بسم الله الرحمن الرحيم
الشهادة في سبيل الهدف
أشكركم على التعازي التي حملتموها من طرف الرئيس والحكومة والشعب بمناسبة المصيبة الكبيرة التي حلت بنا وبشعبنا بل بالأمة الإسلامية. بيد أنه لابد لنا من تقديم أمثال هؤلاء الشهداء في سبيل الإسلام.
إن الإسلام ومنذ اليوم الأول لظهوره، انتشر هذا الدين الحنيف بالشهادة.
ان للإسلام شهداء عظاماً وهو يفتخر أن قدم شهداء عظماء في سبيل الله وفي سبيل الهدف. نحن أيضاً نفتخر بتقديم الشهداء في سبيل الإسلام وفي سبيل هدفنا. وهذا ليس آخر شهيد لنا. إننا من الممكن أن نقدَّم شهداء آخرين، وبالنسبة لنا لا تهمنا الحياة في هذه الدنيا وانما المهم هو الهدف. إننا نسعى في سبيل الهدف، وكل ما واجهنا في ذلك نتقبله لانه من أجل الهدف.
[المترجم: في المرحلة الثانية، لقد أعلنوا تأييد حكومتهم وشعبهم لكم].
واما فيما يتعلق بتأييد هذه النهضة. فإن جميع المسلمين شاركوا في هذه النهضة. لقد كانت هذه النهضة من أجل الهدف الإسلامي، وليس إيران فقط، غاية الأمر أن نقطه البداية كانت من إيران وجميع المسلمين شركاء في هذا الهدف. إن النهضة كانت من أجل إقامة العدل، فلابد من القول بأن الجميع شارك فيها، ولأنها من أجل احياء الإسلام فالمسلمون شركاء فيها أيضاً. ولذلك فانه يجب على جميع المسلمين أن يساهموا وبصوت واحد في هذه النهضة الإسلامية العظيمة، عسى أن يتحقق لدى الشعوب- إن شاء الله- المعنى الذي تحقق في إيران وهو التضحية في سبيل الإسلام ووحدة جميع فئات الشعب من أجل نجاح أهداف الإسلام. وإذا تحققت مثل هذه الوحدة للكلمة مع هذا الهدف الكبير ألا وهو إقامة العدل، إذا ما تحقق ذلك، في الدول الإسلامية الكبيرة فإنها ستكون قوة عظيمة ولن تستطيع أية قوة الوقوف في وجهها حتى ولو كانت قوة عظمى.
[المترجم: فيما يتعلق بتأييدكم دولة فلسطين ومطالبتكم بحقها].
واما فيما يتعلق بتأييدنا لفلسطين واستنكارنا للكيان الاسرائيلي، فإن هذا ليس بالأمر الجديد، إننا ومنذ عشرين عاما نتحدث عن هذه القضايا وقد نصحنا الحكومات العربية وبقية المسلمين للتعاون في هذا الموضوع. فلو كانت الدول العربية بتعداد نفوسها الكبير وثرواتها العظيمة متفقة مع بعضها لما وقعت هذه المصائب على فلسطين وعلى القدس. ولكن الحكومات العربية لم تصغ مع الأسف لنصائحنا ولم تلتفت إليها بسبب وجود الاختلافات فيما بينها التي أوجدتها الأيادي الأجنبية. وهذا الاختلاف ما زال موجوداً الآن وهو في حالة تزايد. ومن دوافع هذا الاختلاف الاتفاق الذي جرى بين مصر وإسرائيل على يد الأجانب «1» إذ أثار الاختلافات بين المسلمين وبين الدول الإسلامية، ذلك لأنه لا يوجد بينهم وعي سياسي، فلم يستطيعوا حلّ المسائل، وسلّموا لمثل هذا الأمر الخطير، لمثل هذه الخيانة التي زادت على أثرها الاختلافات بين المسلمين وبين الدول الإسلامية، وهذا يدعو لتأسفنا الشديد.
اللغز الذي لا ينحل
وأما فيما يتعلق بالسيد الصدر «2». فقد تابعنا القضية أثناء وجودنا في النجف، ولدى ذهابنا الى باريس وعودتنا الى إيران. فالسيد الصدر ولد في ايران، وهو ايراني. وتربطني به علاقة قديمة، وقد ذهب إلى لبنان، ونحن مهتمون بالأمر، لأنه إيراني من جهة، وكان رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان. وكنا نرغب بحل هذا اللغز، وقد اتصلنا بليبيا مراراً، بل أرسلنا السيد قطب زاده «3» إلى لبييا ليتابع هذا الموضوع. وعندما رجعنا إلى هنا فان السفير الّليب- ي قد زارني وتحدثت معه في هذا الموضوع، وكذلك رئيس الوزراء «4» عندما زارنا فقد طلبت منه حل هذا اللغز، ومع الأسف فان هذا اللغز إلى الآن لم يُحل لنا. إنني آمل أن يُحل هذا اللغز من خلال سعي إيران وبقية الفئات المهتمة بالإسلام.
وحدة العالم الإسلامي
واما فيما يتعلق بعلاقاتنا مع الدول الإسلامية- بل مع كافة الدول- فإن لدينا علاقات، مع كافة الدول وهي علاقات سياسية وبطبيعة الحال ان حكومتنا إما أنها تنشئ هذه العلاقات أو تقوم بتقويتها. وعلاقاتنا بالدول الإسلامية يجب أن تكون قوية دائماً. يجب أن تكون الدول الإسلامية بمنزلة دولة واحدة، كأنها مجتمع واحد. لها عَلَمٌ واحد، وكتاب واحد، ونبي واحد، لابد أن تكون متحدة دائماً، وأن تكون لها علاقات مع بعضها في مختلف المجالات. وإذا تحققت هذه الآمال وظهرت الوحدة بين الحكومات الإسلامية في جميع المجالات، فمن المؤمل حينئذ أن يتغلبوا على مشاكلهم، ويصبحوا قوة كبرى في مواجهة القوى الكبرى.
مرة أخرى أعرب عن شكري وحكومتكم وشعبكم، وآمل أن ينال جميع المسلمين السعادة والسلامة وينجوا من شر الأجانب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته