شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الإرهاب والتخريب من صنع عملاء أمريكا]

قم‏
الإرهاب والتخريب من صنع عملاء أمريكا
أساتذة جامعة أصفهان، الرابطة الإسلامية لموظفي وزارة الداخلية
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۸۳ تا صفحه ۸۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاغتيال مؤشر على ضعف العدو

ينتابني احساس بأن عناصر النظام البائد بدأوا يشعرون باليأس والعجز عن القيام بأي عمل. والدليل على ذلك قيامهم بتلك الأعمال التخريبية والإرهابية. فمن من المؤكد أنكم سمعتم اليوم عن محاولة اغتيال أحد علماء الدين «1» في طهران وإصابته بثلاث عيارات نارية ولكن محاولتهم فشلت. وهذا مؤشر على ضعفهم. فإذا أحس الفرد بضعفه وشعر بقرب نهايته، يقدم على تلك الأعمال التخريبية لكي تعم الفوضى البلاد، وإيجاد الرعب وتشويش الأذهان. غير أن شعبنا لم يعد يخشى هذه الحركات. فلم يكن الشعب ليخافهم عندما كانوا بكامل قواهم، حتى يخشاهم الآن. عندما كان النظام البائد بكامل قواه كنا نشاهد الطفل والشيخ والرجال والنساء ينزلون الى الشوارع ويهتفون بالشعارات الإسلامية وترتفع صرخاتهم بنداء (الله أكبر)، واستطاعوا ان يهزموا النظام. إن هذه الأعمال التخريبية التي يقوم بها هؤلاء لن تحقق أحلامهم الواهمة. فلم يعد بإمكانهم الآن، من خلال اغتيال شخص ما، أو تخريب مركز معين، أن يحققوا أهدافهم. لذا يجب أن يكون شعبنا قوي الإرادة وصلب العزيمة ويمضي قدماً بعون الله تعالى.

تحرك بعض المجموعات يتعارض مع الإسلام ومصلحة الشعب‏

يجب أن نسأل من أولئك الذين يقومون بالأعمال التخريبية، ويزعمون بأنهم مسلمون وانصار الجماهير والشعب. وما شابه ذلك، فإذا كنتم مسلمين فكيف تقومون بتلك الأعمال وهي خلاف الإسلام وأحكامه؟! هل قتل إنسان- كالمرحوم مطهري- قضى عمره في العمل والدعوة للإسلام هو من تعاليم الإسلام؟ و محاولة هل اغتيال عالم دين قضى عمره كله في العمل والخدمة للإسلام، ولم يشهد شخص أنه عمل ما يخالف مصلحة الإسلام- كالسيد رضي الذي يرقد الآن في المستشفى- تنسجم مع التعاليم الإسلامية؟
كيف تزعمون بأنكم مسلمون وتريدون العمل للإسلام، وتقومون بقتل علماء الإسلام وأحفاد الرسول؟ نحن نقول لتلك المجموعات أياً كانت مسمياتها، أنكم وخلال هذه الأشهر الخمسة التي تحققت بها الجمهورية الإسلامية هل شاهدتم منا غير خدمة الشعب؟ هل شاهدتم عناصر حكومتنا تقوم بمصادرة منزل شخص بري‏ء أو أي شخص آخر؟ وهل تم اعتقال شخص بري‏ء؟ وهل تمت محاكمة أحد غير عناصر الحكومة الفاسدة السابقة، غير الذين قاموا بقتل الناس جماعات جماعات أو قاموا بإصدار أحكام الإعدام ضدهم، بعد ذلك إذاكنتم مسلمين كيف تقومون بإضرام النار في محصولات الفلاحين، وتحولوا دون قيامهم بأعمالهم، وتمنعوهم من جمع الثمار.هل هذه هي خدمة الشعب؟
وهناك مسألة أخرى أيضاً، ألا وهي موضوع الاستفتاء الذي وافق عليه الشعب وصوت له بأكثر من 5 ر 98%. فإذا كنتم مع الجماهير وتريدون مصلحة الشعب، فكيف تقومون بهذه الأعمال وتقاطعون الانتخابات والشعب يريدها، كيف تقومون بإحراق صناديق الاقتراع ومحاولة منع أبناء الشعب من التصويت وممارسة حق الرأي بقوة السلاح، هل هذه الأمور تنسجم مع تطلعات أبناء الشعب؟ والآن إذ نقوم بخدمة الشعب وبناء المساكن للمحرومين وإعادة إعمار البلاد، تقوم أنتم بإشاعة الفوضى. فهل يوافق هذا مصالح الشعب؟

الفئات الراعية لمصالح أمريكا

الحكمة تقول أن الشخص المستفيد من عمل معين هو الذي يقف وراء ذلك العمل. ولكي نتعرف على طبيعة الجريمة يجب أن نعرف من المستفيد من هذا العمل. يجب أن ننتبه إلى أن هذه الأعمال التخريبية، من إحراق الأراضي الزراعية، ومنع الناس من الزراعة، والموظف من أداء عمله، وتخريب المعامل، كي نتعرف على من يقف ورائها. أما بالنسبة للزراعة فالمسألة واضحة فهي تنتهي لمصلحة أمريكا. لأن أمريكا تعتبر من الدول المصدرة للقمح إذ تملك أراضي زراعية واسعة، وإذا فشلت في العثور على مشتري فسوف تقوم بإحراق أو رمي محصولها في البحر.
أما بقية الدول فأكثرها من البلدان المستوردة حتى الاتحاد السوفييتي كان من الدول المستوردة من أمريكا، لذلك فإحراق الأراضي الزراعية وتخريب الزراعة، كل هذه الأمور من مصلحة أمريكا. ولذلك أعتقد أن هذه المجموعات التي تنتسب إلى الجناح اليساري أو إلى الشعب أو ما شابه ذلك، حسب زعمهم، ليسوا إلا عمالا لأمريكا ولمصالح أمريكا، ومن تبهم ليسوا أكثر من صنيعة أمريكية أيضاً، لأنه وحسب ما أتذكر أن مؤسس (حزب تودة) «2» سليمان ميرزا كنت قد التقيته في رحلتي إلى مكة وكان إنسانا يصلي ويصوم!. وكان برفقته ولد قد تبناه وكان يعامله معاملة الأب لولده. فهذه المجموعة لم تكن بهذا الشكل الذي يزعمون الآن بأنهم لا يعتقدون بأي شي‏ء.
وأعتقد أن هذا الذي وصلوا إليه كان بالأصل خطة إنكليزية، ففي زمن سليمان ميرزا لم يكن للأمريكان نفوذ في إيران، أما الانكليز فكان لهم نفوذ كبير وهم الذين جاءوا برضا شاه واعترفوا بذلك في الإذاعة، إذ قالوا نحن الذين جئنا به وعندما خاننا عزلناه. وبعد ذلك انتهى نفوذ الانجليز ووجودهم ليحل محلهم الأميركان وتزداد اطماعهم في البلدان الشرقية. وآمل أن يكون وجودهم في ايران قد انتهى. بيد أن ما يلاحظ هو أن هذه الأعمال التخريبية وغيرها ما هي إلا تنفيذا لمصالح أمريكا في المنطقة. فإذا كانت هذه المجموعات تزعم بأنها تعمل من أجل الشعب ولتحقيق مصالحه، فلتساعدنا في انجاز هذه الأعمال التي هي لمصلحة الشعب.
وها نحن نشاهد الآن البيادر والمزارع وقد نزل إليها الموظفون والمهندسون والأطباء، الرجال والنساء، للمساعدة في الحصاد، إن هذا المشهد الذي نراه لم يكن له سابقة في إيران وفي هذا الوضع الممتاز من التعاون والمشاركة، حيث أن الأطباء والأساتذة ورجال الدين أيضاً يساعدون الناس في أعمالهم. فليأتوا ويشاركوا الناس في هذه الأعمال والحصاد، وإذا كانوا كما يقولون يريدون خدمة الشعب، إذا فلماذا يمنعون الناس من الحصاد والزراعة؟ بل يقومون باضرام النار في بيادر القمح، ليقضوا على جهد عام كامل لفلاح أو عدة فلاحين! أهذا صحيح بأن أكون مع الجماعة وخادم للجماعة والمجموعة ثم أقوم باضرام النار في محاصيلهم وأراضيهم؟ إنكم تزعمون الانتساب الى الإسلام، فهل من الإسلام هذه الأعمال التخريبية والنهب والقتل؟ وهل من المعقول أن المناصر للشعب، يأتي ويقول للناس لاتعملوا! وتعالوا خذوا أجوركم منا بدون عمل! أهناك أجور تعطى من دون عمل، إن هذه الأمور ليست إلا من أجل إيجاد الاضطرابات والاختلالات. فهذه الأموال مصدرها جهات أجنبية، وإنهم يسعون الى إيجاد الاختلال والاضطراب ومن ثم عودة أسيادهم إلى السلطة مرة أخرى، كي يتسنى لهم تحقيق مطامعهم. ولكن يجب أن يعلموا بأن هذه الأمور قد انتهت وقد قطعنا الطريق إلى منتصفه وسوف نقطع بقية الطريق بإذن الله ولاعودة أبداً.
تشاهدون كلكم النهضة الإسلامية وقد انتشرت في كل مكان، التحولات الإسلامية في كل مكان في المجتمع حيث الجميع يبدي الرغبة للإسلام وقد أدركوا إننا مع الإسلام يمكن أن نتقدم ونحقق أموراً كثيرة، ولا يمكن بعد الآن أن ننزع هذه الرغبة من الناس وبهذه السرعة، وقد لاحظوا هذا الأمر لذلك بادروا إلى عمليات اغتيال الشخصيات البارزة المسلمة، فهم الآن يخشون الإسلام لأنهم لاحظوا القدرة العظيمة التي يمتلكها، والتي استطاعت أن‏ تضع شعبا لايملك شيئاً في الطليعة، هذا الشعب الذي كان لايملك إلا إيمانه ونداء (الله أكبر) وقد استطاع بهذا النداء أن ينتصر على الجميع وأن يقطع أيادي الخونة.

يجب أن يكون محتوى النظام الإسلامي إسلامياً

الآن كل شي‏ء ملك لكم، ولكن طبعاً إصلاح ما قد تركه النظام الفاسد من دمار وتخريب سيأخذ بعض الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كل الوزارات والإدارات في البلاد أن تحدث تحولا إسلاميا في داخلها. أننا ندعي بأننا نظام إسلامي ولدينا جمهورية إسلامية ونقوم بتأسيس المؤسسات الإسلامية، يجب أن تكون ذات محتوى إسلامي وبالشكل الإسلامي المطلوب، فمثلًا: عندما يدخل شخص إلى وزارة الداخلية يجب أن يلاحظ الطابع الإسلامي في الوزارة، الكل فيها مسلمون ولا وجود للأشياء غير الإسلامية، فمن غير الممكن أن ندعي بأننا جمهورية إسلامية وتبقى الوزارات كما كانت عليه في السابق، فهذا الأمر فيه تناقض أن أدعي بالإسلامية والنظام الإسلامي دون أن يكون المحتوى إسلاميا، لذلك وبهمتكم أيها الأفاضل نأمل بأن نكون قادرين على بناء إيران الإسلامية، وهذا الأمر سوف يتم بهمتكم أيها الشباب وبهمة كل الشعب الإيراني رجاله ونسائه. سنتمكن من بناء المجتمع الإيراني المسلم، الذي تطبق فيه الأحكام الإسلامية، وليعلم الشعب بأن نظاما إسلاميا كهذا، خال من الظلم والجور والسرقة والفحشاء، مطابق للعدالة. في جميع مرافقه، من الممكن أن يتحقق ولكن بحاجة إلى مقدار من السعي والجهد والمتابعة. هذا البلد بلدكم وكما تسعون لإعمار بيوتكم يجب أن تسعوا لإعمار بلدكم. في السابق كان الناس يقولون: نحن نسعى ونكد والآخرون يجنون ثمار تعبنا. أما اليوم فالأمر ليس كذلك، وليس هناك من يجني تعب الغير، كلنا نعمل والعائد لبلدنا ولأفراد المجتمع الواحد.

أهمية مسألة القانون الأساسي ومجلس الخبراء

يجب أن أكرر وأؤكد لكم مرة أخرى فيما يتعلق بمسألة القانون الأساسي ومجلس الخبراء، فعندما يتقرر تشكيل مجلس الخبراء، يجب أن تسعوا جاهدين، لكي يكون أولئك الأعضاء من الأشخاص الملتزمين والمؤمنين ليسوا ذوي ميول يسارية أو يمينية، على اطلاع كامل بالدين الإسلامي، فنحن نريد تدوين قانون إسلامي لذلك يجب أن يكونوا على معرفة بالإسلام يفهمون أحكامه وتشريعاته، على يقين بأن الإسلام هو النظام الضروري لبلادنا. لذلك علينا توحيد قوانا لكي نقوم بالخطوة الأولى بشكل صحيح، ولكي نمضي بالنهضة والثورة قدماً إلى الأمام. وأسأل الله سبحانه أن يوفقكم جميعاً ويوفقنا لخدمة هذا الشعب، وخدمة هؤلاء المحرومين. ودمتم في رعاية الله.

«۱»-السيد رضي شيرازي، امام جماعة مسجد الشفا. «۲»-الحزب الشيوعي الإيراني.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: