شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [القيام الجماهيري لإعادة الحرية والاستقلال والاستقرار الى إيران‏]

فرنسا، نوفل لوشاتو
القيام الجماهيري لإعادة الحرية والاستقلال والاستقرار الى إيران‏
مجموعة من الإيرانيين المقيمين في الخارج من الجامعيين وغيرهم‏
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۶۲ تا صفحه ۶۶

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏
بسم الله الرحمن الرحيم‏
من الاشكالات التي قيلت على رحيل الملك- وهو أحد مطالب الشعب- هو أن رحيله يؤدي الى زعزعة استقرار إيران والمنطقة، ولذلك يجب أن يبقى!
وقد قال كارتر في آخر تصريحاته- كما نقلوا-: إن وجود إيران قوية ومستقلة امر باعث على الاستقرار وخالق له. ثم قال: لا نستطيع ان نرى مجموعة من الأراذل الحقراء تسعى للإطاحة بالملك وهو هو!
ونحن هنا نناقش هذين الأمرين اللذين صرح بهما، لنعرف أولًا هل استقرار إيران والمنطقة يتزعزع برحيل الملك؟ وثانياً هل الذين يعارضونه هم شرذمة من الأراذل الحقراء الذين لا يقدر كارتر أن يراهم يطيحون بهذا الملك؟!
القضية ليست كما يتصورها (كارتر) وهو أيضاً يعلم أن ليست كذلك. أما استقرار إيران، فما هي علة تأكيده ضرورة وجوده وإظهاره الحرص على لزوم توفر هذا الاستقرار في إيران والمنطقة التي تضم الخليج وغيره. وما هو سر تأكيده أنه لا يستطيع تحمل انعدام الاستقرار فيها؟! وما الذي حدث ليتحول الى حريص على حقوق الانسان الى هذه الدرجة؟!
هل الشعور الانساني والاحساس بضرورة الاهتمام بحقوق الانسان هو الذي دفعه الى القول بأن رحيل الملك يؤدي الى زعزعة استقرار إيران أو المنطقة؟! هل هذا الموقف ناتج من رغبته في الدفاع عن حقوق الانسان وشفقته على الإيرانيين وقلقه من حدوث تزعزع في الاستقرار يسبب لهم الأذى، لأنه من المحتمل أن يؤدي الى ضياع أموالهم وإزهاق أرواحهم، وهذا ما لا يطيق مشاهدته، لأنه محب جداً للنوع الانساني ومهتم جداً برعاية حقوقه؟! ولعله لا ينام ليله الآن بسبب المشاق التي تحيط بالإيرانيين اليوم، فهل الامر كذلك حقاً أو أننا نفهم من أعمالهم أمراً آخراً؟!
إذا كان الحس الانساني وحرصه على حفظ حقوق الانسان هو الذي يدفعه الى التفضل بتلك التصريحات، فكيف يمكن الجمع بين هذا الدافع وموقفه من كل هذه المذابح التي تشهدها إيران منذ عام والتي شهدتها في واقعة (15 خرداد) (سنة 1963 م) وما بعدها وهو نفسه (كارتر) يعلم- وكل عاقل يعلم- أن ارتكابها كان بأمر الملك نفسه، إذ لا يستطيع أي مسؤول ان يأمر بارتكاب مذبحة عامة للناس، فهذا محال ان يقع ما لم يأمر به الملك نفسه؟!
الحرص على حقوق الانسان يفرض عليه أن لا يرضى بزعزعة استقرار المنطقة، ولكنه يسمح له بأن يرضى بما يعرض له هذا المجتمع الذي يضم ثلاثين او خمسة وثلاثين مليوناً من بني‏ الانسان الذين يقتل شبابهم في المدارس والجامعات والمعابد! فكيف يمكن الجمع بين هذا وذاك؟! انه من جهة يتحرق بكل وجدانه من اجل بني الانسان والإيرانيين مخافة ان يصيبهم الاذى من تزعزع الاستقرار في إيران، لانه سيؤدي الى إثارة الهرج والمرج وإتلاف أموال الناس وازهاق نفوسهم، ومن جهة اخرى يدعم من أهلك كل هذه الارواح من أبناء الشعب، ونهب كل هذه المقادير من أموالهم وثرواتهم، بل يؤكد أنه لا يستطيع أن يراه يرحل! فكيف يمكننا الجمع بين هذين التصريحين اللذين يطلقهما الا بالقول: إن حقيقة الامر غير ما يقال، وهذا الامر يعرفه هو أيضاً.
لقد ارتبك- لدرجة فقدان التمييز بين يديه ورجليه- مخافة أن يتزعزع الاستقرار في إيران والمنطقة مخافة أن يقطعوا عنه نفطها، ومخافة أن يؤدي ذلك الى اضطراب حركة ناقلات النفط والى زعزعة جميع مصالحه فيها.
وهذه هي الحقيقة، فلماذا لا تصدق فيما تقول، قل مثل الانسان السليم: إننا نخشى ضياع مصالحنا في إيران، مثلما فعل وزير الخارجية الانجليزي إذ صرح قائلًا: إنه (الملك) مرتبط بنا، ونحن لدينا مصالح في إيران يتولى هو حفظها، ولذلك ندعمه، فقل أنت أيضاً الحقيقة بلغة صريحة: لدينا في إيران مصالح منها الحصول على النفط وأن تكون لنا قواعد عسكرية فيها تتحول الى خنادق نحتمي بها اذا وقعت حرب عالمية، كما نريد أن نحصل على جميع ثروات إيران، والملك هو الذي يضمن لنا الحصول على كل ذلك، ولذلك ندعمه. هذه هي الحقيقة التي يجب قولها، ولو قالها لصدق، لكنه لم يقلها، بل قال: يجب حفظ الاستقرار في المنطقة. وقال من جهة أخرى: نحن لا نتدخل اصلًا في الشؤون الإيرانية الخاصة!
والجميع يعلمون طبعاً أنه هو وأميركا لا يتدخلون بأي شكل من الاشكال في الشؤون الإيرانية!! فهم مثل الاجنبي الذي يعيش خلف الجبال ولا علاقة له بإيران أبداً!! هذا ما يدعيه كارتر، ويدعيه الاتحاد السوفيتي أيضاً، ولكن من يصدق هذه الادعاءات؟!
أما قوله: ان وجود إيران مستقلة وقوية عامل للاستقرار، فهو قول صحيح، فإيران القوية المستقلة تجلب الاستقرار، أي: اذا كانت مستقلة لا تسيرها إرادة الاجانب، ولا يتدخلون في شؤونها، وكانت قوية لا يخضع جيشها لعسكريين أجانب، فمن الطبيعي أن تكون مستقرة حينئذ.
وهذا هو ما تسعى له إيران والإيرانيون اليوم، فهم يريدونها مستقرة غير متزعزعة، ولا يتدخل في شؤونها أحد الاجانب كل يوم، ويرفضون ان ينفذ الأجانب كل ما يشتهون فيها بأيدي خدّامهم بل لا يريدون ان يتدخل الاجانب في مقدراتها أصلًا.
إن ما يطالب به الشعب الإيراني النبيل هو إيجاد إيران مستقلة قوية، فإيران اليوم تفتقد القوة والاستقلال، تفتقد القوة، لانها تدار بهيمنة القوى الاجنبية، ففيها (45) ألفاً أو (60) ألفاً أو (80) ألفاً- طبق ما ورد في احدى الكتابات- من المستشارين الآن يتولون ادارة جيشنا، فهم إذن أصحاب القوة فيها وليس الملك. ونحن نريدها ان تكون مستقلة وقوية، وهي ليست قوية، لان الجيش هو عماد القوة في الدول، والجيش الإيراني خاضع للأجانب يلبي كل ما يطلبون منه، ولذلك يقوم الآن بهذه الممارسات (القمعية) التي تشهدها إيران اليوم.
إيران اليوم واقعة في قبضة هذه القوى الاجنبية التي تمتلك فيها قواعد عسكرية، لديها قواعد في المنطقة الجبلية في ذاك الجانب من كردستان، ولها قواعد ضخمة تحت الارض، فهي من‏ جهة تنهب ثراوت إيران، ومن جهة أخرى تقيم قواعدها العسكرية على أراضيها. ولو كانت إيران قوية، لما سمحت بذلك، فهي إذن ضعيفة، وأنتم لا تستطيعون القول: يجب أن تكون قوية، او هي قوية، فاذا رحل الملك فقدت قوتها.
فنحن نطالب برحيله، لانه هو الذي أوصلها الى هذا الوهن، وضيّع قوتها فليرحل، ليحل محله شعبها القوي، وهذا ما يطالب به الإيرانيون، فهم يطالبون بالاستقلال وقطع أيدي القوى الأجنبية.
والقول بأن وجود إيران قوية مستقلة يحفظ استقرار المنطقة قول صحيح، لكن إيران او المنطقة تفتقد الاستقرار الآن فعلًا، ولو كانت إيران مستقرة، لما سمحت لكم بالتدخل فيها، فهي مضطربة ويسودها الهرج والمرج منذ خمسة وثلاثين بل خمسين عاماً.
إذن فأنتم لا تريدون لها في الواقع الاستقرار- كما تدعون- بل تريدون انعدام الاستقرار فيها، لكي تستطيعوا استغلال الوضع، فلو كانت قوية ومستقرة، ولو كانت حكومتها تجند قوتها لمصلحة الشعب، وكانت حكوماتها معبرة عن إرادة الشعب لما سمحت لكم بالاستيلاء على إيران بهذه الصورة وإثارة الاضطراب والهرج والمرج فيها، فهذه نتيجة لفقدانها الاستقرار، إنها اليوم غير مستقرة، لانها غير قوية وغير مستقلة.
إنه يقول: يجب ان تكون إيران مستقرة، لكن الاستقرار تابع للقوة والاستقلال، ونحن نريد القوة والاستقلال، والحصول على القوة يكمن في انقاذ جيشنا من القيود التي قيدته أميركا بها وأن تؤسس جيشاً معتمداً على شعبنا لا على المستشارين الاميركان، وأن نحفظ استقلالنا، وتكون دولتنا مستقلة، لا ان تكون كل مقدراتها بأيدي الاجانب، وبذلك يتحقق استقرار بلادنا، وعندها لن يكون لكم أخذ نفطها بصورة مجانية، بل وأسوأ من ذلك، أي بأن يأخذوا النفط ويقيموا بدلًا منه قواعد لهم في بلادنا، وهذه- والله يشهد- مصيبة لاي بلاد تنزل بها، انهم يأخذون نفط إيران، ثم يصدّرون لها- بثمنه- أسلحة بقيمة (18) مليار دولار تحت غطاء: إننا نريد أن تكون إيران قوية مقتدرة، لكنهم يقيمون بها قواعد عسكرية للسيد كارتر وأميركا! والشعب الإيراني يريد إنهاء هذا الوضع، فهو يريد ان تكون بلاده مستقلة، غير تابعة للأجانب، والبلاد المستقلة لا تسمح بوقوع مثل هذه الامور فيها، فلو كان تعداد نفوس شعب ما خمسين ألف نسمة، وكان مستقلًا، ويدير أموره بنفسه، لما استطاعت قوة ان تفرض عليه شيئاً، ولكن سر الإشكال هو أن هؤلاء يوجدون الفساد داخل البلاد فيما السيد يجلس خارجها ليقول: نحن لا نتدخل في شؤونها الخاصة! إذا كان التدخل بمعنى إرسالك أنت احد العسكريين ليحتل إيران بقوة المدافع، فقولك صحيح، وهنا لم يحدث، لكنك أرسلت المستشارين العسكريين تحت غطاء أنهم خدام الشعب، ويسعون الى تدريب الجيش وأمثال ذلك، وبهم تتدخلون وتتسلطون على جميع شؤون البلاد.
نحن نطالب بإيران حرة مستقلة ومقتدرة يتصدى الشعب بنفسه لإدارة شؤونها، فلم يكن لدينا طوال خمسين عاماً مجلس نيابي ولا حومة وملك، لم يكن لدينا شي‏ء، فكل شي‏ء تحت سلطة الاجانب وإرادتهم، وقد انتفض وطننا اليوم برمته، لينهي هذه الحالة من الاضطراب والهرج والمرج التي يسعى الاجانب للابقاء عليها، وليمنعهم من تحقيق ما يريدون.
أمّا بالنسبة لعبارته الثانية، فلنسأله (كارتر) هل الاستقرار موجود الآن في إيران حيث الملك موجود ولم يرحل بعد؟
النزاع قائم فيها مع وجود الملك إذ إن الشعب قد تصدى له اليوم وهو يهتف قائلًا: لا نريد هذا (الرجيل) الذي يقف في الجهة المقابلة، ويتمادى في العدوان على أرواح الناس، ويمعن في القتل والاغارة عليهم بالمدافع والبنادق وهراوات الأراذل والاوباش، فهل ثمة استقرار مع هذا الوضع؟
قبل يومين او ثلاثة شهدت مدينة مشهد المقدسة اقتحام هؤلاء (جلاوزة الملك) معبد المسلمين وحرم الامام الرضا- سلام الله عليه- وهم يستقلون دبابة- كا ورد في التقارير- دخلت الصحن (صحن الحرم الرضوي)، وينقل أن آثار الرصاص شاخصة على جدران الصحن والايوان، وهذه ليست المرة الاولى التي تنتهك السلالة البهلوية حرمة معابدنا بهذه الصورة وحرمة معبد الامام الرضا بالذات. فهل هذا استقرار؟ وهل بلادنا مستقرة؟ الملك موجود الآن فهل البلاد مستقرة، ولا تشهد أي اضطراب، أو أنك تريد أن تطلق قولًا ما لنفسك؟! اما من أحد يقف بوجهه وينكر عليه ما يقول؟
ان الناس يعرّضون للقتل، ويقاسون الاذى، وإيران كلها تحولت الى اشبه ما تكون ببلاد ضربها الزلزال، فطائفة تعلن رفضها للملك فيما تهاجمها مجموعة من الأراذل والأوباش بكل عنف، وتقول: لا يجب أن يحب الشعب هذا الملك! فهل يمكن فرض محبته على الشعب بالقوة؟! أهذا هو الاستقرار الذي يقول: إن إيران تتمتع به: وإنه لا يقدر ان يراه يتزعزع؟!
أما بالنسبة للعبارة الاخرى، فانه قد تلطف كثيراً عندما قال: ان مجموعة من (الاراذل)، بل (الأراذل الحقراء) يسعون للاطاحة بهذا الملك الكذائي والكذائي، ونحن لا نستطيع مشاهدة مثل ذلك؟! فهل أبناء الشعب الإيراني الذي يطالب بالحرية والاستقلال هم الأراذل والحقراء، أو الذين يسعون لنهب ثروات الجماهير؟ الشعب الإيراني يهتف مطالباً بالحرية، فهل الاراذل والحقراء في أعين العالم هم سالبو حرية الناس أو المطالبون بها؟ وهل الرذل الحقير من يطلب الاستقلال، أو من يدمر استقلال شعب كامل؟
إن هذا الشعب بملايينه الخمسة والثلاثين قد تصدى للتضحية بالأرواح والشباب سعياً لإنقاذ بلاده منكم، فهل هو مجموعة (أراذل وحقراء) وأنتم السادة الشرفاء؟! آدمي يتشدق من جهة بالحديث بحقوق الانسان، ومن جهة أخرى يسحق حقوق الملايين من بني الانسان، ولدينا شواهد على ذلك في إيران وللآخرين شواهد في بلدانهم، فهل هو شريف جداً!
إذا كان الشعب الإيراني الذي يريد التحرر من مخالبكم هو مجموعة من الاراذل والحقراء في نظركم فنظرك سقيم، فأرجع البصر. إنك تريد التعايش مستقبلًا مع هذا الشعب، وهذا الشعب لن يسمح لك بالحياة وللأمريكي بالبقاء في إيران بعدما شاهدك تتكلم عليه بهذا النحو. على هذا المرء أن يفكر قليلًا، إنه يقول: لا نستطيع مشاهدة مجموعة من الاراذل والحقراء يسقطون الملك الإيراني وهو هو!
حسن، ان كنتم لا تستطيعون ذلك، فأغلقوا أعينكم. فالشعب الإيراني سيحقق الامر (الحاضرون: ان شاء الله).
وسيفعل ان شاء الله شريطة أن يكون عمله لله: (قل إنما أعظكم بواحدة ان تقوموا لله، مثنى وفرادى) «1»، وكونوا يداً واحدة لله فاذا كان الامر لله اقترن بالنصر، اتحدوا في سبيل الله، فالنصر حليف من يلتزم بذلك، وانتفضوا قياماً لله، الشعب الإيراني انتفض في سبيل الله ليقطع يد الظلم، وينقذ البلاد الإسلامية- بمشيئة الله-.
ونحن جميعاً مكلفون دعم هذه النهضة، ولينتبه السادة على حقيقة انه اذا لم تحقق هذه النهضة هدفها- لا سمح الله- وخذلت فسنظل في المحنة إلى النهاية، أي: أن أبناءكم وأحفادكم في الاجيال القادمة سيكونون أيضاً أسرى مخالب الاستعمار وأحد المتجبرين الذين سيأتون لخدمة مصالح المستعمرين، فلا تسمحوا باخماد هذه النهضة قبل الوصول إلى هدفها، اسعوا بكل جد لنصرة الحق لكي تحقق النهضة ثمارها، وتقطع أيدي الاجانب، وتتم الاطاحة بهذه السلالة (البهلوية)، وتسقط في الهاوية.
حفظكم الله جميعاً، ووفقكم، وسلمكم بمشيئته- تبارك وتعالى.

«۱»-سورة سبأ/ الآية ۴۶.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: