أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاية ضد الحكومة الإسلامية
مرة أخرى يقوم هؤلاء بترويج سلسلة من الدعايات. فهم يقولون: سلّمنا أن هذه الانتفاضة الإسلامية فيها جانب واضح، أما بقية جوانبها فغير معروفة، ولا شيء غير ذلك. فالجانب الواضح فيها هو أن جميع الناس يقولون: يجب أن يزول هذا النظام وهذا الشاه وتُشكّل حكومة إسلامية. وإن هذا تردده ألسن جميع الناس، إلا أنه ليس لديهم برنامج، وهم يرددون اعتباطاً: (حكومة إسلامية). والحكومة الإسلامية أمر مبهم. أو أن يجري على ألسن البعض ممن لا إطلاع لهم أن الجمهورية الإسلامية لا اساس لها إطلاقاً. وكلام من هذا القبيل!
تحذير المساومين
حسناً، علينا الآن أن نخطو خطوتين، الأولى إزالة الوضع القائم حالياً. وهذا هو الواضح حسب زعمهم. تُرى هل لهم اعتراض على هذه الخطوة التي يؤيدون وضوحها؟! وهؤلاء الذين لا يؤيدون مبدئياً هذه الانتفاضة بصورة تامة- كما يظنون- تُرى أي خطوة فيها لا يؤيدون؟! هل يترضون على وجوب انهاء الوضع القائم واسقاط هذا النظام وتغيير الوضع الايراني السيء منذ البداية والذي اوصلته حقبة الخمسين عاماً المنحرفة الى أشد مراتبه سواءً؟ هل يعترضون على ذلك ويطالبون بوجوب بقاء هذا الوضع السيء؟
حسناً، لو وجد شخص أو أشخاص مؤيدون للشاه ونظامه، أو من المرتبطين بالشاه نفسه أو بأميركا وقال: إن هذه الاوضاع يجب أن تدوم، وعلى حدّ تعبير بعضهم أن يغيب الشاه- وهو ما فكّروا به الآن-. هل يعتقدون أن هذه الأوضاع جيدة وينبغي أن تدوم؟ أم إنها سيئة لكن يجب أن تدوم، إذ ليس هناك حل آخر؟ فإن قالوا إن هذه الأوضاع جيدة فمعنى ذلك أن الكبت الذي دام خمسين عاماً، كله جيد! وأن انعدام الحرية في كافة الصحف والمراكز الاعلامية وكونها تحت إشراف مديرية الأمن العام، هو شيء جيد!
فهل بمقدور شخص مسلم أو أي انسان آخر، أن يبدي رأياً كهذا؟! فإن كان بمقدوره أن يقول ذلك، فليأت أحد الذين يرفضون هذا الرأي وليعلن ذلك، وليعترف كلّ من ينتخبه هؤلاء- الشاه نفسه أو أحد أصحابه- بأن: (كافة أجهزتنا الإعلامية والصحفية لا تتمتع بالحرية، وأنهم مسلوبو الإرادة فيما يُبث من أخبار، وأن مديرية الأمن هي التي تُعدّها جميعاً، وهم مجبرون على إذاعة كلامها، هذا حسن)!
فليأت احد القائلين بوجوب بقاء الشاه ويعلن هذا القول في صحيفة أو في بيان منفصل يوزعه مذيل بتوقيعه لا ان يكتبه هكذا دون توقيع! بل ليكتب: إنني المدعو فلاناً أقرّ بأن هذه الامور تحدث وموجودة، إلا انني اقول إن هذا عمل جيدا!! أو ان يعترف بتخلف المستوى الثقافي والعلمي ويذعن لحقيقة ان هؤلاء يحولون دون إمتلاكنا لثقافة علمية مستقلة، وأن الثقافة الموجودة ثقافة تابعة تتبع ارادة السفارات الأجنبية. ثم ليقل: نريد أن يبق الشاه لأن ثقافتنا يجب ان تبقى على هذه الحالة فهي جيدة ولسنا مجبرين عليها!!، بل إن من الجيد جداً ان تكون ثقافتنا متخلفة وأن يمنعوا شبابنا من التقدم العلمي ومن أن يتحولوا الى عناصر بناءة!
على الذي يؤيد بقاء الشاه وبقاء هذه الحالة من التخلف، بل ويعتبرها حالة جيدة، أن يعلن ذلك! فهل تجدون من ينشر مثل هذا الاعلان وبتوقيعه. لا أعتقد أن بوسع أحد ان يفعل ذلك، أو ان يعلن إعترافه بسيطرة المستشارين الاجانب على جيشنا وخضوعه لقيادة أجنبية، ثم يقول: هذا وضع جيد فمن الصالح أن يخضع جيشنا لقيادة هؤلاء الأجانب!
وهكذا بالنسبة للمجالات الأخرى التي نعاني منها سواء على صعيد النظام التعليمي أو العسكري او الاقتصادي، أي ان يقروا بأنهم يقدمون نفطنا لأميركا دون حساب ويقيموا بثمنه قواعد عسكرية لها في ايران، ثم يقولوا: إن هذا العمل جيد ونحن نقوم به فهو مصداق لحب الانسان وتكريم الضيف، إذ أننا نقدم نفطنا هدية! لبلد آخر يعطينا ثمنه أسلحة ولكن ليس لنا بل يشيدون قواعد لهم في ايران لمواجهة الاتحاد السوفيتي.
أجل فلابد من تسويغ لهذا الاجراء والتسويغ هو: إننا ندفع ثمن النفط، وغاية الامر أنه عبارة عن اسلحة وليس عملة أجنبية. فإيران بحاجة لهذه الاسلحة الضخمة التي لا يعرف الايراني أصلًا ما يفعل بها وكيف يشغلها كما ان الاميركي لا يعلمه ذلك.
فهم إنما يريدون إقامة قواعد لهم في إيران لمواجه الاتحاد السوفيتي، فاذا أعلنوا ذلك صراحة علت أصوات الاعتراض من الاتحاد السوفيتي وطالب هو أيضاً بإقامة مثل تلك القواعد في زاوية أخرى (من ايران)، وهذا ما لا يريدونه، ولذلك يقولون: نحن نشتري النفط ونقدم الثمن وهو هذه الأسلحة! ولكن حقيقة الأمر هي إقامة قواعد عسكرية لأميركا حيث تنتشر قواعدها في الكثير من المناطق الايرانية وهي قواعد مجهزة.
فليعترفوا بأن هذه القواعد اقيمت وتقام، ويقولوا ان هذا امر جيد وهو مصداق لتحلي الإنسان بحب الإنسانية! لينبري أحد محبي الشاه أو انصار اميركا ويؤيد هذا الامر- على هذا النحو الذي شرحته- ويوقع عليه!!
ولكن لن ينبري احد لذلك، فلا يجرؤ أحد على التصريح بالقول بصحة هذا الوضع.
تبعية الشاه لاميركا
ويبقى في هذا الصدد أن يذكروا موضوعاً آخر، بان يقول رفقاء الشاه واعوانه وعبيده: ليس الامر كما يذكر (صاحب الجلالة)، بل ننعم بالاستقلال ونحن في غنى عن الآخرين .. ان بمقدور جيشنا الآن ان يقف في مواجهة الروس، وان يواجه بريطانيا، وبامكانه ان يقف بوجه اميركا .. ليس الامر كما يصورونه من ان اميركا جدنا الاعلى- على حد تعبيرهم- لكي ننفذ ما تقول وكلام من هذا القبيل.
ماذا يريدون ان يقولوا؟ هل يريدون ان يقولوا ان اميركا ليس لديها قواعد في ايران؟ حسناً فليذهبوا ويروا، اذ ان أماكنها معلومة للجميع، وتمتلك انظمة متطورة تحت الارض.
