بسم الله الرحمن الرحيم
تحية للشعب الإيراني المظلوم، ورحمة الله- تعالى- على الناس الشجعان الواعين الذين ثاروا لإحقاق حقوقه، وثبتوا مضحّين بأموالهم وأنفسهم.
وتحية لأهالي مشهد المقدسة وقزوين وكرمانشاه وجميع أنحاء إيران المحترمين الذين يواجهون في هذه الأيام المصائب المختلفة والأعمال الوحشية لجلاوزة الشاه، وقاوموا الحكومة العسكرية غير القانونية والسفاكة، ويقاومونها بتقديم آلاف القتلى والجرحى ببسالة!
إن المذابح المتتابعة والوحشية- لا يمكن أن تكون إلا بأمر الشاه الخائن الذي يرى نفسه في حالة الاحتضار، والذي ما يزال يتطلع الى الدعم غير الانساني للقوى الكبرى المتجبرة، وإن هذه الأيام القليلة من نهاية عمر هذا المجرم هي من أخطر لحظات تاريخ بلدنا، وعلى الشعب الإيراني المظلوم الشريف ان يثبت في مجابهة ما بقي من جرائم الشاه كي يحقق بإذن الله- تعالى- النصر النهائي.
إن الاتهامات التي وجّهتها إذاعة إيران بكل وقاحة للشعب، مثل جريمة سينما ركس الوحشية، لا يمكن أن يرتكبها إلا المجرمون المحترفون للشاه، فهم لا يتورَّعون عن أية جريمة لتوظيفها اعلامياً، وإن شكل الجرائم، وأسلوب الدعايات ليشهدان أن اليد المجرمة لنظام الظلم التي اعتادت مثل هذه الاعمال الوحشية، كانت وراء تلك الحادثة.
إن الشعوب لتدرك الواحد بعد الاخر طبيعة النظام الذي يواجهه بلدنا، وما هو النظام الشاهنشاهي الذي أدانه شعبنا الشريف بالاستفتاءات المكررة خاصة في التاسع والعاشر من محرم، وماذا سيحدث اذا ما بقي قائماً؟
وفيما عدا عملاء الشاه، وأنصار الظلم، فإن جميع الشعوب الحرة أيدت استفتاءنا وسجّله المراسلون والصحف خارج البلاد، فلقد أعلنت شرائح الشعب المختلفة من العلماء الاعلام والجامعيين والعمال والمزارعين واعضاء الدوائر والوزارات والتجار المختلفين والشرائح المحترمة الأخرى، أعلنت بصوت واحد عدم شرعية الحكومات الغاصبة التي تولّت الحكم بأمر الشاه الطاغية، وأصوات المجالس غير القانونية.
وبناء على ذلك فان مساعدة الحكومات الخارجة عن القانون، ودفع الضرائب، وأجور الماء والكهرباء والهاتف والمساعدات الاخرى للحكومة التي عينها الشاه هي خيانة للشعب ومخالفة لحكم الله- تبارك وتعالى- وعلى العمال والموظفين المحترمين والمجاهدين في مؤسسات الماء والكهرباء والهاتف أن يعززوا علاقاتهم مع مواطنيهم الشجعان والعزل، ولا يمتثلوا بأي شكل لأوامر الحكومة غير القانونية فيما يتعلّق بقطع الماء والكهرباء والهاتف، وأن يؤدوا دينهم الى الإسلام والمسلمين بتعاونهم الكامل مع إخوتهم وأخواتهم المظلومين.
ومن الضروري الآن أن أذكر لكم:
1- لقد بعثت لجنة لمتابعة شؤون النفط لمواجهة اعلام الحكومة الغاصبة، وأصدرت الأمر باستخراج النفط للاستهلاك الداخلي ضمن شروط، مع أن أهل الاطلاع يقولون ان هناك مخازن كثيرة في البلد للاستهلاك الداخلي، وان الحكومة اختلقت أزمة مفتعلة، وقد قيل: إن المأمورين العسكريين ينهبون نفط المخازن من الليل حتى الصباح، ولا أحد يعلم ماذا يفعلون.
وأشكر للعاملين في شركة النفط الذين تعاونوا مع هذه اللجنة في عمل الخير هذا.
2- من الواجب على العلماء الاعلام في البلاد والخطباء المحترمين أن يحثّوا المزارعين الأعزاء في البلاد أن ينشطوا هذه السنة في زراعة المواد الغذائية والقمح خاصّة، وأن يتجنبوا زراعة المحاصيل التي تصدرها الحكومة المجرمة اليالأجانب، فليس من المستبعد أن يختلق هؤلاء الخونة الأزمات، وأنا أطلب من الشعب الإيراني أن يقدموا المساعدة للمزارعين المحرومين في هذا المجال.
3- أدعو الحرفيين والتجار والنقابات المحترمة ان لا يرفعوا أسعار موادهم الغذائية وبضائعهم، وأن لا يحدث من قبلهم إجحاف بحق الشعب المظلوم الذي يعيش حالة الجهاد، فالإجحاف مرفوض في كل حال، وهذا العمل في هذا الوقت الحسّاس هو لمصلحة النظام الظالم ومخالف لرضى الله- تبارك وتعالى- ولذلك أطالبهم على وجه الوجوب بأن لا يتجاوزوا الأسعار العادلة، وأن يخفضوا الأسعار ما أمكنهم للفقراء، فعملهم هذا هو اسهام فاعل في نهضتهم الإسلامية، وموافق للانصاف ورضى الله- تعالى- اسأل الله، تعالى- التوفيق للشعب الإيراني المجاهد في تحقيق أهدافنا الانسانية الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
باريس، نوفل لوشاتو
مذبحة النظام في مشهد وقزوين وكرمانشاه وبقية المدن
تحريم دفع الضرائب وأجور الماء والكهرباء والهاتف لحكومة الشاه
الشعب الإيراني
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۲۵ تا صفحه ۲۲۶
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378