المحاور: صحفي فرنسي
السؤال- [أجل سفركم، ورأينا أن التظاهرات قد قمعت بعنف البارحة، ويبدو أن رحيل الشاه غير محدد. فهل تشكون في إمكان تثبيت الحقوق الإسلامية؟]
الجواب: ما نطالب به هو رحيل الشاه والنظام الملكي والحكومة المعيّنة من قبله، والأوضاع سوف تستقر بإحلال الحكومة الإسلامية. والذي يزعزع الأوضاع هو الحكومة وعسكريون عملاء. أكدت مراراً أن الجيش معنا، وهذا العنف الذي نشاهده هو من صنع عدد من قادته الذين يواجهون الهزيمة بلا شك.
سؤال- [كيف سيكون الجيش في ظل الحكومة الإسلامية؟ هل سيحصل على الأسلحة الحديثة والمتطورة كما في السابق؟]
جواب: بالطبع نحن نحتاج الى جيش، وبعد إقامة الجمهورية الإسلامية يجب أن يكون الجيش قوياً، ولكن لمصلحة الشعب. يجب أن يكون الجيش خادماً للشعب لاخادماً للأجانب ووسيلة لقمع الشعب. هؤلاء اختاروا الجيش، وانتقوا عناصره، ليكون وسيلة لقمع الشعب. فإذا تنحى ذلك العدد القليل من القواد الخونة الذين يعملون لمصلحة الأجانب فإن الجيش وسوف يتحول إلى وسيلة لخدمة الشعب، وسيستفيد من أحدث التجهيزات والمعدات وأقصد بالتجهيزات الحديثة هي تلك التي تخدم مصالح الجيش نفسه، وليس مصالح المستشارين الأمريكيين.
سؤال- [ما هو موقفكم إزاء الاستثمارات الفرنسية والعقود المبرمة مع فرنسا؟]
جواب: هذه الأمور تعود إلى الحكومة القادمة. نحن سنحترم العقود المبرمة لمصلحة الشعب، وأما ما يضر الشعب فسنلقيه. لا تظنوا أن وجودي في فرنسا سيجعلني أخطو خطوة لمصلحتها على حساب شعبي. فرنسا كباقي الدول، وأنا سأستمر في نضالي أينما كنت في فرنسا أو غيرها. بالتأكيد حالياً أقدم شكري لفرنسا.
سؤال- [هل يمكن السيد طهراني الذي استقال من منصب المجلس الملكي «1» أن يكون وسيطاً بينكم وبين الجيش وبختيار؟]
جواب: حكومة بختيار حكومة غير قانونية ومحادثتها لا معنى لها. والجيش أيضاً ليس سلطة لا يمكن التفاوض أو التفاهم معها.
سؤال- [لماذا لا تقبلون باقتراح بختيار حول اعطاء الشعب فرصة الاختيار بين الجمهورية الإسلامية ونظام آخر؟]
جواب: بختيار غير قانوني والشعب يناهضة- وهو باعتقادي أمرؤ خائن.
سؤال- [أنتم تناهضون إسرائيل وتتساندون عرفات. ماذا سيكون موقفكم من أزمة الشرق الأوسط؟]
جواب: هذه المسائل تخص الحكومة القادمة ولا أستطيع التعليق عليها الآن. ولكن حال وصول حكومة شعبية إلى السلطة سنقطع علاقاتا بإسرائيل، لأنها معتدية وغاصبة.
سؤال- [هل بحثتم موضوع توليكم رئاسة الجمهورية الإسلامية؟ واذا توليتموها فبأي حدود وأي شروط؟]
جواب: لا، أنا لا أتولى مسؤولية رئاسة الجمهورية، فشأني إرشادهم وهدايتهم.
سؤال- [توقعتم يوم الخميس الماضي وقوع حوادث خطيرة لحظة وصولكم إلى طهران، فهل أحداث الساعات الأخيرة تؤيد هذا الأمر؟]
جواب: ما دام هذا النظام قائماً وما دامت هذه الدولة الغاصبة قائمة، فإنني أرجح هذه الاحتمالات. إذا عندما ترحل هذه الحكومة ستستقر الأوضاع، أنا لا تهمني نفسي، وأطلب من الله- تعالى- أن أستشهد من أجل شعبي وأن أقتل إلى جانبهم. قلت مراراً: أنا مساوٍ لاي إنسان عادي.
سؤال- [هل ستبنى الجمهورية الإسلامية- كما تريدونها أنتم- على التعددية الحزبية؟ وهل ستحترمون الاتجاهات الدينية الأخرى والفئات غير المسلمة؟]
جواب: ستتمتع جميع الأحزاب في إيران بالحرية، إلا إذا تنافت مع مصالح الشعب، وفي تلك الحالة ستمنع من النشاط. أما إبراز العقائد، فهو حر، وستحظى الأقليات الدينية بالاحترام، وستصان جميع حقوقها تحت راية الإسلام والجمهورية الإسلامية.
سؤال- [لا يستطيع أحد أن ينكر جهد منظمة الأمريكية في تثبيت نظام الشاه، وإبقاء حكومة بختيار. كيف يمكن في هذه الأحوال منع عمل عسكري تعسفي بإشراف القيادة الأمريكية؟]
جواب: بالنحو الذي عزل فيه الشاه، فإن إرادة الشعب ستغلب جميع المشكلات، والجيش باستثناء عدد من قادته فإنه من شعبنا ومعنا.
سؤال- [هل تدعمون من الخارج؟]
جواب: لم نحظ بأي دعم. ربما كان هناك مساندة لفظية، لكن لا توجد مساندة عملية نهائياً، ولا نحتاج إلى أي دعم، فالشعب الإيراني أراد النصر، وسيناله حتماً.
سؤال- [ما هي التدابير الاقتصادية التي يجب اتخاذها فور سقوط حكومة بختيار؟]
جواب: لدينا خبراء اقتصاديون لانقاذ اقتصاد البلد، وسنكل العمل إليهم، حتى يحددوا لنا الأولويات. فاقتصاد البلاد قد انهار. وسنواجه بعد الثورة أزمات اقتصادية كبرى، لأن الشاه لم يترك في البنوك نقداً من أجل إحلال الهدوء الوهمي في إيران. كما أخرج الخونة مبالغ هائلة وضخمة من البلاد. لكن مع كل هذا لدينا من يستطيعون ايجاد حلول، ولأن الشعب بكامله يقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية، ولذا نأمل بأن نستطيع التغلب على المشكلات وننظم جميع الجوانب المادية والمعنوية وبمشيئة الله- تعالى- نبني إيران من جديد. ولكن على الاعتراف مرة أخرى بأننا سنواجه مشكلات اقتصادية كبيرة.
سؤال- [هل ستغادرون الليلة؟ ماذا ستفعلون لو أغلقت المطارات؟ سمعنا أنكم ستذهبون من طريق آخر، ما هو هذا الطريق؟]
جواب: ما دام المطار مغلقاً فلن أذهب، وعند افتتاحه فإنني سألتحق بأبنائي و وطني، لأبقى معهم فإما أن أنتصر أو أقتل.
سؤال- [يقول البعض بأنكم جعلتم الغرب يرتجف. نحن الغربيين لنا الحق أن نخاف منكم؟]
جواب: إذا ما كنتم تظنون أننا أوقعنا هزّة في الغرب، وزلزلنا قلوب الغربيين، فلا داعي للخوف، بل هذا من دواعي الأمل. فعلى الغرب أن يتفاءل، لأن هناك شعباً قام بانتفاضة كهذه من أجل الحصول على حقوقه. نعم، ربما ترتعب الدول الغربية عندما تشعر بأن مصالحها معرّضة للخطر، ولكنهم عندما ينتهجون طريق العدالة، فإن خوفهم يصبح في غير محله، لان إيران ستعاملهم بعدالة.
سؤال- [بعض التقاليد الإسلامية كالحجاب الإلزامي الذي أصبح لها مطلق الحرية، فهل ستعود من جديد الزامية في الجمهورية الإسلامية؟]
جواب: إن الحجاب المتعارف المسمى الحجاب الإسلامي لا يتنافى مع الحرية. الإسلام يعارض ما ينافي العفة. وسوف ندعوهم لارتداء الحجاب الإسلامي. إن نساءنا الشجاعات قد نجون من البلاء الذي أوقعه الغرب فوق رؤوسهم باسم الحضارة والتجأن الى الإسلام.
سؤال- [ما هو المقصود من السعر العادل للنفط؟ وبأي معيار يتم تحديده، هل هو السعر الذي تحدده أوبك؟]
جواب: هو السعر الذي يم تحديده على التوافق بين حكومتنا و الحكومات الأخرى، لا نظلمهم ولا يظلموننا. إننا لا نقبل أبداً، بأن تنهب مصالحنا تحت عنوان أوبك.
سؤال- [ما هو سبب أنكم تعتبرون حكومة بختيار غير قانونية؟]
جواب: بسبب معارضة جميع فئات الشعب له، والشاه هو الذي عين بختيار، وجميع الناس يناهضون الشاه وقد عزلوه عن السلطة، وقد أثبتوا هذا الشيء، مراراً في المظاهرات والمسيرات. الحكومة الشرعية هي التي تكون من الشعب وتخدمه، ولا تكون مناهضة له.
سؤال- [نحن الغربيون ماديون فعلى هذا الأساس كيف ستعاملوننا؟]
جواب: إنني أعرب عن أسفي على أنكم ضحّيتم بالمعنويات في سبيل الماديات، وقدمتم المصالح المادية على المعنوية. وهذا هو سبب كل هذه المصائب فوسيلة سموّ الانسان هي المعنويات. المعنويات تستطيع أن تسعد البشر، وتقدم لهم الهدوء والاطمئنان. والماديات هي التي أوجدت الصراع بين البشر، وإني أوصيكم أيها الغربيون أن تهتموا بالمعنويات. أنتم تدعون بأنكم مسيحيون. أنظروا سيرة المسيح، واجعلوها منهجاً لكم، حتى تنالوا السعادة. نحن نهدف إلى ايجاد النظام الذي يولي نهج السيد المسيح اهتمامه.
باريس، نوفل لوشاتو
الأحداث الإيرانية، الأوضاع المستقبلية الإيرانية بعد انتصار الثورة، موقف الإمام إزاء الغرب
صحيفة الإمام الخميني ج ۵ ص ۳۶۸ الى ۳۷۰
«۱»-السيد جلال الدين طهراني رئيس المجلس الملكي، استقبله الإمام الخميني في أثناء سفره إلى فرنسا، وقدم له استقالته مع جزيل الشكر.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378