يقولون نحن لا نعطي النفط الى اميركا!. انهم ينكرون الحقيقة، فهم لا يجرأون على الاعتراف بأنهم يقدمون النفط الى اميركا، بيد ان العالم أجمع يعرف انكم تقدمون النفط الى اميركا .. بعدها يأتي أحدهم ويقول لنا اننا نعطيها كمية محدودة من النفط، ولكن الجميع يعلم ان النفط- الذي يقولون انه سينفذ في العشرين او الثلاثين سنة القادمة- يقدم الى اميركا بلا حدود.
ان اميركا ليست بحاجة الى النفط ولديها ما يكفيها. لديها الكثير من آبار النفط الا انها لا تستخرجه، تحتفظ بنفط آبارها للمستقبل، اذ أنها تنعم الآن بهذه الهدية المتواضعة التي يقدمها لها (صاحب الجلالة) وتحتفظ بنفطها في مكانه تحت الارض. لقد حفروا الآبار ووصلوا الى النفط ثم اغلقوا فتحاتها وجلسوا عليها ومدوا ايديهم: اعطونا النفط.
الشاه واعوانه يقولون لم نعط النفط الى اميركا، او اننا نعطيها كميات محدودة. حسنا، ان حجم النفط الذي يقدم الى اميركا يتضح من حجم هذه الاموال التي لديكم وهذه الاسلحة التي تستوردونها والتي تقدر قيمتها بالبلايين ..
وهناك من يقول: اجل نحن نعطي النفط الى اميركا، ولكننا نأخذ مقابله العملة الصعبة .. يعترفون بأنهم يقدمون النفط ويأخذون مقابله اسلحة .. حسناً، هل ان بلادنا بحاجة حقاً الى كل هذه الاسلحة والمعدات الحربية التي يزعم هؤلاء شراءها؟ فهل نتطلع الى امتلاك قوة الاتحاد السوفيتي؟ هل نطمح الى امتلاك قوة اميركا؟ هل نحن بحاجة الى ذلك، وهل لدينا العدد الكافي من الخبراء والمتخصصين لاستخدام هذه الاسلحة وصيانتها؟
قانون الحصانة القضائية للرعايا الاجانب
يعلم الجميع بوجود (45) الفاً- والبعض يقول (60) الفاً- من المستشارين والخبراء الأميركان في ايران وكلهم يتمتعون بالحصانة التي لا تنحصر بهم وحدهم، بل تشمل كل اميركي في ايران. فقد اعطى هؤلاء الحصانة للأميركيين، وهذه من القضايا التي يجب ان يسجلها التاريخ لتعرف الأجيال القادمة كيف كانت اوضاع ايران.
عندما أُلغي قانون الحصانة القضائية حسب إصطلاحهم، في عهد رضا شاه- وكان الالغاء مجرد كلام- شرعوا بحملة إعلامية واسعة معتبرة ذلك انجازاً كبيراً، وبقيت الصحف والاذاعة تحتفل بانجاز صاحب الجلالة لفترة مديدة .. وحينما جاء محمد رضا شاه، الخلف الحقيقي لصاحب الجلالة رضا شاه، واعاد القانون ثانية ارتفعت اصوات الصحف مرة أخرى لتصفه بأنه إنجاز عظيم. مسكينة هذه الصحف حقاً فهي أسيرة منظمة الامن وعليها أن تكتب ما يملى عليها وقد املوا عليها ان تكتب كم هو انجاز عظيم. ولكن ما الذي فعله؟ أثبت ما ألغاه ذاك، وعلينا أن نحتفل بالالغاء والاثبات! (يضحك الحاضرون). أجل اصبح وضع البلد مصداقاً لما يقولونه على لسان الديك: أنا المسكين، يذبحونني في المآتم وفي الاعراس! (يضحك الحاضرون).
هذا هو وضع أيران، يحتفلون بالأمر ونقيضه!! وهذه أشياء نسمعها ونراها نحن، فهل سيصدق من يأتي بعدنا ويطلع على هذه الاوضاع. أنتم لا تتذكرون ولكنني وبحكم سني، عاصرت تلك الاحتفالات والضجيج الاعلامي الذي اثاروه بعد الالغاء. كما عاصرنا الاحتفالات التي أقاموها عند إثبات ما ألغوه! فهل ينكرون؟! كلا، ولكنهم يقولون أمر حصل على أي حال.
ولكن ماذا يعني هذا القرار؟ يعني أنه إذا سحق مثلًا طباخ في السفارة الاميركية او أي اميركي- بسيارته حتى لو كان عمداً- شخصاً محترماً ذا مقام عال مثلًا، فيلسوف او عالم، فلا يحق للحكومة الايرانية ان تستدعيه اصلًا، ويجب الرجوع الى سفارته فهي تعرف ما الذي ينبغي فعله.
ولا يخفى ان إقرار هذا القانون- الذي أطنب الشاه في الثناء عليه وفعل مثله ذاك «1» الذي عرضه على المجلس النيابي يعني ان كل أميركي مصون في ايران ولا يحق لدوائر العدلية ولا غيرها ان تستدعيه كما لا يحق للجيش ولا غيره التدخل في ما يرتكبه من جرائم بل يجب حل المشكلة في السفارة الاميركية مباشرة أو في اميركا فرضاً، ومعلوم كيف يحلون المشكلة حينئذ!
هل يمكنهم ان يصفوا هذا الوضع بانه جيد، وان من الصالح للغاية ان يكون هؤلاء مصونين ولا يحق لأحد الإعتراض عليهم؟ في حين لو دهس الشخص الاول في البلاد- أو أي مشؤوم آخر من اصحاب الالقاب التي تؤمنون بها- خادماً من الاميركيين الموجودين في ايران، فلابد ان يحاكم (في السفارة) ولا يحق لكم الاعتراض.
هل هذا وضع جيد؟ وهل الذي يقول بلزوم بقاء النظام الملكي وان يبقى الشاه ملكاً ولا يحكم، يؤيد بقاء هذا الوضع ويعتبره جيداً؟ أم أنه يرفضه؟! إذا كان يعتبره جيداً فليكتب بيانا ويوقعها، يقول فيه: نعم هذا وضع جيد للغاية. وضع جيد اذا ألحق أحدنا أذى بخادم لهم لعرضونا للمحاكمة، لكننا لا يحق لنا القيام بالمثل أذا ما فعل خادمهم مثل ذلك الأذى بأحد كبارنا!!.
لا أعتقد وجود انسان على استعداد ان يكتب مثل هذا الاقرار. أجل ان بعض هؤلاء قد خرج عن حالته الانسانية مثل (صاحب الجلالة) نفسه الذي فارقت الروح الانسانية تماماً وحلت فيه الآن روح اخرى لا الروح الانسانية، ولذا يقولون الكثير من الهراء.
تعهد عملاء النظام بخيانة الوطن
بقي شيء، هو القول: إننا نذعن بأن هذا أمر سيء، إلا أنه لا حيلة لنا. ويجب أن يكون هكذا، ونحن نؤيد جلالته وبقاءه لأننا ملتزمون بأن تبقى ثقافتنا عند مستوى معين ولا تتعدى ذلك، وقد أجبرونا ان يكون جيشنا تحت إشرافهم، كما أجبرونا على أن يعيّنوا نوابنا، وعلينا وعلى الشعب أن لا يتدخل في الأمر!
حسناً، إن كان هؤلاء يقرّون أن هذا وضع سيء لكنهم مرغمون، فقد نهض الآن كافة أبناء الشعب ليرفضوا هذا الالتزام الذي تعهدنا به حسب زعمكم! أو ما يقوله الشاه من أنه كانت لديه (مهمة من أجل وطنه) وقد كتب هو بنفسه كتاب (مهمة من أجل وطني)! وأنا أقول ايضاً إنه كانت له مهمة من أجل وطنه، بفارق هو أنه يقول: أوكلت إليّ مهمة إيصال وطني إلى (بوابة الحضارة الكبرى). وأنا أقول: ليس الأمر كذلك، إن المهمة المناطة بك من أجل وطنك هي أن تعطوا نفطكم وتهبطوا بثقافتكم إلى الحضيض، وتوصلوا وطنكم إلى ما هو عليه الآن، خربة أطلقنا عليها اسم الوطن!
فإن كان هؤلاء يقرّون بأن هذا النظام قد خان حتّى الآن، لكنهم يقولون إنه مرغم على ذلك، فهل بإمكاننا أن نقبل من النائب والوزير والشاه، ومنهم جميعاً قول كلّ فرد منهم: (أنا مرغم على الخيانة)؟! إذن، تنحّوا جانباً! فمن الذي أجبركم على أن تصبحوا رؤساء وزارة أو نواباً أو وزراء؟! ومن الذي فرض عليك أن تصبح ملكاً؟! قدّم استقالتك! أنت يا من ليست له الكفاءة للوقوف بوجه الأجنبي وضمان مصالح بلاده، ويا من هو عبد غيره، ويتحتّم عليه أن يضحي بمصالح بلاده في سبيله!
لنفترض أن عليك ارتكاب هذه الخيانات إذا أردت المحافظة على الملكية، لكن هل أنت معذور في ذلك؟! ومن الذي قال: إن ملكيتك ينبغي أن تصان؟! فإن كنت إنساناً ولست بخائن، فتعال وأعلن: إنني لم أتمكن من المحافظة على البلاد وضمان مصالحها، وقد قدّمت استقالتي، لألقى الشعب عندها على رأسك من الزهور ما يبلغ العرش الأعلى! وليس كما هو الحال الآن، حيث يهتف الجميع: (الموت للشاهنشاهية البهلوية)! لأنهم لم يلمسوا منك خيراً. ترى من الذي أجبرك على البقاء في السلطة لكي تخون؟! وهل من الممكن أن يأتي إنسان بعذر عشر سنوات أو خمس عشرة سنة كان فيها نائباً، وليس نائباً عن الشعب، بل كان نائباً عن الشاه، بل عن السفارة الأجنبية، وهم يعلمون كلّ شيء!
إن هؤلاء ليسوا معذورين، إنهم خونة، وقد ارتكبوا الخيانة عمداً من أجل الرئاسة! فقد أراد كلّ واحد منهم أن يكون سلطاناً أو وزيراً أو عضواً لمجلس النواب أو الشيوخ لبضعة أيام. وإن جميع الذين عملوا في هذا الجهاز وقدّموا له الخدمات، هم خونة!
نواب غير شرعيين
إنني أقول لنفترض أنكم لم تصوّتوا لأمر باطل، وكنتم اناساً تريدون قول ما يتعارض وآراء أولئك، لكن هل تستطيعون إنكار أنكم لم تكونوا ممثلين عن هذا الشعب، واتخذتم طريقكم إلى هذا المجلس واستلمتم رواتب؟! فإن استطعتم ذلك فاكتبوا: أننا لم نكن نواباً في المجلس، فقد ذهبنا إلى هناك اعتباطاً، ولم يكن هناك شيء ولم نتسلّم شيئاً! ليقولوا لكم: كلا أيها السادة! لقد استلمتم بتواجدكم في المجلس رواتب من هذا الشعب، ولم تكونوا نواباً عن الشعب، وعملتم بما يتعارض والدستور! فإن كان النائب يُعيِّن من قبل السفارة الأجنبية أو الشاه، فإن نيابته غير قانونية. إذ إن على أهالي كلّ دائرة انتخابية أن يعينوا نائب تلك الدائرة. فليقولوا: إنهم عيّنونا، وليأت نائب طهران مثلًا وليقل: لقد اختارني أهالي طهران، لكي يقول كافة أهالي طهران: لا علم لنا بذلك! وليأت نائب آذربيجان وليقل: إنني نائب آذربيجان، وليقل الناس: لا، يا أيها السيد، لا معرفة لنا بك! ترى من أين يكون للناس معرفة بهؤلاء النواب؟ ومن الذي يعرفهم؟!
ضرورة استقالة كبار الضباط
إن هذا لا يمكن أن يُعدّ عذراً أن يقول أحد: لقد كنّا مجبرين على أن نوقف ثقافتنا عند هذا الحد، ونجعل الجيش تحت إشرافهم!. ترى ما الذي فعلته قيادات الجيش عندما رأوا القيادات الاميركية قد جاءت إلى هنا؟! كان الأجدر بهم أن يستقيلوا جميعا! ولو أنهم قدموا استقالاتهم في يوم واحد إلى المجلس أو أرسلوها إلى الشاه وقالوا فيها: إننا نرفض هذا الوضع! فهل كان بالإمكان حينها مجيء مستشار؟! لقد جاء المستشارون لأنكم لا تمتلكون الوعي. ولهذا السبب يأتي المستشارون ويوضعون في مناصب أعلى منكم ويريدون التحكم فيكم! فلو كان لديكم وعي ولو كنتم بشراً تحرصون على هذا البلد وهذا الماء والتراب، ولو كنتم متدينين- وهو الأساس في كلّ القضايا- لم يكن ممكناً حدوث مثل هذا، أن تجلسوا هناك وتريدوا أن تصبحوا ذوي مناصب رفيعة، ثم يأتي من أميركا شخص ينبغي أن تطيعوه في كلّ ما يقول! حسناً، هلا كنتم قدمتم استقالاتكم! ترى من الذي اجبركم بأن: تعال يا أيها السيد وكن فريقاً أو مشيراً؟! قدّموا استقالاتكم الآن! حيث أصبحت كلّ القضايا وكافة خيانات الشاه واضحة للعيان. وحيث إن الشاه نفسه جاء إلى الراديو واعترف من وراء الميكرفون بذنبه وأسماه خطأ: (لمّا كانت أعمالي حتّى الآن خطأ، لذلك لن اكرر من الآن فصاعداً هذه الأخطاء)! ثم مدّ يده نحو الشعب أن (سامحوني فقد أخطأت)!.
والآن، وفي هذه اللحظة، عليكم جميعاً إما أن تتنحوا جانباً عن الجيش، أو أن تتلاحموا مع الشعب! لا تجعلوا أرواح أبناء الشعب هدفاً لحملاتكم، لا تقتلوا ابناء الشعب! إذن، فأنتم جميعاً خونة. ولن تستطيعوا القول إنكم بشر امناء لهذا البلد! أنتم خونة لهذا البلد، وليس لديكم الكفاءة لعمل أي شيء. أما الضباط غير الكبار فيقولون إننا مستعدون للقيام بما هو مطلوب منّا، ولعلّهم ينجزون ذلك إن شاء الله!
الشاهنشاهية ورم سرطاني
إذن فمن ناحية ينبغي أن يزول هذا النظام الفاسد. ولو كان هناك ورم خبيث ثم اهمل فسيؤدي إلى هلاك انسان. إن هذه الملكية ورم (خبيث) في هذا البلد، إن لم تُستأصل أدى إلى إفساد البلد بأسره، إنها ورم سرطاني، وأسوأ من السرطان وينبغي استئصالها ..
لم يبق إلا الجانب الآخر من المسألة، حيث إنني متعب الآن من مواصلة الحديث عنها! وفقكم الله جميعاً بمشيئته، ويأتي يوم تذهبون فيه إلى إيران- إن شاء الله- حيث يكون الوضع فيها قد تغيّر! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.