بسم الله الرحمن الرحيم
الشهادة انتقال إلى عالم أسمى
إذا كان الطريق طريق الحق فلا ينبغي للإنسان ان يخشى الشهادة. إننا وقد نهضنا من أجل الإسلام ومن أجل احياء سنة الرسول الأكرم وإقامة العدل، فلا ينبغي لنا أن نخشى الشهادة، لا ينبغي أن نخشى استشهاد أولادنا، لقد كانت هذه سيرة الإسلام منذ البداية حيث قام الرسول وأئمتنا بالتضحية، وفازوا بالشهادة، يقول علي بن الحسين لأبيه: ألسنا على الحق؟ فيجيبه بلى، إننا على الحق، فيقول إذاً لا نبالي بالموت. إنما يخاف الموت من يتصور أنه لا شيء بعد الموت وأن كل الأمر هو هذه الحياة الحيوانية، إن من يعتقد أن الحياة هي هذه ولا شيء وراءها فلا بد أن يحافظ على هذه الأيام القلائل المتبقية له ويخشى ترك هذه الدنيا، ولكن المسلمين الذين يعتقدون بالقرآن ويؤمنون بالإسلام، وبعالم آخر أسمى من هذا العالم ويرون أن هذه الحياة هي حياة حيوانية، وأن الحياة الإنسانية هي في عالم آخر أسمى من هذا العالم. فمثل هؤلاء لامعنى للخوف عندهم، فالإنسان ينتقل من هذا العالم إلى عالم آخر أفضل من الأول ولهذا فإن هذا الأمر الذي كان موجوداً في صدر الإسلام وهو ان اصحاب الرسول كانوا يستقبلون الشهادة، كانوا يتسابقون إلى الشهاة، كان اصحاب أمير المؤمنين وأصحاب سيد الشهداء يستقبلون الشهادة ويتسابقون إليها، كان هذا الأمر بسبب الإيمان الراسخ بأن الشهادة لا تعني فناء الإنسان، الشهادة انتقال من هذا العالم إلى عالم أسمى واكثر نورانية، وكل ما فيه أفضل مما لدينا.
وبناءً على ذلك، فإن ظيفتنا جميعاً أن نكون جنوداً للإسلام، حرساً للإسلام، وعلينا جميعاً في هذا الوقت الذي نفذت فيه فئات مختلفة بين أوساط الناس لتفرقة صفوفهم وايقاف تقدم نهضتنا او تحجيمها، فإن تكليفنا جميعاً هو أن نعمل بجد للسير قدماً بهذه النهضة، وتطبيق الإسلام كما يجب ان يكون إن شاء الله، وأن نعمل على تلافي جميع النقائص من خلال الإسلام.
أسال الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم ايها الشباب، وأشكركم على قوة إرادتكم وقوة سواعدكم وجهودكم التي تبذلونها في سبيل الإسلام .. حفظكم الله جيمعاً وأنالكم سعادة الدارين إن شاء الله.