المحاور: مراسل مجلة الاقتصاد العربي الفرنسية
السؤال: [أشرتم في لقائكم مع وكالة الإنباء فرانس برس إلى وجوب تشكيل حكومة ثورية مع انهيار الشاه، والى انكم لن تعودوا الى إيران قبل سقوط الشاه. يمكن القول: إنه إثر مفاوضات الشاه مع اشخاص مثل كريم سنجاني، واثر الضغط الامريكي على الشاه، فمن الممكن ان يترك الشاه إيران، ويتم تشكيل حكومة انتقالية من هؤلاء المساومين. انتم في مثل هذه الشروط هل تقبلون هذه الحكومة بعنوان حكومة انتقالية وتعودون الى إيران؟].
الجواب: الشيء الاول الذي تصدر مطالبنا وارادة عامة الشعب هو عزل الشاه، ولكن القضية ليست في شخص الشاه.
نحن سنقصي بكل قوة كل حكومة لا تكون من قبل الشعب نفسه، مثل تلك التي تعتمد على نفس القوة التي أوجدت الشاه وحفظته، أو القوى الاخرى.
وسوف نتبع نفس الاسلوب الذي اتبعناه ونتبعه مع الشاه.
وقضية ذهابي الى إيران أو بقائي خارج إيران متوقفة على المكان الأفضل الذي أستطيع أن أخدم فيه شعبي أكثر.
- [أشرتم إلى انه يجب إبعاد كل الاشخاص سواءً كانوا مؤيدين أم معارضين انتهازيين والذين يلمحون الى دستور الانتخابات الحرة عند مراكز السلطة، هل هذا يعني برأيكم ان الدستورالحالي لا يتمتع بأي اعتبار؟ إذا كان كذلك، فبرأيكم ما هو الدستور الذي يجب ان يوضع لادارة شؤون البلاد؟].
* الشاه وحاشيته يلمحون الى الدستور، ولا شك ان هذا ليس احتراماً للدستور، لانهم خمسين عاماً كانوا يخرقون القانون، لكن ربما يقومون بهذه الخدعة لحفظ هيبة السلطة وشخصية الشاه في هذه العظمة.
أنا بسبب مؤامرة الشاه هذه نبهت الشعب الإيراني وأعيانه أن لا يتحدثوا بالدستور، لانهم لم يكونوا على علم بأنهم سيتورطون بمؤامرة الشاه. وبرايي لا اعتبار للدستور الحالي بلا تعديلات.
- [في احد تصريحاتكم طلبتم من العمال الإيرانيين ان لا يهتموا بوعود النظام، وان يستمروا في اضراباتهم، وكان أحد المطالب التي فرضت في هذه الاضرابات تأسيس اتحادات عمالية حرة، فما هو رأيكم في الاتحادات؟ واذا كنتم مؤيدين لتأسيسها، فما هو الدور والأهمية التي سوف تمارسها في إطار حكومة الجمهورية الإسلامية المقترحة من قبلكم؟].
* عمال إيران المحرومون والمؤمنون أكثرهم أولئك الفلاحون والمزارعون الفقراء الجائعون سابقاً، فلهم الحق في ممارسة النضال الشعبي بأي وسيلة ممكنة ومشروعة للحصول على حقوقهم الشرعية.
في الجمهورية الإسلامية يعطون الحقّ بأن يجتمعوا ويناقشوا مواضيعهم ومشكلاتهم باي صورة ممكنة، وفي النهاية يعلمون الدولة بأوضاعهم، ويدافعون عن حقوقهم النقابية.
- [ما هو رأيكم في نشاط الاحزاب السياسية اليسارية في اطار حكومة الجمهورية الإسلامية وذلك من دون اعتمادها على قوة خارجية؟].
* في اطار الجمهورية الإسلامية يتمتع كل فرد بحرية الاعتقاد والتعبير، لكن لن نسمح لأحد أو مجموعة تابعة للقوى الاجنبية بالخيانة.
- [ما هو رأيكم في نضال الشعب الفلسطيني آخذين بعين الاعتبار ان أكثر من نصف النفط الاسرائيلي يتم توفيره من إيران؟ فما هي الاجراءات التي يجب أن تتخذها إيران في هذا المجال؟]
* أحد عوامل انتفاضة الشعب الإيراني المسلم على الشاه هو دفاعه المستميت عن إسرائيل الغاصبة وقيامه بتوفير النفط لها، وتحويل إيران الى سوق مستهلكة للبضائع الإسرائيلية فضلًا عن المساعدات المعنوية الاخرى.
وكان يعمل على إدانة إسرائيل ظاهراً لخداع الرأي العام العالمي.
الشعب الإيراني المسلم وكل مسلم وحرّ لا يعترف بإسرائيل وسنكون دائماً مدافعين عن إخواننا الفلسطينيين والعرب.
- [في تصريحاتكم كنتم دائماً تدينون دور القوى الكبرى مثل أمريكا، الاتحاد السوفيتي وانجلترا والصين في الساحة العالمية، فما هو رأيكم في بيع الغاز والنفط الإيراني لهذه الدول وبعض التابعين لها مثل حكومة جنوب افريقيا؟ وما هو المشروع الذي تقترحونه بشكل عام لإدارة الصناعة النفطية؟]
* كنت دائماً أنبّه الناس في إيران على أن لا ينخدعوا بالشائعات المغرضة. وكان كل من امريكا وانجلترا المتباهيتين بالحضارة والتقدم، وأيضاً الاتحاد السوفيتي والصين المتباهيتين بالثورة والدفاع عن الثوريين يتعاونون بطريقة ما مع الشاه، ذلك المجرم المحترف.
كان الشاه يدافع ويساند كل أحد أو دولة مجرمة وظالمة في أي نقطة في العالم.
لقد قرر الشعب الإيراني ان يستمر في النضال، لكي يتخلص من قبضة هؤلاء السفاحين وعلى أساس هذا الاستقلال سوف يقوم بتنظيم سياساته.
وفيما يتعلق بالنفط، فمن هو الشخص الذي يعطي نفسه الحقّ أن يأمرنا بأنه يجب علينا دائماً هدر نفطنا بسخاء، وأن نعطيه الآخرين، ونحرم أنفسنا منه.
نحن لن نعطي النفط أعداء البشرية والانسانية.
باريس، نوفل لوشاتو
العودة الى إيران
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۹۲ تا صفحه ۹۳
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378