شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة المام الشعب بالقضايا الراهنة في البلاد]

باريس، نوفل لوشاتو
ضرورة المام الشعب بالقضايا الراهنة في البلاد
مجموعة من الموظفين في محل اقامة الامام‏
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۸ تا صفحه ۳۵۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏
إنني أشكر جميع هؤلاء السادة الذين قدموا العون، وأنجزوا الاعمال خلال هذه المدة التي نُبتلى فيها بهذه القضايا، وينبغي لي ان أقول بأن القضية قضيتهم والمنزل منزلهم، كما ينبغي أن أنبه الى حقيقة انه إذا كان من الضروري أن نقوم بالأعمال بصورة جماعية تعاونية عندما نجتمع في هذا المنزل المتواضع، فلا يمكن لواحد منّا أو اثنين القيام بكل الاعمال.
وهذه الضرورة تتأكد أكثر بشأن البلد ككل، فقد جرت عليه كل هذه المصائب، ولم يشهد الى اليوم سوى التخريب تقريباً، فلا يمكن إعماره ما لم تتعاضد جهود جميع فئاته وأبنائه. وإذا لم يبادر كل فردٍ من افراد الشعب الإيراني- وحيثما كان- الى العمل لبناء البلد، فسيبقى على حالته المدمرة أو نصف المدمرة.
وعندما نكون جميعاً مسؤولين عن ذلك، ويقوم كلّ منا بعمل ممكن له متحلياً بالصبر وتحمل المشاق، يصبح بلدنا بلداً معموراً وسليماً وجيداً في جميع مجالاته. كما يجب على الجميع أيضاً أن يشرفوا ويراقبوا كل شؤون بلدهم، لكي لا يستطيع الشياطين التوغل إليه ثانية، فعليهم أن يراقبوا تحركات العاملين في المؤسسات الحكومية، ويقوموا بمهمة التفتيش وأمثالها، فإذا إرتكب هؤلاء مخالفة عن عمد أو خيانةً أبلغوا السلطات القضائية عنهم، لكي تتابع الأمر. فجميع المصائب التي جرت طوال هذه السنين ناتجة من كون هذه المؤسسات عاملة على وفق أهوائها دون رقابة.
فالذي كان يمثل السلطة الحاكمة العليا بعنوان" الملك"، كان يحكم دون قوانين يخضع لها وتقيد تحركاته، وإذا كان هذا حال المسئول الأول، فمن الطبيعي أن يتعلم أتباعه ذلك، ويكون تحركهم طبق أهوائهم، وإذا كانت إقامتهم للمجلس النيابي مدفوعة بأهوائهم ودون رعاية القوانين، فمن الطبيعي أن لا يلتزم نوابه بالقوانين.
لذا يجب إنهاء هذه الحالة أذا أريد لإيران أن تكون دولة تقدمية متقدمة حقيقة، وليس بالقول فقط، يجب السعي لإصلاح الحالة المعنوية في البلد، أي: قطع أيدي الجريمة والخيانة، وعلى جميع أبنائه أن يقوموا بهذه المهمة، وعلى كل موظف حكومي وكل عضو في الحكومة أن يتكفلها.
وعلى الشعب برمته القيام بمهمة الرقابة العامة والإشراف على ذلك، فمثلًا يجب على الذين يترددون على المحاكم ودوائر العدل ومراكز الشرطة وأمثالها في قضايا ومشكلات أن يراقبوا ما يجري فيها بأنفسهم، وهم مكلفون- إذا أرادوا إصلاح الاوضاع، بابلاغ الجهات التي يجري تأسيسها لهذا الأمر بالمخالفات التي وقعت في السابق لكي تجري متابعتها.
يجب تأسيس محاكم صالحة تتدخل في الأمور كافة، بمعنى أن تهتم باستغاثات الناس حقاً، ولا تتجاهلها كما تفعل دوائر العدل الآن طوعاً أو كرهاً، ولا تفعل ما تفعله مراكز الشرطة من إلحاق الأذى بالناس وضربهم وأمثال ذلك. فيجب إنهاء هذه الأوضاع والحيلولة دون أن يحل اللصوص محل اللص الكبير الذي رحل، ويواصلوا الممارسات نفسها. عليكم وعلينا جميعاً التحلي بالدقة في هذه الأمور ومتابعة التحرك ومواصلة التضحية، لكي يصبح بلدنا دولة سليمة- إن شاء الله.
أسأل الله- تبارك وتعالى- السلامة لكم جميعاً، وأعتذر إليكم من المشاق التي تحملتموها خلال هذه المدة، حفظكم الله جميعاً وسلمكم. ونحن الآن ذاهبون الى هذا البلد لنرى ما يحدث فيه، نحن عازمون على كل حال، فأما أن نضطر للعودة في منتصف الطريق، ونكون في خدمتكم مرة أخرى، وإما أن نصل الى البلد، وننزل فيه ليحدث ما يحدث.
[أحد الحاضرين: فديتك، نحن نفتخر بأن نكون في خدمتكم.]
الإمام: حفظكم الله جميعاً، وعليَّ أن أقول لكم أيها السادة ما قلته أيضاً للسيد يزدي وبعض السادة وهو: أنتم حلّ من بيعتكم لي، فسفري محفوف بالأخطار في ظل ما أعده هؤلاء، ولا أرغب في أن تحيط بكم المخاطر- لا سمح الله- بسببي، فقد طال بي أنا العمر، أما أنتم، فما زلتم شبّاناً.
[أحد الحاضرين: ... نحن نوقع على هذه الكلمة بدمائنا.
أحد الحاضرين: لقد قلت للأخوات: إنّ السيد (الإمام) أمر بعدم اصطحاب السيدات في الطائرات، فآذاهن ذلك، وطلبن أن أقول لكم: ألم يصحب الامام الحسين السيدة زينب وأخواته معه؟]
الامام: أجل ولكن ذاك الامام الحسين، ووضعنا يختلف، ولا أرغب في أن ترافقنا السيدات وكذلك السادة، وأرى أن أسافر وحدي، ثم يلتحق بي السادة فيما بعد.
أطال الله أعماركم ووفقكم- إن شاء الله-، وعلى أي حال، فمن الصعب علي أن يصاب أحد بأذى من أجلي، فلا ضير أن يلحقني أنا نفسي الأذى، ومن الصعب علي ان أرى احد إخوتي يصاب بالأذى من أجلي، حفظكم الله جميعاً ووفقكم- إن شاء الله.



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: