون) وقد اهتدوا وأنتم كنتم في نوم الغفلة، ولأنهم اهتدوا، أخذتم اليوم تتشبثون بأقوال من قبيل: (اذهبوا، وحافظوا عليّ، وفكروا بإيران!).

يجب ازالة النظام‏

كل هذه محاولات يائسة عقيمة تماماً. فالجواب كلمة واحدة لا غير، وهي: ان يرحل هذا النظام وترفع اميركا والاتحاد السوفيتي وانجلترا وجميع الذين تهافتوا على المائدة الإيرانية ليأكلوا منها مجاناً، ترفع أيديها جميعاً عن هذه المائدة المستباحة.
نحن لا نريد ان نقطع عنهم النفط كي يضجوا قائلين: انكم ستدمرون شعوباً كاملة بالبرد. كلا نحن نريد ان يكون نفطنا تحت تصرفنا نبيع منه بمقدار ما نريد، فكل نظام سيأتي يريد ان يبيع نفطه ولكن ليس بهذه الصورة، نحن نرفض السلب والنهب وليس بيع النفط بأسعار عادلة، بل نبيعه بسعره ونتسلم ثمنه بالعملة الصعبة، فنحن بحاجة للأموال لصرفها في تلبية احتياجات الشعب.
انهم الآن يستخرجون نفطنا بأكثر من الحاجة ولا يأخذون نقوداً مقابل بيعه. فهم إما أن يأخذوا قطعاً حديدية عديمة الجدوى بالنسبة لنا أو طائرات بأسعار باهظة، وحتى المقدار الذي يأخذونه من الاموال لا يصرفونه على الشعب.
ماذا يملك الآن هذا الشعب المسكين؟! لا تنظروا إلى أربعة من تجار سوق طهران الكبار أو إلى أربعة من الأسياد الذين يرتزقون من نفس هذه المائدة، بل إذهبوا إلى الاكواخ والقرى، إذهبوا إلى خوزستان وشاهدوا وضع قراها- والله يشهد- مؤسف للغاية على الرغم من وجود الانهار فيها.
قبل ثلاثين عاماً مررت بخوزستان- (وانا في طريقي لزيارة العتبات المقدسة في العراق) فرأيت شطها وهو كبير- وليس نهراً صغيراً أو نهرين- بل كانت تتحرك فيه البواخر ولكن الاراضي غير مزروعة وحيثما تلتفت لا تجد زرعاً، فقلت في نفسي لعلها غير صالحة للزراعة، فنزلنا من الحافلة في احدى نقاطها فأخذت شيئاً من ترابها فوجدته جيداً. فأرضها صالحة للزراعة ولكن أيدي الخيانة لا تسمح بأحيائها فتتركها مواتاً فيما الماء يضيع هدراً.
الناس معدمون لا يملكون شيئاً وإذا مرض أطفالهم لم يجدوا طبيباً يعالجهم، فلا ترى مستوصفاً واحداً في اكثر من عشرين قرية، بل لا تجد مستوصفاً أساساً في بعض المناطق، فلا يعرف أهلها معنى الطبيب أساساً! فهل هذه هي الحضارة الكبرى.
كتبوا في صحفهم ان الماء الموجود غير كاف لغسل أعين الاطفال عندما يستيقظون صباحاً، حيث لا يمكنهم فتحهما بسبب اصابتهم بالتراخوما- وهذه الظاهرة ناتجة ايضا عن اهمال الحكومة الفاسدة- فيجب ترطيبها لكي يستطيعوا فتحها، وحيث لا يوجد الماء فهم يستخدمون البول لفتحها!! هذا ما كتبته صحفهم.
هذا هو واقع الحياة التي نعيشها بسبب (الاخطاء غير المقصودة) التي وقع فيها ذاك السيد الذي يدعي بانه سيعمل على تلافيها كي تنتقل ايران إلى الحضارة الكبرى!! ولكنها ليست خطأ واحداً ولا إثنين ولا عشرة. كما انها ليست غير متعمدة، بل تعمد ارتكابها.
يسألنا الصحفيون باستمرار عن سبب عدائنا للشاه؟! فهل هذا الموقف يحتاج إلى سؤال؟! اسألوا هذا الشعب، الذي يرفع صغاره وكباره صرخات الرفض للشاه، ماذا فعل هذا الرجل لكي تعادونه بهذه الصورة؟! هل هو عداء شخصي؟! وهل يمكن ان يعادي ثلاثون مليوناً شخصاً واحداً بدوافع شخصية؟!

لا سبيل للمصالحة

لقد إرتكب هذا الشخص من الخيانات والجرائم في هذا البلد بحيث أغلق في وجهه كلّ سبل المصالحة، ولم يدع لاحد مجالًا كي يقول: حسناً لننسى الآن أخطائكم السالفة ولن تقعوا في أمثالها مستقبلًا إن شاء الله!
اجل لم تدع مجالًا للقيام بمثل هذا العمل الذي أصبح محالًا. فلو جاء عالم دين أو سياسي أو أحد التجار أو أحد الجامعيين وقال للشعب: تعالوا للتصالح مع الشاه لانه تاب واستغفر! لاتهم الشعب هؤلاء بالخيانة! ولأجابهم: عن أي شي‏ء نعفو؟ وهل ما ارتكبه يمكن العفو عنه؟! لقد ضرج صغارنا وشبابنا بالدماء ودمر بلدنا، فهل يمكن العفو عن ذلك؟! وماذا سيكون الحال مستقبلًا؟!
لقد انزل المصائب بجميع الاسر، فهي جميعاً في مآتم، فهل يمكن القول بعد ذلك: حسناً لننسى الماضي ولنبدأ من جديد، لانه قال: (سامحوني لقد اخطأت).
هل في العالم من يقبل هذا الكلام؟ ومَن تراه يخاطب بهذه الاقوال؟!.
على أي حال، هذا هو السبيل ومن يفكر بغير ذلك فهو خائن للشعب والوطن، ومن يفكر بغير ذلك فهو خائن للإسلام، ولو أمهلتموه فلن يبقى لكم إسلام ولا وطن ولا أسرة. فلا تمهلوه وضيقوا عليه الخناق حتّى يختنق ويموت.
وفقكم الله جميعاً وأيدكم وردع عنا جميعاً شرّ هؤلاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

«۱»-أقرّ الشاه ببعض اخطائه وابدى اسفه وندمه عما مضى في كلمة القاها يوم ۱۵/ ۸/ ۱۳۵۸«عند اعلانه عن تشكيل وزارة المشير ازهاري العسكرية»-، واستنجد علماء الدين بعجز لتهدئة الناس، وابدى الخضوع إلى حدّ استخدام ضمير«أنا»-عن نفسه بدل«نحن»-على خلاف السنّة الجارية عند الملوك منذ قرون متمادية. «۲»-منظومة ادبية نقدية للشاعر«عبيد زاكاني»-، وقيل انه كتبها بهدف كشف احابيل وخداع سلطان عصره. «۳»-كان الشاه ومنذ سنة ۱۹۶۲، يكني علماء الدين ب-«الرجعية السوداء»-في بعض خطاباته وكلماته. «۴»-اشارة إلى خطاب الشاه التي القاه في مدينة كرمان يوم ۶/ ۳/ ۱۳۴۲ ه-. ش الموافق ۲۷/ ۵/ ۱۹۶۳ م. «۵»-جعفر شريف امامي. «۶»-حاول بعض الكتّاب الغربيين في كتاباتهم المغرضة لفت الانظار إلى ان انتفاضة الامام الخميني وليدة عداء شخصي بين الامام والشاه.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: