بسم الله الرحمن الرحيم
نبذ الاختلافات
عندما سننتهي من إرساء دعائم الثورة، سيقوم البعض في المدارس والجامعات وبالأخص في الجامعات- إذ إنها محل التربية والتعليم- بخلق المشاكل، وقد أتت إلى هنا جماعات من طهران ومن المناطق الأخرى، يسألون عما عليهم فعله. إنهم يخططون لأمر ما، ولكن المهم هو أن هذه الجماعة المخربة تشكل أقلية. وأغلب الناس لا يسعون وراء الخلافات. ولكن، على هذه الأغلبية أن تسعى لحل النزاعات الموجودة بينها، وأن تتحد مع بعضها ولا تسمح للنزاعات أن تفرق بين صفوفها، وبهذه الوحدة فإنهم سيقطعون الطريق على تلك الأقلية، وستصبح عاجزة عن تنفيذ مخططاتها. المهم، هو أن يتصدى المتواجدون في الجامعات، وعملهم محصور بالتربية والتعليم، سواء كانوا أساتذة أو شبابا، أن يتصدوا لهم بصورة عقلانية، لأن أولئك لا منطق لهم، المخربون لا منطق لهم، هم فقط يريدون أن يخربوا. وبمجرد أن تقفوا أمامهم وتسألوهم: لماذا تفعلون ذلك؟ ستكتشفون أنهم يفتقرون للمنطق. إن كل ما يعرفوه هو عليهم أن يخربوا فقط، لا يسمحون بإنجاز أي شيء. وكشف هذا الأمر يقع في الدرجة الأولى على عاتق الجامعيين والأساتذة ومدراء المراكز العلمية، وغيرهم. نحن أيضاً سنقوم بما نستطيع فعله، والحكومة أيضا ستتحرك في هذا المجال. وأنا سأنظر في أمر هؤلاء لأرى من هم وماذا يمكننا أن نعمل حيالهم.
[أحد الحاضرين: نرجو أن توضحوا لنا الحقوق بين التلميذ والمعلم طبق رأي الإسلام- إذ يصل عددهم إلى عشرة ملايين تلميذ- وعندها، إن أراد أحد سواء كان تلميذاً أو معلماً أن ينحرف عن هذا المسير سنواجهه بشدة، فهل لديكم رسالة توجهوها لنا بهذا الشأن ...].
إننا ننصحهم وإذا رأينا أنهم مصرون على أن يخططوا لمؤامرة ما- لا سمح الله- فعندها سنتصرف معهم بطريقة أخرى، ولكن المهم أن يكون الجامعيون، والمعلمون والأطباء متحدين، وألا يختلفوا أبدا، فإن كان المجتمع سليم وأكثرهم كذلك، والمنحرفون أقلية، فإن هذه الأقلية ستزول بسرعة. ولكن عادة ما يكون هناك خلافات. هذه الخلافات هي سبب نفوذ تلك الأقلية وتدخلها. ولذلك عليكم السعي للوقوف في وجه الخلافات التي تظهر في المدراس والجامعات، خاصة بين الفئات المتدينة المسلمة، والابتعاد عن التحزب الذي لا يجلب غير التفرقة، ويجب أن تراعوا الهدف الأساسي ألا وهو الدراسة، والمعايير الإسلامية. يجب أن تهذبوا أنفسكم وأن تتحلوا بالأخلاق الحسنة. على كل حال، الاختلافات في المزاجية أمر طبيعي، ولكن يجب ألا يصل حداً يقود الى مفسدة.
سأعطيكم مثالا على ذلك، كان البختياريون طائفتين وكانوا أقوياء جداً، كنت أعلم ذلك، طائفة اسمها إيلخاني وكان لها أتباعها، وطائفة أخرى اسمها حاجي إيلخاني وهؤلاء أيضاً لهم أتباعهم، وكانتا تبغضان بعضهما البعض، ولقد سمعت أنه إذا ظهر عدو مشترك للطائفتين فإنهم يضعون كل خلافاتهم جانبا، ويتفرغون للتصدي لذلك العدو حتى يتخلصوا منه، ومن ثم يعودوا إلى خلافاتهم السابقة.
إن المسألة مسألة عقلانية، فالجميع مسلمون وكلكم تنشدون انتصار هذه النهضة إن شاء الله، والأكثرية معكم، ولكن الاختلافات يجب ألا تؤدي إلى تجاهلكم لعدوكم الأساسي، فعندما تتحدون في وجه عدو الثورة الأساسي وعدو الإسلام، فعندها لن يستطيع أن يفعل أي شيء. المهم هو أن تبقوا مجتمعين، اتحدوا مع بعضكم البعض. كي تتمكنوا من نصحهم وإسكاتهم، فإن لم تستطيعوا، فإنه هناك طريقة أخرى للتعامل معهم دائما.
[هنا يشير أحد الحضور إلى مواضيع تتعلق بمن يدعون أنهم علماء دين، في تعزيز التفرقة].
الإمام: نعم، هذا أيضاً ألم آخر يؤرقنا، أسأل الله أن يهديهم إلى جادة الصواب.